أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - مطلوب موقف اخر من الربيع العربي














المزيد.....

مطلوب موقف اخر من الربيع العربي


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك الكثير من الذين يهللون للربيع العربي كأن الفرج اقترب، وأن الابواب فتحت على مصراعيها من اجل مستقبل افضل خالي من العبودية والرق بالمنطقة العربية وللشعوب العربية، احاول دائما جاهدا ان ابحث عن بصيص امل للمستقبل بهذه الثورات او هذه التحركات الجماهيرية العربية، واحاول الاجابة على السؤالين التاليين: لماذا انتفضت هذه الجماهير ضد حكوماتها؟ هل ما حل بالمنطقة العربية من مصائب سببها حكومات تأمرت على شعوبها وتطالعاتهم واحلامهم؟

استطيع ان اجزم ان بدولنا العربية ساد الفساد والوساطة، بظل غياب قاعدة اقتصادية ناتجة يكون بامكانها ان تفتح فرص عمل لملايين العمال العرب ولملايين القدرات المهنية والمتخصصة من اجل بناء مجتمع منتج، وغياب هذه الفرصة حصر العمل بالدول العربية من خلال الوظيفة الحكومية، وتقاسم باقي الوطن العاطلين عن العمل والطبقة الكمبرودارية، ساد الجوع والفقر والقهر والعبودية قطاعات واسعة من شعوب الدول العربية، ولم تتخلى اطلاقا كافة الحكومات العربية عن ابداء رايها برغبة هذه الدولة او تلك بالتحضير للوقت المناسب لتحرير فلسطين، حيث كانت فلسطين هي السوط الذي تجلد بها اصحاب الاصوات الحرة التي تنادي بالحرية والديمقراطية، وكأن الانسان رأى بفلسطين عبأ لمزيد من المعاناة الى جانب الجوع والفقر لقطاعات واسعة من الشعوب العربية.

جاءت الثورات العربية او الحراك العربي او الربيع العربي، فليسميه من يشاء ما يشاء، جاءت بعد تراكمات على مدار عقود، جاءت وهي تتحدى الخوف اولا وتتحدى الحاكم ثانيا، لتقول ماذا تعني الحياة باستمرار الجوع والفقر والبطالة والقهر والظلم والاهانات اليومية وتكميم الافواه؟ لا معنى لحياة بدون كرامة وبدون انسانية، فاشتعال انتفاضة تونس بعد ان قام بوعزيزي واشعل النار بنفسه نتيجة صفعة من شرطية تونسية مثلت بهذا التصرف البذيء حجم دور النظام واجهزته الامنية باهانة الانسان العربي، حيث هذه الحالة غير مقتصرة على تونس بمقدرا ما هي ممتدة بالمنطقة العربية ودولها من المحيط الى الخليج.
لا اريد ان اخوض بتفاصيل مجريات الامور، ولكن سانتقل الى مانتج عن هذه الحركات ببعض الدول العربية وما انتجته، ففي تونس ومصر وصلت الى الحكم قوى اخرى مختلفة جذريا عن الحكومات السابقة التي كانت تحكم بهذه الدول، احزابا وحركات كانت معروفة بعلاقاتها وتحالفاتها بالماضي مع الغرب ضد الاحزاب اليسارية والقومية والوطنية، وكانت هذه القوى المحلية على حالة تصادم متواصلة خلال العقود الماضية، والسؤال الذي يطرح نفسه بظل تفاقم الازمات الاجتماعية بدولها ووصولها الى ما وصلت اليه من فقر وجوع وقهر بظل شح الموارد الاقتصادية واعتماد الدول على المساعدات الاقتصادية الغربية والراسمالية، السؤال هو: هل هذه الحكومات الجديدة قادرة على التغلب على كافة التناقضات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية من اجل استقلال فعلي لهذه الدول ام ستبقى هذه الدول رهينة المساعدات الاقتصادية من الدول الغربية ومرتبطة معها؟ فلا اعتقد ان هذه الحكومات الجديدة قادرة بالمرحلة الحالية على معالجة كافة القضايا التي ورثتها عن الانظمة السابقة خلال فترة قصيرة، لانها بواقع الحال ليس لديها قاعدة اقتصادية منتجة كي تعتمد عليها خلال السنوات القادمة، وهذا بطبيعته يجعلنا نحن كفلسطينين ان لا نراهن على هذه الحكومات بافضل من سابقاتها اتجاه القضية الفلسطينية، لانها حكومات ستواحه ضغوطات اقتصادية غربية لانتزاع تنازلات سياسية ولان تركيبتها الطبقية وقدراتها العسكرية والاقتصادية لا تسمح لها بالوقوف امام الضغوطات الغربية والاسرائيلية.

الرهان بالمرحلة الحالية على هذه الحكومات اتجاه القضية الفلسطينية بانها ستلعب دورا ايجابيا من اجل القضية الفلسطينية لا يكون مختلفا بطبيعة الحال عن الحكومات السابقة، لانها ستهتم اولا بقضاياها الداخلية، نتيجة ضعف البنية الداخلية المرشحة لمزيد من التناقضات والتناحرات، نتيجة ما افرزته المرحلة السابقة من تعصب وتيارات متطرفة، ولكن الامور اعتقد انها ستأخذ منحى اخرا، وهو موقفها من الحركات الجماهيرية او التمردات بالدول التي تشهد تحركات باتجاه اسقاط الانظمة القائمة من اجل دعمها لان هناك دعما واضحا من الدول الغربية وبالاخص الامبريالية الامريكية لدعم هذه الحركات لاسقاط هذه الانظمة واستبدالها بانظمة جديدة، ولا يمكن ان توافق الادارة الامريكية ان تنتج اي ثورة بالدول العربية حكومة تكون معادية لها، وهنا ارى اهتمام الغرب والادارة الامريكية بسقوط هذه الانظمة وعلى راسها اقرب حلفائها كحسني مبارك التي لم توفر له اي غطاءا له وموقفها الحالي من العمل على سقوط نظام الاسد بسوريا الذي يعتبر نظام ممانعة، والموقف الرسمي التونسي واضح اتجاه الاحداث بسوريا والذي يتلاقى كاملة مع الموقف الامبريالي الغربي المعادي اصلا للعرب، فما الذي تغير بين الموقف التونسي بعهد زين العبادين والموقف التونسي اليوم؟

الفلسطينين عليهم الاستعداد للمرحلة المقبلة في حال سقوط نظام الاسد بسوريا، حيث غاب عن قيادتها الموقف من المؤامرة على الوطن العربي، فالقضية الفلسطينية هي المستهدفة اصلا من ما يجري لتصفيتها، فليس المطلوب من الفلسطينين ان يكونوا على الحياد من الموقف الغربي اتجاه ما يجري بالمنطقة العربية، الموقف الفلسطيني يجب ان يكون واضحا كالشمس، لا للتدخل الغربي ولا لامريكا، ولتكن الحركات الجماهير العربية والثورات العربية لاقتلاع القواعد الامريكية من المنطقة واقتلاع الصهيونية من الاراضي الفلسطينية، هكذا يكون الموقف الفلسطيني واضحا وتعبويا، كذلك غاب هذا الموقف عن كافة القوى العربية التي ترى بالامبريالية العالمية عدوة للشعوب العربية، فهل فات الاوان لمراجعة المواقف واتخاذ قرارات صائبة لتصب بطريق الحرية والديمقراطية بدلا من تدمير دولا ومدنا باسلحة غربية عدوة؟

17/08/2012



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة ... شدوا الهمة الهمة قو ...
- ورطة القيادة والحل الغائب
- ما هي حقيقة الموقف البرازيلي من اللاجئين الفلسطينين؟
- المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة مهمات وتحديات
- ليلى خالد رمز النضال الفلسطيني
- اضراب الاسرى والتضامن الغائب بالبرازيل
- الانقسام الفلسطيني: جزئي ام شامل
- فلسطين حرة – التضامن هو الذي يوحدنا
- استمرار السلطة واستمرار الاحتلال، تبادل ادوار ام وظيفة؟
- الرهان على القيادة ام الرهان على المفاوضات؟
- اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل واستمرار المعاناة
- كيف سيكون الواقع الفلسطيني بعد نجاحات الاسلاميين بالدول العر ...
- حوار القاهرة وضرورة انجاز الوحدة الوطنية
- بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في البرازيل فلسطين ح ...
- اتحاد المؤسسات ومستقبل العمل الوطني بالبرازيل
- من اجل تعزيز حملة التضامن البرازيلية مع فلسطين
- بلد غني... بلد خالي من الفقر
- الانحياز المشروط للثورات العربية
- شبيحة وبلطجية كمان بالبرازيل
- فلسطيني الشتات تحديات ومسؤوليات


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - مطلوب موقف اخر من الربيع العربي