أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جادالله صفا - الانحياز المشروط للثورات العربية















المزيد.....

الانحياز المشروط للثورات العربية


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 7 - 08:25
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ما يجري بالمنطقة العربية لم ياتي من فراغ، فالمؤامرة الصهيونية الامبريالية لتقسيم المنطقة العربية ودولها، لم تأتي ولم تحقق النجاح الا اذا توفرت لها الارضية اللازمة وبعد نضوج الظروف.

فما تشهده المنطقة العربية من استبداد وظلم وقمع وما شهدته على مدار السنوات او العقود الماضية وفرت ارضية مناسبة نشهد بها تحولات تقود المنطقة العربية الى مستقبل غامض ومقلق.

ان حرمان الشعوب العربية وقواها واصحاب الرأي من ممارسة حق التنظيم وابداء الرأي وحرية التعبير، وحرمانهم من ممارسة الديمقراطية الشفافة، اضافة الى الفقر وعدم توفر فرص العمل، وانتشار الفساد والملاحقات والاهانات اليومية التي تمارس على المواطن العربي من قبل اجهزة الامن العربية، لهذه الاسباب وغيرها شكلت ارضية مناسبة باتجاه زحزحة الوضع الداخلي وخلقت حالة احتقان شكلت تمردا على الواقع القائم، وكانت لشبكات الانترنت الفضل للتواصل مع قطاعات واسعة من الجماهير العربية وبالاخص الشباب الذي غابت عنه قوى من المفترض انها انها ادركت اهمية الشبكة العنكبوتية للاتصال والتواصل الجماهيري بدلا عن وسائل الاعلام الحكومية المراقبة والمنافقة للواقع، فكان لهذه الشبكة دورا اساسيا ساهم لاحقا بتغذية هذه الثورات وتأجيهها، وكانت الشبكة اكثر تحريضية منها توجيهية، وأن دخول الدول الغربية على الخط مباشرة لتكون في بعض الحالات قائدة لهذه الثورات وموجهة لها ومشاركة بها، نقل بعض هذه الثورات لاهداف اخرى مشبوهة لتكون تدميرية وذو مستقبل غامض بدل ان تكون اصلاحية او تغييرا الى الافضل.

ماذا تريد الثورات من التغيير؟ وماذا تريد بعد اسقاط النظام القائم؟ هل ستتمكن الثورات من اعادة بناء البلد والدفاع عن خيراتها؟ وهل سترفض التدخل الغربي والامريكي بشؤون البلد؟ هل هذه الثورات تبحث عن دولة لكل مواطنيها ام دولة يحكمها العقل الطائفي؟ الموقف من الامبريالية الامريكية والغربية واحتلال فلسطين والتواجد الامريكي بالعراق وتقسيم السودان، ماذا يقولوا لنا قادة هذه الثورات عنها؟ من هم حلفاء هذه الثورات على الصعيد الدولي؟ ومن هم اعداء الشعوب العربية؟ هذه الاسئلة التي اوجهها الى الثورات العربية وقيادتها.

غاب عن ثورة مصر ان كامب ديفيد اخذ مصر الى الهاوية، وغاب عن ثورة مصر ان سفارة الكيان الصهيوني كانت وكر الجاسوسية الذي يفرض على شعب مصر الجوع والفقر وغياب الديمقراطية والاهانات اليومية، حتى الان ما زالت سفارة الكيان الصهوني حاضرة وبقوة وما زالت سيناء قاعدة امريكية ومحمية صهيونية، وما زال غاز مصر كالماء الذي يروي العطشان للكيان الصهيوني، هل الثورة فقط هي للتعبير عن الرأي وهامش من الديمقراطية؟ ام ان الثورة لاجتثاث كل ما له علاقة بتاخر الشعوب وتدمير مقدراتها ونهب خيراتها والتلاعب باستقرار واستقلال الدولة؟


ان النعرات الطائفية التي تشهدها المنطقة على اساس ديني، ساهمت بها الدول الغربية مع الكيان الصهيوني، وعملت على تأجيج هذه الصراعات على هذا الاساس، لنصل الى وضع ان عدونا الاولي هو داخلي قبل ان يكون خارجي، لتصل الامور الى حالة الاصطدام الوطني، فلا ابرأ الحكومات العربية، وانما احملها المسؤولية الاساسية لما يجري بدول المنطقة العربية، فهي من كانت اداة قمعية منعت على الشعوب العربية تطلعاتها واحلامها بالحرية والديمقراطية والوحدة، كانت تلاحق وتقمع من راى بالكيان الصهيوني والامبريالية الغربية عدوا للشعوب، منعت على الجماهير العربية حقها بالتنظيم، واعتبرت هذ الحكومات ان التنظيم فقط هو ضمن مؤسسات الحزب الواحد الحاكم وما يراه هذا الحزب لانه وحده ـ اي الحزب الحاكم ـ الذي يعرف المصلحة الوطنية ويعرف اين مصلحة الوطن كما يدعي، وكانت مواقفها الشكلية المعادية لوجود الكيان الصهيوني والامبريالية وسيلة لقمع التطلعات الجماهيرية وفتح السجون امام اصحاب الرأي وحرمانهم من حق التنظيم والتعبير ومنع الحريات الديمقراطية ، وهذا مع الزمن خلق واقع جديد بالمنطقة العربية.

بالواقع لا اعرف اين نحن من ما يجري بالمنطقة العربية، وكيف يمكن ان ننحاز الى الثورات العربية التي تفتح قنوات اتصال وتنسيق مع الدول الغربية عدوة الشعوب العربية وتطلعاتها واحلامها، كيف يمكننا ان ننحاز الى حكومات مارست القمع والقهر بحق شعوبها وكانت اداة غربية لقمع اي توجه من اجل الوحدة العربية ومعاداة الصهيونية والامبريالية.

ثورات الشعوب لا تستعين بالدول الامبريالية والغربية لاسقاط الحكومات الفاسدة، نحن اليوم ككتاب واصحاب رأي مطالبون بتحديد موقف واضح وصريح من ما يجري بالمنطقة، ليكن لنا دورا ليس لمهاجمة هذا النظام او ذاك وليس لتحجيم هذه الثورة او تلك، وانما لنهضة تعبوية وتعبئة من اجل وطن عربي موحد كذلك دفاعا عن وحدة القطر، موقفنا لمواجهة المخططات الصهيونية والامبريالية الرامية الى المساس بكرامة الامة العربية، واستقلال دولها واستقرار المنطقة، لتكن ثوراتنا ضد وجود الكيان الصهيوني والقواعد العسكرية الامريكية بالمنطقة العربية، وانهاء الاحتلال الامريكي للعراق، وضد التدخل بشؤوننا الداخلية.

لا يمكن ان انحاز الى حكومة عربية لا تمنح الحرية لشعبها ولا تسمح لشعبها بحرية التنظيم والتعبير وابداء الرأي، لا يمكن ان انحاز الى حكومة عربية ما زالت سجونها تمتليء بمناضلين رأوا بالكيان الصهيوني والادارة الامريكية ودول الغرب عدوا لدودا لمستقبل المنطقة العربية، لا يمكن ان انحاز الى حكومة عربية تمنع على مواطنها ان يعود الى بلده ووطنه، وتعتبره ملاحق قانونيا لرأيه وموقفه، لا يمكن ان انحاز الى حكومة عربية ما زال هناك مواطنا عربيا ملاحقا لانه صاحب رأي وموقف.

لا يمكن ان انحاز الى ثورة ان لم تتخذ هذه الثورة موقفا علنيا يؤكد على استقلال الدولة من خلال تخليص البلد والوطن من التبعية للامبريالية وحلفائها الداخليين والخارجين، لا يمكن ان انحاز الى ثورة لا ترى انها تسير على طريق الوحدة العربية، لن انحاز الى ثورة لا ترى ان الدولة المرادة هي دولة لكل مواطنيها، لا يمكن ان انحاز الى ثورة ان لم تكن هذه الثورة من اجل تغيير يضمن للمواطن العربي حقوقه، لا يمكن ان انحاز الى ثورة قادتها يعيشون بدولا معادية للتطلعات الجماهيرية العربية واحلامهم، لا يمكن ان انحاز الى ثورة قادتها يتلقون اومراهم من فرنسا وبريطانيا وامريكا ويستعينون بالغرب لتدمير بلدهم.

من هنا علينا ان ننطلق من اجل ان تكون ثوراتنا العربية التي طالما حلمنا بها وبانتصارها وبازالة انظمة القمع والقتل والدكتاتوريات، وتحرير المنطقة العربية وتخليصها من القواعد الامريكية المنتشرة، والتي تهدد الامة العربية واستقرار المنطقة واستقلال دولها، لتكن ثوراتنا العربية ثورات من اجل حرية الانسان العربي وكرامته ومستقبله وتحقيق طموحاته، فلتكن ثوراتنا العربية هي الامل الذي طمحنا له دائما مستقبل باهر واستقلال على طريق الوحدة العربية مع ازالة الكيان الصهيوني وانهاء الوجود الامريكي على الارض العربية.

جادالله صفا – البرازيل
06/09/2011



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبيحة وبلطجية كمان بالبرازيل
- فلسطيني الشتات تحديات ومسؤوليات
- الجالية الفلسطينية بالبرازيل تعلن عن تاسيس المركز الثقافي ال ...
- احصلوا على 51% من الاصوات ولكم 100% من المقاعد
- المصالحة بين حماس وفتح ... الى اين؟
- الخيارات المطروحة امام الجالية الفلسطينية بالبرازيل للمرحلة ...
- هل ستتمكن الجالية الفلسطينية بالبرازيل من بناء مؤسساتها الجا ...
- ما هو مستقبل الوطن العربي باستمرار الثورات القائمة؟
- حصل في البرازيل: اصدار هوايات وتعبئة استمارات جوازات سفر
- افريقيا 2 ... اسيا صفر
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل بين استمرارية النهج وضرورة الت ...
- يتكلمون عن الثوابت ولكن اي ثوابت؟
- الشعب يريد اسقاط اوسلو ومحاكمة ازلامه
- ثورة مصر لا خيار امامها الا الانتصار
- التنازلات الفلسطينية مطلبا صهيونيا ام رغبة فلسطينية؟
- لماذا تتفاقم ازمة الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازي ...
- كتب حافظ البرغوثي حياتنا ... رماد
- كيف تتفاعل قضية اللاجئين الفلسطنيين في البرازيل؟
- ليس بالضرورة ان تكون لاحس احذية ليحترموك
- التعداد الحقيقي للجالية الفلسطينية بالبرازيل


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جادالله صفا - الانحياز المشروط للثورات العربية