أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - ورطة القيادة والحل الغائب














المزيد.....

ورطة القيادة والحل الغائب


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يجوز لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ان تتنصل من اتفاقيات اوسلو؟ وهل يجوز لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ان تتنصل من رسائل الاعتراف المتبادلة بين م. ت. ف وحكومة رابين؟ وماذا يعني هذا التنصل بفترة ما زالت موازين القوى تميل بشكل واضح لصالح الكيان الصهيوني؟ وهل هناك من يجروء على التفكير جديا بحل السلطة الفلسطينية؟. وما هو الثمن المطلوب تقديمه فلسطينيا في حال اقدمت اي جهة فلسطينية بالتجروء على اي خطوة لا ترضي الجانب الاسرائيلي؟ هل هذه الاسئلة تحدد مستقبل القضية الفلسطينية؟ وما هو المخارج التي تشكل بحد ذاتها استمرار القضية الفلسطينية مطروحة بحدها الادنى على المستويات الدولية والعربية كقضية وطنية؟

لا نأتي بجديد عندما نقول ان اعتراف الجانب الفلسطيني باسرائيل كان على اراضي فلسطينية، اما الاعتراف الاسرائيلي فقط كان بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد ان جردها من وحدانية تمثيلها ومن شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني، وهذه اتفاقيات دولية تلتزم بها قيادة الشعب الفلسطيني، وهنا مربط الفرس، وهل القيادة الفلسطينية ستتخلى عن رسائل الاعتراف المتبادلة مع حكومة اسرائيل؟ وما هو الثمن الذي ستدفعه هذه القيادة في حال اقدمت على خطوة كهذه؟

يؤكد اتفاق اوسلو ببنده الاول "إن هدف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ضمن إطار عملية السلام الشرق أوسطية هو وإلى جانب أمور أخرى، تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية. المجلس المنتخب "للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338. ومن المفهوم أن الترتيبات الانتقالية هي جزء لا يتجزأ من العملية السلمية الشاملة وأن المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 242 و 338.
بالواقع انا لست رجل قانون لاناقش الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين من وجهة نظر قانونية، ولكن اي نظرة عادية مهما كان الانسان يجهل بالقوانين او كيفية صياغة الاتفاقيات، سيكتشف بان اتفاق اوسلو يتنكر لكافة الحقوق الفلسطينية بما فيها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وأن هذه البنود تركت للمفاوضات لحلها، ولم يحدد اتفاق اوسلو طبيعة حلها، وانما الحل يتم من خلال اتفاق الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي.

اتفاق اوسلو نجح بتثبيت جيش من الموظفين عند السلطة الفلسطينية، يعتاشون على الراتب، وهذا الجيش اصبح يشكل عبأ على القيادة الفلسطينية، التي اخذت على عاتقها مسؤولية توفير الراتب لهم، فالسلطة الفلسطينية تمر بأزمة مالية غير مخفية على احد، وتهدد بانهيار هذه القيادة وهذه السلطة وتنذر الساحة الفلسطينية بكارثة تشكل خطرا كبيرا على كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، فقضية الرواتب تقلق السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية، وتعمل القيادة الفلسطينية جاهدة من اجل الخروج من هذا المأزق، فالافق مغلقة امام هذه القيادة التي ارتضت لنفسها ان تكون بهذا الموقع وتجرد نفسها من كل مراكز القوى التي كانت تتمتع بها، فبكل تاكيد ان العاهل السعودي سيقول للرئيس الفلسطيني انه ليس بامكاننا ان نوفر مائة مليون دولار كل شهر رواتب لموظفي السلطة، فالازمة ستتفاقم اكثر واكثر، فالسلطة ستتفرغ لاحقا لتوفر لقمة العيش لجيش من الموظفين، وتوفير الوقود لقطاع غزة لأخراجها من الظلام.
اسرائيل تدرك جيدا ماذا يعني جر القيادة الفلسطينية الى الاهتمام بقضايا اخرى ليس لها علاقة بالحقوق السياسية والوطنية والشرعية للشعب الفلسطيني، فتحميل الجانب العربي مسؤولية التقصير وعدم الوفاء بالالتزامات المالية لجيش من الموظفين، يأخذنا بعيدا عن الهدف الاساسي لنضال الشعب الفلسطيني، فقضيتنا القلسطينية هي قضية سياسية وطنية، فاسرائيل تدرك جيدا حجم التناقضات الاجتماعية الداخلية بالمجتمع الفلسطيني، وصعوبة الحلول بظل استمرار الاحتلال، فحل كل هذه المعضلات والتناقضات الموجودة بالمجتمع الفلسطيني لا يمكن معالجتها الا بازالة الاحتلال وليس باستمراره، وباعتبار ان السلطة والقيادة الفلسطينية وافقت على التعاطي مع الداخل الفلسطيني من خلال اتفاق اوسلو الذي يعالج القضية على اساس انساني وليس على اساس سياسي، وتمكنت اسرائيل ان تنتزع من الطرف الفلسطيني اعتراف بحق سياسي لاسرائيل على اراضي فلسطينية مقابل حكم ذاتي يتعاطى مع الحقوق المدنية والدينية للشعب الفلسطيني، يعود بنا التذكير بوعد بلفور المشؤوم الذي منح اليهود حقوقا سياسية بفلسطين وحقوقا مدنية ودينية لغير اليهود.

فالقيادة الفلسطينية متمسكة بالسلطة لانها تدرك جيدا ماذا يعني حلها، وما هي الكوارث التي ستحل على الشعب الفلسطيني بالداخل، ولكن اسرائيل تنتظر الفرصة المناسبة لحل هذه السلطة لمزيد من الفوضى وتفكيك الشعب الفلسطيني، وسيبقى الحل غائبا ما دام البديل القيادي والبديل المالي القادر على خلق قاعدة صمود لشعبنا الفلسطيني بالاراضي الفلسطينية غائبا.

18/07/2012



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي حقيقة الموقف البرازيلي من اللاجئين الفلسطينين؟
- المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة مهمات وتحديات
- ليلى خالد رمز النضال الفلسطيني
- اضراب الاسرى والتضامن الغائب بالبرازيل
- الانقسام الفلسطيني: جزئي ام شامل
- فلسطين حرة – التضامن هو الذي يوحدنا
- استمرار السلطة واستمرار الاحتلال، تبادل ادوار ام وظيفة؟
- الرهان على القيادة ام الرهان على المفاوضات؟
- اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل واستمرار المعاناة
- كيف سيكون الواقع الفلسطيني بعد نجاحات الاسلاميين بالدول العر ...
- حوار القاهرة وضرورة انجاز الوحدة الوطنية
- بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في البرازيل فلسطين ح ...
- اتحاد المؤسسات ومستقبل العمل الوطني بالبرازيل
- من اجل تعزيز حملة التضامن البرازيلية مع فلسطين
- بلد غني... بلد خالي من الفقر
- الانحياز المشروط للثورات العربية
- شبيحة وبلطجية كمان بالبرازيل
- فلسطيني الشتات تحديات ومسؤوليات
- الجالية الفلسطينية بالبرازيل تعلن عن تاسيس المركز الثقافي ال ...
- احصلوا على 51% من الاصوات ولكم 100% من المقاعد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - ورطة القيادة والحل الغائب