أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - الرهان على القيادة ام الرهان على المفاوضات؟















المزيد.....

الرهان على القيادة ام الرهان على المفاوضات؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير ما يجري الحديث عن المحاولات الرامية لتجاوز حالة الانقسام الفلسطيني والتئام الوحدة الوطنية التي هي مطلب فلسطيني، نادرا ما نقرأ مقالات أو كتابات أو نسمع تصريحات لقادة مسؤولين تتحدث عن نجاحات او تقدم بالمفاوضات مع الكيان الصهيوني، ايضا نادرا ما نسمع تصريحات او نقرأ مقالات تتحدث عن ضرورة اسقاط او تغيير هذه القيادة التي راهنت على المفاوضات والتي بسياستها وباتفاقيات العار التي وقعتها اوصلت القضية الفلسطينية الى الوضع الحالي.
لقد جاء لقاء صائب عريقات مع ملوخو والرباعية بالاردن خلال الايام الماضية، ليؤكد على رهان هذه القيادة على تمسكها بالمفاوضات بالوقت ذاته التي ترى به بعض الفصائل الاخرى بعبثية هذه المفاوضات وهذه اللقاءت وهذا الرهان، ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو، الى متى يمكننا ان نستمر بهذه الثقة بهذه القيادة التي تنادون بعبثية رهانها على المفاوضات؟ الا يكفي عقدين من الزمن تقريبا على هذه القيادة ومفاوضاتها العبثية؟ وهل المطلوب تغيير النهج ام تغيير القيادة؟
الامور واضحة ولا لبس بها اطلاقا، القيادة الفلسطينية وحركة فتح بالاساس تنادي وتعمل على ايقاف كل اشكال المقاومة مع الكيان الصهيوني والتمسك بالمقاومة السلمية والتأكيد على المفاوضات المشروطة بوقف الاستيطان بالوقت الحاضر، وليس ازالة الاستيطان، كأن الاراضي التي اقيمت عليها المستوطنات ليست فلسطينية، ان ايقاف كل اشكال المقاومة ضد الكيان الصهيوني اليوم اصبح امرا واقعا وتمكنت الاجهزة الامنية وبقرار من القيادة وبتأييد واضح من حركة فتح من تحجيم وتصفية المقاومة بالضفة الغربية وزج عناصر المقاومة بالسجون ورفع درجة التنسيق مع الكيان الصهيوني، ورغم كل جولات الحوار والاتصالات التي جرت بين الاطراف الفلسطينية، نجد ان حركة فتح والقيادة الفلسطينية لم تتراجع اطلاقا عن توجهاتها السياسية ورؤيتها للمرحلة المقبلة، مع تاكيدها على المفاوضات، وليس خافيا على احد بان القيادة الفلسطينية ليست هي التي اوقفت المفاوضات بسبب الاستيطان وتعنت الكيان الصهيوني، وانما الكيان الصهيوني يدرك جيدا ان بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية كافي ان يضع القيادة الفلسطينية بمهب الريح وبين المطرقة والسنيان بعد ان فقدت كل عناصر قوتها الداخلية والقومية والعالمية، فاين تراهن هذه القيادة؟ والملفت للنظر هو استمرار لهاث ورهان القوى الاخرى وانتقاداتها المستمرة لحركة فتح والقيادة الفلسطينية وتوجهاتها.
المراقب للوضع الفلسطيني الداخلي والعلاقات التي تربط كافة القوى السياسية الفلسطينية، لا يرى الا الموقف الفتحاوي بكل حذافيره، وان التصريحات والمواقف الاخرى للقوى الفلسطينية التي تعتبر نفسها معارضة لهذا النهج، لا تراها الا داخل وضمن هذه المدرسة، وان معارضتها شكلية وغير مؤثرة بالواقع السياسي، والاخطر ان المراقب الفلسطيني لا يرى بهذه المعارضة الا التناقضات بمواقفها بالعلاقات الداخلية، حيث ان المعارضة غير راضية باداء القيادة السياسية وبنفس الوقت تسير هذه المعارضة تحت ابط هذه القيادة، وهنا تفقد هذه المعارضة من جماهيريتها ومصداقيتها امام الجماهير الفلسطينية، كما هذه المعارضة تفقد من مصداقيتها بمواقفها من الاحداث الدائرة.
حركة فتح والقيادة الفلسطينية تدفع الاطراف الفلسطينية الاخرى باتجاه انجاز الوحدة الوطنية بناءا على رؤيتها وتوجيهاتها السياسية، وليس على قاعدة الاجماع الفلسطيني، ولا بد من التذكير بان جولات الحوار اكدت باغلبيتها على رؤية فتح بالمواجهة مع الكيان الصهيوني، وهنا اوجه سؤالي الى القوى الاساسية من المعارضة الفلسطينية ومنها بالاساس حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من الذي تخلى عن كافة اشكال المقاومة هل هي فتح لوحدها ام الكل الفلسطيني؟ وسؤال اخر بحاجة الى صراحة من هذه القوى وهو: هل ستقوم هذه القوى بممارسة الكفاح المسلح او اي مظاهر المقاومة العنيفة بالضفة والقطاع بدون معارضة او منع فلسطيني؟ ام ان المقاومة هي بحاجة الى موافقة الاجهزة الامنية بالضفة والقطاع؟
نعم الشعب الفلسطيني بحاجة الى التمييز، فكما قال ابو علي بالبرازيل انهم عارضوا قرارات المجلس الوطني الفلسطيني بدورة الجزائر، واين موقفهم اليوم من هذه القرارات؟ وقبل ذلك عارضوا كامب ديفيد، واين موقفهم اليوم من كامب ديفيد ونظام كامب ديفيد؟ عارضوا اتفاقيات اوسلو، وما هو موقفهم من اوسلو؟ يعترفون بدولة على حدود الرابع من حزيران، ويجتمعون باحضان كامب ديفيد ويدخلون ويخرجون الى ومن فلسطين التزاما باتفاق اوسلو، فما هو الفرق بين هذا الفصيل والاخر؟ هذا ما يريد ان يعرفه ابو علي ليميز بين الفصائل الفلسطينية.
المواطن العادي والمراقب لا يرى تمييزا بين الفصائل الفلسطينية من حيث المواقف من الاحداث، فهناك الكثيرون الذين يسألون ايضا ما الفرق بين موقف فتح وحماس والشعبية من الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران؟ ولماذا هذه الفصائل الوطنية تجلس مع من خان وتنازل عن اراضي فلسطين المحتلة عام 1948؟ لماذا قادة الفصائل الوطنية تحاور من اعترف بالكيان الصهيوني وتحاور من اعتبر اراضي ال 48 اراضي اسرائيلية وليست فلسطينية؟ اسئلة مشروعة.
القيادة الفلسطينية بتصريحاتها اليومية تؤكد على المفاوضات لانهاء الاحتلال على جزء من الاراضي الفلسطينية، والمفاوضات بالنسبة لها هي قناعة راسخة، وتعتبرها انجع وسيلة للوصول الى الهدف المنشود الا وهو الدولة الفلسطينية، حتى توجه هذه القيادة الى الامم المتحدة اكدت اكثر من مرة بان ذلك من اجل العودة الى المفاوضات، وتود العودة بشروط افضل وعلا ان يكون لديها ورقة قوة، رغم ذلك لم تحصل عليها حتى الان، وستبقى بمتاهة الامم المتحدة سنوات دون ان نعترف بفشل هذا التوجه الى ان يتحول هذا الفشل الى مديحا لهذه القيادة على جرأتها وارادتها وتصميمها بتحديها للادارة الامريكية والصهيونية بأخذ القضية الفلسطينية الى الهيئات الدولية، واعتبار هذا التوجه انجازا فلسطينيا.
ان استمرار الرهان من قبل الفصائل على هذه القيادة تحت مسمى الحوارات والتمسك بالثوابت الفلسطينية، والرهان بان هذه القيادة ستنجز الوحدة الوطنية وستعمل على تطبيق اتفاق القاهرة ووثيقة الاسرى ما هو الا ذرا من الرماد بالعيون، فالانجازات لن تـاتي من خلال الرهان على قيادة ساومت وما زالت على الثوابت والحقوق الفلسطينية، فهل القوى الفلسطينية المعارضة لهذه القيادة قادرة على اتخاذ مواقف والقيام باجراءات باتجاه اسقاط هذه القيادة واستبدالها بقيادة اكثر ثباتا واكثر وضوحا اتجاه الحقوق والثوابت الفلسطينية؟ وهل هذه القوى بامكانها ان تقوم بمقاطعة هذه القيادة بكل نشاطاتها وتوجهاتها وعدم حضور الاجتماعات القيادية سواء على مستوى اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي او اي لقاء اخر الى ان تسقط هذه القيادة؟ اعتقد ان المخرج هو بسقوط هذه القيادة وازالتها من موقعها والمجيء بقيادة اخرى تتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية والشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني، ولا مخرج الا بايجاد قيادة اخرى تتحمل مسؤولية تاريخية اتجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته وقيادة نضاله بهذه المرحلة.
جادالله صفا – البرازيل
07/01/2011



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل واستمرار المعاناة
- كيف سيكون الواقع الفلسطيني بعد نجاحات الاسلاميين بالدول العر ...
- حوار القاهرة وضرورة انجاز الوحدة الوطنية
- بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في البرازيل فلسطين ح ...
- اتحاد المؤسسات ومستقبل العمل الوطني بالبرازيل
- من اجل تعزيز حملة التضامن البرازيلية مع فلسطين
- بلد غني... بلد خالي من الفقر
- الانحياز المشروط للثورات العربية
- شبيحة وبلطجية كمان بالبرازيل
- فلسطيني الشتات تحديات ومسؤوليات
- الجالية الفلسطينية بالبرازيل تعلن عن تاسيس المركز الثقافي ال ...
- احصلوا على 51% من الاصوات ولكم 100% من المقاعد
- المصالحة بين حماس وفتح ... الى اين؟
- الخيارات المطروحة امام الجالية الفلسطينية بالبرازيل للمرحلة ...
- هل ستتمكن الجالية الفلسطينية بالبرازيل من بناء مؤسساتها الجا ...
- ما هو مستقبل الوطن العربي باستمرار الثورات القائمة؟
- حصل في البرازيل: اصدار هوايات وتعبئة استمارات جوازات سفر
- افريقيا 2 ... اسيا صفر
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل بين استمرارية النهج وضرورة الت ...
- يتكلمون عن الثوابت ولكن اي ثوابت؟


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - الرهان على القيادة ام الرهان على المفاوضات؟