أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - غزوة -آل المقداد-.. خليجيا














المزيد.....

غزوة -آل المقداد-.. خليجيا


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من ان مثل هذه القرارات تعد من الامور السيادية التي تلجأ اليها الدول عادةً لحفظ مصالحها وسلامة ابنائها,الا ان رد الفعل الخليجي على التطورات المتسارعة على الارض في لبنان قد تشير الى وجود سوء تقدير مأساوي للعواقب المحتملة لتداعيات الجهد الحثيث والملحاح في وضع قوائم متطاولة لاسماء الدول والكيانات التي يجب عليها ان تجر الى اتون الحرب الضروس الدائرة –بضراوة- على الأرض السورية..او انها على الاقل,لم تقوى على التعتيم على عامل الصدمة والارتباك الذي بدا واضحا على طريقة التعاطي الخليجي مع الازمة بشكل قد يشي بان دوائر القرار العليا في دول مجلس التعاون لم تكن تتوقع ان تكون هناك أي ردود افعال تجاه سياستها الممنهجة في افشاء الفرز والتقاطع المذهبي والتغييب الممنهج لمفهوم الدولة الوطنية مقابل اولية المكون او الانتماء الايديولوجي في ادارة العلاقات ما بين شعوب المنطقة..
فغلق البعثات الدبلوماسية ودعوة رعايا دول مجلس التعاون الى مغادرة لبنان والتهديد الضمني بابعاد اللبنانيين المتواجدين في الخليج كرد دفاعي متخندق امام بيانات "الجناح العسكري"لعشيرة آل المقداد قد يدل على ان القيادات الخليجية لم تكن واعية تماما لنتائج سياساتها وتمويلها المسرف تجاه اقرار الفرز الطائفي في دول المنطقة..
كما ان الترويج الاقرب الى التبني لتجاوزات بعض القوى المحسوبة على المعارضة السورية والتمجيد الاعلامي لولوغهم في دم الابرياء وتسويقه كدفاع عن ثوابت ومتبنيات الامة قد يكون هو السبب الرئيس في الاستهداف المدان للمواطن الخليجي البسيط الذي وجد نفسه وسط لعبة لا ناقة ولا"عرعور"له فيها ولا يراد منها الا تثبيت اركان الحكم العائلي على حساب تمزيق اللحمة الوطنية لشعوب المنطقة..
ان سياسة تصفير التاريخ والتأسيس المستمر لمناسبات معينة يرتكز عليها التفسير الطائفي للاحداث قد يكون مفيدا في حالات التجييش الطائفي في العالم الافتراضي وقد يشكل وسيلة تكسب جيدة لبعض كتاب القطعة,ولكنه بالتأكيد لن يكون له صدىً على مجريات الامور على الارض,مما يكون معه من الامعان في الخطل فصل "صولة"آل المقداد عن سياقها الصحيح ضمن سلسلة من التفلتات الامنية التي استهدفت خطف المواطنين العزل ولم تكن عملية خطف المواطنين السوريين والمواطن التركي الا محطة نتمناها خاتمة لهذا الاستهداف الواضح للحق الانساني الاصيل بالحياة والامن والكرامة.
وان كان الجيش الحر لم يجد بدا من الصاق الصفات المحببة لماكنة الكراهية عالية الصوت على المواطنين المخطوفين ليديم رضا طوال العمر وامداداتهم المالية ,فان الطرف الآخر يستطيع بسهولة ان يقدم ما لديه على انهم من قادة الجيش الحر ما دام الامر لا يحتاج الا الى بعض الجرأة الادبية والهتافات الضاجة المدججة بثقافة الغزو والاخضاع,وان كان الاعلام غير معني بتفسير كيفية "أسر"العشرات من قوات الحرس الثوري,وفي منطقة مأزومة, دون ان يكون معهم سكينة مطوية,فسيكون عليه تقبل ان يكون المواطنين السوريين المحتجزين لدى آل المقداد من قادة الجيش الحر او المخابرات التركية او الموساد,فمادامت هناك شاشات تنقل مثل هذه البيانات المخجلة, فسيكون هناك الكثير من محبي الظهور لملأ ساعات بثها الطوال..
ان التعتيم الاعلامي والسياسي على السابقة التاريخية الخطيرة في اعلان دولة ما بانها تدفع رواتب واجور لمقاتلين ينشطون على اراضي دولة اخرى قد تكون السبب الذي يجعل مواطنو الخليج لا يستوعبون انهم في قلب معركة لا يبدون مستعدين تماما لتداعياتها وان قياداتهم قد تجرهم الى صراع مبني على استنتاج احادية خيطية تجادل بسيناريو طويل من النزاعات التي يضطرم باوارها شعوب المنطقة دون ان تمس نيرانها اذيال المجتمع الخليجي المتناوم على فكرة ان النهاية الطبيعية للصراع في سوريا ستكون حفلة انتقام وافناء طائفي طويلة بين مجتمعات"عرب الشمال"يكون دور الخليجيين فيها التضحية باصطيافهم السنوي في لبنان واستبداله بشواطيء البسفور او دول اوربا الشرقية..
ان مراقبة تسارع الأحداث في سوريا وارتفاع صوت الموت فيها،وتحول الشعارات الثورية المنادية بالحرية والديمقراطية والخبز المغمس بالكرامة الانسانية الى حروب تتارجح بين الخطف والقتل والتمثيل الفضائي بالجثث,ينبىء بأن المشهد ذاهب باتجاه واقع اكثر مأساوية ، أكثر ما يخشى منه هو أن تنسحب الأزمة السورية، بكل ذيولها، الى دول اخرى,ومواطنين ابرياء من مجتمعات اخرى ينحرون قربانا لخطاب تحريضي عاطفي ملتبس يتقافز بين السياقات التاريخية للاحداث متكئا على جهد اعلامي مربك مشوش غير معني بالاقناع وإقامة الأدلة ولا يتورع عن استخدام آلام الشعوب وجراحاتهم حطبا لأدامة اهداف سياسية مؤجلة..
ان مثل هذه السياسات ان كانت تدل على شيء فانها تشير الى سوء فهم عميق لحركة التاريخ ومنعطفاته ,وعدم الوعي المؤسف بحقيقة عدم امكانية السيطرة على هذه الامور عند انطلاقها وخضوعها الحتمي للتفلت الخارج عن سيطرة كل الاطراف..وهي دليل على المدى الذي يمكن ان يصل اليه الاستخفاف الرسمي بوحدة النسيج المجتمعي للامة وامنه وسلمه الاهلي وخطورة الاسراف في اغراق المنطقة في الصراعات الفئوية المسعورة بشبق القتل والتدمير والتي لا يمكن لها ان تسفر عن رابح اوخاسر.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة


المزيد.....




- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...
- 40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
- بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
- غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال ...
- “نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - غزوة -آل المقداد-.. خليجيا