أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال الهنداوي - عصر التواصل














المزيد.....

عصر التواصل


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 17:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من دون تبسيط مخل,يمكننا ان ننظّر الى الوطن على انه الحاضن الآمن للتنوع الثقافي والمذهبي،والإطار السياسي المتفق عليه على نطاق واسع لصيغة تعايش مشترك بين مكونات الشعب واطيافه، وان الدولة في جانبها السياسي والتنظيمي هي آلية لإدارة هذا التعايش وتوفير الحماية للتنوع الذي يميز الاجتماعات البشرية ويعبر عن هويتها الثقافية,وقد تكون هذه الفكرة هي ما تعنيه معظم الدساتير حين تؤكد أن الأمة هي مصدر السلطات.وباستعمال نفس التبسيط,ونفس الرجاء ان لا نقع في فخ الاخلال,نستطيع ان نقول ان نجاح الوطن او الفكرة او أي اطار او جماعة اخرى في الوقت الراهن ,وفرصتها في تحقيق رفاهيتها ومستقبلها وتنميتها,مرهون بقدرة الجماعات على تخليق آليات فعالة للتواصل فيما بينها.
فمما لا جدال فيه أن الاتصال أصبح إحدى قيم العصر الحالي المنحازة للحرية، لأنه يحمل سياقا يتمظهر من خلال العلاقة بين الذات والآخر. وثورة المعلومات والاتصالات ليست في منتهياتها ومآلاتها سوى دعوة إلى رفع القيود عن التبادل الحر، وإدخال المجتمعات الإنسانية في ضوء منظور قائم على محورية المعرفة والمعلومات، ومن خلال فكرة التبادل يتم تحويل المعطيات الاجتماعية والبنى الثقافية إلى صيغ حضارية، وثقافة حية منفتحة، ومجتمع مدني مفتوح على التبادل والتواصل، فالبعد التبادلي وحده الذي يتيح الخلق والإنتاج والازدهار. وهو ما يفسر أسباب انهيار أنظمة الحكم الشمولي المتعتقة في المنطقة، وتصدر وأولوية التنمية السياسية من خلال صيغ التعددية والديمقراطية واعادة الاعتبار الى الشعوب وفعالياتها الحرة.
ان الانفتاح الاعلامي الذي فرضته ثورة الاتصالات والمعلومات ،قد يكون العلة المسببة لكل هذا التسارع في الحراك الاحتجاجي الذي يتلاعب بالخارطة السياسية لدول المنطقة ،والتي تزامنت مع تطور قافز لتقنيات الاتصال،ازداد من خلالها مجال الحوار وتضاعف الإنتاج الفكري وتبادل الأفكار العابرة للحدود والرقابة والتقنين، مما زاد الضغط على الأنظمة السياسية المنغلقة،وافقدها السيادة الإعلامية والتحكم شبه الكامل في عملية تدفق المعلومات.
ان النتيجة التي يمكننا استخلاصها من رصد المشهد الذي تشكله ثورة الاتصالات في المنطقة هو انتصار التنوع على واقع التفرد، والمشاركة على الإقصاء، والانفتاح على الانغلاق. فالتعريفات العلمية الحديثة التي تناولت مفهوم الجمهور تركز على عوامل التغير والتنوع في إطار السياق الثقافي،حيث يشهد العالم تقلصاً لمفهوم السيادة لصالح فكرة حقوق الإنسان، وبروز قضايا حرية الرأي وحقوق الأقليات، وحرية التعبير، ومشاريع السلام التي ترتكز على حق المشاركة.
ان النتيجة التي يتوجب علينا ان نعايشها للفترات المقبلة من تاريخنا هو انه ثمة بوادر جلية لانتصار التنوع والتعدد على الرأي الاحادي المغلق بسبب فقدان السلطة لمغاليق الافق الاعلامي وانفتاح الفضاء امام الشعوب للتعبير الحر والتواصل مع الآخر مما يحيد من قدرة الحكم على التحشيد والتحريض والدفع بالشعوب في تناقضات مجهدة لغرض ادامة التسلط على رقاب الجماهير المغررة..
فالإنترنت كأحد وجوه هذه الثورة ,يتميز بخاصية رئيسية هو أنه يلبي رغبة أساسية لبني البشر وهي الرغبة في التواصل، مما يوفر الاشتراطات الاساسية التي تمكن الجيل من اعادة تموضعه على المشهد السياسي والاجتماعي مسلحا بادوات تتعامل مع الآخر كشريك او مناظر او متفاعل ولا تتعاطى معه كتهديد محتمل,ويعمل على تثبيت معطيات جديدة للواقع اكثراستعدادا ومرونة للتعامل مع سرعة ايقاع الحياة وحدية تحولاتها..مما يكسبها نظرياً وعملياً سمة إنسانية بارزة.
ان المعطيات التي ترسخت طوال فترات المد القومي العربي واشتراطات اذاعة صوت العرب تكاد اليوم تنقض ليقام مكانها واقعا آخر يتناغم مع ايقاع التحول والتجدد الذي تفرضه ثورة الاتصالات وتدمغ به طبيعة هذا القرن والقرون التي ستليه.وهذا ما يجب ان نكون على استعداد كامل له وان نتعامل معه من خلال آلياته التي يصنعها وعي الشباب الحر,او على الاقل علينا ان نتكنب الطريق وندعه يمر وينطلق في مسيرته الظافرة..مسيرة التعدد والتنوع والتواصل بين الشعوب.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال الهنداوي - عصر التواصل