مهلا يا عقاوي.. مناضل الداخل

محمد سعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 10:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

15.08.2012
نشر الرفيق موحى أوقزيز مقالا يوم 12 غشت 2012 ، ينتقد فيه ندوة حول اليسار بسبب حضور حزب الاتحاد الاشتراكي الذي قاد في السابق حكومة التناوب، وحزب التقدم والاشتراكية الذي يشارك في الحكومة الحالية. وبدل أن يثير هذا نقاشا فكريا وسياسيا نستفيد منه جميعا، برز سيل من الهجومات الشخصية والمجانية، منها ما كتبه عزيز عقاوي الذي لم يجد ما يحتمي به غير الانتماء لمدينة خنيفرة والتواجد بالداخل.
أن تكون من أبناء مدينة خنيفرة، صحيح أنه شرف. وأن تكون من أبناء المغرب هو كذلك شرف، خاصة إذا نظرنا إلى تاريخ المقاومة والتضحية والاستشهادات والنضال المستمر. لكن هذا لا ينقص من شرف الانتماء إلى بقية شعوب العالم؛ كما أن الاستناد إلى هذا وحده لا يكفي، بل يجب أن يصاحب ذلك قيم إنسانية وقناعات وأفعال تميز كل شخص. هنا أخاطب عقاوي، ومن خلاله أخاطب الكثير من المناضلين كي يرقى النقاش السياسي ببلادنا. فإيجابي جدا حتى بالنسبة للرفيق أوقزيز أن تتعرض مقالته للنقد شكلا ومضمونا، لكن ما وجدته في ردك هو بعيد عن الإقناع وغير مفيد للمتعاطفين معك، لأنه يؤسس لمرجعية خاطئة في الحكم على الأشياء؛ ليست هي المرجعية العلمية التي تدعي أنك تتبناها.
أوقزيز يكتب من فرنسا الامبريالية.. لا نختلف، لكن أتمنى أن لا يغيب عن ذهنك أنها الامبريالية ذاتها التي تحارب الأفكار التي يعبر عنها، ونفسها حليفة النظام المغربي، وعلى تراب هذا البلد تم اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة يوم 29 أكتوبر 1965. وأوقزيز يتواجد هناك كواحد من أبناء الشعب الفرنسي، بالإضافة إلى بعده عن وطنه الأم، فهو يتذوق كل يوم من اضطهاد هذه الامبريالية، اللهم إذا كان من يتوهم أنها تخلق الجنة للشعوب. زد على هذا أنه مناضل أممي وليس بمنآى عن أي تهديد يتعرض له التقدميون في العالم.
أحب أن أذكرك أيضا بمناضل من الحزب الذي تنتمي إليه، تحمل مشاق السفر من فرنسا الامبريالية، وتعرض للاعتقال التعسفي والكثير من التضييق من طرف النظام المغربي بمطار محمد الخامس يوم 10 يوليوز 2012. إنه جمال الجلطي الذي تحمل كل هذا من أجل حضور المؤتمر الثالث للحزب والإدلاء برأيه فيما يجري. الآن، بعد الاطلاع على منطقك، أتساءل عن موقفك من حضور مؤتمرين من الخارج، خاصة إذا كان لهم رأي مخالف، هل كان حضورا لمناضلين كاملي العضوية أم أنه كان ثأثيثا للديكور؟
إن وجود حوالي خمسة ملايين مغربي بالخارج هو بسبب سياسة النظام بالمغرب، والأمر الطبيعي أن يكون لهم اهتمام نضالي وسياسي؛ ومهما كان الاختلاف لا يمكن مصادرة حقهم في الإدلاء بآرائهم السياسية. إذا كان عقاوي يرى بأن هذه التهمة باطلة، فإنه في أحسن الأحوال يرى الموقف الوحيد الصائب لمن هو خارج المغرب، هو صدى صوته. ولا يلتفت قريبا بمدينته، حيث هناك من هم أيضا بالداخل وقريبون أيضا من عصا النظام ويدافعون عن نفس أفكار أوقزيز بأسلوبهم وبطريقتهم. وأكثر من ذلك يوجد مناضلون بالداخل مثلك، هم الآن داخل سجن النظام الذي أنت خارجه، ويدافعون بطريقتهم عن نفس الأفكار والمواقف التي يتبناها أوقزيز. إذن بمرجعيتك -مرجعية الداخل -، من هو أحق باتباع مواقفه؟

#محمد_سعيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات