أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم هاشم - بلبل غادر عشه














المزيد.....

بلبل غادر عشه


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 00:27
المحور: المجتمع المدني
    


بلبل غادر عشه
الانسلاخ و ثقافة الوهم
o عندما تنطفئ شمعة الأمل يقفز الإنسان من سلم الحياة الى عش جديد لا يعلم فحواه فهو هروب من واقع اقوى منك و هذه هى ثقافى (الإنكباب)
o عندما يفشل الإنسان لأسباب و هى 100% اقتصادية يغادر عشه بحثاً عن بديل و اثناء تلك المسيرة يكون فخ الانسلاخ قد أُعِد له و هو يسير باتجاه و بمشيئته!
o إن اهم حالات الانسلاخ هى التى تقع بعد الحروب و الأزمات الاقتصادية و الهزائم العسكرية أو حالات تتم فى واقع معيشى عادى و لكن نجد البعض يعيش مع علامة استفهام تسير معه مثل إسوارة (الإنجل) او ألملاك دون ان يحاول ان يجد حالاً و المشكل دائماً يكون الحل بالهروب!
سلوم ترك بلده و سفر الى الخارج و استقر فى بلد الزبدة و سرعان ما حلوت الدنيا فى عينيه ة و بدأ بالتهام الحياة. لقد حاول ساوم ان يبحث عن ابن عمه و صديقه و الذى كان يتهرب من لقاءه و استغرب ساوم لهذا التصرف و قرر قنصه و ذلك بانتظاره قرب جامعته و تم له ذلك و اقترب منه و قال مرحباً اخيراً لقيتك و لكن سلوم وجد شخصاً آخر غير ابن عمه الذى كان يقضى طول الليل فى عربدة و سهرات و يعشق ألغناء فلقد اطلق لحيته و اصبح ملتزم كما هو قانون الحياة الجديد و عرف سلوم لماذا لا يريد ابن عمه لقاؤه و قال له ابن عمه ارجو تعذرنى فأنا اليوم انسان جديد ولدت فى الغربة و عرفت الله و هجرت الحياة الماجنة و إذا انت مازلت كذلك فأرجو ان تبتعد عنى و لم يتكلم سلوم و قال له انها حياتك يا اخى و قال له ابن عمه الآن وقت ألصلاة فهل سوف تذهب معى الى الجامع؟ فرد سلوم كلا فأنا لا أصلى فنهض ابن عمه و قال إذن الى اللقاء عندما يهديك الله! و افترقوا و نزلت الدمعة الأولى من سلوم و خسر صديق و ابن عم الذى اختار طريق الجنة.
تقلبت الأيام بسلوم وعشق الحرية وقرر الانخراط فى الفكر الآخر و هو اليسار و الاشتراكية و كانت باختياره و ردة فعل للتيار الآخر الذى يؤمن بأنه مجرد وهم فكر جاء من المجهول. انخرط فى التهام الفكر الماركسى و العلمانى و الأوروبى و التحررى و التقاء عشرات الفتيات و عاش فى ثبات و نبات و اسس عشيرة فى رحلة ألم بعيداً عن الوطن و الحب و الحنان و العائلة! و اصبح قائد لفكر توزيع الفقر و عدم الفناء فى رحلة سرمدية جميلة اسمها حياة قبل الممات!
تقلب قارب الزمن فى سلوم الحبوب ووجد نفسه بعيداً عن متع الدنيا ووحيداً و العالم حوله يتغير و مع موجة الثراء التى عمت عالم اليوم عالم اللصوصية و البوندية وقع فى فخ قيم التعفف و الشرف و المثالية أو ركب قارب المال و المبكى المضحك رمى نفسه فى قارب المال و لكن فى المؤخرة فبنصف جسده فى القارب و نصفه الآخر فى الماء فهو لا يستطيع ان يكون لصاً أو قديساً .. و هذه إشكالية اليوم ..
الغربة سكينة دوماً قاتلة مهما تعتقد بالحلم الجديد و للبعد عن الوطن و خصوصاً غادرنا أوطاننا و نحن نئن من الألم فلقد سرقنا حلمنا و استوطن (الأغراب) الحكام فى ارضنا و هنالك كانت الصدمة الجديدة.
صدمة الغربة و التراث و ابن العم و العوز و الفشل و هذه صدمة الصدمات و حاول الهروب الى المجهول ..!
ما هو المجهول؟ لقد ذهب الى السوق و اشترى شماعة و علق عليها الوهم اسمه الوطن و كل ما يتعلق بثقافته القديمة و اصله اللذى ظل طول عمره يتفاخر به!
ابن عمه الذى اختار طريق الجنة قرر زيارته و التقى به ووجده مختلفاً كليا فهو نزع جلده و اصبح شخصاً جديداً فلقد انتمى لثقافة البلد الجديد و اعوج حلقه و نسى لغته وقفز فى تيار المجتمع الجديد و تبنى افكاره و بدأ يدافع عنها اكثر من اهل البلد انفسهم و يقوم بإسقاطات ثقافية من القديم اى ثقافة بلده و اهله وانزلها بالبراشوت على هذا البلد الصناعي فلقد خلق كذبة و صدقها و بدأ بتطويرها.
و قام ابن العم هذه المرة بتركه و طلاقه بالثلاثة! و سوف اصف لكم حالة هذا الإنسان العربى الأصل صاحب ثقافة عريقة مثل الحية عندما يتغير جلدها ماذا يحدث؟!
تقوم الحية بحجز نفسها بين حجرين و تضغط نفسها بينهما فينسلخ الجلد بين حجرين وتخرج حمراء من جديد, ولكن هذه سنة حياة الحية و ليس الإنسان. إذن ماذا حدث لسلوم؟
الإجابة بسيطة, الحجر الأول هو ثقافته و الحجر الثانى هو ثقافة البلد الجديد, فهو خسر جلده الأصلى و خرج مرة اخرى للعالم كما ولدتنى امى .. عريان, ولكن عريان ثقافياً و فكرياً ..
حكمة اليوم: الوهم ثقافة تأتى من الضعف و الضعف هو اختيارنا مهما قست الحياة.
‏الأربعاء‏، 15‏ آب‏، 2012
هيثم هاشم



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كان لديك كلب فلا تعضه فقد يتعلم عادات البشر !
- أمير الظلام
- لا تجادل الأحمق فقد يخطيء الناس في التفريق بينكما !
- حبوب منع العقل
- الحمد لله
- عفيه عليك يا ولد دمرت هالبلد !
- قانون أنشتاين
- دولة الخروف الأثول
- أحلام علي شيش منتوف الريش ومعركة بدر والحشيش
- لجنه تحت أقدام الأمهات
- الحاج اوباما وعلى عقول جماعتنا السلامه
- الباشا والخرخاشه
- عوره
- مرجعية الواوا
- القرصان والبيبي متو
- عائلة أبو حمد والكنز
- إذا حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد
- هل أصل طرزان عربي !!؟
- لولا الوضوء لمتنا من العطش
- التاريخ كذبه منقوله


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم هاشم - بلبل غادر عشه