أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل كاظم العضاض - هل في قلب السواهي دواهي؟














المزيد.....

هل في قلب السواهي دواهي؟


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل في قلب السواهي دواهي؟

"دّست السم لها وسط الدسم، وأتت فأرتنا تجري ولم تدر ما في الغيب من هم وغم"! هكذا يسير الغافلون الى حتفهم، ولكنها فأرة، على أية حال، فمن يلومها إذا ما سَهُل خداعها. ولكن شؤون الناس في واقعهم تتشابك فيها عوامل تناقضات المصالح والأغراض وتتعارض بشكل مباشر أو غير مباشر، فتزداد الصورة غموضا وتعقيدا، بحيث لا يبدو واضحا من هو ضد من؟ فيحار السادرون والمغصوبون بين هذا وذاك، إذ لا تعرف من هو العدو ومن هو الصديق! هذه هي خلاصة طبيعة صراعات اليوم، سواء منها ما يدور بين القوى السياسية الحاكمة أو المهيمنة على العملية السياسية، أو ما يتجلى من صراعات المصالح الدولية والإقليمية، وهي، في الواقع، صراعات غير متكافئة، قطعا، بسبب إختلاف الأوزان والنفوذ وحجم الهيمنة على موارد العالم وتجارتها، فضلا عن إختلاف موازين القوى العسكرية الضاربة والقدرات التقنية و الإقتصادية والتجارية. وعموما، ينقسم الصراع ما بين أقوياء وضعفاء، وما بين من يملكون الموارد ومن لا يملكونها بنفس القدر. وهكذا تبدو معادلة الصراع قابلة للإنكسار أو الحل لصالح الأقوياء في أغلب الأحوال.
وفي هذه الحالة، هل من مرشد أو بعض دليل لمعرفة نوايا وأغراض كل من المعسكرين المتقابلين، في الأقل، لتعرف أين ستضع خيارك او هواك أو قناعاتك، حسبما تؤمن أو تناصب أو تؤآزر؟ ليس هناك أكثر من القاعدة الفقهية للحكم أوليا على دوافع أية جريمة؛ فالقاعدة تطرح السؤال الجوهري، في حالة حدوث أية جريمة، من هو المستفيد منها أساسا؟
وهذا الأمر قد يصح في حالة وضوح حالة التناقض في المصالح والأهداف، حيث يكون النزاع وتكون أهدافه واضحة، ولكن في قضايا النزاع غير المباشر أو المفتعل، يمكن أن تكون هناك قضية يكون هدف الطرف المهاجم أو المساعد على الهجوم فيها ليس الطرف المهجوم عليه مباشرة، فلربما هو يستهدف إضعاف أو شلّ او تعويق أو إسقاط طرف ثالث له علاقة تحالفية مع الطرف المهجوم عليه. فالولايات المتحدة، مثلا، تعمل وتساعد علنا على محاولة إسقاط نظام بشار الأسد في سورية، ولكن هدفها وهدف حليفتها إسرائيل هو عزلة أو إضعاف أو إسقاط نظام إيران القائم، بإعتباره حليفا لسورية التي تمكنه من مدّ نفوذه الى الشرق الأوسط كله. هنا تبدو اللعبة وكأنها إستهداف هدف قوي، بصورة غير مباشرة، حيث يمكن البدء بضرب حلفائه الأضعف، أي ان الهدف يصبح غير مباشر. يمثل هذا المدخل أساس ما يسمى بالإستراتيجية القتالية غير المباشرة وتنسحب على غالب النشاطات والصراعات الدبلوماسية والسياسية؛ فبدلا عن ضرب العدو مباشرة، تضربه من حيث لا ينتبه بصورة غير مباشرة، اي بإستهداف مصالحه الأخرى غير المباشرة. فعلى سبيل المثال، قد يكون من المكلف جدا مع إحتمال عدم ضمان النتائج أن تضرب جحافل وقوات العدو مباشرة، بل ان تستهدف مواصلاته أو إعاقتها. وهذا في حالة وجود نزاع مباشر واضح. اما إذا كان النزاع ليس مباشرا، تلجأ الجهة ذات الغاية المبطنة الى إضعاف حلفاء الخصم غير المعلن، اي أن ثمة موقف معادي غير معلن أو مبطن. وهنا يعتمد الأمر على حنكة الجهة المعنية في معرفة الدوافع والنوايا لخصمها المبطن وكشفه، لتصبح واعية بنواياه. من المعلوم، ان ليس هناك صراع ونزاع مكشوف بين إيران وبعض دول الخليج العربي، كالسعودية وقطر، ولكن الأخيرتين يمولان ويدعمان المعارضة للنظام السوري، بدافع غير معلن لإسقاط او إضعاف النظام الإيراني، وذلك بسب وجود هدف مبطن لإسقاط نظام يقوم على المذهب الشيعي، لإنها ترى فيه خطرا بعيد المدى على نظامها السلفي الطائفي الذي يكفّر المذهب الشيعي. ويمكن القياس على هذه الحالة في سائر الصراعات الدولية والإقليمية المبطنة، كما تنطبق هذه الحالة على الصراعات التي تقوم بين القوى السياسية المتنافسة على السلطة في العراق.
أما مقدار صوابية هذا المنهج الصراعي، فيعتمد على تحليل دقيق للدوافع والنتائج المحتملة للصراع، حيث قد تحصد القوى المبطنة نتائج مخيبة الأمل، في حالة وعي المستهدف ومهارته في كشف بواطن الصراع، فخلف السواهي دواهي، وما على الحصيف إلا ان يكشفها، قبلما يُستنزف في صراع لا يدري من أين تهب عليه رياحه!

د. كامل العضاض
15-8-2012



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبح الفساد، مقرونا بالفشل، طاغيا في العراق
- عراقيون، هذا هو خيارنا- سوف لن نخدع لمرة رابعة
- حسابات المصالح في محاولات إزاحة المالكي من منصبه
- الديمقراطية -التوافقية- في الميزان
- أجوبة على أسئلة الملف الخاص بتطور تركيب الطبقة العاملة
- بلا عنوان
- ;كيف يمكن أن تُنتزع وتُنتهك مضامين النظام الديمقراطي؟
- المرأة نصفنا الآخر
- هل من سبيل لإصلاح العملية السياسية في العراق؟
- هل هناك تحوّل في الرأي العام العراقي؟
- كيف نفسر الأحداث المحبطة الجارية الآن في العراق؟
- قطوفٌ من الحياة
- كلام عن الديمقراطية بين التهجم والحوار
- متى وكيف يكون النظام في العراق ديموقراطيا؟
- دور القوى اليسارية والتقدمية في ما يسمى بثورات الربيع العربي ...
- لماذا نعبد العنوان ولا ندرك الجوهر؟
- تعليق على مقالة السيد فرج موسى عن إستمرار الحالة الريعية في ...
- وأخير تأسس التيار الديمقراطي في العراق- القسم الثاني
- وأخيرا تأسس التيار الديمقراطي في العراق، وبدا في الأفق عمل
- إبحثوا عن الديمقراطية في عقولكم- خاطرة على الطريق


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل كاظم العضاض - هل في قلب السواهي دواهي؟