أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - هل بامكان الإسلام السياسي الارتقاء إلى مستوى اليسار لكشف حجم المؤامرة















المزيد.....


هل بامكان الإسلام السياسي الارتقاء إلى مستوى اليسار لكشف حجم المؤامرة


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 03:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل بامكان الإسلام السياسي الارتقاء إلى مستوى اليسار لكشف حجم المؤامرة

مقدمه....

النصوص التوراتية التي تكن العداء القومي والديني للعرب والمسلمين


وأول شىء نقف عنده هو أن العبارة التى استشهد بها أولئك التعساء هى جزء من بشارة ملاك الرب لهاجر أم إسماعيل (عليها وعلى ابنها السلام رغم أنف الحقدة من بنى إسرائيل ومن يشايعونهم فى هذا الحقد عليهما)، وذلك حين هربت من المعاملة المذلة التى كانت تعاملها بها سارة عليها السلام حسبما يقول كاتب سفر "التكوين". وهذه هى بشارة الملاك كاملة: "لأُكَثِّرَنَّ نسلكِ تكثيرا حتى لا يُحْصَى كثرة. وقال لها ملاك الرب: هأنت حامل، وستلدين ابنا وتسمينه إسماعيل لأن الرب سمع صوت شقائك، ويكون رجلا وحشيا: يده على الكل، ويد الكل عليه، وأمام جميع إخوته يسكن" (تكوين/ 16/ 10_12). وأستحلفك بالله أيها القارئ الكريم: أهذه بشارة أم نِذارة؟ أمن الممكن أن يمتنّ الله على عبد من عباده بأنه سينعم عليه مثلا بقصر فخم لن يجد فيه الراحة أبدا بل ستكون أيامه فيه كلها شقاء ونكدا، أو أن يقول له: إنى واهبك يا عبدى ثروة طائلة تنفقها إن شاء الله على أمراضك وأمراض أولادك المستعصية؟ بالله أهذه بشرى؟ إنها لإنذار بالهم والغم والشقاء! والمضحك أن هاجر، كما جاء فى الفقرة التى بعد ذلك، تبتلع فى سذاجة مطلقة لا تًحْسَد عليها هذا الكلامَ الذى لا يدخل العقل وتَعُدّه مكرمة عظيمة!

أما الأمر الثانى فهو أن الكتاب المقدس لا يذكر شيئا من هذا التوحش الذى دمغ به إسماعيلَ ملفقو سفر "التكوين"، بل على العكس نرى يعقوب بن إسحاق يذهب فيتزوج مَحْلَة بنت إسماعيل بدلا من بنت خاله التى أمره أبوه باتخاذها امرأة له (تكوين/ 23وما بعده). فأين التوحش هنا؟ وواضح أن يعقوب كان يعرف أنه لا تصلح له بنت خاله أخى تلك الأم التى أضرمت بينه وبين أخيه عيسو نار الكراهية والتقاتل حسبما جاء فى العهد العتيق فابتعد عن كل ما له صلة بأمه وأخذ بنت عمه الرجل النبيل الذى افترى عليه الزور ملفقو سفر "التكوين".

لكن ما الذى فعلته رفقة زوجة إسحاق فأضرمت به نار الكراهية والانشقاق والتقاتل بين ولديها؟ لقد أراد زوجها الشيخ الكليل البصر أن يبارك ابنها البِكْر عيسو، لكنها تسارع فتخبر يعقوب بما ينويه أبوه، وتطلب منه أن يهئّ لأبيه طعاما قبل أن يعود أخوه من رحلة الصيد بالطعام الذى اشتهاه الأب، وأن يلبس ملابس أخيه ويغطى يديه وعنقه بفروة معْز لأنه كان أملط، على عكس عيسو الأشعر. وتدخل الحيلة الساذجة مع الطعام الجيد والخمر المعتقة عقل إسحاق، وينال يعقوب البَرَكة بالتزوير. وعند رجوع عيسو من الصيد وعلْمه بما وقع يخبر أباه بالذى حدث فيكون رده أنه لا يستطيع له شيئا لأن البركة قد أخذها أخوه، وما انكسر لا يمكن إصلاحه (تكوين/ الموضع السابق)، ولا أدرى لماذا، فالمفروض أن المكر السئ لا يحيق إلا بأهله، بَيْدَ أنه كان لنبى الله يعقوب رأى آخر. ولكن فلْنُعَدِّ عن هذه أيضا، وإلا فلن ننتهى، فكل العهد العتيق هكذا، فإذا ذهبنا نرقعه تمزق فى أيدينا! المهم أن البغض والحقد والتناحر قد طبع منذ ذلك الحين العلاقة بين الأخوين بطابعه الخبيث، والبركة فى الأم التى يجعلها أهل الكتاب نبيّة من أنبيائهم، وكأن الحنث والشر والكذب والإجرام والخداع والتلفيق هى مؤهلات النبوة عندهم. أرأيتم أيها القراء فى أى معسكر يوجد التوحش: فى إسماعيل عليه السلام أم فى المعسكر المقابل؟


http://ibrahim-awad9.maktoobblog.com/70597/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A8%D9%86%D9%89-%D8%A5/


*****************************************


من هذه النصوص الإنجيلية والتوراتية ترسم أمريكا خارطة الشرق الأوسط الكبير لفسح المجال أمام (النصارى المتصهينيين )لتحقيقي وعد إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسرائيل بإقامة دولة دينيه في أورشليم القدس والتي تسمى بأرض الميعاد ...


سفر تثنية الاشتراع 6/ 4: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ:الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ".متى 28/ 19: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ ..وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ".مرقس 1/ 9-11: "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ ..مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. ..وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ .انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. وَكَانَ ..صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»".

أعمال الرسل 1/ 7-8: "فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ .الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»".

رسالة إلى أهل روما 3/ 27-28: "فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟قَدِ انْتَفَى. بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَّلاَّ. بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ".

رسالة إلى أهل أفسس 2/ 8-9: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ".

رسالة إلى تيطس 3/ 5: "لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَا هَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ".

رسالة إلى أهل غلاطية 5/ 4: "قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَه

يوحنا 3/ 36:"الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ".

يوحنا 14/ 6: "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي".

أعمال الرسل 4/ 12: "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ".

الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 3/ 11: "فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ".

متى 5/ 34-37: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير"ِ.

رسالة يعقوب 5/ 12: "وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ،وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ".

يوحنا 3/ 16: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ".


*******************************************


عزمي بشارة من الترويج للاندماج بالكيان الصهيوني للترويج ل”ديموقراطية” الإسلامويين الجدد

6 - 8 - 2012
http://palestine-msc.com/?p=3380


د. إبراهيم علوش

سبق أن أشار الكاتب نارام سرجون للبعد السياسي المفخخ، والمأجور، في أطروحة عزمي بشارة يوم 23/7/2012، عبر برنامج تلفزيوني على قناة "الجزيرة"، تحت عنوان "الديموقراطية مفهومها وتطبيقاتها"، التي قامت على الخلط ما بين الإصلاح البروتستنتي في أوروبا خلال القرون الوسطى، وسيطرة الإسلامويين على "الربيع العربي"، باعتبار أن الإصلاح البروتستنتي أنتج أنظمة ديموقراطية أوروبية، والثاني سيقود بدوره إلى أنظمة ديموقراطية عربية أيضاً! وهي الأطروحة التي تفيد فقط في تعزيز هيمنة البترودولار على المشهد السياسي العربي المعاصر…

وحيث أن دور بشارة السياسي في اختراق الوعي الوطني الفلسطيني والقومي العربي كان مكشوفاً لدينا منذ نهاية التسعينات، أولاً من خلال الدعوة لمشاركة جماهيرنا في النظام السياسي "الإسرائيلي" (كبديل عن التحرير الكامل)، وثانياً من خلال الترويج لفلسطين ثنائية القومية (كبديل عن فلسطين العربية من البحر إلى النهر)، وثالثاً من خلال اختراق الوعي القومي واليساري العربي بمفاهيم ليبرالية مستوردة (كبديل عن الوعي الجمعي القائم على الانتماء لأمة عربية أو طبقة مقابل الحق الفردي بالبيع والشراء المنقطع عن الهوية التاريخية والحضارية)، فإننا لم نفاجأ أبداً بدوره التالي خارج فلسطين عبر قناة "الجزيرة" في الترويج لمشروع "الإصلاح" الأمريكي، المسمى "الشرق الأوسط الكبير"، ثم "الجديد"، الذي روج له كولن باول من ثم كوندوليزا رايس بعيد احتلال العراق عام 2003.

وهذا الدور نفسه يجد تجسيده اليوم فيما يسمى "الربيع العربي"، إذ أن "الديموقراطية"، و"الإصلاح" الدستوري والانتخابي، باتتا صرخة الحرب الأيديولوجية للهجمة الاستعمارية الجديدة على وطننا العربي، وهما أساس برنامج التحالف الإسلاموي-الليبرالي في "الربيع العربي"، وهما في نفس الوقت برنامج "الإصلاح الأمريكي"، الذي يقوم على مأسسة التبعية للخارج والعلاقات التطبيعية مع العدو الصهيوني خلف دولاب الانتخابات والوجوه الدوارة و"التعددية" المنهارة في قاسم مشترك واحد.




ولا يلاحظ كثيرون اليوم، في خضم متابعتهم لدور بشارة التخريبي في مخاطبة العقل الجماهيري عبر "الجزيرة"، دوره الأكثر خطورة في محاولة مصادرة النخبة الثقافية العربية عبر مؤسسة دراساته البترودولارية المتمركزة في الكازية الخليجية، وهي مؤسسة تحاول الاتصال على قدمٍ وساقٍ بالمثقفين، وأساتذة الجامعات العرب، ودعوتهم، وربطهم بها، واستقطاب عناصر رئيسية منهم، في مشروع إجهاضي لا يبدو أنه اقل خطورة على المدى البعيد من مؤسسة "الجزيرة"، هو بالضرورة أكبر بكثير من قطر، وأكبر بالتأكيد من مخلب اسمه عزمي بشارة. وهذا لمن حار لمّ غاب بشارة عن "الجزيرة" فترة…

وهو على كل حال مشروع "ثقافي" يبقى مآله نخر الفكر العربي حتى النخاع بالمال الخليجي، وبالمفاهيم الإسلاموية والليبرالية في آنٍ معاً، وهو ما يذكرنا مجدداً بأهمية إيجاد مشروع ثقافي عربي مقاوم، كمشروع قومي ينطلق من مفهوم الحقوق الجمعية (مقابل مفهوم الحقوق الفردية أو مشروع الهروب إلى الماضي الذهبي) في تحقيق الوحدة والتحرير والنهضة والعدالة الاجتماعية.

ونتناول من هذه الزاوية اليوم عملية تشويه الوعي التي مارسها بشارة بالخلط ما بين الإصلاح البروتستنتي في أوروبا وسيطرة الإسلامويين على "الربيع العربي" من زاوية معرفية، لا من زاوية سياسية فحسب، لأن المرحلة القادمة، بعد إحكام السيطرة على الخطاب الإعلامي، هي إحكام السيطرة على الخطاب المعرفي، لكي لا تبقى طليعة ولا مثقف ثوري ينقذ الوعي الجماهيري "من الخارج"، حسب تعبير لينين في كتابه "ما العمل؟"، باعتبار أن الواقع الراهن أثبت من جديد أن نخبةً مختارةً أدركت المؤامرة على الأمة وعلى سورية فيما اندفع كثيرٌ من عامة الناس خلف خطابٍ إعلاميٍ مسطح للأسف.

وفي خضم انشغالي بعزاء والدي ناجي علوش، الذي يجب أن يعرف من لا يعرف، أو يتجاهل، ممن كتبوا عنه، أنه وقف مع سورية حتى اللحظة الأخيرة، تلقيت رسالة من صديقي الكاتب محمد أبو نصر تعالج البعد المعرفي في مقارنة عزمي بشارة العوجاء بين الإصلاح البروتستنتي في أوروبا في القرون الوسطى وسيطرة الإسلامويين على "الربيع العربي"، كانت قد جاءت على خلفية حوارات طويلة بيننا حول "الربيع العربي" والإخوان، والسلفيين، والليبراليين. وربما أراد محمد أن يلهيني عن حزني. وهي رسالة تستحق أن ينشر بعض ما جاء فيها، مع الكثير من التصرف. وكان فحواها أن مقارنة عزمي بشارة استيلاء الإسلامويين على "الربيع العربي" بالإصلاح البروتستنتي في أوروبا هي مقارنة غير علمية، ولا دقيقة، وبشكل عام، غبية بشكل مثير للشفقة.

فالإصلاح البروتستنتي كان حركة إصلاح دينية لمجتمع غربي كانت تهيمن عليه الكنيسة الكاثوليكية إلى حدٍ قل فيه وجود السياسة أو الفكر العلماني أو الديني المتنور إلى حد العدم.. فهو لم يفرض التدين المسيحي على عالمٍ علماني أو متنور دينياً، بل أصلح الظلامية الذي انتشرت في العالم الغربي.

أما الإسلامويون في الوطن العربي فيحاولون أن ينفوا وأن يحلوا محل العقل القومي واليساري والإسلامي المتنور والمناهض للاستعمار الذي بقي المحرك الفكري الرئيسي في الوطن العربي منذ محمد علي باشا في مصر. فالإسلامويون لا يحاولون بأي شكل إصلاح الفكر أو الممارسة الدينية لجعلهما أكثر اتساقاً مع حاجات العصر في الألفية الثالثة، أو حتى الثانية، مع حاجات التنمية القومية والوطنية والتحرر الاجتماعي، بل يحاولون أن يفرضوا قيوداً إقطاعية متحجرة على مجتمع عربي كان منطلقاً قبل عقودٍ فقط في مشروع كبيرٍ للوحدة والتحرير والنهضة والعدالة الاجتماعية ساقاً بساق مع حركة التحرر العالمية في أي مكان حول الكوكب.

والإسلامويون، في مسيرهم عكس اتجاه التاريخ، لا يعززون الحس الإنساني أو الوحدة الوطنية بنزعة عالمية مماثلة لما نادى به رهبان "لاهوت التحرر" في أمريكا اللاتينية، أو فلاسفة العرب والمسلمين الذي أعلوا شأن العقل والإنسان، من ابن طفيل إلى ابن رشد، بل راحوا يروجون لطائفية تشق المجتمعات وتشرذمها، تحت ثنائيات سني-شيعي أو مسيحي-مسلم، بذريعة أن الحكم ليس للإنسان، بل للنص، كما يؤولونه حسب مرجعيات الانحطاط في القرون الوسطى، عندما انتشر الاقطاع العسكري، وهيمن الأجانب على العرب باسم الدين، ليشوهوه من جهة، ولينهوا أي أثر للنهضة العربية القديمة، ثم الحديثة، من جهة أخرى، وهي نفسها اليوم مرجعيات الكازيات الخليجية في القرن الواحد والعشرين التي تنتج ثقافة فتاوى الهبل العربي.

أما الإصلاح البروتستنتي فكان حراكاً تاريخياً إلى الأمام بمرجعيات دينية ضد الإقطاع والإكليروس الأوروبي، وكان أشبه بحركات قومية في الواقع، لأنه نقل الكتاب المقدس من اللغة اللاتينية التي كانت تفرضها الكنيسة الكاثوليكية إلى اللغات القومية المحلية، فأسس بذلك للتمرد والإنشقاق على سلطة الكنيسة الكاثوليكية عابرة الحدود والقوميات، التي كانت تمثل آنذاك "عولمة" ذلك الزمان. وكان نتيجة ذلك سحب المرجعية الدينية من أيدي الكهنة المتخصصين، الذين كانوا يمتلكون ناصية اللغة اللاتينية المنقرضة التي لم يتحدثها عامة الأوروبيين، وسحب السلطة الدنيوية من الهرمية الدينية التي كانت تحكم أوروبا، ووضعها بأيدي الحكام الوطنيين المحليين والعامة، على الأقل القادرون منهم على القراءة والكتابة. وكانت عاقبة ذلك تشكيل رافعة للقومية والحس القومي، والمساعدة على نمو وحدات سياسية قومية أصبحت فيما بعد دولاً قومية.


إذن حركة الإصلاح البروتستنتي في أوروبا كانت تعكس الصعود التاريخي لقوى البرجوازيات القومية النامية في مواجهة قوى الكنيسة الكاثوليكية عابرة القوميات وهرمها الاجتماعي الذي يعلوه النبلاء الإقطاعيون والأساقفة والمطارنة القائمون على أملاك الوقف الكنسي الذي ضم مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الأوروبية، والذي شكل الأساس الاقتصادي-الاجتماعي لهيمنة الكنيسة المتحدة مع البارونات واللوردات والدوقات. وقد حطم الإصلاح البروتستنتي السلطة المركزية للكنيسة الكاثوليكية في روما ووضع السلطة بيد الملوك القوميين المدعومين من الطبقات الوسطى الصاعدة، وأخضع المؤسسة الدينية، في كل بلدٍ، لسلطات الدولة المحلية، مطلقاً عملية تدريجية أدت بعد قرونٍ إلى العلمنة.

تعليق....

مداخله تاريخيه ..عن نشوء حركة الإصلاح البروتستنتي .. الحركة البروتستانتية ..هي حركه دينيه اندماجيه بين الفكر التوراة القومي والفكر الإنجيلي الطائفي والمتمثل (بالنصارى المتصهينيين )

تمكنت القبائل الرعوية التوراتية التي قادت حركة التحرر ضد المسلمين إعقاب سقوط الأندلس من فرض سيطرتها على كافة إنحاء أوربا كما قامت بنقل مركز القيادة الدينية من روما إلى اسبانيا كإستراتيجيه عسكريه متقدمه لفرض السيطرة على سواحل البحر المتوسط لمنع اختراق المسلمين لها عبر مضيق جبل طارق... شهت أوربا في القرون الوسطى انقلاب فكريا توراتيا قوميا على الفكر الإنجيلي الطائفي الكاثوليكي والارثدوكسي ...طغى على معظم إرجائها يحمل النزعة العدوانية الاستعمارية في سلب الأرض باسم المقدسات ..ومن أهم تلك الدول التي تأثرت بتلك الحركة ..هي فرنسا وهولندا والبرتغال وانكلترا .. شهدت الدول العربية والإسلامية عدد من الحملات العسكرية الصليبية قام بها حملت الفكر التوراتي اليسوعي كالغزو الاسباني للمغرب العربي وشمال أفريقا وشرق أسيا والغزو البرتغالي للوطن العربي .. أخذت نظرية المؤامرة بالاتساع في القرن السابع عشر لتشمل أوربا الغربية بأكملها حيث سيطر الفكر التوراتي على القرار السياسي فيها ..منبثقا منه.. أولا.. الغزو الأوربي للوطن العربي( التاريخ الحديث) .. ثانيا .. والحرب العالمية الأولى والثانية .. ثالثا... نشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ... رابعا ...الإطاحة بالاتحاد السوفيتي

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51


أما إسلامويو "الربيع العربي" فإنهم لا يحطمون السلطة الاقتصادية عابرة الحدود أو يقاومون العولمة، ولا يهاجمون الثقافة الإقطاعية أو يسهلون صعود القومية، ولا يطلقون موجة من أجل التحرر، بل من أجل العودة للعبودية، الخارجية والداخلية، وهم يهاجمون القومية بزعم أنها ملحدة، محاولين ضرب الأسافين بين القومية العربية والإسلام.

إنهم يروجون فعلياً لهيمنة الرأسمالية المعولمة عابرة القوميات فيما يعيدون فرض سلطة القيم الإقطاعية ونفوذ ملكيات الخليج العربي كوكيل محلي وممول للعولمة في المنطقة العربية، أما تأويلهم الإقطاعي-الريعي للدين فيؤدي فقط لتشظية المجتمع العربي وتفكيكه إلى مجموعات طائفية تنحدر إلى حروب دينية لا تنتهي أبداً محطمةً الوحدة الوطنية وقدرة الأمة العربية على مقاومة العولمة وحلفائها من الملوك الإقطاعيين في المنطقة.

وعليه، فإن مقارنة عزمي بشارة المخترقة للإصلاح البروتستنتي في أوروبا بالقرون الوسطى بالسيطرة الإسلاموية على "الربيع العربي" تشي بالكثير بحد ذاتها. فالتفحص السريع للحالتين يكشف مدى رجعية الموجة الإسلاموية المعاصرة، وكيف تخدم الإمبريالية وحلفائها بشكلٍ مباشر من خلال تقويض قوى الوحدة والتقدم في الوطن العربي.

وإذا كانت السيطرة الإسلاموية على "الربيع العربي" ستقارن بأحداثٍ من أوروبا القرن السادس عشر، فإنها يجدر أن تقارن بحركة مناهضة الإصلاح الكاثوليكية ومحاكم التفتيش التي سعت، بالإرهاب، لإعادة فرض القيم الإقطاعية والسيطرة عابرة القوميات للكنيسة على أوروبا. ولا شك إن الفشل الختامي لحركة مناهضة الإصلاح تثير فينا الأمل بالنصر فيما نواجه اليوم موجةً رجعية كتلك التي نواجهها، لكن الحروب الطائفية وسفك الدماء غير المسبوق الذي اطلقته حركة مناهضة الإصلاح هو أمرٌ لا يمكن أن يسعى عاقلٌ لتكراره أو تقليده.

ويأمل المرء بأن بشارة لا يتطلع قدماً لحذو الوطن العربي حذو أوروبا القرن السادس عشر التي كان عليها أن تحتمل قرنين من المجازر الطائفية وسفك الدماء لكي تصل، أخيراً، للقرف العام من هيمنة رجال الدين على السياسة. فالوطن العربي، أولاً، لديه تقليدٌ قومي تقدمي يقوم على مفهوم المواطنة فوق الطوائف، ولا يحتاج لإعادة اختراع العجلة لكي يكتشفه من جديد. والإمبريالية، ثانياً، تراقب وتلقي بظلها فوق كل العملية، وبالتالي فإننا لا نملك رفاهية تجاهل ما يجري حولنا من تآمرٍ لكي نخوض حروباً طائفية فيما بيننا على أمل أن نكتشف، بعد مئة عام مثلاً، مخرجاً ما من الفوضى الدموية المحدقة. إن "أخونة" و"سلفنة" ما يسمى "الربيع العربي"، و"بركات" الولايات المتحدة والناتو والكيان الصهيوني على الموجة الإسلاموية تكشف بأن تلك الموجة ليس في الواقع أكثر من غطاء لمصادرة الإمبريالية لعقل المنطقة وقلبها.



سؤال يطرح نفسه..

هل بامكان الإسلام السياسي الارتقاء إلى مستوى اليسار في كشف حجم المؤامرة .. أم سيكون جزء منها .. أنا متأكد سيكون سباق في تحقيق المشروع الأمريكي الشرق الأوسط الكبير أو ما يسمى (خارطة الطريق).. الديمقراطية الجديدة ...عبارة عن تحالف الأديان السياسية ضد اليسار بكل توجهاته

. شكرا لليسار





#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الإسلام السياسي..هل يستحي السيستاني من جيفارا ؟؟؟
- الملحد!! وشريعة الناقص المسيح ابن الله ..رد على مقالة صلاح ي ...
- صلاة وصيام البهائية بين الدين السياسي والتنزيل (الكتاب الأقد ...
- البهائية بين الدين السياسي والتنزيل (الكتاب الأقدس)-1
- اله أكل الطعام وشرب الخمر وعاشر العاهرات (المسيح ابن الله أن ...
- بداية نشوء الدين السياسي البهائي (بهاء الله) – 2
- بداية نشوء الدين السياسي البهائي (بهاء الله) – 1
- رد على مقالة جهاد علاونه ! الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم
- تخبط اله التوراة في صحراء مصر (الخروج)
- سفسطة نهى سيلين الزبرقان .. رد على مقالتها .. الحجاب والسفسط ...
- سفسطة نهى سيلين الزبرقان .. رد على مقالتها ..في الحجاب والسف ...
- رد على مقالة جهاد علاونه .. التشابه بين الشعائر السماوية وال ...
- رد على مقالة الكاتب أثير العراقي .. إشكاليات الاختبار والنسخ ...
- مقارنه بين اله الإسلام واله المسيحية .. رد على مقالة عدلي جن ...
- اله التوراة متفرجاً وموسى حكماً أمام حلبة مصارعه لثيران بني ...
- جحشنة المراجع الدينية والإسلام السياسي في رمضان
- وما تعاليم المسيح إلا أكاذيب تتلى على اليهود بكرةَ وعشيا
- صلاة المسيحيين بين مرياع الغنم وجرس الكنيسة .. رد على مقالة ...
- جرائم بوذا في آسيا ..والمسيح ابن الله في أوربا وإفريقيا.. (ا ...
- جرائم بوذا في آسيا . والمسيح ابن الله في أوربا وأفريقيا -1


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - هل بامكان الإسلام السياسي الارتقاء إلى مستوى اليسار لكشف حجم المؤامرة