أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - ابصق على الرماد














المزيد.....

ابصق على الرماد


عبدالإله الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 10:01
المحور: الادب والفن
    



-1-
وحينما تَـنبَّـأ البهلولُ بالرمادْ،
تنبَّـأ السـفـَّانُ بالحريقْ.
ما هيَ إلا ساعة ٌ،وانطفأتْ حديقةُ الطريقْ،
وأعشبَ الظمأ ْ،
في رئةِ الشواطئْ؛
ومالتِ السفينهْ
مثقوبة ًيـَقطرُ منها الدمُ والرصاصْ.
منذ ُرحيل النار عن مدينتي،ورايتي في قفص الثلوجْ.
تـَرتقبُ الحريقْ.
سألـت عن مسافة الطريقْ.
أجابتِ السحابـهْ:
" ما أقربَ الطريقْ!"
أجابتِ الحجارهْ:
" ما أبعــدَ الطريقْ!"
ولاذ َ بيْ عصفورْ.
قد فرَّ من تلوُّثِ البيارقْ.
كنَّـا غريبَينِ معا ً.نـشاكسُ الرياحْ،
ونجمعُ السحابَ للنخيلْ.
وبينما كنَّـا نُعيدُ النبْضَ للصهيلْ،
تـَدحرجتْ من سلـَّم المدينة الخيولْ،
وانكـَفأ َالفرسانْ.
في حفرةِ السلطانْ.
وصِيْحَ بالنخلةِ: "يا صاحبةَ الخوارجْ!
تقـوَّســي للـريـحْ.
هذا زمان الريحْ.
هذا مكان الريحْ."
قلتُ لهمْ ، وخطوتي مُورقـَة ُ الأشجارْ،:
" أزحتُ عن وجوهكمْ أغطيةَ َالحريرْ،
وصبغة َالنوَّارْ."
وقلتُ للنهـــارْ:
" أ َسْـقـِط ْ لنا أقنعة الرمادْ.
هذا أنا.ليْ قامة ُ الهجيرْ،
وجبهة الصواعقْ.
خرجتُ من أبراجكمْ مُغتربا ًفي جزُرِ الجنونْ.
أُجالسُ المياهَ والحدائقْ.
أُحاربُ السكونْ.
إنـِّي كما أكـونْ.
وصاحَ بيْ البهلولْ:
"إِبصقْ على الرمادْ."
-2-
حاصَرَنـا الرمادْ.
واختفتِ الطريقُ والشواطئْ.
وأسلمتْ جذورَها السفينهْ،
وامـَّحَتِ المدينهْ.
وساعة َاشْـتَقـْتُ إلى النخيلْ؛
كان الضبابُ بيننا،
وضاعَ أو ضعْتُ بــهِ.
ألا انْـقـَشـِعْ يا أيُّها الضبابْ!
واقتربي- حبيبتي!- ولادة ً،أو كـفَنا ً،أو برعما ً،أو حجــَرا ً.
وقـَرِّبي ليْ الطينْ،
كالجرح، كالسكـِّينْ.
تـُوشكُ أنْ تـُنـْكرَني السنابلْ.
أطاردُ الأجراسَ والمرايا.
أبحثُ عن رنينْ.
أبحث ُ عن ملامحْ.
أراقبُ الأنواءْ.
أبحثُ عن عاصفـة ٍ تُدخلني/ تُخرجني.
من أين تـَدخلينَ يا غيومُ للشجـرْ؟
من أين تـَخرجينَ من ذاكرة ٍ مليئة ٍ بالقـَحْـطِ والمطرْ؟
ما أبعــدَ العراقْ!
ما أقربَ العراقْ!
ما كان للزنـْج ِسـوى الحقيبــهْ،
وشوكةٍ من وردة السفرْ.
ما كانَ للزنـْج ِسوى الضريبهْ.
ولم تزلْ رفيقتي الطيورْ.
ولم يزلْ يَـتبعُني الجُباةْ.
أسألُ: " مَـنْ يَـجْرأ أنْ يُسَمـِّيَ الأشياءْ؟
مَن ثقبَ السفينهْ؟
منْ هَـرَّبَ السَـفـَّانْ؟
منْ أسْـكتَ المدينهْ؟
منْ أغلـَقَ الطريقْ؟"
يا أيُّها الصديقْ!
هل نحن أصدقاءْ؟
هل نحن أبريــاءْ؟
هل إنَّها تجاربُ الأخطاءْ؟
هل نحن كالأحياء؟
هل إنَّ في مستنقع ِ المنفى لنا فقاعهْ؟
هل نـَبْضَة ُ الفرات في جنازة الجليدْ؟
هل نخلة العراق في أعـمدة ِ الحديدْ؟
هلْ.....................؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
حاولتُ أن أستنشق الهواءْ.
نوافذ الفضاءْ.
أغلقـَها الحرَسْ.
نافذة ٌ واحدة ٌ للواحد السلطانْ.
يَـفتحُها الحرَسْ.
يأتونَ بالطيور ْ،
( ألدمُ والرصاصْ )
ويـَمسحونَ مقعدا ً يدورْ
يقولُ لي العصفورْ:
" تـَـغيَّرَ الزمانْ.
تــغيَّرَ المكانْ.
تـَدحرجتْ خيولكمْ،وانـْكـَفأ َالفرسانْ،
في حُـفـْرَة السلطانْ.
أين هي السفينهْ ؟
والناس والمدينهْ ؟"
أقــولُ للعـصــفورْ:
" تحت الرماد الزيتُ والشرَرْ.
إِرتـَقـِبِ الحريقْ."
وصِيْحَ بالنخلــةِ :" لاتـَسْتكبري.
ألا اسْجـدي.
سَبَّـحَ باسم الواحد السلطانْ.
ألماءُ والترابُ والشجرْ."
قلتُ:" اخْرجي ،يا طينتي،من هذه المسوخْ،
واغتسلي،
وارتقبي الحريقْ."
وصاحَ بيْ البهلولْ:
" إ بْصقْ على الرمادْ"
-3-
تزوَّجتْ مدينتي آلهة ُ الرمادْ،
وتـَمَّتِ الخَلـْقـَة ُ للفرسان من جديدْ:
قاماتــُهمْ رمادْ.
راياتـُـهمْ رمادْ.
خيولــهمْ رماد.
ويَصْـعدونْ،
ويَنـْـزلـونْ،
ويَمسحونَ مقعدا ً يدورْ؛
وحوله ذيولـُهمْ تـَدورْ.
يَـنـْدَسُّ فينا المـُخْبرونْ،
كالقملِ ،كالصراصرْ.
يأتونَ بالعصفورْ
( ألدم ُ والرصاصْ )
ويَفتحونَ النافـذهْ.
حينئذ ٍ تـُـلـَطـِّخُ السمــاءْ
أجنحة ً بيضاءَ بالدمــاءْ.
ونـَمزجُ النزيفَ بالنشيدْ.
نحن- الغريبَينِ - بلا زمانْ.
نحن- الغريبَينِ - بلا مكانْ.
وصِـيْحَ بيْ: " يا أيُّها البهلولْ!
قلنا لطيرِالنارِ كنْ ضفدعة ً فكانْ
وأنتَ من سلالة الصحراءْ
تلجأ تحت الماءْ
مـُقاوما ًبريشةِ الطيورْ،
وسعفةِ النخيلْ.
إنـْحَنـَتِ الأشياءْ.
ليس سوى الرمادْ،
وجثـَّةِ العصفورْ؛
وليس من طريقْ.
خلاصة الأشياءْ
ريشـَتـَكَ البيضـــاءْ.
سعْـفـَتـَكَ الخضراءْ؛
وبذرةَ الحريقْ.
فهذه مملكة ُالرمادْ .
ليس بها إنسانْ.
ليس بها إنسانْ."
-4-
بكيتُ بين نخلتين ِ: نخلةٍ واقفة ٍ في خندق النخيلْ،
ونخلة ٍساقطة ٍ قد أَنكَرَتْ ملامحَ النخيلْ.
ثـمَّ اجتمعتُ واحداً.غسَّلتُ أشلائي/ نفضتُ القبرَ عن وجهي/
أدَرْتُ الوجهَ للضوء ِ/أعَدْتُ الضوءَ للراية ِ/والراية َ للفارس ِ.
صحتُ: " ابْصقْ على الرمادْ.
إرتَـقِبِ الحريقْ. "
وصِحْتُ بالذينَ أسْقـَطـَتـْهم ِ الرياحْ،
في مُـدُن ِ الجليدْ،
و أوْحَدوا الحُسَـينَ للرماحْ،
وأسْـلـَموا المسيحَ للصليبْ:
"ما أوسخَ المنافي!
وأرخصَ الغريبْ"
أيْ ساعة َ النشورْ!
إقْـتَربي ،وقَـرِّبي حبيبتي،وبيتـَنا:
شـُرْفـَتـَه،والديكَ،والصباحْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






#عبدالإله_الياسري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برازخ النار/ شعر
- مقتل زرياب


المزيد.....




- -الدرازة- المغربية.. حياكة تقليدية تصارع لمواكبة العصر
- بيت جميل للفنون التراثية: حين يعود التراث ليصنع المستقبل
- هرر.. مجَلِّد الكتب الإثيوبي الذي يربط أهل مدينة المخطوطات ب ...
- هرر.. مجَلِّد الكتب الإثيوبي الذي يربط أهل مدينة المخطوطات ب ...
- نفي اتهامات بالتستر عليه.. مسؤول إسرائيلي متهم بالتحرش بفتاة ...
- قصر الكيلاني يتحول إلى مركز عالمي للخط العربي والفنون الإسلا ...
- مطالب بوقف عرض -سفاح التجمع-.. والمخرج: لا نوثق الجرائم الحق ...
- الاكتئاب.. مرض خطير جعلته بعض الأفلام حلما للمراهقات
- اُستبعدت مرشحة لبطولته بسبب غزة.. كريستوفر لاندون يتحدث عن ر ...
- معلمو اليمن بين قسوة الفقر ووجع الإهمال المزمن


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - ابصق على الرماد