أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى راشد - صيامُ رمضانَ عادةً وثنيةً ، وتكريم الشهر لنزول القرآن فيه















المزيد.....

صيامُ رمضانَ عادةً وثنيةً ، وتكريم الشهر لنزول القرآن فيه


مصطفى راشد

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صيام ُ رمضانَ عادةً وثنيةً ،وتكريم الشهر لنزول القرآن فيه
-------------------------------------------------------- للإجابة على السؤال الوارد إلينا طالباً للرأى والفتوى على موقعنا على النت ، من السيد -محمد الخرافى من الكويت والذى يقول فيه أنه صاحب شركة مقاولات معمارية، ويعمل لديه مجموعة من العمال من خارج الكويت، وخلال شهر رمضان يقل عملهم وإنتاجهم للربع ، بسبب الإرهاق والتعب والدوخة التى تظهر على العمال ، فهل يجوز لهم الإفطار والقضاء فى أيام العطلات والأجازات؟ – وايضا للرد على السؤال الوارد من السيدة- فاطمة محمود من مصر التى تشعر بإرهاق وخمول شديد بسبب العطش فى نهار رمضان لضعف الكلى عندها ، وهى تسأل إن كان يجوز لها الإفطار والقضاء فى ايام آخرى تكون أقل حرارة؟، وايضا سؤال الأخت -منى حسن التى تقول أن ابنها البالغ من العمر 14 سنه لا يقوى على الصيام ، وهى تسأل إن كانت تجبره على الصيام أم لا ؟؟؟
وللإجابة على هذه الأسئلة نشرح أولاً معنى رمضان : -
فكلمة رمضان جائت من كلمة الرمضاء وهى الحرارة الشديدة ، ولأن السعودية من البلاد شديدة الحرارة ، كان الصابئة والوثنيون يطلقون على شهر يأتى أواسط الصيف شديد الحرارة ( رمضان ) -- ولشدة الحر فى هذا الشهر فقد تعودوا على النوم فى النهار والعمل ليلاً، وبالتالى تحول الباعة إلى الليل ، وكذا الأكل والشرب ،حتى صار هذا العرف عادة ،فيصوم الناس بالنهار ويأكلون ويشربون بالليل ، وكان ذلك قبل الإسلام بحوالى 150 سنه ، وعندما أتى الإسلام ، ونزل القرآن فى شهر رمضان ، تم تكريم هذا الشهر بشكل خاص ، وأبقى الوحى على هذا الصيام وفرضه على المسلمين ، وهو ماتشير إليه الآية فى كلمات ( كما كتب على الذين من قبلكم ) التى وردت فى الآية 183 من سورة البقرة التى نزلت فى العام الثانى من الهجرة أى بعد ظهور الإسلام بـ 14 عام بقوله تعالى ( يأيها الذين اَمنوا كُتب عَليكُم الصِيامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الذين من قَبلِكُم لَعَلَكُم تتَقُونَ ) ص ق
والمفهوم من الآية ، أن الكتابة هى الإبقاء على هذه العادة التى تعودوا عليها وحتى لايشعر الناس بتغير شديد، دون التشديد أو الوعيد ،ومعنى الكتابة هنا إشارة للإستمرار فى هذا الفعل الحبب لهم دون فرض الحل والتحريم ،والا كان القرآن وضع عقوبة أو حد للمفطر ، وأن يتم هذا الطقس كما كان بكل يسر وحرية ورضا ومقدرة وهذا المعنى تشير إليه كلمات ( فمن تطوع خيراً فهو خير له ) فى الآية 184 من سورة البقرة بقوله (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ص ق ------- وكلمات يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وهو ماورد فى الآية 185 من سورة البقرة ايضا بقوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر َيُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ص ق
ومن هذه الآيات يتضح لنا أن الصيامُ إستمراراً لعادة كما حدث مع مناسك الحج ، لذا لم يضع القرآن عقوبة على عدم فعلهما ، ولم نرى الرسول يأمر بعقوبة للمفطر ، ولكن للأسف ماوضعه مشايخنا الأوائل من تشديد وترهيب جعل المرضى والأطفال يصومون خشية ورهبة قد تقضى على حياتهم أو تضر بصحتهم، وهو تشريع لم يأتى به الشرع .
ويعنى أن الأصل فى الصيام القدرة والطاقة دون رهبة أو خوف، وأن تتوافر من ورائه المنفعة ، وأن جلب الضرر يرفعه ولا إلزام به ، بمعنى أن لا يجلب الصيام ضرراً للنفس والبدن ، أو يؤثر على الإنتاج والعمل ،لأن الله خلق البشر لغاية العبادة ، والعمل لإعمار الأرض ،ولايجوز أن تطغى إحداهما على الأخرى ، والفرض مرهون ومشروط بعدم المساس بالبدن أو إيقاع الضرر ، يتوقف هذا على شرط ذاك،لأن العلة سببً للمعلول ، ويجب عدم التشدد عن الأصل أو التزيد لأن هذا شرع فوق الشرع ، وجهلً بمقاصد الشارع العليا ، وعليه يجب العودة لأصل المكتوب ،وهو الصيام وكيف كان يطبق بيسر ويتوقف عند العسر ، لذا نفتى بقلبٍ مطمئن بحق الإخوة العمال فى العمل اليدوى ، بجواز إفطارهم حال شعورهم بالإرهاق أو الدوخة ، حماية لبدنهم وهو رأس مالهم ،لأن القضاء عليه إزهاق لروح العبد أو تعطل البدن وهو آلة العمل والرزق ،مم يعد مخالفاً لمقاصد الشرع ، وعليهم القضاء فى أيام العطلات والأجازات ، حتى لانقتل النفس التى حرم الله قتلها ، وأن نجعل من الفرائض عقاب للناس يفعلونه رهبة، والأصل أن يفعلوه حباً وطواعية ----- اما بالنسبة للأخت صاحبة الكلى الضعيفة ، فنحن نحتكم لأهل العلم من الطب ولأن الطب يحذر مريض الكلى من الإمتناع عن شرب المياه لمدة 4 ساعات -- فنحن نفتى بقلب مطمئن بحقها فى الإفطار ، وإن كان بوسعا أن تطعم عشرة مساكين فلتفعل وأن كانت لا تملك فلا وزر عليها ،لأنه لا يكف الله نفسا إلا وسعها لقوله تعالى فى الآية 286 فى سورة البقرة ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) ص ق --
وبالنسبة للسيدة التى تسأل عن إجبار إبنها البالغ 14 سنة الذى لا يقدر على الصيام --- نقول لها : - أن الصبى المراهق فى هذه السن ، كما قال الأطباء هو فى فترة نمو جسدى وصحى ، والصيام قد يضر نموه أو بناء وإكتمال عناصره ، لذا يسقط عنه الصيام حتى يكتمل نموه للإسباب السابق ذكرها، ويأسم من يجبره على الصيام أو يعنفه على الفطور، لأن الإسلام لم يشترط سن للصيام بل إشترط المقدرة ، والمقدرة تنتفى مع جسم لم يكتمل نموه ، والقائل بغير ذلك ، هو يفتى بغير دليل أو سند شرعى ،وما أكثر هؤلاء المشايخ الجهلة المرضى النفس الذين ضللوا الناس ، حمانا وحماكم الله من شرورهم.
والله من وراء القصد وغاية الإبتغاء .



#مصطفى_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان الإناث لا أساس له فى الإسلام والقائل به الجهلاء بالشرع
- الرد على الأسئلة المتعلقة بفتوانا السابقة بعدم تحريف الإنجيل ...
- حرمة سب الميت أياً كانت ديانته
- الإسلام لم يَقُل بتحريف الإنجيل والتوراة
- ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) والإستخدام الكاذب للدين
- المرشد والمشير وجهان لعملة واحدة
- أللحية والنقاب ليسا من الإسلام فى شىء
- جماعات الإتجار والنصب بالدين
- تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب على المسلمين
- إستحالة تطبيق الشريعة فى الوقت الراهن
- الخنزير غير محرم فى الإسلام
- القوى اليسارية والعلمانية والصراع مع قوى التطرف والاسلام الس ...
- قصيدة (رسالة شهيد ماسبيروا )
- الخمر غير محرم فى الاسلام
- قصيدة : - رسالة شهيد الثورة العربية
- قصيدة (( ابحثُ عنها ))
- قصيدة شعر للشيخ د مصطفى راشد( أين أنتِ حبيبتى )
- فتوى الشيخ د مصطفى راشد : - حجاج ومعتمرى الدول الفقيرة لايثا ...
- حجاج ومعتمرى الدول الفقيرة لا يثابون
- قصيدة رسالة للحكام العرب


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى راشد - صيامُ رمضانَ عادةً وثنيةً ، وتكريم الشهر لنزول القرآن فيه