أنور يونان
الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 08:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة مفتوحة إلى المعارض السوري الأستاذ هيثم المالح
أيها الأستاذ الكبير
قبل ما يقرب السنة أعلنتَ على المنابر وأمام شاشات التلفزيون أن النظام سيسقط خلال أسابيع. فتسببت بإعلانك "غير العاقل" هذا بإطالة عمر النظام حين دفعت بالعديد من الشباب لاستخدام السلاح معتقدين أنها فرصة لا تعوض للانتقام من جلاوزة النظام وشبيحته، وأعطيت النظام مبررا لاستخدام القوة المفرطة في قمع التظاهرات، فدفع البلاد نحو المواجهات المسلحة والتدويل...
ومضت الأسابيع والشهور ولم يسقط... بل سقطت توقعاتك وتفركشت في طريقك من المجلس الوطني إلى التحالف مع فئة من الاخوان الذين يلعبون على جميع الحبال !
وها أنت تعلن اليوم أن النظام سينهار خلال أيام، وتعتزم تشكيل وزارة انتقالية كي تكون مستعدة لتسلم مقاليد الأمور... فتثير البلبلة في صفوف الثوار والمعارضات .. وتخدم الحلفاء والأعداء "المفترضين" بإطالة عمر النظام من جديد !
هؤلاء، من الصين إلى أمريكا، مرورا بروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا .. الخ. سيحتجون بأنهم منكبون على دراسة مشروعك هذا، إلى جانب المشاريع المماثلة التي سيتسارع آخرون بعرضها، كي يؤجلوا اتخاذ القرارت، ويتركوا للنظام وقتا إضافيا للقتل وتدمير البلد.
أستاذنا الكبير،
تفعل خيرا بالإعلان أنك زاهد بالسلطة، وبتخصيص جهدك ووقتك للتقريب بين مختلف فصائل الجيش الحر وفصائل المعارضة وتوجيههم نحو تشكيل مجلس وطني موسع يضم عسكريين ومدنيين ليخلف نظام المافيات الأمنية الاقتصادية عند سقوطه. والعمل مع جميع هؤلاء للوصول مع الكبار، روسيا وأمريكا، إلى اتفاق على رحيل هذا النظام.
وإلى أن يحين موعد تشكيل وزارة انتقالية أقترح عليك، وعلى هذا المجلس الوطني الموسع، أن تفكروا جديا بتشكيل حكومة تكنوقراط من خبراء يرأسها الدكتور عارف دليلة الذي، إضافة إلى كونه شخصية وطنية محترمة من الجميع وخبيرا اقتصاديا كبيرا، فإن اختياره لهذا المنصب سيكون تطمينا للأقليات وضمانا للسلم الأهلي الذي يجب أن يسود بعد انتصار الثورة.
دم بخير يا أستاذنا الكريم
#أنور_يونان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟