أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الشرقاوى - الحكم الديكتاتوري المستبد في ظل عصور الإسلام أسبابه و دوافعه و طرق معالجته في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر















المزيد.....



الحكم الديكتاتوري المستبد في ظل عصور الإسلام أسبابه و دوافعه و طرق معالجته في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 06:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


( موضوع جديد و لم يُنشر من قبل و لم يتطرق إليه المسلمون بجرأة خشية النقد الجارح من أهل الدين السياسي ( الإسلاميين ) أو ( المتأسلمين ) الذين صَدَّعونا بإكذوبة ( الحكم بالشريعة ) و وهم دولة الخليفة و عودة ( الخلافة الإسلامية )


( لو كان الحكم بالوراثة لكانت النبوة بالوراثة و لكن الله تعالى جلت حكمته جعل النبوة ليست وراثة و بالتالي قياسا على ذلك فإن الحكم لا يصح فيه الوراثة و لو صح لأحد أن يورث الحكم من أحد لورث آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم النبوة و الحكم من بعده و هم أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم )

قال الله سبحانه و تعالىَ في شأن الأمانة و الحكم { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلىَ أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعم يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا } [ النساء ـ 58 ـ ]
و عن الأمانة و رجالها الحقيقيين [ حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان و حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة جميعا عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأهل نجران سابعث معكم رجلا أمينا حق أمين قال فتشرف له الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ....

بعد الحمد لله تعالى و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على صحبه و آل بيته الكرام الطيبين بلا مبتدأ و لا منتهىَ
ثم أمَّا بعد

أولا ـ [ مقدمة ضروريَّة نعرف منها كيف أصبح حكم المسلمين مُلكا جَبْريَّا و عَضوضا ]

فمن قديم تعارف عند المسلمين أن الحكام هم ظل الله تعالى على الأرض و لكي يظل الحاكم يحكم و يخلفه أبناءه و أحفاده و يظل الحكم في أسرته و نسله من بعده قرون عديدة أوهم الحكام الناس عن طريق بطانات السوء أنه ( ظل الله على الأرض ) فمثلا قال الفرذدق و اسمه كاملا أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة المتوفىَ في سنة 110 و قيل 112 و قيل 114 في هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين المتوفىَ سنة 125 بالرصافة عن عمر يناهز خمسا و خمسون سنة
كلاما لا يُقره عاقلا أبدا فقد قال

هشام خيار الله للناس و الذي
به ينجلي عن كل أرض ظلامها
و أنت لهذا الناس بعد نبيهم
سماء يرجو للمحول غمامها

حتى قال أحد شعرائهم ما نصه

ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار

أهذا كلاما يُقال في بشر أم في إلهٍ ؟!
و أوهموا الخلفاء الأمويين و العباسيين أنهم يحكمون بشرع الله تعالى أي يحكمون بكتاب الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منهتى بل و ادَّعَىَ بعضهم أو أغلبهم انتسابهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بمكة قال ما نصه ( أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه و تسديده و حارسه على ماله أعمل فيه بمشيئته و إرادته و أعطيه بإذنه فقد جعلني الله عليه قفلا إن شاء يفتحني فتحني لإعطائكم و قسم أرزاقكم و إن شاء أن يقفلني عليها قفلني ) هذه هى عقيدة الخلافة في أذهان المجتمعات الإسلامية في العصر الأموي و العصر العباسي !!! و ما علموا أن الحكم البشري المؤبد و الوراثي القذر ليس من الدين في شيء بل هو خارج على نطاق الشريعة الإسلامية و لو طبقنا ذلك عليهم في زمانهم لقلنا أن هذا النوع من الحكم الديكتاتوري يتنافى مع ( الشورىَ ) التي كانت تتناسب مع زمانهم لإنهم لم يسمعوا لقول الله تعالى القائل { و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مِمَّا رزقناهم ينفقون } [ الشورى ـ 38 ـ ] فهم لم ينفذوا هذه الآية الكريمة و زعموا أنهم يحكمون بالشرع أي بكتاب الله تعالى القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة لأن الخلفاء أربعة فقط هم أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و عليِّ بن أبي طالب رضىَ الله عنهم و أرضاهم و بعد ذلك لم تصبح خلافة في العصرين الأموي و العباسي و إنما كانت مُلكا بكل ما تحمله الكلمة من معاني القوة و الجبروت و القهر الذي كان يستند عليهم المَلِك في حكم الرعية و كانت تُسَمَّىَ اعتباطا ( خلافة ) و لو طبقنا هذه الآية الكريمة على زماننا الحديث و المعاصر الذي توسَّع فيه مفهوم الحاكمية البشرية و صارت ( الديمقراطية ) هى المصطلح الأوسع انتشارا و الأعم و الأشمل من ( الشورى ) صار حاكما مثل العميل الظالم حسنى مبارك حاكما لمصر لمدة ثلاثين عاما و ادَّعَىَ هو و بطانته السيئة جدا أنه يحكم المصريين بإرادتهم و باختيارهم له بنظام ( الشورى ) أو بنظام ( الديمقراطية ) في حين أن المصريين لا يكرهون أحدا قدر ما يكرهون العميل الظالم حسني مبارك و كل حاكم في كل عصر و مصر يدَّعي أنه ( ظل الله على الأرض ) و تكون هذه النظرية الفاسدة بمساعدة البطانة الفاسدة مدخل أي حاكم إلى ( الديكتاتورية ) و ( المُلك الجبري ) و ( المُلك العَضوض ) ثم وراثة الحكم بشكل غير آدمي ثم يأتي بعد ذلك من يتكلم عن الحكم الإسلامي و حكم الشريعة الإسلامية !!! و الغرض الحقيقي السيطرة التامة على جماهير المسلمين للأبد
فقد التبسَ على كل الناس و خاصة المسلمين و العرب أن الحكم إمَّا إسلامي أو مدني ..... و أن ( الحكم الإسلامي ) هو الحكم بشرع الله تعالى و بسُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ و قد زاد الفقهاء و العلماء الذين يسيرون تحت راية هذا الرأي ( السير على منهج السلف الصالح ) !!! و هؤلاء المتخلفين عقليَّا و المُعَاقين ذهنيَّا أطلقوا على أنفسهم مُسَمَّيات ما جعل الله تعالى لها من سلطان مثل ( السلفيين ) !!! و هم في الحقيقة سلفيين وهابيين متنطعين و مرتزقة و ( الإخوان المسلمين ) !!! و هم في الحقيقة الإخوان المجرمين و ( جماعة التكفير و الهجرة ) و ( جماعة الجهاد الإسلامي ) و ( حماس ... في فلسطين ) و ( جماعة أنصار السُنة المحمدية ) و ( الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب و السُنة ) و ما كل هذه الأسماء و المُسَمَّات إلا جسدا واحد و فكرا واحدا و روحا واحدة و هؤلاء على عيوبهم و قذارتهم و نجاسة أفكارهم التي أساءت إلى الدين الإسلامي على كافة المستويات هم أتباع ( الخطاب الديني القديم ) العفن الذي لم يشبع فضول جائعا للتدين الوَسَطِي الحقيقي الصحيح و المعتدل لأحد المسلمين و لم يروي ظمأ كافرا أراد الدخول في الإسلام و كل أفعالهم مخالفة لأقوالهم و هؤلاء هم الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و هذا واضح اليوم في مصر في ظل انتخابات الرئاسية فقد تعلن هذه الفرق الضالة الخارجة عن تعاليم الإسلام رأيا اليوم و يرجعون فيه غدا و يقولون اليوم قولا و يتنصلون منه غدا و لا تجد لهم موقفا واضحا إلا ما فضحهم فيه و بسببه الله تبارك و تعالى من تزوير و غش و نفاق و طمع في السلطة و أمَّا ( الحكم المدني ) فهو الذي فهمه المسلمون خطأ على أيدي السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين من خلال ( الخطاب الديني القديم ) الذي يُحشد الأنصار فقط أكثر مِمَّا يُعلم المسلمين كيف يعيشون الحياة و يتحدّون أعدائهم و يتقدمون في جميع المجالات في ظل إسلامهم و تدينهم بكل وسَطيَّة و كل رجولة فقد أفهموا عوام المسلمين أن هذا الحكم المدني حكما كافرا و مناقضا لشرع الله تعالى و أن هذا الحكم علماني أي هو عين الكفر مثل ( الليبرالية ) و ( الإشتراكية ) و ( الرأسمالية ) و لو عرفوا ( سياسة القوة الناعمة ) لقالوا عنها أيضا كفرا بواحا صراحا و لكن هذه السياسة لم تأتي على بال أحدا منهم و تجاهلوا أن كل هذه السياسات مناهج للحكم يدخل عليها التطوير و التعديل لتناسب البشر و في نفس الوقت لا تتعارض مع شرع الله تعالى الحنيف و نرجوا من القارىء الكريم ألا ينخدع في معارضتهم لهذا المقال حتى لو استشهدوا بآيات من القرآن الكريم أو بأحاديث نبوية شريفة لأنهم يريدون السيطرة على المسلمين فالقرآن الكريم حق و لكنهم أرادوا به باطلا فربما يستشهدون بهذه الآيات { سُنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسُنة الله تبديلا } [ الأحزاب ـ 62 ـ ] و كذلك { سُنة الله التي قد خلت من قبل و لن تجد لسُنة الله تبديلا } [ الفتح ـ 23 ـ ] و كذلك { سُنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا و لا تجد لسُنتنا تحويلا } [ الإسراء ـ 77 ـ ] و كذلك { استكبارا في الأرض و مكر السيء و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سُنة الأولين فلن تجد لسُنة الله تبديلا و لن تجد لسنت الله تحويلا } [ فاطر ـ 43 ـ ] فهذه الآيات الكريمات لها شرح آخر غير ما يُدَّلِسُون به على الناس حتى عاش الناس في خدعة كبرى إسمها ( الحكم الإسلامي ) أو ( حكم الشريعة ) أو ( الحكم بما أنزل الله تعالى ) أو ( الحكم بكتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أو إكذوبة العودة ( للخلافة الإسلامية ) و كلها تلفيقات و كذب لن تحدث كما يتصورونها و يوهمون الناس بحديث صحيح يتنبأ فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم برجوع الخلافة فقال [ تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون مُلكا عَاضَّا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها فتكون مُلكا جبريَّا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ] ( حديث صحيح في السلسلة الصحيحة ) رواه الإمام أحمد ...... و انظروا للحديث [ ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ] !!! هل وضح لنا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم كيفيَّة مضمون الخلافة أي إطار الحكم الإداري في هذه الخلافة و كيف تسير و كيفيَّة عمل المُعَاونِين للحاكم وقتئذٍ هل هم يرتدون جلباب أم سروال ؟! و هل يطلقون اللحَىَ أم لا ؟! و هل يتكلمون اللغة العربيَّة الفصحى أم اللغة العاميَّة ؟! و هل يحملون سيوفا أم رشاشات آليَّة و بنادق سريعة الطلقات ؟! و هل الحكم يومها بنفس الشكل الذي كان يحكم به الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أم يكون الحكم يومها بما يناسب إسلوب العصر الحديث و المعاصر ؟! فكل ما ذكر في الحديث هو [ خلافة على منهاج النبوة ] و هنا المقصود خلافة بها الحق و العدل و الرحمة و الرأفة و سيادة الدين و الإيمان و إعلاء راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ..... و لكن الإخوان المجرمين و أتباعهم الجهلاء و السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و القنوات المتأسلمة العميلة أوهموا الناس بعودة العهد النبوي !!! و هذا لن يحدث و لن يعود و قد حققنا في هذا الأمر في بحث قيِّما ساضعه للقرَّاء قريبا جدا إن شاء الله تعالى و هنا نصل إلى .... من السبب الرئيسي في جهل المسلمين ؟! و سنصل إلى حقيقة هل هناك حكما إسلاميَّا أم أن هذا وهما عاشه المسلمون قرونا طوال هذا ما سنوضحه بإذن الله تعالى ؟! في أسباب تخلف المسلمين

ثانيا ـ [ ما أسباب تخلف المسلمين و من السبب الرئيسي في تخلفهم ؟! ]

1 ـ ( الخطاب الديني القديم )

و أبشر الذين أشاعوا هذا ( الخطاب الديني القديم ) بقول الباري جل في عُلاه { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يُضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون } [ النحل ـ 25 ـ ] لأنهم أضلوا المسلمين ... و قد ورد في الحديث الشريف [ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهَّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ] ( حديث صحيح في البخاري و مسلم ) و أصحاب هذا ( الخطاب الديني القديم ) هم أجهل الناس و أضل الناس و أكذبهم على الله تعالى و على رسوله النبي محمد صلى الله عليه و سلم
فذلك الخطاب العفن الذي ضيَّع المسلمين المعاصرين لأنه فرض عليهم فهم دينهم و تنفيذه بإسلوب زمان الرسول صلى الله عليه و سلم زمن النبوة و الرسالة و على طريقة الصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم أطيب الناس و أعقل الناس و أعذر الناس للناس و على منهج السلف الصالح الذي طبقوا الدين الإسلامي بحسب علمهم و ظروف عصرهم !!! و هذا لن يحدث في عصرنا الحديث و المعاصر المفسد و الطاغي و الذي انعدمت فيه الضمائر و الأخلاق لإن هذا ( الخطاب الديني القديم ) الذي يتحدثون به و يُشيعونه في الناس وسَّع دائرة الجدل و الخلاف العقيم بين المسلمين العوام و من يقرأ كتب الفقه الإسلامي سيجد عجبا سيجد أن الفقهاء و العلماء المسلمين ما اتفقوا على شيء فقد اختلفوا على كل شيء تقريبا كما في مسألة ( الخمر ) فقد اختلفوا هل يشرب الإنسان من الخمر إذا كان مشرفا على الموت من غصة في حلقه و لم يجد ماءً ليشربه ووجد خمرا فهل يشربه ؟! و انظر للخلاف فمنهم من يقول يشرب خمرا ليحافظ على حياته و منهم من قال لا يشرب على قدر ارتواءه فقط !!! و ربما هناك من تشدد جدا و قال أفضل الموت عطشا في الصحراء و لا أرتوي بالخمر لإنها محرمة فشدد على نفسه فيما أباحه الله تعالى للمضطر و شدد على المسلمين الذين اتبعوه بجهل و غباء !!! و من ينظر لأراء فقهاء العهد القديم سيجدها كلاما براقا مُحَنطا في كتب الفقه للدارسين فقط و لكن إذا ما حاولنا تنفيذه في الواقع وجدناه صعبا و خيالا أليس كذلك ؟! هل من كان في الصحراء و قارب الموت من العطش و لم يجد ماءً ووجدا خمرا أمامه سيفكر في كلام الفقهاء ؟! و هل سيختار أن يشرب الخمر كلها أو يقتصد أي يشرب شيئاً يسيرا و بسيطا لأنها من المحرمات ؟! و هل سيستطيع السيطرة على نفسه و على عطشه القاتل فيشرب بدون أن تمتلىء معدته في هذا الوقت العصيب ؟! فلينظر القاريء الكريم إلى حاله في شهر رمضان المبارك حينما يحين وقت الإفطار و كيف يشرب الناس المياه بدون تحكم ( كنترول ) في أنفسهم بقصد الإرتواء أليس كذلك ؟! إذن فما ظنكم بمن كان في الصحراء و سيموت من العطش إذا لم يشرب الخمر الذي وجدها أمامه هل نقول له إشرب و لا ترتوي فهذا جنون و ليس فقها و علما و لو افترضنا أن هذا الظمآن في الصحراء عمل بهذا الكلام المجنون و شرب قليلا من الخمر و رَمَىَ الزجاجة فماذا سيفعل لو داهمه العطش مرة أخرى ؟! و هل من كان في مثل هذه الحالة نأمره بالتفقه أم نطبق عليه قاعدة ( فمن اضطر ) ؟! كما قال الله تعالى في كتابه الكريم { إنما حرَّم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن الله غفور رحيم } [ النحل ـ 115 ـ ] فهذا مثالا واحدا على اختلافهم و الرد عليه و قس عليه إختلافهم في مسألة ( النامصة و المتنمصة ) أي المرأة التي تزيل الشعر للنساء كما يحدث في ( الكوافير ) و هذه إسمها ( النامصة ) و أمَّا المرأة التي تذهب للكوافير لتزيل الشعر الزائد من الوجه مثلا فهى إسمها ( المتنمصة ) و هذا الأمر التافه فيه خلافا كبيرا بين فقهاء المسلمين و علمائهم و قد أدَّىَ إلى الفتنة لا محالة بين جماهير المسلمين و المسلمات و احتارت المرأة المسلمة بل و الأزواج و الزوجات المسلمين هل تزيل المرأة شعر وجهها الزائد حتى لا تصبح مثل القردة أو تظل بشعرها في وجهها مثل الرجال ؟! و أيضا مسألة ( الخروج على الحاكم ) فمنهم من أجازه و منهم من لم يُجيزه و كذلك مسألة ( تحريم البنوك ) فوراء من يسير المسلم الحيران إذا أراد أن يعرف شيئا أو مسألة مهمة في أمر دينه هل يسير وراء من أحلَّ أم الذي حرَّم ؟! فما ذكرته كأمثلة نقطة من بحر الخلاف بين العلماء و الفقهاء المسلمين !!! فماذا ننتظر من العوام و الأميِّين و الجُهَّال أن يفعلوا أو كيف يكون فكرهم و أرائهم و كيف يكون شكل حياتهم إذا كان كبارهم و علمائهم و فقهائهم قد اختلفوا على كل شيء ؟؟؟!!! ثم يتشدق الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد أن هذا الإختلاف العظيم بين كبار علماء و فقهاء الفقه و الفكر الإسلامي هو ( منهج علمي ) فأهل ( الخطاب الديني القديم ) أفهموا العوام و جماهير المسلمين و المسلمات أن هذه الإختلافات العقيمة التي أفسدت حياة المسلمين أنها ( منهج سلفي ) !!! و أطلقوا عليها أيضا من باب الإرتزاق و خداع المسلمين ( منهج علمي ) !!! فهل فهم القارىء الكريم لماذا قلنا إن هذا ( الخطاب الديني القديم ) عفن و هو سبب ضياع جماهير المسلمين و بلبلة افكارهم و بسبب هذا ( الخطاب الديني القديم ) العفن الآسن إرتكب المسلمون الآثام و المعاصي و الذنوب و هم راضين بها مُسْتَحِلِين لها .... لماذا ؟ !!! لأنهم لم يجدوا في هذا ( الخطاب الديني القديم ) ما يشفي نفوسهم الحائرة من المستجدَّات و يعلمهم كيف يعيشوا حياتهم المعاصرة إنما كل ما فعله بهم أفهمهم أن الحياة قبرا سيخرج منه إلى القبر و أن الموت محاصره و أن الزهد على فقر و جوع أفضل من الغنى !!! حتى هلك المسلمون من الأمراض النفسية و الجهل ووقعوا في بئر الحرمان و اعتقدوا أنه زهد .... فالظلم واقع على رؤوسهم في الدنيا و القتل و التجويع و التركيع و التشريد أمامهم و الموت و القبر و العذاب و جهنم و سقر و بئس المصير ورائهم ؟! ما هذا الهراء الذي يُمَارس عليهم باسم الدين و الدين الإسلامي منه براء ؟! و لا أدري هل الزاهد هو الذي يملك أن يفعل المعاصي ثم لا يفعلها باختياره خوفا من الله تعالى أم الذي لا يملك شيئا و يحتاج إليه و لا يجده ؟! فالزاهد الحقيقي هو الذي يملك أن يفعل الحرام و لكنه يخاف الله تعالى كما أوضح لنا ربنا تبارك و تعالى في كتابه الكريم { ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوىَ القلوب } [ 32 ] و لذلك فالمحروم لا يستطيع ان يكون زاهدا أو أن { يعظم شعائر الله } التعظيم الكامل و لو اضطر للسرقة كي يأكل فسيسرق و لو اضطر للزنى لكي يشبع رغبته فسيزني فمن كان حاله كذلك من الصعب عليه أن يصل لمرحلة التقوى الكاملة و لذلك من الظلم أن نخاطب المحرومين و الفقراء و المساكين و الجياع و العاطلين عن العمل و العوانس و كل هذه الفئات التي ذكرتها و التي قد ظلمها ( الخطاب الديني القديم ) و أوهمهم أنهم زاهدين و هُمْ في الحقيقة محرومين !!! و الله تعالى أعلى و أعلم و لكن السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين أضاعوا المسلمين بهذا ( الخطاب الديني القديم ) بغرض تحنيط عقولهم و إرجاعهم للوراء تمهيدا للسيطرة عليهم بإسم الدين و قد ورد في الحديث [ عن ابن مسعود قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هلك المتنطعون قالها ثلاثا ] ( حديث صحيح في مشكاة المصابيح ) ... رواه الإمام مسلم ..... و المتنطعين هم المتشددين المُغالين .

2 ـ ( عدم فهم المسلمون لدينهم )

و من الأسباب الرئيسية في تخلف المسلمين حكاما و محكومين و أدت إلى ديكتاتورية الحاكم المسلم و تسلطه و تجبُره على رعيَّته و هو من أسباب تأخر المسلمين عن بقيَّة دول العالم المتقدم ليس فقط في نمط و إسلوب الحكم و ليس في عدم الحكم بالشريعة التي باتت ألعوبة في أيدي الجاهلين و المتسلطين المُعْجَبُون بأرائهم فقط و قد صارت عبارة ( الحكم بشرع الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) مضغة في أفواه الدهماء المحسوبون على الدُعَاة فوق منابر الوعظ الذين يتشدقون في كل قناة فضائية أن سبب تأخر المسلمين هو أنهم لا يحكمون بشرع الله تعالى و على رأس هؤلاء الشيخ محمد حسان و الشيخ أبو إسحاق الحويني و الشيخ محمد حسين يعقوب و الشيخ محمود المصري ( أبو عمار ) و الشيخ مسعد أنور و الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي و الشيخ مازن السرساوي و الشيخ أسامة محمد عبد العظيم حمزة في مسجده ( عباد الرحمن ) بمنطقة الإمام الشافعي بحي الخليفة بالقاهرة و هو لا يرتاد الفضائيات و لكنه سلفي متنطع متشدد و يعجبه تشدده جدا !!! و الشيخ محمد طلعت عفيفي و الشيخ محمد المختار المهدي و الشيخ العميل القذر ( صفوت حجازي ) و الشيخ الببغاء الأهبل حازم شومان و الدكتورمحمد مرسي مرشح الإخوان المجرمين للرئاسة في مصر حاليا و غيرهم و كلهم دجالين و كذبة ....... و الحقيقة أن السبب الحقيقي في تأخر و انحطاط المسلمين و انهزامهم النفسي و التقني و اندحارهم في كل مجال هو عدم اهتمامهم بالعلم و انكفائهم على وجوههم و ملذاتهم و كتب الفقه و المتون و الشروح القديمة التي عفا عليها الزمن و أخذهم منها بلا فهم و لا وعي بما يناسب إسلوب حياة عصرنا المعاصر و عدم فهمهم الفهم الصحيح للدين الإسلامي و اكتفائهم بسماع القصص الديني من قصاص العصر و خوارجه الحقيقيين كلاب أهل النار الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و صبيانهم مرتزقة و ببغاوات الفضائيات و الإخوان المجرمين بقيادة ملالي جماعة المجرمين الإرهابيين مكتب الإرشاد عملاء الصهاينة و المخابرات البريطانية و الصحيح في تأخر المسلمين هو ( عدم فهم المسلمون لدينهم الإسلامي الفهم الوسطي الصحيح ) و ليس ( عدم تطبيق الشريعة الإسلامية ) و هذا السبب يرجع إلى القديم لإن الفقهاء و العلماء القدامىَ أفهموا الناس أن الحكم بكتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الأصل في الحياة الإنسانية على وجه العموم بدون أي زيادة أو نقصان بمعنى أنهم ابتكروا فقها إسمه ( الفقه الإفتراضي ) توقعوا فيه حدوث أشياء لا تخطر لنا نحن في عالمنا المعاصر على بال و لكنهم غفلوا غفلة تامة عن ( تطور العصر ) و تغيّر حياة الناس فلمَّا انتشر الإسلام في بقاع الأرض و هذه الفكرة تسيطر على أذهان المجتمع المسلم يومها و هى أن ( الحكم بكتاب الله تعالى و سُنة رسوله صلى الله عليه و سلم ) تلقفها أعداء الدين الإسلامي و قالوا إن المسلمين سفاكين دماء و إرهابيين و العامل الهام الذي ساعد على توغل ( الحكم بشريعة الله تعالى و سُنة رسوله صلى الله عليه و سلم ) هو توسّع المجتمع المسلم العربي داخل نفسه و بقعته الجغرافية في الدول العربية المجاورة لنشر الإسلام مع انتشار ذلك المفهوم الديني ( الحكم بشريعة الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) على وجه الخصوص و كلمَّا انتصر المسلمون و فتحوا بقاعا جديدة لنشر الإسلام زاد ذلك من تمسكهم بذلك المفهوم الديني السائد يومئذ و هو ( الحكم بكتاب الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) و من هنا جاء بعد ذلك العهد النبوي من يُكمل المسيرة و اجتهد الفقهاء و العلماء المسلمين في التوسع في هذا المفهوم الديني ( الحكم بكتاب الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) و توسعوا في الإعتماد على آيات القرآن الكريم التي تقول { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبييون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانييون و الأحبار بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة ـ 44 ـ ] و هى خاصة في بني إسرائيل بدليل قوله تعالى { يحكم بها النبييون الذين أسلموا } [ المائدة ـ 44 ـ ] لمن ؟! لمحمد صلى الله عليه و سلم و أمته الأميَّة ؟! ... لا .... و إنما كما قال الله تعالى { للذين هادوا و الربانييون و الأحبار } [ المائدة ـ 44 ـ ] للذين أسلموا و اهتدوا من اليهود و الربانيين يعني ( العلماء ) و الأحبار يعني ( الفقهاء ) و ليس في حق أمة محمد صلى الله عليه و سلم و لكن الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين يستشهدون بها على أنها في حق أمة محمد صلى الله عليه و سلم و الدليل المنطقي و العقلي أن هذه الأمة الإسلامية أمة مرحومة فكيف يكفرون إذا لم يحكموا بشرع الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و يُختم لهم عند موتهم بالكفر و من المعروف شرعا أن الكافر مخلد في النار فهل المسلمون مخلدون في النار ؟! و الجواب هو ... لا ...لإن الآية الكريمة التي نحن بصددها بدأت بقوله تعالى { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور } [ المائدة ـ 44 ـ ] و السؤال هو .... لمن نزلت التوراة ؟! و الجواب هو .... ليهود موسى .... و السؤال الثاني هل التوراة موجودة الآن بأيدي المسلمين حتى يقتبسوا من نورها ؟! و الجواب .... لا ... إذن هذه الآية نزلت في قوم موسى اليهود أيام كانت معهم توراتهم الذي هو كتاب موسى عليه الصلاة و السلام يقتبسون من نوره و ليس لأمة محمد صلى الله عليه و سلم أليس كذلك ثم قال الله تعالى لهم { بما استحفظوا من كتاب الله } [ المائدة ـ 44 ـ ] أي أظهروا أيها اليهود ما في كتابكم من علم آمنكم عليه الله تعالى { و كانوا عليه شهداء } [ المائدة ـ 44 ـ ] أي يعلمون أنه حق من الله تعالى { فلا تخشوا الناس و اخشون } [ المائدة ـ 44 ـ ] أي لا تخشوا أحدا في إظهار صفة و نعت و أخبار و أحوال محمد صلى الله عليه و سلم و من آيات الرجم و غيرها و هو لأعظم دليل على أن هذه الآيات الكريمات نزلت في يهود موسى عليه الصلاة و السلام و ليس في حق أمة محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس كذلك { و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا } [ المائدة ـ 44 ـ ] أي لا تلهكم الدنيا و تتركوا ما آمركم به و تقتربوا لما أنهاكم عنه فتأخذون الثمن الدنيوي بسبب كتمانكم العلم الذي استودعته إياكم { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة ـ 44 ـ ] أي من لم يحكم بما أنزل الله تعالى في التوراة و يعمل بما فيها فهؤلاء هم الكافرون .... ليس فيها أي حكم يشير إلى محمد صلى الله عليه و سلم و أمته أبدا .... و أمَّا من يتشدق بهذه الآية من الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين العاملين عبيداً في مكتب الإفساد بأن كل من لا يحكم بشرع الله تعالى فهم كفار و هم في النار و هذا الفهم مغلوط لإن هذه الأمة الإسلامية مرحومة و هذا ثابت بنص القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة كما ورد في الحديث الشريف [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا كثير بن هشام حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) .... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث .... و قال الله تعالى في شأن هذه الأمة الإسلامية { و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } [ الأنفال ـ 33 ـ ] و القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة يعارضان تفاسير جُهَّال المسلمين و فهم عوامهم المغلوط للآية الكريمة لإن اليهود هم قوم موسى عليه الصلاة و السلام و هم أهل التوراة و مع ذلك هم أكفر الخلق و المغضوب عليهم من الله تعالى و تنطبق عليهم الآية { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة ـ 44 ـ ] و الدليل على صحة كلامي أن الآيات من سورة المائدة [45 ـ 46 ـ 47 ـ ] كلها خاصة في أهل الكتاب و هم اليهود و النصارى و هو ما يدل أن سياق الآيات من سورة المائدة [ 44 ـ 45 ـ 46 ـ 47 ـ ] كلها خاصة عن اليهود و النصارى و هو ما لاينفي أن في يوجد في أحكامهم ما ينسحب حكمه على المسلمين إذا لم يوجد في شريعة الإسلام ما يردَّهَا أو ينسخها مع ملاحظة [ ما يردها أو ينسخها ] { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبييون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانييون و الأحبار بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة ـ 44 ـ ] و لننظر أيضا إلى لحاق الآيات أي الآيات التالية التي تأتي بعد ذلك { و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ـ و قفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة و آتيناه الإنجيل فيه هدى و نور و مصدقا لما بين يديه من التوراة و هدى و موعظة للمتقين ـ و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم فأولئك هم الفاسقون } } [ المائدة ـ 45 ـ 46 ـ 47 ـ ] و ما أوردناه من لحاق الآيات يدل دلالة قاطعة و مؤكدة على أنها نزلت في أهل الكتاب و هم اليهود و النصارى و لننظر أيضا إلى سِبَاق الآيات أي الآيات التي سبقت هذه الآيات التي أوردناها أيضا فسترىَ أيها القاريء الكريم بما لا يدع مجالا للشك أنها نزلت في اليهود و النصارى خاصة على أخص الخصوص { و كيف يحكمونك و عندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك و ما أولئك بالمؤمنين } [ المائدة ـ 43 ـ ] أي لا يؤمنون بالتوراة و الإنجيل و ما فيهما من أحكام و ليس للمسلمين ناقة و لا جملا في هذه الحرب إطلاقا أمَّا هذه الآيات ( 44 ـ 45 ـ 46 ـ 47 ـ ) فلا ينسحب حكم هذه الآيات على المسلمين في عصرنا المعاصر إلا بمقدار ضعيف جدا كان يُنفذ في عهد النبي صلى الله عليه و سلم مثل قطع يد السارق و قتل النفس بالنفس أي القصاص و هكذا و لكن في عصرنا المعاصر هذا هل نقطع يد السارق كما كان يقطعها رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الوالي أو الخليفة قديما إذن فسنقطع كل أيدي و أرجل كل البشر و سنرجم كل البشر و هذا ما لا يحتاج إلى شرح أو تفسير إذن فهناك البدائل التي لا تخالف الشرع في التنفيذ أي تنفيذ العقاب و تكون موافقة أيضا لقوانين الحياة المعاصرة و لكننا نخالف كيفيَّة التنفيذ للعاصي لشيوع الفتن و كثرة العُصَاة و السارقين و المارقين و الدول المعاصرة تحتاج إلى الأيدي العاملة و المنتجة فلا يصح أن يكون نصف البشر إذا لم يكونوا كلهم عُصاة و مقطوعي الأيدي و الأرجل !!! و يأتي متخلف و أمِّيِّ و جاهل ليقول أن هذا شرع الله تعالى .... سبحان الله تعالى بل و يريد أن يُفهمنا أن هذه الآيات التي نزلت خصيصا في أهل الكتاب من اليهود و النصارى هى أيضا في حقنا فهذا ما لم يثبت بأدلتهم المتهافتة و نكتفي بهذا القدر البسيط لتوضيح عفن ( الخطاب الديني القديم ) الذي ضيَّع المسلمين السذج البسطاء و أرجعهم للوراء قرونا بحُجة أننا نعود لخير الناس و خير القرون و هذا فكرا رجعيَّا مُلحدا مناقضا لقوانين الطبيعة العلميَّة و سُنة التطور في الكون و الحياه بل و مناقضا للقرآن الكريم و السُنة النبويَّة الشريفة بل و مناقضا للواقع الذي يُثبت كل يوم أن اليوم الذي يذهب لا يعود فكيف يريدون هؤلاء الرجعيون أن يعودوا للوراء بل و يقنعون الناس أن يرجعوا للوراء !!! .... و الذي شجع هذا الفكر على الإنتشار و هو ( الحكم بما أنزل الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) هذه الفتوحات الإسلامية العظيمة التي نصر الله تبارك و تعالى فيها المسلمين و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرهم يحكم بشرع الله تعالى و من بعده الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم كانوا يحكمون بشرع الله تعالى و من بعدهم من الولاة المسلمين أيضا يحكمون بشرع الله تعالى و كان عهدهم و عصرهم هو خير عهد و عصر و كما ذكر في الحديث الشريف ( خير القرون ) و الذي جعل نبرة ( الحكم بشرع الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) عالية الصوت هى الإنتصارات العظيمة و الكبيرة على أقوى جيوش الأرض يومها الفرس و الروم و هو ما جعل المسلمون أيضا على مر القرون يعتقدون بأن ( الحكم بشرع الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) هى السبب و لكن بعد انقضاء ذلك الزمن الجميل تناول السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد هذه الخدعة الكبيرة و بأصابع ماهرة في فن التضليل و الخداع فعزف هؤلاء المغرضون في عصرنا المعاصر على أوتار الدين الوهابي و السلفي الغير ممنهج و نشر التدين الكاذب الذي فصلوه على هواهم و الذي اتخذوه ستارا طبعا يُخفون وراءه مطامعا سلطوية فأفهموا الناس أن ( الحكم بشرع الله تعالى ) لو تنفذ فسينهض المسلمون إقتصاديا أي نهضة زراعية و صناعية و تجارية و سيكون لهم شأنا فكريَّا و سيصبح المجتمع مسلما و سيصبح كل الناس كأنهم رسل و ملائكة يمشون على الأرض و سيأكلون من فوقهم و من تحت أرجلهم !!! و بالإضافة إلى أنه سيصبح لهم شأناً عسكريا عظيما و سنهزم كل دول العالم و ننصر الإسلام ( طبعا الإسلام الوهابي المتنطع بالفكر السلفي الغير ممنهج ) و الناس أي المسلمين جُهَّال و جوعىَ و عطشىَ و عرايا و يعيشون في عشوائيات قذرة و مرضىَ و فقراء و مساكين و جبناء و عُصاة لا حظ لهم من الإسلام إلا إسمه و لا من القرآن الكريم إلا رسمه يسرقون ليأكلون و يبيعون لحمهم و أعراضهم و يُغيِّرون شهاداتهم من أجل الرغيف أو من أجل بضعة من الجنيهات و كل العالم يعلم ما هى مشاكل المجتمعات الإسلامية جيدا الجوع و النفاق و الكذب و عدم احترام الغير و عدم تفهم المسئولية و البطالة و البلطجة و العنوسة و انتشار الزنى فأخذ الوهابييون السلفييون المتنطعون المرتزقة و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد إفهام هؤلاء السُذج المحتاجين لأي شيء المحرومين من كل و أدنى حق لهم في الحياة أن ( الحكم بشرع الله تعالى ) سيجعلهم في جنة عدن و أن السماء ستمطر عليهم الذهب و الفضة أي أنهم استغلوا حاجات الناس و فقرهم و تاجروا بالدين عليهم و تاجروا بأحلامهم و الآن يتاجرون بهم !!! و للأسف لم ينظر المسلمون السُذج البسطاء للدول المجاورة حولهم التي تدعي أنها سلفية و تنفذ الإسلام و تحكم بشرع الله تعالى ماذا عملت بالشريعة ؟! و هل نفذتها ؟! و هل ارتاحت لتنفيذها ؟! هل قلَّ عدد الجوعىَ بها ؟! للأسف كلها استعمرت و دُمرت و على سبيل المثال أفغانستان و باكستان و السودان و الجزائر و حتى الفساد الكبير و الفساد الديني و الإداري منتشر في البلاد العربية مثل السعودية و الكويت و قطر و غيرهم فأين هى الشريعة التي تكلموا بها ؟! ألم تحاول الصومال تنفيذ الشريعة و الآن سوف تُبَاد الصومال من كثرة الهلكىَ من الجوع و العطش !!! فأين من ينفذون الشريعة و لماذا لم يحاولون إنقاذهم و مد يد العون و المساعدة لهم أم أن الشريعة كلمات جوفاء بلا واجبات و لا حقوق !!! و كل الذي حدث هو تدهور أحوال المسلمين و استشراء الفساد شكل رهيب إذن نستفيد أن هذه ليست القاعدة أي ( الحكم بشرع الله تعالى ) و أن المسلمين لم يفهموا دينهم الفهم الصحيح .

3ـ ( السمع و الطاعة العمياء للشيخ و اعتبار الشيخ من أولي الأمر !!! )

و يتجلىَ في هذه الجزئيَّة ( الخطاب الديني القديم ) العفن بغرض السيطرة على الجماهير و الشعوب الإسلامية بحُجِّة ( التديُن ) و وجوب طاعة السمع و الطاعة للشيخ و العالم و الفقيه و التأثير على الشعوب الإسلامية كلها رجالها و نسائها كبارها و صغارها و اعتبرت الجماعات المتأسلمة جماعات ( الإسلام السياسي ) نفسها راعية الدين الإسلامي و المتحدثة بلسان الله تبارك و تعالى و بلسان محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و اعتبروا أنفسهم ( أولي الأمر ) يأمرون الناس و ينهونهم من دون الرؤساء و الملوك و السلاطين و الأمراء و لمَّا لم يجدوا آذانا صاغية من أحد من الناس إلا من مجموعة من الحمقى و الجهلاء يتبعونهم أرادوا فرض إسلوبهم السياسي على الناس ليكون لهم شأناً بالقوة المسلحة حتى لو تعاونوا مع أعداء الدين الإسلامي في سبيل الوصول لأهدافهم و حتى لو اتخذوا من تدينهم ساترا يخفون فيه ووراءه مطامعهم في السلطة و الحكم فجعلوا من أنفسهم ( أولي الأمر ) و لهم حق السمع و الطاعة و أفرطوا في شرح آيات السمع و الطاعة من القرآن الكريم و أحاديث تتكلم عن السمع و الطاعة و حفظ أبواب مثل ( أداب العالم و المتعلم ) و دلسوا في شرح النصوص الشرعية من آيات القرآن الكريم و أحاديث السُنة النبوية الشريفة حتى يسيطروا على الناس من خلالها و من خلال حب المسلمين لدينهم و إلههم ربنا سبحانه و تعالى و حب رسولنا النبي محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و إليك أمثلة من الآيات القرآنية الكريمة التي صارت بعد ذلك من مداخل سيطرة الوهابيين السلفيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإرشاد ( الإفساد ) على الناس في المجتمعات الإسلامية و سنبين كيف يطوعون ذلك الأمر لأنفسهم ليحكموا المسلمين عنوة ... { قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } [ آل عمران ـ 32 ـ ] و كذلك { و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون } [ آل عمران ـ 132 ـ ] و كذلك { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا } [ النساء ـ 59 ـ ] و كذلك { و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و احذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } [ المائدة ـ 92 ـ ] و أيضا { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين } [ الأنفال ـ 1 ـ ] و أيضا { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون } [ الأنفال ـ 20 ـ ] و كذلك { و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إن الله مع الصابرين } [ الأنفال ـ 46 ـ ] و كذلك { و لقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به و إن ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري } [ طه ـ 90 ـ ] و أيضا { قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حُمِّل و عليكم ما حُمِّلتم و إن تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين } [ النور ـ 54 ـ ] و أيضا { و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الرسول لعلكم ترحمون } [ النور ـ 56 ـ ] و كذلك { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم } [ محمد ـ 33 ـ ] و أيضا { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا و تاب الله عليكم فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الله و رسوله و الله خبير بما تعملون } [ المجادلة ـ 13 ـ ] و كذلك { و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين } [ التغابن ـ 12 ـ ] و كذلك { فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا خيرا لأنفسكم و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } [ التغابن ـ 16 ـ ] و بعد أيها القرَّاء الكرام فمن يتدبر هذه الآيات الكريمات يرى أن وجوب الطاعة لله سبحانه و تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و هى طاعة مطلقة في حال الإستطاعة كما قال الله تبارك و تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن ـ 16 ـ ] و في مواطن أخرى تحدث للإنسان فيقع في الخطأ و الذنوب و المعاصي فتكون الطاعة غير مطلقة أي مقيدة بالظروف التي يقع فيها الإنسان فقد لا يحتملها و تكون الظروف أقوى من الشخص فيفعل المعاصي فهل هنا هو غير تقي أو غير مطيع لله تبارك و تعالى و غير مطيع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! .... و الجواب هو .... لا .... إنما يكون مطيعا و مسلما و مؤمنا و لكن الخطأ و الذنب و المعصية واردة على بني آدم و هذا لا يقلل من شأن البشر و الدليل أن الله تعالى عذرهم فقال سبحانه و تعالى { و أطيعوا الله و رسوله و الله خبير بما تعملون } [ المجادلة ـ 13 ـ ] و نلاحظ في هذه الآية أن الله تعالى بعدما أمر المسلمين بالطاعة { و أطيعوا الله و رسوله } قال بعدها مباشرة { و الله خبير بما تعملون } لأنه أعلم بشئون عباده و ظروفهم التي يمرون بها و هو ربهم الذي خلقهم و هو الأعلم بهم و بما فعلوه و يفعلونه و سيفعلونه و يعذرهم إذا استحقوا العذر بعينه هو الإلهية و ليس بأعين البشر فقد يرى إنسان أن إنسانا آخر لا يستحق العذر و لكن الله تعالى يرى أنه معذور و هذه أمثلة كثيرة في القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة .... و بناءً عليه فالطاعة لا تكون عمياء أبدا حتى لا يكون الإنسان كالآلة أو كالحيوان أو على أقل تقدير يكون مجنونا حينما تقول له شيئا يصدقه و حينما تأمره بأي شيء يفعله !!! و هذا ما يتنافى مع تكليف الإنسان و تكريمه و تشريفه و خلافته للأرض أليس كذلك ... و لكن هذه الجماعات المتأسلمة تأمر الناس بالطاعة العمياء و يستشهدون بهذه الآيات في المساجد و فوق المنابر و في قنواتهم الدينية المتأسلمة العميلة حتى يجعلوا من الجماهير الإسلامية أبقارا و جاموسا يأكل اليوم ثم يُذبح غدا ....... و الآية الوحيدة التي جاء فيها ذكر { أولي الأمر } هى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم } [ النساء ـ 59 ـ ] و المقصود بكلمات الله تعالى { أولي الأمر } هم الولاة و المسئولين و ليس المشايخ و العلماء و الفقهاء و لكن نستثني المشايخ و الفقهاء و العلماء التابعين لوزارات حكومية و منشآت عامة مثل ( لجنة الفتوى ) و ( ووزارة الأوقاف ) أي كل العاملين في الأزهر و الأوقاف كحكومة و دولة لأنهم استمدوا أولويتهم للأمر من { أولي الأمر } الذي هو ( الحاكم ) و هم يُعتبروا من حاشيته و معاونيه و بطانته في الحكم أمَّا هؤلاء السلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد الذين يتكلمون مع الجماهير الإسلامية من خلال قنوات مشبوهة و عميلة و تموَّل من دول تتعاون مع الصهاينة و اليهود و النصارى و هم أعداء للمسلمين فهم ليسوا من { أولي الأمر } بل هم منافقين و أعداء للأمة الإسلامية و إن لم يتوبوا فهم قد رضوا بالكفر و من رضى بالكفر و الكفار فهو كافر و السبب أنهم متطرفون فكريَّا و يبلبلون أفكار المسلمين و يفرضون عليهم ( الخطاب الديني القديم ) العفن الذي يجعل المسلم في مرتبة الحيوان أو آلة صمَّاء بإسلامهم السياسي و مذهبيتهم الحاقدة و تنظيماتهم السرية التي تعمل من تحت الأرض و تتعاون مع أجهزة المخابرات البريطانية و الأمريكية و الصهيونية فهل هؤلاء مسلمون ؟! و أمَّا بالنسبة لآخر آية من آيات السمع و الطاعة التي قال فيها الحق تبارك و تعالى { و لقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به و إن ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري } [ طه ـ 90 ـ ] أي لمَّا ذهب موسى عليه الصلاة و السلام ليمقات ربه عزو جل { و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون } [ البقرة ـ 51 ـ ] فقد حدث في هذه الأثناء أن عبدت اليهود العجل الذي صنعه لهم ( السامريِّ ) من الذهب و قد كانت لسيدنا هارون عليه الصلاة و السلام عليهم الولاية في غياب سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام فنهاهم سيدنا هارون أخي سيدنا موسى عليهما الصلاة و السلام عن عبادة العجل قائلا { إنما فتنتم به و إن ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري } [ طه ـ 90 ـ ] فقالوا له { قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى } [ طه ـ 91 ـ ] و الذي نستفيده من هذه القصة أن هارون عليه الصلاة و السلام حينما نهى اليهود عن عبادة العجل لم يكن ينهاهم من فراغ و لم يكن شيخا كأيِّ شيخ و إنما كان نبيَّا ووزيرا لأخيه سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام و الدليل من القرآن الكريم { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده و أوحينا إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و يونس و هارون و سليمان و آتينا داود زبورا } [ النساء ـ 163 ـ ] و كذلك { و لقد آتينا موسى الكتاب و جعلنا معه أخاه هارون وزيرا } [ الفرقان ـ 35 ـ ] فهو إذن ليس كاهن أو حاخام من كهان و حاخامات اليهود فقط و ليس من رجال الدين العاديين و حسب و لكن هو مسئول ديني في شعب اليهود له حق الفتوىَ و التصريح و التلميح حسب الحالة و حسبما تقتضيه الظروف و الأحوال و إنما هو أيضا نبي لله تعالى ووزيرا لأخيه سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام فهو تأكيداً كان من { أولي الأمر } له حق الأمر و النهي على قومه اليهود وقتئذ أمَّا مسألة عصيان اليهود له و لم يأخذوا برأيه و لم ينفذوا أمره و مشيئته فهذا شيئا آخر و لا يقلل من شأنه أو ينفي عنه الولاية الدينية أو أولوية الأمر لأنه فعلا من { أولي الأمر } و نلاحظ نكتة لطيفة في الآية الكريمة و هى أن اليهود لمَّا عصوا أمر نبيَّهم هارون آخي سيدنا موسى عليهما الصلاة و السلام مع التنبيه على أنهم عصوه في أمر عظيم ألا و هو أنهم عبدوا العجل أي عبدوا غير الله تعالى أي كفروا و أشركوا كفرا بواحا صراحا !!!! فماذا كان رد فعل رئيسهم الديني هارون عليه الصلاة و السلام و هو نبيِّ بأمر الله تعالى ؟! لقد سكت تماما و فوَّض أمره إلى الله تعالى رغم أنهم كفروا بالله تعالى و عبدوا غيره و لكنه بعد أن نصحهم فلم ينتصحوا له فسكت ( سكت ) لم يعمل ثورة عليهم ليشتت شملهم و لم يعمل اعتصام لكي يرجعوا عن كفرهم و لم يعمل احتجاج ليلفت نظرهم إليه و لم يتآمر عليهم ليقتلهم لأنهم خرجوا من الملة اليهودية و لم يحاربهم بحجة إقامة ( شرع الله تعالى ) و تنفيذ ( حكم الله تعالى ) و لم يفتري عليهم الكذب بأيِّ وسيلة من الوسائل أو يكبتهم أو يضايقهم و يضيِّق عليهم بحُجة أنه يَدْعِي إلى ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) أبدا أبدا .... فكل هذا لم يَحْدُث و إنمَا خشىَ أن ينفرد بالمجموعة التي لم تعبد العجل من اليهود في جانب و يبتعد عن العُصَاة الذين عَبَدوا العْجْل في جانب آخِر لماذا ؟! و الجواب في الآية القرآنية الشريفة { قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي إني خشيت أن تقول فرَّقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي } [ طه ـ 94 ـ ] خاف سيدنا هارون عليه الصلاة و السلام أن يحدث تشتيت و تفريق بين بني إسرائيل رغم أن منهم مجموعة كفرت بالله تعالى و عَبَدَتْ العْجْل ... يا سبحان الله تعالى ... تصرُف عجيب بدون إراقة دماء و لا ثورات و لا اغتيالات هذا حقا هو المسلم الحقيقي و هذا حقا هو الإسلام الحقيقي !!! { إني خشيت أن تقول فرَّقتْ بين بني إسرائيل } [ طه ـ 94 ـ ] و كان بالأولى أن يتصرف المسلمون بهذا الحلم و الخلق الكريم و العفو عمَّن أخطأ لكنهم يقتلون بعضهم بعضا من أجل كرسي الحكم !!! و أمّا الأمثلة على أن ( الخطاب الديني القديم ) العفن يريد من المسلمين في زمن الكوكبة ( العولمة ) أن يكونون بلا عقل و لا إرادة فيسمعون و يطيعون فقط بدون تعقل و لا فهم و كانوا الدُعاة الوهابيين السلفيين المتنطعين و معهم صبيانهم مرتزقة الفضائيات و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد يسيطرون على المسلمين و طلاب العلم الشرعي أيضا فيفسدون عقولهم بشروح قديمة لِلنصوص لا تسمن و ى تغني من جوع تجعل الأعمى يزداد عمى فلا يفهم إلا ما يُقال له من شيوخه الوهابيين السلفيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد فيعوِّدانه على السمع و الطاعة و لو قالوا له بعد ذلك اقتل باسم الدين سيقتل !!! و من أمثلة السُنة النبوية الشريفة على السمع و الطاعة [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أمرتكم به فخذوه و ما نهيتكم عنه فانتهوا ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث .... و هذا حديث مطلق في معناه غير مُقيَّد بمعنى أنه بنص الحديث أن ما قاله لنا و أمرنا بفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم نفعله و أن ما أمرنا بتركه و نهانا عن فعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ننتهي عنه ...... و هذا كلام جميل و لكننا نريد أن نقول و إذا وجدنا أشياء لا نستطيع تنفيذها فماذا عسانا ان نفعل هل نعتبر خارجين عن الدين ؟! و على سبيل المثال نستشهد بحديث للرسول صلى الله عليه و سلم ثم نشرح وجهة نظرنا [ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان بن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الواشمات و المستوشمات و المتنمصات و المتفلجات للحُسن المغيِّرات ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ...... قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ....... و لو جئنا للتنمص و هو ( نتف الشعر ) و المتنمصات ... المقصود بها النساء اللائي يمارسن عملية نتف الشعر لأنفسهن كأن ينتفن لأنفسهن شعر الوجه و الذراع و الساق و ترقيق الحواجب و قد لعن الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث ( المتنمصات ) و في رواية أخرى ( لعن الله النامصة و المتنمصة ) و هنا لنا سؤال ... هل تتنمص المرأة سواء متزوجة أو غير متزوجة أو تترك الشعر في وجهها و ذراعيها و ساقيها و ترقق شعر الحاجبين أم تترك نفسها بحُجة تنفيذ السُنة لتصبح كالقردة ؟! و هل هناك رجل سيجامع زوجته و هى مشعرة يكسو الشعر وجهها و حاجبيها و ذراعيها و ساقيها أم و هى متنمصة ؟! و الجواب بالقطع سيجامع الرجل زوجته و هى متنمصة .... إذن لماذا تكذبون على أنفسكم بحُجة تنفيذ السُنة ؟! و هل لو المرأة تركت شعر جسدها بدون تنميص لأنها تعتقد أنه تنفيذ للسُنة فهل سيقبل الرجل منها ذلك سواءً كان زوجها أم لا ؟! و هل من الطبيعي أن تسير المرأة في الشارع و لها شارب ( شنب ) مثل الرجل أو حواجب كثيفة الشعر كحواجب الرجل المُهْمِل المُهْمَل ؟! و هل نضحك على جمهور القرَّاء و نقول لهم كما يقول شيوخ الفتنة و مرتزقة الفضائيات يجوز للمرأة أن تتنمص عند الضرورة !!! أو تزيل الشعر الزائد !!! و هذا كلاما خاطئا مائة في المائة لماذا ؟! لإن معنى ( الضرورة ) أي عند الجماع و من المعلوم أن الجماع مستمر بين الزوجين و هو عملية شبه يومية إذن التنمص مطلوب جدا و ضروري جدا .... و أمَّا إكذوبة ( يجوز إزالة الشعر الزائد ) نقول للجهلة الذين قالوا هذا الكلام أن التنمص هو في أصله عبارة عن إزالة الشعر الزائد أصلا و ما تزعمونه هو تحصيل حاصل فهل ما يحدث من عملية التنمص لترقيق الحاجبان مثلا للترقيق أي لإزالة الشعر الزائد أم لإزالة شعر الحاجب أصلا حتى يقول الجاهلون إزالة الشعر الزائد ؟؟؟!!! أليس هنا كما نوضح للقاريء أنه يوجد ضرورة شرعية تقتضي عمل شيء ربما كان محظورا من ذي قبل و ربما لم يكن مفهوما على الوجه الصحيح كما نحن نفهمه اليوم .... و كذلك ( المتفلجات ) أي التي تذهب للطبيب ليباعد بين أسنانها فيراها الناس ( متفلجة ) ما المشكلة لو رأت امرأة أن تكون جميلة و لو بعملية جراحية على كافة المستويات في جسدها بصفة عامة و أن هذا ليس تغييرا لخلق الله تعالى أو أن أسنانها قبيحة و ذهبت للطبيب ليعمل لأسنانها عملية ( تفليج ) ما الضرر في هذا ؟! و من هنا كان نص الحديث واضحا جدا [ ما أمرتكم به فخذوه و ما نهيتكم عنه فانتهوا ] و المقصود هو قدر الإستطاعة و ( قدر الإستطاعة ) مسألة نسبية بين شخص و آخر و يؤيد ذلك الحديث الشريف [ قال صلى الله عليه و سلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ] ( حديث صحيح رواه البخاري ) و الرسول صلى الله عليه و سلم إذا أتىَ للناس بأمر من الذي أمَرَ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأتي بهذا الأمر للناس هل الرسول صلى الله عليه و سلم جاء من تلقاء نفسه أم بأمر من الله سبحانه و تعالى ؟! و الجواب هو ..... من الله تعالى .... إذن فلنسمع لقول الله تعالى و هو الحق { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ـ 286 ـ ] و هذا الدعاء كله رحمة و مغفرة و العفو عمَّن لا يقدر على التكليف و لكن كل إنسان ينفذ في حدود طاقته أليس كذلك .... و الشاهد القوي من السُنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يميل لعدم الخروج لملاقاة المشركين خارج المدينة و لكن شباب الصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم أخذتهم الحماسة و أرادوا الخروج لملاقاة المشركين خارج المدينة و كان رأي الأغلبية هو الموافقة للخروج لملاقاة المشركين فوافق الرسول صلى الله عليه و سلم نزولا على رأي الأغلبية رغم أنه في قرارة نفسه غير مُنشرح الصدر لرأي الأغلبية و لا لقرارهم و نستفيد من هذه القصة أن الصحابة رضى الله تعالى عنهم و أرضاهم راجعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمر من الأمور الهامة و هو قرار الحرب !!!! فلماذا راجعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم إذن ؟! و لماذا لم يقل لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا النبي و الله تعالى يوحي إليَّ فاسمعوا و أطيعوا ؟؟؟ !!!! و لماذا لم يعتبرهم جماهير السلف و الخلف خارجين على رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبب هذه المراجعة ؟! أليست هذه الواقعة حُجَّة على من يطلبون من جماهير المسلمين أن يسمعوا و يطيعوا و إلا يصبحوا خارجين عن الدين الإسلامي ؟! و هناك مراجعة أخرى و هى أن زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم كن يراجعنه بل تهجره إحداهن النهار كله و هذه الأمور كلها مذكورة بتمامها و تفاصيلها في كتب السنن ... فهل يُعتبرن زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم خارجات على الدين لأنهن راجعن رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمور ؟! و الرد على هذه ( المراجعات ) أنها من الأمور الحياتية التي تحدث من الإنسان تلقائيا و هى فى العُرف أمور عادية جدا غير مُخرجة من الدين أو من المِلة و الدلالة القويَّة في مثل هذه ( المراجعات ) أنها لا تعتبر خروجا على السُنة النبوية الشريفة و لا خروجا عن أمر الله تعالى المسلمين بطاعة الرسول صلى الله عليه و سلم و إلا كان الصحابة رضى الله عنهم و زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم هم أول الخارجين عليه أليس كذلك ؟! و لا يأتي جاهل من السلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد و يستشهد بآية سورة ( الحشر ) { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى و اليتامىَ و المساكين و ابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و اتقوا الله إن الله شديد العقاب } [ الحشر ـ 7 ـ ] فاستدلالهم على أن هذه الآية دليل على ( السمع و الطاعة ) خاطيء جدا لإن هذه السورة الكريمة سورة الحشر أيضا لها إسما آخر هو ( سورة بني النضير ) و هذه الآية تتكلم عن توزيع الفيء و الغنائم التي أخذها المسلمون في هذه الغزوة و كانت هذه الآية { و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا }أي لا تردوا ما أعطاكم الرسول صلى الله عليه و سلم من الغنائم و الأسلاب و لا تعترضوا لأنه حكم الله تعالى و الرسول صلى الله عليه و سلم يحكم به .... و لا ننكر أن هذه الآية الكريمة أصلا من أصول الدين بصفة عامة لأن ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يُرد في جملته كلاما و قولا كان معمولا به في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم على أكمل وجه بل و في القرون الثلاثة الأولىَ ( على أكمل وجه ) و لكن في تفصيله معنى و فعلا في عالمنا هذا المعاصر الذي هو من العصور السيئة لانتشار كل أنواع الموبقات أي المهلكات و المعاصي و كذلك لا ننسىَ أن الأزمنة التي تليه هىَ أصعب منه أقول حينما نأتي لتنفيذ الشريعة بنفس الوجه الأكمل التي كانت تنفذ به في ( خير القرون ) أؤكد أنني مازلت أكرر أن لكل زمان إسلوبه في تنفيذ أحكام الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم حسب ظروف الناس ..... نؤكدها بلا حرج و لا مواربة شاء من شاء و أبىَ من أبىَ أو رضىَ من رضىَ بما وصلنا إليه من تحليل و استنتاج و رفض من رفض ما وصلنا إليه من تحليل و استنتاج و إلى هنا ننتقل إلى جزئية أخرى في البحث ألا و هىَ ( ولاية الفقيه ) .

4ـ الإستبداد السياسي في الإسلام بدأ من ( ولاية الفقيه ) تلك النظرة الشيعية الفارسية المجوسية المتطرفة

[ تحيَّة للخلفاء الراشدين أهل السُنة
الحقيقيين رضىَ الله تعالىَ عنهم و أرضاهم ]

قال الله سبحانه و تعالى في شأن رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضىَ الله تعالى عنهم و أرضاهم { محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سُجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوىَ على سوقه يُعجب الزرَّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجر عظيما } [ الفتح ـ 29 ـ ] ..... و أيضا قال الله تعالى في حقهم { و الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله و الذين أووا و نصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة و رزق كريم } [ الأنفال ـ 74 ـ ] .

و قد ورد في الحديث الشريف في حق الصحابة رضىَ الله تعالىَ عنهم و أرضاهم [ حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد قال حدثني خالد بن معدان قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي و حجر بن حجر قالا آتينا العرباض بن سارية و هو مِمَّن نزل فيهم { و لا على الذين إذا ما آتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه } فسلمنا و قلنا آتيناك زائرين و عائدين و مقتبسين فقال العرباض صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فماذا تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوىَ الله و السمع و الطاعة و إن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرىَ اختلافا كثيرا فعليكم بسُنتي و سُنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إيَّاكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ] ( حديث صحيح في سُنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ....... أولاـ ..... و الحقيقة أن كلمة [ الخلفاء المهديين الراشدين ] التي وردت في الحديث الشريف الصحيح ليس المقصود منها فقط ( الخلفاء الراشدين المهديين و هم أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب ـ رضىَ الله عنهم و أرضاهم أجمعين ) و إنما يتعدَّىَ معناها إلى أي خليفة أو والي أو سلطان أو ملك أو أمير أو رئيس يحكم في الناس بسيرة حسنة و عادلة في أي زمان و مكان مثل الخليفة هارون الرشيد التقي الصالح و الناصر صلاح الدين الأيوبي و من كان في مثل تقوىَ وورع هؤلاء الرجال الصالحين فالأمة الإسلامية مأمورة شرعا باتباعهم لصلاحهم في أنفسهم الذي تعدَّىَ إلى إصلاح حال الناس و في عصرنا المعاصر لهم الصفة الشرعية و القانونية لو تولوا أمر الناس أو كانوا يحكمون الناس ........ أمّا ثانيا ـ أن حكم الأئمة الخلفاء الأربعة الكبار بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم و هم على التوالي أو الترتيب أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب رضىَ الله عنهم و أرضاهم أقول إن حكمهم خارج المنافسة و المزايدة لصلاحهم و تقواهم و إيمانهم و صلاح الرعية أو الأمة الإسلامية بهم و قد حكموا بشروط عادلة و هىَ أن كل المسلمين أجمعوا على قبولهم و حبهم لهؤلاء الخلفاء الأربعة و توافر فيهم عناصرالإيمان و التقوى و الإخلاص و أداء الأمانات إلى أهلها و النصح للأمة الإسلامية و إرشادهم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا و الآخرة و صلاحهم و صلاح الإسلام و المحافظة على المجتمع المسلم و قد كانوا رضى الله عنهم بفطرتهم السليمة رجال دين و دنيا رجال سياسة و فقه يأخذون قراراتهم السياسية على منهج ديني واضح و هو تحريِّ الحلال و الحرام في المسائل السياسية التي كانت تعرض عليهم و لكنهم أيضا يأخذون قراراتهم التي تتناسب و حياة الناس كمسلمين حتى لا تتصادم حياة الناس كمسلمين مع حالة التدين المطلوبة للفرد في المجتمع المسلم بقرارات مأخوذة على أساس شرعي ديني لا تراعي حياتهم كمسلمين فمثلا خرج أبو بكر رضى الله عنه و أرضاه عن المألوف الشرعي و حارب الذين منعوا الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يقل أنهم يقولون ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كما يقول أهل الجهل في عصرنا هذا عن الشيعة مثلا من أنهم يقولون ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فهذا ظلم واضح فالشيعة كفارا كفرا صريحا ما في ذلك شك إنما عامل أبو بكر رضى الله عنه و أرضاه الذين منعوا الزكاة على أنهم مرتدين فقاتلهم و كذلك خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه و أرضاه عن المألوف الشرعي في عام المجاعة و لم يطبق الحدود أو العقوبات الشرعية على المسلمين لأنهم كانوا أهل حاجة فمن انحرف منهم فقد انحرف مجبرا مضطرا و ليس اختيارا أو تدللا فهم كخلفاء راشدين نظروا لحالة الناس و ظروفهم وواقعهم و كانوا أهل دين و دنيا و لم يجعلوا الدنيا قبرا كبيرا فقط للناس و هذا واضح من تاريخهم و من شاء فليرجع السُنة النبوية الشريفة و صحيحها و إلى القرآن الكريم و يقرأ ما نزل فيهم من القرآن الكريم ليشهد لهم بحبهم لله تعالى و حب الله تعالى لهم و رضاءهم عنه و رضاه سبحانه و تعالى عنهم و أيضا فليرجع من شاء إلى شاء إلى كتب التاريخ و التراث و السنن و المسانيد و غيرها و هى متوافرة و في متناول يد الجميع و لذلك صحت خلافتهم وولايتهم على الناس كسياسيين بارعين و علماء محنكين و فقهاء مخضرمين و كانت تعينهم بطانات واعية منهم فيهم أيضا و من نفس معدنهم النفيس بل و أعانهم زمانهم الخيِّر المبارك و الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] و الحقيقة التي لا فكاك منها أن بدايات فتنة الحكم المستبد ظهرت بوادرها الخفية في ( الفتنة الرابعة ) الشهيرة في زمن الخليفة الراشد على بن أبي طالب رضىَ الله عنه و أرضاه و منازعة معاوية بن أبي سفيان رضىَ الله عنه لعليِّ في الخلافة إذ كانت ( الفتنة الأولىَ ) هىَ وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ في ظهر يوم الإثنين في شهر ربيع الأول عام 11 للهجرة الموافق 8 يونيه عام 632 ميلادية و ( الفتنة الثانية ) هىَ بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم و ارتداد بعض القبائل عن الدين الإسلامي نتيجة لضعف إيمانها ( فتنة الردة ) و قد بدأت من وقت و تاريخ وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم مباشرة حتى قضى عليها الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضىَ الله عنه و أرضاه و ( الفتنة الثالثة ) هىَ مقتل الشهيد عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه في عام 35 هجرية و ( الفتنة الرابعة ) فتنة عليِّ بن طالب رضى الله عنه و أرضاه و معاوية بن أبي سفيان رضى الله و أرضاه و هذه الفتنة الرابعة تحديدا هى أول الفتن الكبار الحقيقيية في تاريخ الإسلام التي غيَّرت مجراه و تاريخه من النظام الإسلامي النبوي السمح الحنيف و الإعتدال الفكري إلى الإسلام السياسي المتعصب المُغالي أو بمعنى أصح و أدق تسلل الفكر السياسي من الفئات اليهودية و النصرانية إلى بلاد العرب و المسلمين و بدأ يرعىَ كما ترعىَ النار في الهشيم على يد الخوارج أو الرافضة أو الشيعة و هم كلهم إسما لفرقة واحدة و هىَ التي اشتهرت فيما بعد باسم ( الشيعة ) و خاصة بعد مقتل الخليفة الراشد الرابع عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه على يد عبد الرحمن بن مُلجم الشيعي الفارسي عام 40 هجرية و هنا نصل إلى سيادة الفكر السياسي أو التيارات المتأسلمة من الجانبين تلك التي ناصرت معاوية بن أبي سفيان رضىَ الله عنه و أرضاه و على رأسهم داهية العرب عمرو بن العاص رضى الله عنه الذي كان فقيها و سياسيا و لكنه آثر في مُناصرة صديقه القديم معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه الفكر السياسي للقضاء على جيش عليِّ رضى الله عنه فكان ما يهم جانب معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص رضى الله عنهما تغليب الفكر السياسي على الفكر الديني و بالفعل وظفوا الفكر و الفقه الديني لصالح الفكر المصلحي السياسي ( البراجماتي ) أي نظروا للمصلحة الشخصية أكثر من المصلحة الدينية مع توظيف الدين حينما يحتاجون لتوظيفه في عمل الدعاية الإنتخابية لهم و إقناع الجماهير و حشدهم و السيطرة عليهم ليفوزوا على أول أسد في الفقه الإسلامي علي بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه و أمَّا على الصعيد الآخر فكان جانب أسد الفقه الإسلامي علي بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه و معسكره الذين انقسموا بعد ذلك إلى شيعة و خوارج و هؤلاء هم الجانب السياسي المتأسلم المتطرف في جيش سيدنا عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه أمَّا أسد الفقه الإسلامي الحقيقي الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه فكان ينظر لمسألة الخلافة من منظور ديني مثل من الأحق بها و الذي شجعه على ذلك التفاف جماهير المسلمين حوله و حبهم له و تأييدهم له و مناصرتهم له ثم بدأ اتباعه الذين انجرفوا للفكر السياسي أن يوظفوا الجانب الديني بأسلوب متطرف على الجانب السياسي فرفعوا المصاحف على أسنة الرماح و قالوا ( لا حكم إلا لله ) حتى أدىَ ذلك الأمر إلى التحكيم و تلك كانت الطامة الكبرى و هى انشقاق صفوف الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه فقد خسر بسببهم في اللعبة السياسية التي أتقنها جانب معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص رضى الله عنهما و أعانتهما الظروف و المقومات على ذلك الإتقان أقول خسر الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه لأنه لم يكن يرتضى بغير الحكم الديني بديلا و لكنه انجر إلى ساحة ليس له فيها مكان ساحة السياسة و المصلحة و المراوغة و سيدنا الإمام عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه كان قويَّا في الدين و صلبا في مواقفه و لكنه وقع كفارس من على جواده بسبب مراوغة الكل له و لم يجد النصير و ظل كذلك حتى قتله الخارجي الفارسي الكافر الشيعي عبد الرحمن بن مُلجم سنة 40 هجرية و بانتهاء هذه ( الفتنة الرابعة ) بدأت فتنة الحكم الجبري من بعد معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه حينما أحس باقتراب أجله فوطد الحكم لابنه الفاجر يزيد بن معاوية الذي كان له أكبر الأثر في قتل الحسين بن عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه و أرضاه و في هذه الفترة و نشطت فكرة ولاية الفقيه عند الشيعة من هذا العصر لإن الخلافة عند الشيعة ليس أن يُعيَّن حاكما على الناس لأنها في نظرهم إمتداد للنبوة !!! و العجيب في الأمر أن الذي يُعيِّن ( الخليفة ) الذي هو في عقيدتهم الشيعية الكافرة الفاجرة المُلحدة إمتداد للنبوة إنما هم علماء و فقهاء الشيعة أي الحكام الأصليين و ليس الخليفة الذي هو في مرتبة النبيِّ لأنهم هم الذين عيَّنوه في واقع الأمر و حقيقته !!! و بذلك تكون لهم عليه الولاية و لو قالوا عكس كلامي فليأتوا بدليل واحد من عندهم إن كانوا صادقين و ها هو نظامهم الكافر الفاجر المُلحد المتواطىْء الإيرانيِّ العميل يحكمه في الظاهر أحمدي نجاد على المستوى السياسي و في الباطن من وراء الستار الولاية الحقيقيية للمرشد الأعلى آية الله على خامنئي أعلى سُلطة في إيران !!! و هؤلاء الذين يتكلمون باسم الدين الإسلامي بأهوائهم و كفرهم ثم يوقعون المسلمين في شر أعمالهم و في الكفر و في المعاصي أنظر لوصفهم في الحديث الشريف [ حدثنا عليِّ بن محمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبد الله حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يكون دُعَاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال فالزم جماعة المؤمنين و إمامهم فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) .... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ...... و قد صح فيهم قول الحق تبارك و تعالى { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله و اللهُ يشهدُ إن المنافقين لكاذبون } [ المنافقون ـ 1 ـ ] إسمعوا معي أيها القرَّاء الكرام قول الله تبارك و تعالى { و اللهُ يشهدُ إن المنافقين لكاذبون } فهل يتعظ المنافقون و يخشون ربهم سبحانه و تعالى قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم .

5 ـ ( ولاية الفقيه ؟! )
و تأثيرها على العامة بأنها صميم الخلافة الإسلامية

حديثي عن ولاية الفقيه منصبَّاً في إطار تفنيدها و تفهيمها للبسطاء

و هىَ معروفة من إسمها و مشهورة من معناها أي أن للفقيه ولاية على الناس أي قائم بأمر الناس و على شئونهم فلو جئنا للمعنى اللغوي لكلمة ( ولاية ) هى التدبير و القدرة و التصرف و هى مأخوذة من ( الوليِّ ) إسم الله تعالى و الوليِّ هو الناصر و مالك الأشياء و المتصرِّف فيها و تأتي أيضا بمعنى ( البلدة أو المدينة ) كأن نقول ولاية مصر أو ولاية السودان و كما يُقال في أمريكا مثلا ولاية فلوريدا ..... و أمَّا معنى كلمة ( ولاية ) إصطلاحا إن كان المقصود من كلمة ( ولاية ) شخصا بعينه فالمعنى ينصرف اصطلاحا إلى تولي شخصا تدبير شئون دولة ما أو مدينة ما سياسيا في الداخل و الخارج كأن نقول أن الرئيس محمد أنور السادات حاكم مصر فهو يدبر شئون مصر السياسية الخارجية و الداخلية .... و لو كان المقصود بكلمة ( الولاية ) مدينة ما أو دولة ما فإن المقصود بكلمة ( الولاية ) البلدة نفسها أو المدينة نفسها و نزيد و الولاية هى الدولة أو القطر و يتحدد باتجاهاته الأربع الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب و يتحدد أيضا بما يقابل اتجاهاته الأربع من ولايات أخرى كأن نقول مثلا أن من الشمال دولة كذا و من الغرب دولة و كذا و أيضا ما يقابل الولاية أو الدولة من الشرق أو الغرب من دول وولايات كأن نقول إن ولاية مصر أو دولة مصر يقابلها من الشمال البحر الأبيض المتوسط و من الشرق البحر الأحمر و من الغرب ليبيا و من الجنوب السودان .... أمَّا المعنى المقصود من كلمة ( الولاية ) في الشرع هو تنفيذ القول على الغير شاء أم أبى كما يُعرف بأنه قوة شرعية يملك بها صاحبها التصرف في شئون غيره .
( الفقيه لغة ) و هى تساوى ( فقه ) أي عرف أو علم و هى من ( فقه ) أو ( يفقه ) أو ( تفقه ) في الشيء أي علم أسراره و دقائقه و خبَره بمهارة فائقة .... و أمَّا ( الفقيه اصطلاحا ) فمعناها هو من استطاع التبحر في علم الشريعة و استطاع استنباط الأحكام الكليَّة و الجزئية من النصوص الشرعية التي هى الكتاب و السُنة و استنباط أدق الأحكام لأدق المسائل الشرعية ...... إذن فالمعنى العام المفهوم ( ولاية الفقيه ) كما ورد في موسوعة ويكيبيديا الحرة و كذلك من المصادر الشيعية عبارة ( عن مصطلح سياسي موجود في الفقه الشيعي حيث يعتبرها فقهاء الشيعة ولاية و حاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الأمام الحجة حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة الأمة و إقامة حكم الله على الأرض ) و هذا كلاما فارغا فمن ذا الذي يصل لدرجة الكمال من الفقهاء الذين ينوبون عن الولي الفقيه أو الإمام المعصوم و حتى الإمام لن يكون معصوما فلا يوجد أحدا من الناس معصوما إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ........ و أيضا يقول رجل الدين الإيراني محسن كديور في كتابه ( نظريات الحكم في الفقه الشيعي ) ما نصه عن ...... ما هى ولاية الفقيه ؟ ( و يشرح كديور ما جاء عن الخميني في ـ صحيفة النور ـ بالقول بأن ولاية الفقيه يستطيع أن يحكم على ضوء مصلحة النظام بصورة أوسع من دائرة الشرع و أن أحكامه ليست فقط واجبة الاتباع و الإطاعة و إنما هى مقدمة على جميع الأحكام الشرعية الفرعية إذا تزاحمت معها و يقول السيف في هذا الإطار إن الخميني ينطلق من فكرة فحواها أن الدولة تمثل أداة قوية لخلق البيئة الضرورية لجعل التعاليم الدينية قابلة للتطبيق و هى تلعب بالتالي دور المقدمة الضرورية لإنجاز الأهداف الدينية و تسهيل ممارسة الشعائر في آن واحد ) و هذا الغباء أي تعاليم دينية هل التعاليم الشيعية أم التعاليم السُنية ؟! و بالقطع يقصد الخميني تعاليم الدين الشيعي الذي يخالف المنهج الشرعي السُني في كل زمان و مكان و هذه هى ولاية الفقيه عند الشيعة .... و يقول كديور في موضع آخر ( من هذا المنطلق نقول بأن ولاية الفقيه لا تسري فقط في الداخل الإيراني إنما تفرض وصايتها من خلال أذرعها الحركية الدينية على المجتمعات التي تمثل الحركات قوة صاعدة فيها في لبنان بشكل خاص و في دول أخرى بصورة عامة و غير الإيرانيين في العديد من الدول و من ضمنهم الكويتيون مِمَّن يؤمنون بولاية الفقيه لا يمكن أن يخرجوا من عباءة ما يقوله الولي لأنهم المولي عليهم فإذا ما كانوا مؤمنين و معتقدين بولاية الفقيه لا يمكن أن يعارضوا أوامر الولي أو أن يختلفوا معه لأن ليس للناس المولي عليهم حق التدخل في أعمال الولاية أو الإعتراض على أحكام و أوامر الفقيه و إلا أصبح معنى ذلك رفض الولاية ) و المعنى الديكتاتوري واضح جدا في هذه الفقرة التي تتحدث عن ولاية الفقيه ..... و انظروا ماذا قال الخميني في كتابه ( ولاية الفقيه ) تحت عنوان ( صلاحيات المرشد ) ما نصه ( يقول في البند ـ 110 ـ المرشد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة و له الصلاحيات المدرجة أدناه ـ تعيين الفقهاء المراقبين على صيانة الدستور و القوانين التي يسنها مجلس الشعب ـ تعيين أعلى سلطة قضائية في البلاد ـ نصب و عزل رئيس أركان الحرب ـ نصب و عزل قائد الحرس الثوري ـ صلاحية تعيين أعضاء الدفاع الوطني ـ تعيين قادة القوات المسلحة الأرض و الجو و البحر ـ إعلان الحرب و الصلح ـ تنفيذ رئاسة الجمهورية ـ عزل رئيس الجمهورية إذا اقتضت مصالح الأمة ـ العفو عن المحكومين في حدود قوانين الإسلام و باقتراح من المحكمة العليا ) هذه هى ولاية الفقيه أو دولة المرشد التي يتكلم عنها كل من تكلم عن تنفيذ و تطبيق الشريعة الإسلامية و الإسلام منها براء بل و لم يوجد هذا النوع أو الشكل من الحكم في الإسلام و لكنه أصبح واقعا مؤكدا و موجودا في عالمنا المعاصر على يد الشيعة الغلاة الروافض الفجار الكفار و على يد الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد و السلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و هذه قضية تشغل بال المجتمع المسلم الأن هل الأحق بالولاية هو الفقيه أو إنسان غير متفقه في الدين و هذه المسألة من شأنها أن تعمل على انقسام المجتمع المسلم و انشقاقه و انكفاءه على ذاته و تنحصر فيمن هو هذا ( الفقيه ) الذي له ( الولاية ) على ذاك المجتمع المسلم و ما الشروط المطلوبة فيه و ما هو الحد الأدنىَ من ورعه و تقواه و علمه حتى يُقال إنه فقيه و هذه المشكلة الجدلية تدخلنا في مناظرات عقيمة و لم نصل للحكم من الأصل و لو وصلنا للحكم عن طريقها فلن يكون بما يُسمىَ ( شرع الله ) أي لن يكون بما أنزل الله تعالى و لا بسُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن بما أنزل ( الفقيه ) ( الوالي ) و قال أو بما اجتهد فيه من أمور هذا إذا كان مجتهدا و من البلاء و الهلاك و الوباء أن سُلطة الرئيس الحاكم تخضع لسُلطة ( الفقيه ) الجنونية كما يحدُث في إيران الشيعية الفارسية المجوسية عُبَّاد الخوميني و خامنئي و رافسنجاني الذين يحكمون فعليَّا من وراء الستار في إيران و ما الرئيس أحمدي نجاد إلا صورة في العلن أمام العالم أجمع و غيرهم من كلاب أهل النار و هذا ما يريد أن يعمله الإخوان المجرمين عبيد مكتب الإفساد في مصر و السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة أن يجعلوا الشعب المصري عبداً لمكتب الإفساد و ليس ( مكتب الإرشاد ) و هؤلاء الذين ينادون بمبدأ ( ولاية الفقيه ) عَيَاناً بَيَاناً في إيران الشيعية المجوسية الفارسية الصفوية الكافرة الفاجرة أو الذين يدعون لمبدأ ( ولاية الفقيه ) علىَ استحياء أي ينفذوه بدون أن يتكلموا عنه و هم الأغلبية الكاسرة من الذين يريدون أن يحكموا دول و شعوب الوطن العربي الإسلامي بما أسموه ( شرع الله تعالى ) و من وراء هذا المفهوم يكونون هم الأولياء على الناس عُنوَة و سيستدلون بقول الحق تبارك و تعالى { إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض و الذين آمنوا و لم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيئ حتىَ يهاجروا و إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم و بينهم ميثاق و الله بما تعملون بصير } [ الأنفال ـ 72 ـ ] و سيستدلون أيضا { و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } [ التوبة ـ 71 ـ ] و هم يزعمون للناس أي جماهير المسلمين و المسلمات في بقاع الأرض قاطبة أن هذه ( ولاية شرعية ) ؟؟؟!!! و هل هذه ( الولاية الشرعية ) تسمح لفئة مُعينة من الناس أن يجعلوا من أنفسهم حكاما على الناس بموجب هذه ( الولاية الشرعية ) ؟؟؟!!! و من المُلاحظ في الآيات الكريمات أنها ( ولاية ) عامة أي تجعل من المسلمين و المسلمات في كل بقاع الأرض و إن لم يكن بينهم رابطة صداقة أو قربىَ أو أدنىَ صلة أن يكونوا إخوة في الإيمان و الإسلام متعاونين و متحدين ليشدوا من أزر بعضهم بعضاً كما في سورة الأنفال { إن الذين آمنوا و هاجرواو جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } [ الأنفال ـ 72 ـ ] و لا شأن لهذا بمسألة ( الولاية الشرعية ) التي زعموا أنها ( الحكم الإسلامي ) و قد تحددت صفات المسلمين الموالين بعضهم بعضا كما في الآيات الكريمات في سورة التوبة { يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله } [ التوبة ـ 71 ـ ] و لو أخذنا برأيهم المُغرض أن ( الولاية الشرعية ) التي هى في الأصل ( ولاية الفقيه ) بنص هذه الآيات الشريفات لكنا مخطئين و آثمين لأنه في هذه الحالة سيصبح كل المسلمين حكاما على بعضهم البعض !!! فهل هذا كلاما صحيحا ... إنها الفوضى التي لم يقل بها ( أبو جهل ) نفسه و الدليل على ذلك الحديث الشريف [ المهاجرون بعضهم أولياء بعض في الدنيا و الآخرة و الطلقاء من قريش و العُتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا و الآخرة ] ( حديث صحيح في السلسلة الصحيحة ) ... فهل نعتبر أن هذه ( ولاية شرعية ) أي لهم الحق في أن يحكموا الناس ؟! أو نعتبر هذه ( الولاية ) هى بعينها ( ولاية الفقيه ) التي تجعل من الحكم و السلطان حكرا على مجموعة من الفقهاء و العلماء ؟!
و لا تعتبر هذه ( الولاية ) في جميع أحيانها ( قوامة ) لإن للرجل قوامة على المرأة كما قال الحق سبحانه و تعالى { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و الاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليَّا كبيرا } [ النساء ـ 34 ـ ] و أيضا مقابل ذلك أن للمرأة القوامة على الرجل إذا كانت تنفق من مالها عليه فكما أطلق الله تبارك و تعالى على المرأة ( ناشزا ) أي مستعلية و مستكبرة و خارجة على طاعة زوجها أطلق على الرجل أيضا ( ناشزا ) لإستعلائه و استكباره و خروجه على طاعة زوجته { و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا و الصلح خير و أحضرت الأنفس الشح و إن تحسنوا و تتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا } [ النساء ـ 128 ـ ] فهذه مقابل القوامة مثلما تتحقق للرجل في حال استطاعته الإنفاق عليها و تتحقق القوامة للمرأة في حال فقر الرجل و قلة حيلته و إنفاقها عليه من مالها ..... و خلاصة القول في هذه المسألة أن ( القوامة ) لا صلة لها بمسألة ( الولاية الشرعية ) أو ( ولاية الفقيه ) و لكنهم تناسوا عمدا في سبيل إقامة دولة ( دينية ) حتى لو قالوا ( إسلامية ) تناسوا عمدا الجانب ( القانوني ) الذي يقابل الجانب ( التشريعي ) و نحن كدولة مدنية نستمد مرجعيتنا من ( الشريعة ) متشبعة بمواد من ( القانون ) أو العكس نستمد مدنيتنا من ( القانون ) متشبعا بالنصوص ( الشرعية ) لإن هناك النصارى و اليهود و المجوس و البهائيين و الكفار يعيشون معنا في مجتمع واحد فكيف نقرر أن نصبح دولة ( دينية ) أو ( إسلامية ) بدون النظر لهؤلاء ؟! و هذا منعطف خطير لابد من تواجده في الحُسبان حتى لا يقرر الغرب الصليبي تقسيم مصر إلى دويلات فلو راعينا نحن وجودهم لهو أفضل ملايين المرات من رحمة الغرب بهم و قسوتهم على مصر و شعبها و لهى أقوى ضرورة تعمل على الحد أو التقليل من خطر انتشار ( الدولة الإسلامية ) و العيش في وهم ( الملالي ) كما في إيران أو ( ولاية الفقيه ) فالإسلام اليوم أصبح إسلوب لحياة الشخص و نمط لتصرفاته بدون فرضه على الآخرين تحت مُسمى ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) فقد بدأت الفتن في الإسلام قديما لمَّا نادى الخوارج و الروافض و المارقين من الإسلام بما فيهم الشيعة إلى ( ولاية الفقيه ) و إلى الآن و هم ينتظرون الإمام ( محمد بن الحسن العسكري ) الذي سيخرج كما يتوهمون من درب سامراء و هو في نظرهم ( المهدي المنتظر ) !!!! فمنذ تداعىَ للأذهان هذه الأفكار الكافرة الملحدة السامة حتى انقسم المجتمع المسلم علىَ ذاته و انشق على نفسه و صار مرعىَ لكل ناعق ليتكلم عن ( الشريعة ) و حكمها و هذا أخطر منزلق طائفي يأتي لنا الآن من الغرب الصليبي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لنظل في صراع على السلطة و نظل ندور في حلبة الصراع الفكري الأجوف عن ما هى الشروط التي لابد أن تتوافر في الوالي المسلم أو الرئيس المسلم كما دار في هذا المنعطف الخطير من كان قبلنا من المسلمين القدماء و سنصل أيضا نحن لنفس نتيجتهم و هى انقسام المجتمع المسلم إلى طوائف و أحزاب و حروب و بحور من الدماء و الفائز الوحيد في هذه المعركة هم اليهود و الصليبيين و أهل الكفر و لنا سؤال هو .... هل يوجد الآن إمام معصوم ليكون هو الوالي الفقيه ؟! و الجواب هو ..... لا يوجد إمام معصوم الآن ... و هل سيحكم الفقيه بالشريعة الإسلامية في المعاهدات الدولية مع إسرائيل و هىَ تحتل فلسطين ؟! و هل سيحكم ( الفقيه ) بالشريعة الإسلامية مجموعة من الشعوب الهالكة المستهلكة و المُسْتَهْلكة المنهكة قواها في البطالة و العنوسة و المرض و الجوع و الفقر ؟! هل سيحكم الفقيه بالشريعة الإسلامية قوانين التجارة العالمية و الإقتصاد العالمي ؟! و هل سيتحكم الفقيه في سوق تجارة و تصنيع الأسلحة و الأدوية على مستوى العالم ؟! و هل سيتحكم الفقيه بفقهه في أسعار الذهب و الدينار و الدولار على مستوى العالم ؟! و هل سيطعم الفقيه بفقهه جوعى المسلمين على مستوى العالم ؟! و هل سيدافع الفقيه بفقهه عدوان الإحتلال الإقتصادي و العسكري عن دول و شعوب المسلمين على مستوى العالم ؟! و هل سيوقف الفقيه بفقهه نظام توجيه الإدارات و السياسات و الإعلام عن بُعد حتى لا يتحكم اليهود و الصليبيين في المسلمين على مستوى العالم ؟! هل سيمنع الفقيه بفقهه وسائل الإتصالات مثل الموبايل و الأنترنت و الفضائيات بما فيها من إباحيات عن المسلمين على مستوى العالم ؟! هل سيرد الفقيه بفقههِ خطر اليهودية و الصليبية و الماسونية و البهائية و البوذية و الكفر عن أذى و سب و شتم و قتل و تجويع و تركيع و اغتصاب المسلمين و المسلمات على مستوى العالم ؟! أي فقيه هذا الذي يريدون رسم صورته للحكم الإسلامي الوهمي الذي لن يكون !!! و هل المهدي الذي تحدث عنه سيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون بالجلباب القصير و المسبحة و السواك أم يرتدي البدلة الإفرنجي ؟! و هل سيقاتل بالسيف أم بالرصاص و الطائرات ؟! أنا أعلم أن مهديِّ الشيعة كذب و خرافة و أن المسيح الدجال حقيقة و ليس المهديِّ الذي ينتظره المسلمين أهل السُنة و إنما دجالا ممسوخ العين مكتوب على جبهته كافرا يراه و يقرأه كل البشر !!! فمن يكون الفقيه المعصوم هنا الذي تنطبق عليه ولاية الفقيه إذن ؟! فهذه الخدعة الشيعية الخبيثة هى التي شقت الصف المسلم قرونا طوال و للأسف لم هاجمها فقهاء و علماء الكتب القديمة ( ديدان الكتب ) دون أن يأخذوا خطوة إجرائية سليمة و حاسمة و صحيحة لصد الزحف الفكري الشيعي الخبيث الذي باتت بوادره تظهر حاليا في الوطن العربي المسلم و سيعاني منها أيضا النصارى المواطنون و المستوطنون و اليهود و المجوس و البهائيين و البابيين و غيرهم إذا ما جلس أصحاب تيار الإسلام السياسي سواء الإخوان أو السلفيين على كرسي الحكم فإنهم سيرجعون بنا قرونا للوراء بهذه الفكرة المتخلفة العفنة التي ما هاجمها ( ديدان الكتب القديمة ) فقهاءا و علماءا إلا كلاما و استعراضا لغويَّا لا يسمن و لا يغني من فكر !!!! و الآن لو ظل الحال على ما هو عليه ماذا سيحدث من جرَّاء ( ولاية الفقيه ) التي يُقصد من ورائها ( حكم إسلامي ) !!! أو ( حكم بشرع الله تعالى أي بكتاب الله تعالى و سُنة رسوله صلى الله عليه و سلم ) ؟! و بكل بساطة ستدافع كل دولة عن رعاياها و إخوتها في الدين فالنصارى سيدافعون عن إخوتهم النصارى و اليهود سيدافعون عن إخوتهم اليهود و قس على ذلك كل أهل ديانة و ملة سماوية أو أرضية سيدافعون عن إخوتهم من أهل ملتهم و ديانتهم !!! و هنا نصل إلى طريق مسدود .... فما هو ؟! سنصل إلى نقطة هامة و لو دافعت كل دولة عن رعاياها هل سيرحل أولئك الرعايا النصارى و اليهود و المجوس و البهائيين و البابيين و عُبَّاد الهرم و عُبَّاد الشمس من الدول التي تريد أن تحكم بحُجة أنها ستطبق شرع الله تعالى أي ( الحكم بكتاب الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) ؟! و الجواب هو ..... أن المستوطنين أو الرعايا الذين ليس لهم جذور مصرية مثلا و يعيشون في مصر على سبيل المثال لهم اختيارين فقط لا ثالث لهما و الإختيار الأول منقسم إلى اختيارين و هو أنهم إذا كانوا زائرين فقط ...... أو زائرين و لهم أعمال في مصر فالإختيار ( الأول ) منهما لو كانوا سائحين أو زائرين فقط و ليس لهم أي أعمال أو تجارات أمَّا أنهم يرحلون عن البلاد نهائيا بلا ضرر و لا ضرار لأنهم مجرد سائحين أو زائرين أو مقيمين فقط بدون أي ارتباط بمصر مثلا و بدون أن يسري عليهم أي قانون مصري فإذا ما تعرضوا لحكم الشريعة الإسلامية فسوف يرحلون عن مصر بلا ندم غير آسفين على رحيلهم و أمَّا الإختيار ( الثاني ) فلو كانوا أصحاب أعمال و تجارات بالشراكة مع المصريين فإمَّا أن يرحلون و يتركون لوكلائهم من بعض الأجانب من ذويهم أو من المصريين إدارة أعمالهم و إمَّا سيبقون في مصر لإدارة أعمالهم و تجاراتهم و لن تطبق عليهم الشريعة الإسلامية تحت سمع و بصر القائمين على الشريعة الإسلامية لو طبقت مثلا في مصر و تحت حراسة جيوش الدول التي ينتسبون لها و سيظلون على طباعهم الغربية الكافرة رغم ما يُسمى بتطبيق الشريعة الإسلامية !!! و لو تعرضوا لأذى في مصر من تيارات الإسلام السياسي التي تتغنىَ ليل نهار بتطبيق الشريعة الإسلامية فسوف تتدخل دول و جيوش هؤلاء الرعايا في شئون مصر الداخلية لحماية الأقليات الأجنبية لإن كل دولة لها مجموعة من الرعايا في مصر مثلا و الجيوش التي ستحمي هؤلاء الرعايا ستكون جيوش دولية أي قوىَ عالمية و ربما يؤدي هذا الأمر إلى احتلال مصر و إذلالها و تركيع شعبها و في النهاية تقسيمها !!!! و أمّأ الإختيار ( الثاني ) لو أن هؤلاء المواطنون اليهود أو النصارى مثلا يعيشون في مصر و هم من أهل البلد الأصلاء و جنسيتهم المصرية أبَاً عن جدٍ مثل النصارى و بعض اليهود المصريين الأصل و هم يُعَدُون معا بالملايين و لو تطبقت الشريعة الإسلامية فهم لن يخرجوا من مصر و لن يرحلوا عنها تحت أي ظرف من الظروف و يريدون أن يعيشوا كما يحلو لهم متدينين لإنهم يعتقدون أن التبرج من دينهم و شرب الخمر من عقائدهم و أكل لحم الخنزير و هكذا !!! فهل سيمنع تيار الإسلام السياسي الذي يتغنىَ بمسألة ( الحكم بشرع الله تعالى ) دخول أو تصنيع الخمر أو لحم الخنزير أو ملابس عصرية لهذه الفئة التي لا تدين بالإسلام و ليس لها أي علاقة بالشريعة الإسلامية من بعيد و لا قريب علما بأنهم ملايين و ليسوا آلافا و لا بضع آلاف أو مئات ؟! فلو ضيَّق أهل الإسلام السياسي على هذه الفئة فسوف يحزن لحزنهم أهل ديانتهم و يغضب لغضبهم إخوتهم اليهود و النصارى و سوف يجيشون الجيوش لحربنا من أجلهم أليس كذلك ؟! هذا فقط جزء صغير من بحر كبير نضعه أمام من يتشدقون بتنفيذ الشريعة الإسلامية و كأنهم منفصلون عن العالم !!! و لو كانوا هم ( إخوان مسلمون ) فقد بدأ النصارى في تشكيل جماعة إسمها ( الإخوان المسيحيون ) !!! و لو أنشأت أحزاب أسمت نفسها أحزابا إسلامية فقد ظهرت على الساحة أحزاب مسيحية !!! فتنبهوا قبل أن تضيع مصر في بحور من الدماء و تحتل ثم تقسم و لا تهتموا بما يُسمى ( ولاية الفقيه ) أو ( الحكم الإسلامي ) و إلا سيكون هناك من يطالب ( بحكم نصراني ) أو ( حكم يهودي ) أو ( حكم شيعي ) أو ( حكم مجوسي ) أو ( حكم بهائي ) أو ( حكم بابي ) أو حكم متحرر ـ ليس إلا كفرا في كفر ) تمهلوا يا تيارات الإسلام السياسي و عودوا إلى رشدكم

6ـ [ الإعلام و الفضائيات و الشيوخ المرتزقة المتنطعين من الوهابيين السلفيين و الإخوان المسلمين برئاسة مكتب الإرشاد ]

و هذه الفئات النجسة الفكر التي تركب الدين مطيَّة لتصل إلى أغراضها عملا بالفكر الغربي المكيافللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) و هم إنما يريدون الجلوس على كراسي الحكم و أن يكون لهم الغلبة و السلطان في البلاد و قد علموا أن الدين هو أفيون الشعوب و علموا أنه لو لم يجد الإنسان إلها ليعبده لاخترع إلها خياليَّا فعبده و لقالوا مثلما قال الأولون { ألا لله الدين الخالص و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } [ الزمر ـ 3 ـ ] و انظروا معي و اسمعوا لقول الحق تبارك و تعالى { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } قد علم كل ذلك و فهمه جيدا الإخوان المسلمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين فاتخذوا من الدين وسيلة تقربهم من الحكم و السلطة و بالدين يكون لهم الغلبة على الناس ( المسلمين ) فلم يخجلوا و ركبوا موجة ( الإسلام السياسي ) ليس بهدف نشر الإسلام من أجل إعلاء كلمة الله تعالى و إعلاء شأن سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ و لكن بهدف التوسع الديني في بلاد المسلمين و السيطرة على عقولهم و جعلهم آلات تدار عن بُعد و هذا ما نجحوا فيه لسنوات طويلة عن طريق ( الخطاب الديني القديم ) العفن حتى صار المسلم في هذا الزمان متكلسا متحجر الفكر و المشاعر المُحَرَّمات عنده أكثر من المُحلالات فالحب حرام و الفن حرام و الاختلاط حرام و عمل المرأة حرام و مصافحة الرجل للمرأة حرام و تنفيس المسلم عن نفسه بكلام في وقت ضيق حرام و كلام المسلم عن شخص غير موجود حرام و الضحك بصوت عالى حرام و أشياء مجنونة من هذا القبيل كلها حرام في حرام !!!! و لو شئنا لكتبنا قائمة من مصر إلى الصين كلها محرمات و محظورات !!! حتى أصبح المسلم لا يعرف من أمردينه شيئا إلا ما يقولونه له و يفسرونه له و يُحلون له و يُحرمون له تماما مثل حاخامات اليهود و قساوسة النصارى و الفريسيين و الكهنة حينما كانوا يُخدرون الناس ليسرقوا أموالهم و يبيعون لهم ( صكوك الغفران ) فيدخلون الجنة من شاءوا و يدخلون النار من أرادوا قديما أيام العصور المظلمة في أوروبا و كانوا كهنة و أحبار اليهود و النصارى يهدفون من وراء ذلك السيطرة على الجماهير اليهودية و النصرانية فقط فدفعهم ذلك إلى تحريف الدين السماوي الإلهي من خلال تحريف الكتب ووضع التفسيرات الكاذبة الخاطئة و المتطرفة المُغرضة التي تحل لهم حراما و تحرِّم لهم حلالا فهم قد كذبوا الكذبة و صدقوها للأسف الشديد !!! و هو بعينه ما يحدث مع الإخوان المسلمين بقيادة المرشد العام و مكتب الإرشاد و السلفيين الوهابيين المتنطعين فهم يعلمون علم اليقين و حق اليقين أن الشريعة الإسلامية لن تنفذ في هذا العصر الصعب عصر الفتن و تراكم المشاكل التي ليس لها حلول و مع ذلك حاولوا تنفيذها بجهل و غطرسة و عنجهية و همجية مِمَّا أضرَّ و يضر و سيضر بمصالح الناس لعدم صلاحية العصر لاستقبال الشريعة الإسلامية بهذا الشكل فنحن ليس في خير القرون و لا في زمن الرسالة الجميل و لا فى أناس فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أهل البيت الطيبين الكرام و لا الصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم أجمعين و عدم صلاحية الناس لتنفيذ الشريعة الإسلامية لاحتياج الناس لكل شيء في حياتهم فالحرمان و الظلم قد طغا عليهم فتنفيذ الشريعة الإسلامية في هذا الوقت العصيب أمرا منكورا تماما كما قال الحديث الشريف [ أنكم سترون بعدي أثرة و أمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم و سلوا حقكم ] ( حديث صحيح في السلسلة الصحيحة ) فأين هو حق المسلمين المنهوب عند من يتشدقون بالشريعة و تنفيذها لياخذوه ؟! و ورد أيضا في هذا الشأن حديثا صريحا في شر الأزمنة التي تأتي بعد زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى [ حدثنا محمد بن يوسف عن الزبير بن عدي قال ـ أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ـ سمعته من نبيكم ( صلى الله عليه و سلم ) ] ( حديث صحيح في أحاديث كتاب الفتن في صحيح البخاري ـ الباب السادس ) و يعلمون جيدا أن النقاب بدعة و ليس له أصل في الدين الإسلامي و أن المرأة مأمورة بأن تستر بدنها و مفاتنها بأي إسلوب و لا يوجد هناك ما يُسمىَ ( اللباس الإسلامي ) أو الملابس غير الإسلامية و مع ذلك يرتدي الرجال الجلباب و النساء النقاب و نسوا قول الحق تبارك و تعالى { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } [ الأعراف ـ 31 ـ ] و هذه الآيات تأمر المسلمين بالنظافة و الطهارة و ستر الجسم و كذلك في الملابس و لم تأمر المسلمين بملابس معينة تكون دليلا على إسلامية الإنسان !!! و يعلمون أن اللحية من مظاهر الدين الإسلامي و لا تدل على الجوهر و أرهقوا المسلمين بكلام فارغ و مردود عليهم و نسوا قول الحق تبارك و تعالى { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمىَ الأبصار و لكن تعمىَ القلوب التي في الصدور } [ الحج ـ 46 ـ ] و من المُلاحظ أن العبرة بالجوهر لا بالمظهر { فإنها لا تعمىَ الأبصار و لكن تعمىَ القلوب التي في الصدور } و يؤيد ذلك قول الله سبحانه و تعالى { إذ جاء ربه بقلب سليم } [ الصافات ـ 84 ـ ] أرأيتم أيها السادة القرَّاء الشرط الإلهي لمن أراد الله تبارك و تعالى { بقلب سليم } و يعلمون أن البنوك ليس ربوية و إنما تحتاج إلى تنظيم و تعديل للأموال و ترشيد و تحسين للإدارة و تسهيل للمعاملات البنكية و أن البنوك فائدتها حيوية جدا و كل الناس و هم الذين يحرِّمون أموال البنوك يأخذون مرتباتهم من البنوك و مع ذلك يتشدقون ليل نهار في الإعلام الفاشل الفاسد الجاهل بقسميه الحكومي و الخاص ( الفضائيات ) التابعة لهم بأن البنوك ربا و يستدلون بآيات الربا من القرآن الكريم و هو استدلال فاسد في غير موضعه حتى أرهقوا الناس و أحرقوهم !!!! و نسوا قول الحق جل جلاله { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } [ النساء ـ 29 ـ ] و من المعلوم أن معاملات البنوك بالتراضي بين البنوك و بين الناس و هذا ما لا يحتاج إلى دليل .... فقد ساعد الإعلام الديني الفاسد الفاشل المغرض هذه الفئات التي كانت مذمومة و محظورة بالأمس أن تفرض نفسها على الناس عن طريق نشر الدين بنصوصه التي تحتاج للتأويل حتى تستطيع أن تعيش في إطار العصر و لكنهم لا يؤلون النصوص ليريحوا الناس من العناء و يستريحوا هم من عبء الرسالة التي حملوها على أكتافهم !!!! و السبب أنهم أرادوا السيطرة على عقول المسلمين و تحشيدهم و تجنيدهم في صفوفهم هم أي لصالحهم و لصالح دعوتهم الدينية المغرضة بحُجة ( تنفيذ الشريعة ) و بحُجة ( إقامة شرع الله تعالى ) فكانوا هم أجهل الناس و أوقعوا الناس في الحرج و الجهل و عدم فهم الدين و نصوصه فهما صحيحا و تجميد عقولهم و أفكارهم في ثلاجات الوهابية السلفية المتنطعة و إدخالهم في الطريق السياسي المظلم القذر لمكتب الإرشاد الذي يدير شئون الإخوان المجرمين و بهذا الإسلوب و عن طريق هذه القنوات المتأسلمة و هذا الدين السياسي سيتولون على الحكم و هؤلاء ينطبق عليهم قول الحق جل جلاله { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق و لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل و أضلوا كثيرا و ضلوا عن سواء السبيل } [ المائدة ـ 77 ـ ]

ثالثا ـ [ فقهاء المسلمين و علماؤهم و عقلاؤهم أغفلوا مدة الحكم و إسلوب الحكم في الإسلام !!! ]

و إني لأعجب أشد العجب أن هؤلاء الفقهاء و العلماء المسلمين الذين لو قرأت أسمائهم و ألقابهم الفخمة جدا لحدث لي الرعب من ألقاب مثل ( ملك العلماء ) أو ( سلطان العلماء ) أو ( شمس العلماء ) فإني جد حزين من مثل هؤلاء الذين تكلموا عن ( النامصة و المتنمصة ) و ( اللحية ) و ( تقصير الثياب ) و ( النقاب ) و ( الحجاب ) و ( الحيض و الإستحاضة ) و ( البلغم ) و كميته هل يتسبب في فطر الصائم أم لا ؟! و أشياء دقيقة تحدث في حياة المسلم و استنبطوا لها أدق الأحكام .... كيف لمثل هؤلاء لا يفكرون في ( مدة الحكم ) في الإسلام بالنسبة لمن يتولىَ أمور المسلمين ؟! حتى صار كل من يحكم المسلمين يحكمهم حكما أبديَّا باسم ( الخلافة ) أو تحت راية ( الكتاب و السُنة ) أو بإسم ( الشريعة الإسلامية ) ثم يفعل بهم الأفاعيل و الأباطيل و يظلمهم بل و يحدث هذا تحت سمع و بصر هؤلاء الفقهاء و العلماء المتخصصون في الشريعة الإسلامية !!!! و لماذا لم يجتهدوا كما اجتهدوا في أمور الشريعة مثل القضاء على الوسوسة في حياة المسلم و تكلمهم عن العالم الآخر أي الجان و الشياطين و تكلمهم عن يوم القيامة و عالم البرزخ و عالم الروح و عالم الذر و هل النظرة تؤثر على الصائم ام لا ؟! و اجتهدوا في الفرق بين المعصية و الذنب !!!! أقول لماذا لم يجتهدوا في تقنين قانون بمدة أو فترة الولاية ؟! و بدون أن يحددوا سلطات أصحاب الوظائف الكبرى في المجتمعات الإسلامية !!!! فهم قد انشغلوا بأمور العبادة و الآخرة و تركوا أمور الدنيا بل و خلطوا أمور العبادة بأمور الدنيا ففسدت الأمور كلها في حياة المسلمين قديما و حديثا و معاصرا فقد اشترطوا للوالي أو الحاكم شروطا شرعية فقط تمت للدين الإسلامي و الآخرة بصلة مثل أن يكون الوالي أو الحاكم كما في كتاب ( السياسة الشرعية في إصلاح الراعي و الرعية ــــــــ تحت عنوان إستعمال الأصلح ) لابن تيميَّة و هو إمام من أئمة السلفية الوهابية عند كثير منهم في عصرنا المعاصر فقد قال ما نصه .... ( و على كل واحد من هؤلاء أن يستنيب و يستعمل أصلح من يجده و ينتهي ذلك إلى أئمة الصلاة و المؤذنين و المقرئين و المعلمين و أمير الحاج و البرد و العيون الذين هم القصاد و خزان الأموال و حراس الحصون و الحدادين الذين هم البوابون على الحصون و المدائن و نقباء العساكر الكبار و الصغار و عرفاء القبائل و الأسواق و رؤساء القرى الذين هم الدهاقون ) و البعض قال من الشروط الواجب توافرها في الوالي المسلم ( الإسلام و البلوغ و العقل ) و كل هذه الشروط و غيرها لابد أن تنطبق على المسلم المكلف الذي تجوز في حقه الشهادة أمام القاضي أو الذي يتقدم للزواج فلا فرق بين شروط من يتقدم للولاية و من يتقدم للشهادة أو الزواج !!!! و خلاصة القول أنها شروط تعبدية أكثر منها شروط صحة للولاية أو الرئاسة التي يُرجىَ من ورائها صلاح بلاد المسلمين هذا كل ما وصلوا إليه ( شموس العلماء ) و ( نجوم العلماء ) و ( سلاطين العلماء ) و داروا في هذا الفلك الشرعي فقط !!! حتى صار الحكم الإسلامي منذ بدأت دولة الأمويين ثم دولة العباسيين مُلكا جبريا هرقليا أو كسرويا خالصا و هذه مقدمة وصلت بنا لِمَا نحن فيه الآن صار الحكم الإسلامي في البلاد الإسلامية حاليا مُلكا عضوضا أي بعد أن يحكم الحاكم مدى حياته بدون رضاء الشعوب و يظل متمسكا بالحكم حتى يموت أو يُغتال فيتولى ابنه أو أحد أفراد الأسرة بدلا منه و أصبحت صفة الحكم الإسلامي هى القوة و البطش و الجبروت و استعباد الشعوب بدون أي تقنين لمدة الحاكم ( فقد كان التشريع الروماني دقيقا في مدة حكم الحاكم و ضبط كيفية حكمه فقد كان الرومانيون لا يسمحون لقائد الجيش أو القاضي أو المسئول عن الأموال أو المياه أو القمح و غير ذلك أن يظل في وظيفته أكثر من سنتين تمدان سنتين أخريين عند الضرورة و يوليوس قيصر عندما احتال على ذلك القانون و مد مدة قيادته للجيش مرة بعد أخرى و أرهب الناس بجنوده سارعوا إلى قتله ) و نكتفي عند هذه الجزئية المحورية لنقرر أن سبب نكبات الأمة الإسلامية تقع على عاتق الفقهاء الذين غفلوا عن هذا الأمر و لم يفطنوا له ففسدت بلاد المسلمين و خاصة عندما دخلوا لشروط الحكم من باب الشريعة لإن الحاكم يجب أن يكون له شروطا أخرى بجانب هذه الشروط البسيطة التي وضعوها و اصطلحوا عليها الفقهاء مثل البلوغ و الإسلام و العقل فهذه الشروط لابد ان تظل متوفرة في أي و أقل مسلم منذ أن بدأ الإسلام إلى أن تنتهي الأرض و من عليها في كل زمان و مكان أمَّا طبيعة الدنيا المتغيرة من زمن إلى زمن و من مكان إلى مكان فيحتاج كل زمن لسياسة غير الزمن الذي قبله و الذي سيجيء بعده و كذلك ستختلف السياسة في أي مكان غير الآخر و هذه عقدة عند من يزعمون أنهم سلفيون أو إخوان مسلمين أو غيرهم مِمَّن يطالب بالخلافة و بكل غباء لغى الزمان و المكان من خريطة عقله و حسابه فلا ينفع و لا يستطيع أن يكون سياسي يُعتمد عليه أبدا لإن العنصر الشرعي الذي قرره الفقهاء ليس وحده المعيار الصحيح لاختيار الرئيس أو الوالي في هذا الزمان و من ينظر حوله سيجد النكبات متوالية في البلاد الإسلامية التي تتكلم باسم الشريعة الإسلامية !!!

رابعا ـ [ كيف نعالج هذا الموضوع ؟! ]

1 ـ إقامة العدل قدر المستطاع
2 ـ إقامة الديمقراطية بجانب الشورى الحقيقية بين الناس
3 ـ إحترام الرأي و الرأي الآخر
4 ـ عدم الغش و الرشوة في الإنتخابات
5 ـ الإعتماد على الشريعة و القانون
6 ـ مُراعاة حقوق الأقليات و غير المسلمين
7 ـ أن يحترم الرئيس وظيفته و عندما تنتهي مدة ولايته لا يحتال على الشريعة و لا على القانون
8 ـ أن يحترم كل مسئول وظيفته و لا يستخدم منصبه في إبقاء الظلم الإجتماعي ليظل متواجدا أكبر مدة متاحة في منصبه أو سلطانه
9 ـ أن تخلص الرعية في النصح للوالي و المسئولين
10 ـ تكوين البرلمان من جميع الفئات الحزبية المختلفة لتوسيع دائرة الحوار و الرأي بين القادة و المسئولين
11 ـ أن يكون للمرأة دورا بجانب الرجل في تعمير الحياه
12 ـ العمل على بناء الدولة المدنية التي يعيش في ظلها كل الأديان
13 ـ التخلي عن فكرة ( الخلافة ) الوهمية و البعد عن ( الخطاب الديني القديم )
14 ـ الإهتمام بمجتمع مدني من خلال ( الخطاب الديني الجديد )
15 ـ البعد كل البعد عن العقيدة الفاسدة ( ولاية الفقيه )
16 ـ البعد كل البعد عن الطائفية و المذهبية ( السلفية ـ الإخوان المسلمين ـ الصوفية ـ الشيعة الرافضة ) إنما هو الإسلام على كتاب الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
17 ـ إحترام الحاكم للمحكومين و المحكومين للحاكم بحب لا بقهر

و الله تعالى أعلى و أعلم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة في المخدع ِ ( زوج و زوجة )
- أصرخ فى وجه الأحزاب الهفأ من سيقدم العدالة الإجتماعية ؟؟!!
- قصيدة سيدتى الوقورة
- أغنية أنا قلبى نفسه فيك
- أغنية نفسي حزينة
- بداية استعمار بلادنا .....ما حكاية الأموال السياسية وعلاقتها ...
- أحكام الصيام .....{ شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن }
- قصيدة حبيبتي لا تختفين
- قصيدة سحرُ ... أرجو السماح
- قصيدة حبيبي القاسي
- أغنية تسمح تديني عنوانك
- الفن و إعلام الفن فى البلاد العربية
- دراسات فى علم الأديان الكتاب المقدس فى عيون مسلمة
- مفهوم الدين و علاقته بالمواطنة
- أغنية إتعلم منه
- قصيدة اعتذار إلىَ حبيبتي سحر جمال
- قصيدة ماذا بعد الرحيل ؟!
- قصيدة محاولاتي لرسم امرأة
- قصيدة غريب يا امرأة
- أغنية فكرت اتوب


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الشرقاوى - الحكم الديكتاتوري المستبد في ظل عصور الإسلام أسبابه و دوافعه و طرق معالجته في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر