أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - دموع التماسيح الأطلسية














المزيد.....

دموع التماسيح الأطلسية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 13:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأحد: "إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق المسمار في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح انه يفتقر الشرعية لحكم البلاد. (رويترز). وفي الحقيقة لدينا سيل من التصريحات المشابهة التي تنطلق من رموز الفتنة والعدوان البربري على سوريا. فهم يرسلون القتلة والإرهابيين والعصابات المسلحة، ويمدونهم بالمال والعتاد وأجهزة الاتصالات ومن ثم وحين بلاقون أجلهم ومصيرهم المحتوم على أيدي جنود وضباط الجيش الوطني الباسل يبدأ بموشحات الندب الحزينة، وإسماعنا وصلات النحيب والبكاء على مقاتليهم "ثوار" برنار هنري.

وبالتوازي مع هذا التصريح المضحك والسخيف لوزير دفاع امبراطورية مفلسة ومهزومة ومنكسرة ومنكفئة في غير مكان، لدي ألف تصريح وتصريح آخر يصبون في ذات السياق ويذهبون في ذات الاتجاه. ورغم أن المتحدث هو وزير الدفاع الأمريكي، المفترض أن يكون، وبحكم منصبه وسعة فهمه وخبرته العالية في اختصاصه،و على درجة عالية من الدقة بحيث لا يقع في تناقضات صارخة ومهينة ومبتذلة وهو يتفوه بمثل هذه التصريحات التي تطلق على عواهنها ولا تهدف إلا للاستخفاف بعقول المتلقين والسامعين و"الجقجقة" والثرثرة لمجرد الثرثرة، ويبدو من خلالها كغر مبتدئ لا يفقه شيئاً في الحياة. ورغم أن اللعب بات على المكشوف، فلا زال بعض من هؤلاء مصراً على استغباء الرأي العام في كل مكان واستغفاله والتعامل معه بكل ازدراء واستصغار. وناهيكم عن تفاهة وسطحية التصريح بحد ذاته، فالسيد الوزير يعلم تماماً من يقتل من في سوريا، ويعلم تماماً من الذي يـُقتل، ولديه خبرة كافية ووافية عن طبيعة الأزمة ومن يؤججها ويقف خلفها ويصب عليها الوقود والبنزين وزيت الكاز، وما هي هويات "ثواره"، ومن أرسلهم، وكيف يتسللون، ومن يجندهم ويدفع لهم الدولارات، ومن أين يدخلون، ومن تباهى بالأمس القريب برغبته تزويدهم بمعدات اتصال "متطورة" وحديثة، يبدو أنها، وبكل حسرة وألم ويا "ضيعان" التعب، لم تنفعهم على الإطلاق في مواجهاتهم الخائبة والخاسرة. فتصريحات السيد الوزير تأتي، في الحقيقة، على خلفية الواقع الميداني، وعلى ضوء الأنباء المزعجة والمؤسفة التي ترد لمكتبه وتقارير استخباراته الفاشلة في سوريا، حيث يتساقط فلول القتلة "والثوار" ومرتزقة الناتو أمام ضربات الجيش النظامي الباسل، وبالتالي فهذا يعني أن لا مخافة ولا تهديد أبداً بسقوط وانهيار النظام، فلا ندري كيف ربط السيد الوزير بين ضربات الجيش الوطني الباسل وسحقه للمرتزقة العرب والأفارقة(1) ودق المسمار الأخير في نعش النظام؟ وكان الأولى به أن يقول ومع هذه الضربات الساحقة الماحقة لفلول الناتو فإن النظام يزداد قوة وتماسكاً وصلابة، هكذا تقول أبسط معايير المنطق والكلام. ولا ندري كيف تسقط شرعية من يقاوم المستعمر والمحتل الدخيل ويتصدى للبرابرة والمرتزقة الغزاة؟

وبات من الواضح تماماً أنه مع كل فشل وانهيار وتداع للمشروع الأطلسي-البدوي-التركي في سوريا، يزداد ويرتفع سـُعار وهيجان وزمجرة رموز العدوان البربري، وتصريحات السيد بانيتا، وغيره، تصب في هذا السياق وما هي إلا دموع التماسيح المذروفة ليس على سقوط هؤلاء المرتزقة ونيلهم نصيبهم المطلوب والعادل، بقدر ما هي على انهيار وفشل وتعثر المشروع وعدم قدرته أضلاعه على تحقيق أي من أهدافه، فمن يعلم ويدرك تماماُ أنه يرسل هؤلاء الضحايا والوقود المجاني للموت المحتم الزؤام، لا يمكن له إقناعنا بأنه يحبهم ويحاف عليهم ويريد لهم الحياة. ومن يـُشعل الحروب، ويدمـّر الحياة حيثما وجد، فلا نعتقد أن دموعه هذه سوى دموع تماسيح لا تمتلك أي قدر من الشفقة والرحمة ولا تحمل أيا من المشاعر الإنسانية النبيلة.

ومن يتذكر ذات دموع التماسيح التي ذرفها نفس هؤلاء على المرتزقة الذين تمت تصفيتهم وسحقهم في بابا عمرو على يد قوات الشرعية الحكومية السورية، وكذا الحال بالنسبة لنفس المرتزقة في غير بؤرة طهـّرها الجيش السوري النظامي من هؤلاء، وهكذا سيكون مصيرهم في كل مكان يتواجدون فيه، ولن ينقذهم من مصيرهم المحتوم(2) دموع التماسيح والحركات القرعاء هذه التي يقوم بها رموز القتل والإرهاب المنظم من عصابة الناتو الإجرامية الدولية، التي أصيبت بهستيريا جماعية وصدمة كبيرة لم تكن تتوقعها علي يد ألجيش النظامي الوطني السوري. والأمل كل الأمل أن يكون هذا التصريح هو التصريح الأخير، لأن النعوش باتت تـُحمل، اليوم، وتدق مساميرها ، وتقام الجنازات بالجملة في ليبيا والجزائر وتونس ومصر والأردن(3) وأفغانستان والشيشان ومالي...إلخ، وأرى في الحقيقة الكثير المسامير التي تدق وستدق اليوم في نعوش رؤوس كبيرة، بعيدة جداً، وجداً عن سوريا تتهاوى وتسقط صرعى مخذولة محسورة ملومة مذلولة وهذا الأقرب للمنطق والكلام الصحيح من هرطقات و"علاك" السيد الوزير.


(1)- كشفت صحيفة «الخبر» الجزائرية النقاب عن توقيف أجهزة الأمن في ولاية إليزي الجزائرية شخص يشتبه في علاقته بخلية تعمل على نقل جزائريين إلى سوريا عبر ليبيا للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية فيها.
(2)-طبعاً مع الترحم والأسف والحزن والألم الشديد على كل قطرة دم سورية بريئة سفكت في هذا الصراع الدامي الأليم، وممن لم يتورط في عدوان الأطلسي.
(3)- هذا الخبر أيضاً من جريدة أردنية عن نعوش أردنية وسقوط عصابة أردنية مسلحة على أيدي الجيش النظامي السوري. http://garaanews.com/jonews/garaanews-1/26388.html



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والغباء الاستراتيجي
- الإعجاز العسكري الكبير ومحرقة القاعدة في سوريا
- مناف طلاس قادم إليكم
- خيار وفقوس: أبناء الجارية وأبناء الست
- سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟
- آصف شوكت: فارس من هذا الزمان
- سوريا: هل يفلح سلاح الانشقاق؟
- المثقف والجنرال: فن تصنيع الأعداء
- كوفي عنان لا أهلا ولا سهلاً
- سوريا: انشقاق فتى النظام المدلل
- الأسد يصفع أردوغان
- العرب كصدفة تاريخية
- من الذي أسقط الطائرة التركية؟
- متاهات إعلامية سورية
- سوريا مقبرة الوهابية
- أفشل ثورة في التاريخ
- عوجة: مفارقات انتخابية عجيبة في سوريا
- هل وقع الروس في شرك مقلب أممي؟
- انشقاقات وسقوط الجزيرة
- مهلكة الظلمات الوهابية والتورط بالدم السوري


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - دموع التماسيح الأطلسية