أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟















المزيد.....

سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 13:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حتى اليوم وبالرغم من حجم التبدل والانقلاب الاستراتيجي الحاد والهائل في ميزان القوة على المسرح الدولي، هناك من لازال يتصرف وفق معطيات الماضي والأمس القريب، أي ما قبل ما يسمى بالربيع العربي، الذي أطاح، فقط، بحكم أصدقاء واشنطن وحلفائها في المنطقة، مستبدلاً إياهم بالجماعة الأكثر ولاء ووفاء، والتي خرجت من تحت عباءة الاستخبارات البريطانية الخارجية، المكتب السادس MI-6. ، ونعني بها جماعة الإخوان المسلمين، إذ يبدو أن الثقة بالجماعة الدينية أكبر بكثير من الثقة بمستبدي وحبايب الغرب بن علي ومبارك. ولقد كان اللقاء الحميمي، الأكثر من العادة، والزائد عن اللزوم، بين الميسز كلينتون و"الواد" مرسي، خير دليل على عمق التحالف بين الجانبين.

وحتى اليوم، أيضاً، هناك من لا يريد أن يتعامل مع العالم كعالم جديد متعدد الأقطاب، لم تعد فيه الكلمة، العليا، والقرار النهائي للولايات المتحدة، المهزومة، وحلفائها، الإقليميين والدوليين، بل صارت قضايا العالم رهن قوى أخرى، أكثر قوة وتأثيراً، أظهر الفيتو الثالث منهجية جديدة في ترسيخ ذلك الواقع الناهض المستجد وضرورة تغيير قواعد اللعب القديم طرق التعاطي المطلوبة مع أزمات ومشاكل العالم المختلفة بما يتماشى ومصالح الجميع. وهناك، بكل أسف، أيضاً، وأيضاً، من هو مصمم على دفن رأسه في الرمال متناسياً أن المعركة في سوريا لم تعد فقط بين "النظام" وما يسمى بالمعارضة الإستانبولية المدعومة أطلسياً، بل بين أقطاب دولية صاعدة بقوة على أنقاض الهزائم الغربية المتلاحقة، وبين رجال الأطلسي المرضى المنهكين في أفغانستان، والعراق، وليبيا. وحين تعلن روسيا هذا الموقف، فهو لم يتأت من فراغ، أو من محض مواقف صبيانية طائشة، بل لعمق إدراك ودراسة فاحصة، أولاً، لمدى القوة العسكرية والمالية والاقتصادية التي وصلت إليها روسيا والصين، من جهة، وثانياً، هو ناجم عن معرفة حقيقية بمدى الضعف والهوان الذي وصلت إليه الولايات المتحدة، وأعوانها، والحالة المتردية التي يعيشها الغرب ويريد تعويض عجزه وإفلاسه بنهب وسرقة ثروات الشعوب من جهة أخرى. ولقد كانت الخديعة، والطعنة، والاستغباء الذي مارسه الأطلسيون على روسيا والصين، في ليبيا، عاملاً قوياً في صلابة وعناد الموقف الروسي الذي أكد مراراً على عدم السماح بأي شكل بتكرار السيناريو الليبي في سوريا.

هذا على الصعيد الخارجي والدبلوماسي، ولكن ماذا عن الموقف الداخلي؟ فبارغم من الدعاية الإعلامية الهائلة، وخلافاً لما يجري على الأرض، فالوضع مطمئن جداً(1)، فقد استطاعت قوات الجيش الوطني السوري النظامي الباسل البطل، أن تحقق انتصارات ساحقة وماحقة ضد جماعات المرتزقة العرب والأجانب، "الثوار"، ومن معهم من المأجورين والمغرر بهم من السوريين، وتلحق بهم خسائر فادحة، وتعتقل المئات منهم، وتطار فلولهم الهاربة المستجيرة في كل مكان، وتحبط أية محاولة لهم في انتزاع شبر واحد من الأرض السورية، وأفلح الجيش في إعادة الأمن والأمان إلى كل المناطق التي استهدفها هؤلاء في دمشق وغيرها. وأصبحت المعادلة اليوم، التي يتيقن منها كل سوري،زكا مراقب أن كل من يتم، أو سيتم إرساله من هؤلاء المقاتلين، سيكون مصيره الموت والقتل أو الاعتقال والفشل وهذا ما أثبتته التطورات على مدى ستة عشر شهراً من الصراع. وقد أظهرت صور عرضتها وسائل الإعلام، ولأول مرة منذ بدء الأزمة، وهذا تطور لافت، جثثاً لمقاتلين ومجرمين صرعى وقتلى من عرب وأفارقة وجنسيات غير سورية مع أسمائهم وصور جوازاتهم وبطاقات هوياتهم، وهذا ما أثر، على نحو صاعق، على معنويات المرتزقة "الثوار" الآخرين ما دفع المئات منهم للاستسلام وترك أسلحتهم والفرار. ومن هنا ظهرت الحاجة، اليوم، في معسكر العدوان لحجب وتشفير وسائل الإعلام السورية. واللجوء للوسائل "الناعمة" في حسم الصراع هي، ومن دون أدنى شك، دليل صارخ على حالة إفلاس وانهزام وعجز وجبن بعد الفشل في إسقاط النظام بالعسكرة، التي بررها كثيرون لاحقاً، بعد دفاعهم السابق المستميت والمتكاذب عن "سلمية الثورة"، بالوسائل التقليدية ومحاولة تحقيق الاختراق الكبير عبر الخديعة الإعلامية في تجسيد للمقولة الكلاسيكية: "الحرب خدعة"، فهل يـُخدع السوريون و"تمشي" عليهم هذه الألاعيب الأطلسية الإعلامية "الناعمة" التي مورست في ليبيا ومصر وتونس، ويحقق الأطلسي عبر الوسائل الناعمة ما عجزوا عن تحقيقه بالوسائل الخشنة والفظة والقاسية؟ وقد تم ذلك بالفعل- أي التشفير والتهكير والسطو على القنوات الفضائية السورية- وهناك شيء أساسي وهام في الصراع شيء اسمه الحرب النفسية والاعلامية، وغايته بث الذعر واليأس في صفوف الناس ودفع آخرين للهرب والاستسلام وخلق عوالم افتراضية غير موجودة، وهو من جملة وسياق ما هو حاصل في سوريا اليوم، غير أن السوريين احتاطوا للأمر وهناك ترددات جديدة سترون روابط لها في نهاية المقال.

المهم، العواصم المعنية بالشأن السوري، والتي لن تسمح بحدوث أي تلاعب بتوازن القوة والترتيبات الاستراتيجية القائمة بالإقليم، وهي مصممة على ما يبدو على ذلك، تراقب الوضع عن كثب، ويبدو من ردود أفعالها الهادئة وغير المنفعلة وتصريحاتها الواثقة والوازنة، أن هناك ارتياحاً كبيراً لذلك ووبأن التطورات تسير باتجاه فرض الأمن واستعادة الهدوء والاستقرار والقضاء على المرتزقة والمقاتلين والمجموعات المسلحة المدربة في معسكرات خارج سوريا، ويجري تسهيل إدخالها من تركيا، والأردن، والعراق، ولبنان، والتي لم تحقق برغم الدعاية الهائلة المرافقة أي إنجاز ولم تحصد سوى الخيبة المرارة والهزيمة والخذلان والخسران. ولا يعتقد أن تلك العواصم تعيش أية حال من القلق، أو ينتابها أدني شعور بالخوف حيال قدرة السوريين على التعامل مع الوضع وإنهائه بما يضمن أمن واستقرار سوريا.

وبات هناك اعتقاد راسخ، ومن خلال متابعة التصميم الروسي، واهتمامه اللامحدود واللافت بالملف السوري، بأنه حين تصل الأمور إلى مراحل مفصلية ما، تبدو فيها خطورة ما، وهذا مستبعد تماما اليوم وفي ضوء المعطيات الراهنة، أو حصول تطورات دراماتيكية غير متوقعة، فقد يكون هناك ما يقابله من مواقف عملية روسية، لن تسمح كما قلنا بقبول أي تراجع أو هزيمة أو عودة للوراء على مسرح العالم، ونواة الصراع، التي تبدو سوريا مسرحها الرئيسي الآن.
رابط الترددات السورية البديلة:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=386910744697051&set=a.151127828275345.40204.100001343876483&type=1&comment_id=942679

(1)-نعم لدرجة استرخاء أمني جعل القادة العسكريين الكبار الشهداء المغدورين يتصرفون وكأن شيئاً ما لا يحدث في سوريا ويجتمعون علناً ومن دون أية إجراؤات تمويه، وسرية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آصف شوكت: فارس من هذا الزمان
- سوريا: هل يفلح سلاح الانشقاق؟
- المثقف والجنرال: فن تصنيع الأعداء
- كوفي عنان لا أهلا ولا سهلاً
- سوريا: انشقاق فتى النظام المدلل
- الأسد يصفع أردوغان
- العرب كصدفة تاريخية
- من الذي أسقط الطائرة التركية؟
- متاهات إعلامية سورية
- سوريا مقبرة الوهابية
- أفشل ثورة في التاريخ
- عوجة: مفارقات انتخابية عجيبة في سوريا
- هل وقع الروس في شرك مقلب أممي؟
- انشقاقات وسقوط الجزيرة
- مهلكة الظلمات الوهابية والتورط بالدم السوري
- حان وقت الحساب
- جنون البشر
- ولادة المثقف المسطول
- من سيسقط النظام؟
- أين عدالتكم الانتخابية؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟