مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 22:25
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
لماذا يطرح هذا السؤال ؟ أليس الزواج بحسب نذور الزفاف الغربية " فى السراء والضراء " و " الى ان يفرقنا الموت " ؟ نعم, غالبا ما تذكر نذور الزواج ان العروس والعريس يتعهدان بالتزام مدى الحياة. لكن كثيرين لم يعودوا يعتبرون انفسهم ملزمين بهذه الوعود المقدسة. فعدد الزيجات التى تتحطم, البعض منها بعد اشهر قليلة واخرى بعد عقود, بلغ حدا ينذر بالخطر. فلماذا يستخف بالزواج ؟ نجد الجواب فى الكتاب المقدس.
من فضلم اقرأوا جيدا تيمثاوس الثانية 3 : 1-3 وقارنوها بما ترونه فى العالم اليوم. تقول هذه الايات جزئيا : " فى الايام الاخيرة ستأتى ازمنة حرجة. فأن الناس يكونون محبين لأنفسهم, محبين للمال ... غير شاكرين, غير أولياء, بلا حنو, غير مستعدين لقبول اتفاق ... بلا ضبط نفس ". ان هذه النبوة مدهشة فى دقتها. فهذه المواقف تؤذى وتضعف العلاقات الزوجية حول العالم, كما تدل عليه نسب الطلاق المرتفعة.
من الواضح ان كثيرين فقدوا الاحترام للزواج. ونظرا الى ذلك, قد نسأل : هل ينبغى اخذ الزواج بهذه الجدية ؟ هل الزواج مقدس حقا ؟ كيف ينبغى ان ننظر للزواج ؟ اية مساعدة يمنحها الكتاب المقدس للأزواج اليوم؟
من البداية لم يتكلم الله عن ربط الزواج بصفتها وقتية. ففى التكوين 2 : 21 - 24 نقرأ كيف جمع الله الرجل والمرأة الاولين دون ذكر لاختيار الطلاق او الهجر. وبدلا من ذلك نقرأ فى العدد 24 : " لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا ". فماذا تعنى هذه الاية؟
تأملوا فى جسم الانسان, كيف ان انسجته كلها محبوكة معا بغير خياطة. وكيف تلتقى العظام بمفاصل قوية دون احتكاك, ياله من اتحاد ومتانة. ولكن ياللألم الذى يحدث عندما يتأذى هذا الجسد المنقطع النظير على نحو خطير. ولذلك ان العبارة " جسدا واحدا "تشدد على العلاقة الحميمة فى الاتحاد الزوجى وديمومته, وتعطى ايضا تحذيرا لا شك فيه من الالم الشديد الذى يسببه انقطاع هذا الرباط.
صحيح ان رياح النغيير على مر الاف السنين صاغت وأعادت صياغة وجهات النظر البشرية, الا ان الله لا يزال يعتبر الزواج التزاما مدى الحياة. منذ 2,400 سنى اعتاد بعض الرجال اليهود التخلى عن زوجاتهم للتزوج بنساء أصغر سنا. لكن الله شجب هذه الممارسة, معلنا بواسطة نبيه ملاخى : " احذروا لروحكم ولا يغدر احد بامرأة شبابه, لأنه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل ".
وبعد اكثر من اربعة قرون, اعاد يسوع تأكيد نظرة الله الاصلية للزواج عندما اقتبس التكوين 2 : 24 ثم أمر : " ماجمعه الله فى نير واحد فلا يفرقه انسان ". وبعد سنوات اعطى الرسول بولس الارشاد " ألا تفارق الزوجة زوجها .... ولا يترك الزوج زوجته ". كورنثوس الاولى 7 : 10 و !1 هاتان الاياتان تذكران بدقة نظرة الله فى الزواج. هل يذكر الكتاب المقدس فى مكان ما سبب لانهاء الزواج ظ نعم, ينتهى الزواج بموت احد الرفيقين ( كورنثوس الاولى 7 :39 ) ويمكن للزنا ايضا ان ينهى الزواج اذا قرر ذلك الرفيق البرئ. ( متى 19 : 9 ) اما فى الحالات الاخرى فيشجع الله الازواج ان يبقوا معا.
يريد الله ان يستمر الزواج, ليس كصراع من اجل البقاء, بل كرحلة سعيدة. وهو يرغب ان يحل الزوج والزوجة مشاكلهما ويتمتعا جدا واحدهما برفقة الاخر. فكلمته تزود الارشاد لزواج سعيد ودائم. من فضلكم تأملوا فى الايتين التاليتين.
افسس 4 : 26 : " لا تغرب الشمس وانت ثائرون غيظا ". يثق رجل سعيد بزواجه ان هذه الاية تساعده هو وزوجته على حل الخلافات فورا. يقول : " اذا لم تتمكنوا من النوم بعد خلاف, فثمة خطب ما, ولا يمكنكم ان تسمحوا للمشكلة بالاستمرار ". وكان احيانا يناقش مع زوجته المشاكل حتى وقت متأخر من الليل لكن هذه الطريقة تنجح, يضيف : " لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس نتائج رائعة ".وبفعل ذلك يتمتع هذان الزوجان بزواج سعيد طوال 42 سنة حتى الان.
كولوسى 3 : 13 : " استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ". يشرح احد الازواج كيف وضع هو وزوجته هذه الاية موضع التطبيق : " ليس من الضرورى ان يرتكب رفيقا الزواج اى خطأ ليغضبا واحدهما الاخر, فلكل شخص ضعفاته وعاداته التى تزعج الاخرين, ونحن نحتمل واجدنا الاخر بعدم السماح لأمور كهذه بأن تقف حاجزا بيننا ". ولا شك ان هذه النظرة تساعد هذين الزوجين خلال زواجهما الذى ابتدأ منذ 54 سنة.
ان تطبيق مبادئ كهذه للأسفار المقدسة يقوى الرباط الذى يجمع الازواج والزوجات. وهكذا يجلب لهم زواجهم البهجة والاكتفاء ويدوم مدى الحياة.
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟