حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 12:22
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

تكملة لما سبق لمقالاتى السابقة عن العنف ضد المرأة والموجودة على صفحتى :
هناك مفاهيم خاطئة يجب ان تعرف عن الذين يضربون زوجاتهم يجب تصحيحها
+ الزوجات اللواتى يضربن هن المسؤولات عن اعمال ازواجهن : كثيرون من الضرابين بنكرون مسؤوليتهم عن اعمالهم. ويدعون ان زوجاتهم يستفزونهم. حتى بعض اصدقاء العائلة يقتنعون بأن الزوجة شخص يصعب التعامل معه. لذلك لا عجب ان يفقد زوجها سيطرته من حين لاخر. لكن هذا يعنى لوم الضحية وتبرير المعتدى. وفى الواقع, كثيرا ماتبذل هؤلاء النساء قصارى جهدهن ليهدئن ازواجهن. وعلاوة على ذلك, ليس ضرب الشريك مبررا مهما كانت الظروف. - يذكر كتاب الضراب - وصف لنفسيته : " الرجال الذين تأمرهم المحكمة بأن يخضعوا لمعالجة مختصة بسبب الاعتداء على زوجاتهمهم مدمنون على العنف. فهم يستخدمونه للتنفيس عن غضبهم وكابتهم, لفرض السيطرة وحل الخلافات, والتخفيف من التوتر.... وغالبا ما لايعترفون بوجود مشكلة او لا يحملونها محمل الجد.
+ المشروبات الكحولية تجعل الرجل يضرب زوجنه : صحيح ان بعض الرجال يصيرون اعنف عندما يشربون, ولكن هل من المنطقى القاء اللوم على المشروبات الكحولية ؟ تذكر ك. ج. ويلسون فى كتابها عندما يبدأ العنف فى المنزل " السكر يعطى الضراب حجة يبرر بها سلوكه, بحيث لا يقع اللوم عليه ". وتمضى قائلة : " يبدو ان مجتمعنا يتغاضى اكثر عن العنف المنزلى اذا كان مسببه سكرانا.والمرأة التى تضرب قد لا تنظر الى شريكها كشخص مسئ, بل تعتبره فقط شريب خمر او مدمنا على الكحول ". وهذا التفكير, كما تذكر ويلسون, يمكن ان يجعل المرأة تعيش فى امل كاذب بأنه " اذا توقف الرجل عن الشرب, يكف عن ضربها ".
يعتبر باحثون كثيرون حاليا الشرب والضرب مشكلتين متميزتين. فأغلب الرجال المدمنين لا يضربون زوجاتهم. يذكر مؤلفا كتاب عندما يضرب الرحال النساء : " ما يجعل الضرب يتواصل هو انه يحقق هدف الرجل من حيث التحكم فى المرأة المضروبة وتخويفها واذلالها .... لذلك حتى ولو كان الضراب يعاقر الكحول ويتعاطى المخدرات من الخطأ الافتراض ان ادمانه هو سبب العنف ".
+ الضرابون عنفاء مع جميع الناس : غالبا ما يتمكن الضراب من ان يكون صديقا محبوبا عند الاخرين. فشخصيته تختلف كثيرا معهم. لهذا السبب قد لا يصدق اصدقاء العائلة القصص التى تروى عن عنفه. لكن الحقيقة هى ان الرجل الذى يضرب زوجته يلجأ الى الوحشية لكى يبقى مسيطرا عليها.
+ النساء لا يعترضن على اساءة معاملتهن : من المرجح ان هذه الفكرة نابعة من عدم معرفة الوضع الصعب الذى تعانيه المرأة التى لا يوجد مكان تلجأ اليه. فقد يكون للزوجة التى تضرب اصدقاء يستقبلونها فى بيتهن اسبوعا او اثنين, ولكن ماذا ستفعل بعد ذلك ؟ فليس سهلا عليها ان تجد عملا او تدفع الايجار وفى الوقت نفسه ان تعتنى بالاولاد. وقد يمنعها القانون من الهرب مع اولادها. صحيح ان بعض النساء حاول ترك البيت, لكن ازواجهن كانوا يذهبون وراءهن ويعيدونهن سواء بالترغيب او الترهيب. والاصدقاء الذين لا يفهمون ذلك قد يظنون خطأ ان هؤلاء النساء لا يعترضن على اساءة معاملتهن.
مقالتى القادمة سيكون عنوانها " هل ينبغى ان يكون الزواج اتحادا يستمر مدى الحياة ؟ "

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات