أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - قحطان راشد - إسحاق الشيخ يعقوب... من الجدل إلى قاع السكون















المزيد.....



إسحاق الشيخ يعقوب... من الجدل إلى قاع السكون


قحطان راشد

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 17:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



"الميت يكبل الحي"... كارل ماركس
من منكم ممن لم يشم رائحة مريم أو رائحة إحدى أخواتها، تلك الرائحة! وأي رائحة؟ إنها رائحة الوطن التي رافقت صمود عشرات الألاف من المناضلين في الخليج والجزيرة في وجه القمع والاستبداد، فلكل أم شميم، فلا يميز رائحتها إلا ابنها اللصيق بها بزمن طفولته وشبابه كما هو لصيق بأرض وقضايا بلاده، إلا أنها اليوم لم تعد تلك الرائحة الطيبة نفسها التي تعبق البيئة المحيطة بالسيد إسحاق الشيخ يعقوب، الكاتب المحترف والمثقف المنحدر من جذور عمالية... المناضل "العتيق" الذي عانق رائحة مشموم أمه مريم وهو في السجون ممزوجاً بمشموم وطنه (نفط العربية السعودية).
ومع صموده المديد يكيل أخيرا لنفسه الضربة القاضية فيسقط سياسيا مع وصول رياح الثورات إالى الخليج والجزيرة، وينسى، فيفقد قدرته الحسية على شم عبق رائحة الشعب والوطن التي رافقت سيرته الذاتية وحيثيات التحولات السياسية والاجتماعية المسجلة في كتابه "إني أشم رائحة مريم"، لينقلب اليوم رأسا على عقب ويسقط من قمة نهجه في الجدل إلى نهج عقيم، نهج لا يعيش إلا في قاع السكون، بعد أن يرى أفق التغيير فلا يشم من رياحه الهادرة وهو خارج السجون إلا رائحة نيران الحقد والخوف والكراهية، ويفقد قدرته على تبني موقف طبقي، لا طائفي أو لا فئوي، وليسن يوميا قلمه ويجاهد من جديد... ولكن هذه المرة لإدامة سياسات الحكم المطلق للملوك والتشبث بكل من هو "ميت".
تساقط أوراق شجرة الذات
هو كان من سلالة العديد من المناضلين القدامى الذي كانوا ثوريين على مدار عقود من الزمن فنظروا فلسفيا للثورة، وتقدموا في المحافل والمؤتمرات العامة والحزبية حاملين قضايا بلادهم وشعوبهم، ولم يبخلوا على كوادر أحزابهم وشباب ثورات المستقبل من التنظير عن الحداثة والتغيير والاشتراكية، ونبذ ومحاربة إرث الطغاة والطغيان وشرور الموروث السياسي والاقتصادي والاجتماعي للملكيات المطلقة!
لقد علمنا قول الصراحة والحقيقة، فكافح وإجتهد في كتابه الأقدم "مطارحات فكرية"، الذي أصدر الطبعة الأولى منه قبل أكثر من نصف القرن، فعلمنا أنَ لا سكون في الأدب وثقافته ولا جدوى من التشبث بسكون السياسة والسياسيين، إلا أنه اليوم لم يكتفي فقط بنزع معطف الثورية وإنما بدأ ينزع معاطف الديمقراطية والحرية والتقدمية ويريدنا أن نبحث عن الدفئ في معطف الملكية المطلقة "بخصال الليبرالية الطفيلية" الذي أصبح دستوره الإصلاحي كذبة كبيرة تتجاوز كذبة "اليد الخفية" في دكتاتورية الأسواق الرأسمالية الحرة... وبدأ يرى في ممارسات هذه الأنظمة ما هو "تقدمي" و"إصلاحي" و"ديمقراطي"، ويختزل كلمة "الوطن" بالولاء لقوانين الدولة الرجعية ويعجز عن رؤية الاستبداد ومظاهره اليومية الصارخة.
وأصبح يغض النظر عن الاستغلال والاستيلاء على السحت والريع، ويبدو أنه غفل عن الشكل والمضمون الذي "تفقه به" منذ خمسينيات القرن الماضي، وبدأ التطويع الريعي يوهمه ذهنيا عكس ما يقال (ليس كل ما يلمع ذهبا) فيرى الذهب يغدق الشعوب ويلمع في كل أرجاء الجزيرة العربية ليترائى لنا كما ترائى له، من قبل، أنه سيطلق عما قريب شعاره الأحدث "الطريق إلى الشيوعية عبر النفط"!
ليس هناك مثال للانفصال المقيت عن الدور الحقيقي للمثقف الخليجي التقدمي تجاه قضايا مجتمعه والإرتماء في أوهام الإصلاح كمثال السيد إسحاق "الشيوعي العتيق"... وليسمح لنا "الرفيق الأكبر" الذي عاصر لعقود زمنية كبار القادة من الشيوعيين وتقرب لألمع الأسماء "حينها" مثل الراحل خالد بكداش الذي بارك زواجه من مناضلة بحرينية، ولم ينقطع لعقود عديدة عن ملازمة القادة اليساريين... ليسمح لنا بممارسة حقنا في المطارحة الفكرية.
كان إسحاق إبن يعقوب من جملة من دعوا إلى الثورة على الواقع البائس منذ شبابه في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي ومارس النضال بحماس ثوري من أجل إستعادة الحقوق المسلوبة وإقرار المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية... وقد يكون لا يزال يوهم نفسه بحمل جملة من هذه المطالبات، إلا أنها بالتأكيد لا تدخل ضمن أولوياته في البحرين، فهجومه محموم ضد الثورة وما تلى الرابع عشر من فبراير 2011 من حراك نضالي، فعندما دقت ساعة الثورة بدأ منذ اللحظة الأولى "وبلا تردد" في محاربتها وتزييف الحقائق مع غيره من الفداوية الجُدد لقتل الثورة والهجوم ما أمكن على اليساريين وقواهم في "إنحرافهم عن شعارات المسار الصاعد للتاريخ"، ولا يمكن تبرئته فكريا من جريمة تمهيد الطريق السياسي لزحف جيوش "الكتلة الشيوعية النفطية" إلى دوار اللؤلؤة!
لقد حسم موقفه مبكرا ووقف مع الثورة المضادة وأعلن جهارا أن تونس ومصر ليستا البحرين (في 17 فبراير2011) ولم يدرك أن البحرين بنيويا أدنى تطورا من تونس ومصر، وأوهم له نهجه الصوري وتراكم فتات الريع أنها أكثر تقدما وعلى طريق الديمقراطية والتقدم، وإتهم الثوار بالركض خلف الطائفة (في 24 فبراير 2011) وعجز نهجه العقيم عن إدراك من يغذي الطوائف ويعتاش على إزدهارها.
من أقلام الثورة المضادة
ما إنفك منذ ذلك اليوم من تسطير كتاباته شبه اليومية بجريدة "الأيام" البحرينية في مهاجمة الثوار ومن يدعمهم من ديمقراطيين ووطنيين ويساريين ويوجه سهامه الحادة غير الموضوعية للقوى التى وقفت مع الثورة، ولم تخفي كتاباته شيئاً في نفس إبن يعقوب، إنطلاقا من أنَها "فكراً ومادة في سلة الارهاب!" كما جاء في مقال (تصنيف أحداث البحرين بالإرهاب)، وأنَ ثورتي تونس ومصر تختلف عن ثورة البحرين... فالأولى تندرج ضمن مسار حقيقة جدل التاريخ... والثانية تندرج ضمن تعسف وباطل التاريخ!
فهو يرفض ثورة البحرين بإعتبارها ضمن تعسف التاريخ، ويرى أنَ إستمرار النظام الملكى العشائرى ليس إستمرارا لتعسف التاريخ، فهو نظام ملكي إصلاحي مثله مثل النظام الملكي الاصلاحي في وطنه الأول العربية السعودية! وهذا منطق يناقض المنطق الجدلي الذي ميز العديد من مواقفه السابقة، فلم يعد يرى أنَ الإبقاء على قيم السادة في العلاقات الإقطاعية والرأسمالية التابعة والمشوهة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا هو فرض قسرى على شعب البحرين، وهو ما يشكل تعسفا للتاريخ، والذى طال عمره أكثر مما تستدعيه الظروف الموضوعية لواقع العقد الثاني من القرن الحادى والعشرين!
ويهاجم إسحاق إبن يعقوب الثوار ويعتبرهم عملاء لإيران ويتجاهل عن سبق وإصرار المطالبة بإصلاحات دستوربة سياسية تقلص من صلاحيات الملك وتمنح صلاحيات أوسع للبرلمان، ونسي أو تناسى أنه كما يدين كان يدان، فلم تنقطع بتاتا محاربة الأخرين من عتاة الرجعية له ولأفكاره التي لم يشموا فيها عبق رائحة مريم وإنما شموا فيها لسنوات طوال، ولا تزال إلى الآن عند البعض في وطنه الأم، شموا رائحة مواقف سلبية من العرب، فقط لأنَ جذور عائلته تنحدر من أصول فارسية، ومع ذلك لم يهرع للدفاع عن المناضلين الديمقراطيين اليساريين بل وقف يسفههم ويصمت تجاه السجن والتعذيب، وتذكر شجاعة مليكه في البحرين فكال المديح له في مقال (شجاعة ملك) وتناسى قصة رجل شجاع هو القائد الوطني الديمقراطي إبراهيم شريف الذي قال كلمة الحق عند سلطان جائر.
إنَ النظام الملكى فى البحرين هو الذى يمارس تعسف التاريخ، فهو من يحاول منذ عشرات السنين فرض إستمرار علاقات النظام العشائرى - الإقطاعى ضمن نظام رأسمالى مشوه، ذو علاقات تبعية للغرب من الدرجة الإنحطاطية، وهذا النظام فرض تعسف التاريخ منذ أن مارس القطع الإقتصادى مع علاقات الإنتاج الرأسمالية الناشئة ما قبل النفط، ودمر الحرف المحلية وإستخدم عوائد النفط الريعية بعد ذلك فى خلق علاقات إنتاج رأسمالية مُشوهة إعتمدت على أيدى عاملة أجنبية كبديل ممنهج عن الأيدى العاملة المحلية، بل وتدميرها بنيويا، وأغرق المجتمع بقيم الإستهلاك والطفيلية والتغريب كبديل عن ثقافته الوطنية المحلية والقومية العربية والتراثية التقدمية الإسلامية، علاوة على الإستناد على مرتزقة أجانب فى الدفاع عن ديمومة النظام السياسى الأمني، ولن أتحدث عن علاقته المشينة بالإنجليز، فيكفى قراءة مذكرات بيلغريف المليئة بأمثلة التعسف التاريخى لأل خليفة وأسيادهم التاريخيين وعشائريتهم المُدانة اليوم حتى من قبل حلفائهم الإنجليز.
أما بالنسبة لمقولة جدل التاريخ التى يعتقد أنها تعمل بالضد من مطالبات ثوار البحرين، فقد جانبه الصواب تماما، فجدل التاريخ يفرض نفسه ضمن علاقات التطور الطبيعى من غير شروط قسرية يمارسها ليل نهار من عفا عليه التاريخ من شلة مشايخ الإقطاع والطفيليين وزبانية النظام الملكى – العشائرى، أولئك هم خارج التاريخ... لأنهم يمارسون سلطتهم المتخلفة عن مستوى التطور الحضارى والمدنى ويحاولون جاهدين بسياسات البطش والقهر المختلفة تأجيل التحول التاريخى المُستحق منذ زمن بعيد مع إستمرار إستغلالهم لريع البلاد في التطويع الاجتماعي، ما أمكن لهم ذلك، وتلك سياسة التشطير الاجتماعي التي أقنعته أنَ الممالك النفطية تحقق شعاره الحُلم "لكل حسب قدرته (في الولاء) ولكل حسب حاجته (في الإذلال)"!
ولا نستغرب حينها عندما يتحول الجدل المادي عند إسحاق إبن يعقوب إلى مثالية، فيركز على ما هو في العقل ويتجاهل ما هو أساسي في الواقع وتناقضاته، ويغض النظر عن الابعاد الطبقية والاجتماعية والتاريخية لهذه التناقضات التي أفرزت تيارات سياسية على أساس ديني أو مذهبي، فمن يستطيع علميا أن يتجاهل سياسات تجنيس لا تمت لخطط التنمية بشئ وتهدف إلى التشطير الطائفي الذي تمارسه سلطات البحرين بشكل يومي؟ ومن يستطيع أن يتجاهل سياسات لم يعد من مهماتها فقط الاستناد إلى نظام أمني أساسه المرتزقة وإنما تمارس سياسات إقتصادية هدفها التكتيكي والاستراتيجي تمييع الطبقة العاملة وتشكيل بدائل غير مستقرة لها، ما أمكن لها ذلك، في مواقع العمل إنتاجا وتوزيعا وتداولا؟ ومن يستطيع أن يتجاهل تجاوزات ذلك إلى الاستناد إلى بدائل رياضية، فها هي البحرين تشارك في أولمبياد لندن 2012 بإثنى عشر رياضيا تسعة منهم إما من كينيا أو من أثيوبيا، أي 75% من جملة الرياضيين، في الوقت الذي لازال فيه رياضيون بحرينيون يقبعون في مجاهل السجون ويوضعون تحت آلة التعذيب؟
ومع ذلك كله، ليس للقهر الاجتماعي أو القهر الاقتصادي أو القهر السياسي أي أثر في عملية الاستقطاب الطائفي وتأجيجه في فكره "الحداثي"؟!
إنّ إستمرار التقسيمات الرأسية على أساس فئوي أو طائفي إنما هو جزء من سياسات إعادة إنتاج النظام الملكي العشائري الطفيلي ضمن نهج إعادة تدوير الفوائض النفطية وكافة أشكال الريع، مع غياب نهج تراكمها الأساسي الرأسمالي، ولا شك أنَ النجاح بتحقيق المزيد من المكتسبات الديمقراطية والدستورية هو هدم لجزء من حائط الاستبداد والفئوية والطائفية وتخفيف من الاحتقانات التشطيرية التي تغطي على احتقانات التناقضات الطبقية... عملية الهدم هذه هي التي يمكن أن تسرع من عملية هدم أساسات التيارات الاصولية وتيارات "ولاية الفقيه"... ضمن جدل التحولات... وهذا هو بالضبط ما تخشاه السلطة الملكية المطلقة والتي بدأت تعتمد مجددا على القبضة الأمنية والعسكرية لتكريس الانقسامات الرأسية.
ولا يمكن النظر لجدل التاريخ من زاوية من هو متفوق أو مسيطر سياسيا أو عسكريا حاليا سواء لطغمة طبقة أو لطغمة مسنودة من طبقات أساسية "أكل عليها الزمان وشرب" من الناحية التاريخية، لكنها لازالت تقبض على تلابيب الحي الجديد، وإنما يجب النظر لجدل التاريخ من زاوية السيرورة الثورية التي ستستمر لزمن غير معلوم، رغم إرادة إسحاق إبن يعقوب، والتي ستطرح مرارا وتكرارا وبقوة متصاعدة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل الطوائف والأعراق بمواجهة عقلية وإدارة العشائريين وليبرالية الطبقات الطفيلية.
وهو لم يلتفت حتى لتنامي مطالب الطائفة السنية ولا لبوادر تناقضاتها مع السلطة الحاكمة، ولا يجد في ظاهرة محمد البوفلاسة ما يفيده في منطقه الصوري لفهم مجرى النهر الذي سيأتي بتيار من آلاف الظواهر البشرية أمثال البوفلاسة الذي أكد بعفويته وطنيته الصادقة عبر البحث عن "أسباب الفعل" في تفجر الثورة، ولم تعد تهم السيد إسحاق بالطبع تراكم مزاحمات العائلة الحاكمة نفسها، ويبدو أنه لم يسمع قط عن المثل القائل (اتق شر الحليم اذا غضب)، ولا يدرك أنَ "الطوائف" ليست إلا تكوينا إجتماعيا ترسخ وجوده وإستمراره القوى الطبقية المسيطرة على التشكيلة البنيوية السائدة، ولا يعي أنَ هذه "الطوائف" لن تتوقف في حراكها عند هذا الانتصار أو ذاك، أو هذا الانكسار أو ذاك، فالجماهير بعفويتها تسعي تاريخيا لتحقيق تطلعاتها في الحرية والمساواة الحقوقية والعدالة الاجتماعية، ولا ينقصها إلا تبلور حزبها الطليعي الذي يقودها خطوة خطوة نحو دحر الاستغلال ووضع الريع وفائض القيمة في مصلحة التنمية العامة.
نفخ في الانتهازية النقابية
خرج علينا السيد إسحاق في الاسبوع الماضي بمقال "ضد النقابية الطائفية" ليوهم نفسه بأنه يروج من جديد لشعار يا عمال العالم اتحدوا! ويتحدث بنفاق عن الطليعة الكفاحية ويُنَظر "لتوحيد صفوف الطبقة العاملة البحرينية" عبر دعم الانشقاق المشبوه، السلطوي الغطاء والوقود، وليوهم شرذمة من الإنتهازيين أنهم يكافحون ضد الانعزالية المذهبية والطائفية ويدعوهم بلا حياء معرفي وحرفيا إلى العمل "على تثبيت سلطة القانون"، ويحاول التنظير والتغطية على محاولات الطبقة المهيمنة على سلطة القرار للسيطرة وكبح جماح النضال ضد الاستبداد من خلال إختراق النقابات العمالية والجمعيات المهنية وتمييع الكفاح المهني والوطني، ويواصل "سيوله الفكرية" التي لا تُغرق إلا الإنتهازيين في جفاف فكرهم.
وفي مقال سابق له (أي اتحاد للعمال نطالب؟!) وضع مرئياته فلا يرى الطائفية والمذهبية طاغية في المجتمع البحريني إلا (منذ اكثر من سنة) وهو يتحدث عن النسبية ويعزلها قسرا عن المطلق ولا يراها في مجرى تطورات الواقع الموضوعي، وهو في حقيقة الآمر يتخذ من النسبية فهما مضللا لا موضوعيا فيعزلها عن جذورها وبيئتها المحيطة التاريخية والطبقية ليجعلها مثالية مطلقة، وليحاول نفي وجود الحقيقة الموضوعية وليعزل "التسييس" عن "التطييف".
وينجرف في أحادية رؤيته الصورية لوحدة وتناقض صراع الاضداد فيقرر ضرورة الانشقاق عن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الذي يقول عنه (اصبح الاتحاد بقضه وقضيضه وبعماله ونقابييه في عمق الحراك الارهابي الطائفي، أكان في مهزلة الدوار أم في الانشطة الارهابية التخريبية الطائفية بشكل عام!)، ومع أنه لا يفصل السبب عن النتيجة إلا أنه يتجاهل العلاقة الجدلية بينهما وبذلك يتغاضى عمدا عن تأثير نتيجة محاولة الانشقاق على وحدة الطبقة العاملة، خاصة لأنها تحاول أن تتم على أسس تخدم السلطة الاستبدادية ومصالح الطبقات الطفيلية المسيطرة التي سرعان ما إحتفت بمحاولة الانشقاق وباركتها.
ويتحدث عن قبضة الطائفية على الاتحاد ليس بدافع التغيير الديمقراطي والدفاع عن المصالح الحقيقية للعمال في النضال ضد الاستغلال والاستبداد اللذان لا ينفصمان عن النضال ضد رأس المال وطفيليته وقيم ليبراليته الوحشية المحدثة، إنما يقول (ان الاتحاد العمالي يجب ان يكون عونا وسندا ودافعا حقيقيا لمشروع الاصلاح الوطني والذود عن ابعاده التاريخية التنويرية ليس في مملكة البحرين وانما في منطقة الخليج والجزيرة العربية!)... لينحدر بذلك في منطقه الصوري للدفاع عن سياسات محلية أثبتت التجربة أنها غير مثمرة، وإن تمخضت عن شئ "تلد حبوب لقاح عقيمة"، وأنَ التراكم الرأسمالي والمعرفي والسياسي الذي "يملأ عينيه" وعقله كما كان نتيجة "وحدة وتناقض صراع الاضداد" لا يمكن أن يكون خارج فعل "نفي النفي" للخروج من عنق الزجاجة في جدل التحولات والتطور في خضم الأزمات، ويتوه مع المتاهات الدستورية والقانونية لأنظمة تقتقد التحضر والمدنية بمفهومها الغربي الذي يتبناه "الرفيق العتيق".
هو يريد المزيد من التشطير للطبقة العاملة البحرينية وتكريس الانقسامات القانونية ونقلها إلى الشارع العمالي على أساس "سياسي طائفي"، كما تجاهل محاولات السلطة والطبقة الحاكمة للسيطرة على مختلف منظمات "المجتمع المدني"، وتناسى أن الطبقة العاملة هي الطبقة الاجتماعية الوحيدة التي يمكن أن تكون صمام الأمان للمجتمع بأكمله، وهي الوحيدة التي يمكن أن تبلور خطابا لاطائفيا إستنادا إلى تبلور مصلحتها الطبقية تجاه الطبقات الآخرى. ولم يفهم أنَ "الخطاب السياسي الطائفي" الذي يسمعه في ثنايا ممارسات ممثلي القوى السياسية البحرينية المهيمنة على بعض القرارت ليس إلا إنعكاسا لخطاب القهر والاستبداد على أساس طبقي في ظل غياب الخيارات "المدنية" الآخرى، فالطبقة العاملة ليست غبية وإن لم تكن خالصة ونقية من الشوائب والانتهازيين.
ومن الغرابة أن يحاول إسحاق إبن يعقوب للتدليل على صحة إنتهازيته بقفزة سياسية فكرية بالاشارة إلى المثال التاريخي للمناشفة والبلاشفة، حيث يؤكد في مقاله (أي اتحاد للعمال نطالب؟!) ويقول حرفيا "وفي التاريخ المناشفة انشقت عن البلاشفة فالأقلية كانت على صواب والاكثرية كانت على خطأ!".
وسنُذكره بدورنا بحقائق التاريخ... رغم براغماتية المناشفة وثورية البلاشفة إلا أنَ كلاهما إتفقا منذ إنشقاقهما المبكر على أنَ الثورة ستكون ثورة ديمقراطية ونتيجة للتناقض بين الرأسمالية المتصاعدة في روسيا وبين الدولة القيصرية الاستبدادية شبه الإقطاعية، وكان رهان المناشفة على أنَ البرجوازية ستقود الثورة وستستولي على السلطة السياسية، ولم يرتموا في أحضان القيصر. وبإفتراض أنَ المناشفة كانوا على صواب تاريخيا، كيف يمكن فهم ذلك على ضوء التناقضات في البحرين وضرورات التحولات الديمقراطية والدستورية التي تقيدها السلطة الملكية المطلقة؟ وهل طبالة النظام برفقة السيد علي البنعلي هم من سيقود "مناشفة البحرين" لطريق حل المشكلات السياسية وطرق سبيل التغيير الوطني الديمقراطي بتسليم السلطة السياسية للبرجوازية البحرينية؟!
منطق صوري غارق في السكون
وبعد أن كان فيما مضى يتناول المنطق الجدلي النابض بالحياة بحذر الوعي النضالي أصبح اليوم غارقا في دوامة المنطق الصوري السطحي الذي يحتفي بأموات الساسة والسياسة، والذي إنحدر به إلى أسفل قاع السكون في تناوله لقضايا البحرين، ولا تسلم قضايا شعوب الخليج بهذا القدر أو ذاك من نهجه الراكد، إلى الدرجة التي لا تثير فيها إتساع المطالبات بالديموقراطية وبملكية دستورية حافزا لدي "تقدميته" لإدراك مدى تقدم واتساع الوعي الشعبي في أكبر وأعمق مرحلة شعبية ثورية في العالم العربي. فهو لا يري نضالات الشعوب وإنما فزاعات الطائفية التي أصبح يخشاها أكثر مما يخشاها سلمان بن حمد ولي عهد ملك البحرين نفسه!
ولا يتورع عن ملأ مقالاته بتعابير فداوية السلطة في الهجوم على المناضلين ضد الطغيان فيسميهم مرارا وتكرارا "العملاء والطائفيين والمتمركسين"، ويتطير من مجرد سماع كلمة "الجمهورية" لأنه إحتمى فيما مضى بمظلة الأنظمة الجمهورية الرجعية لما يقارب العقدين من الزمان وهو في المنفى بعيدا عن ألة البطش للنظام الملكي المطلق في العربية السعودية، وأصبح يختزل الأسم بعيدا عن الدلالة والمضمون الطبقي، وكأنما الملكية المطلقة تتعارض جوهريا مع ديكتاتورية وإستبداد جمهوريات الطبقات الرجعية والطفيلية من حملة لواء الليبرالية أو الدين بعباءة الوطن التابع للغرب.
إنَ الأسس المادية للتحول إلى النظام الديمقراطى والمدنى ممثلة بالشروط الإقتصادية والإجتماعية حاضرة ومختمرة ومتوفرة، ولاشك أن للعولمة الرأسمالية أثرها الجدلي، ومن هنا فإن جدل التاريخ فى صف ثوار البحرين وليس ضدهم فهم من يسعى ضمن تراكم النضال والتضحيات لتحقيق وإنجاز "المجتمع المدنى" الذي يحلم به التقدميين بمحاولات الدفع نحو تطبيق قيم الديمقراطية على أساس دولة دستورية، مثل تونس ومصر، وإن إختلفت النتائج بعسر ولادة الجديد التقدمي نتيجة لعسر ولادة الحزب الطليعي التقدمي.
جدل التاريخ لا يعنى إرجاء فعل الثورة خاصة حينما تكون الظروف الموضوعية ناضجة، فالإرجاء هنا بمثابة الإلغاء أو الدعوة للإنتظار لإتاحة الفرصة لمن سيصيبها في مقتل، وتجاهل لما هو حاضر ويحمل بذور نفيه، وأساس الجدل المادى فعل التناقضات التي تتفاعل لتحاول تلمس شمس جديدة ورفض ما هو قائم وقديم بالى. ومثلما رفضت جماهير تونس ومصر قيم الديكتاتورية البائدة ولازالت تقاوم وتتخذ من الشارع سلاحها الأول في عدم الخضوع التام لآليات الديمقراطية المنقوصة... كذلك رفضت جماهير البحرين قيم الإستبداد والخنوع والطغيان والسيطرة العشائرية البائدة، ولم يكن الإصلاح الملكى إلا إستمرارا لتلك القيم التى وأدها التاريخ، فإستمرت في المقاومة والاستناد إلى الشارع والشعب كأهم سلطة لإنتزاع الحقوق المغتصبة وتحقيق ديمقراطية المملكة الدستورية.
لا يمكن أن يعني جدل التاريخ الإستكانة للواقع البائس وعدم السعى لتغييره، ففعل الجماهير جزء من جدل التاريخ، والثابت والمتغير مكونان لجدل التاريخ، فليس هناك ما هو ثابت فى قيم المجتمع الطبقي أو نظمه السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فما بالك بنظام قيمه ملكية عشائرية إستبدادية، ولذلك فإن هذه القيم قابلة دوما للتغير، وما على الجماهير إلا أن تشرع عن أذرعها النضالية، وكما قال كارل ماركس في مقدمته للطبعة الأولى للجزء الأول من رأس المال "الميت يكبل الحي"، وبالتالي لابد من أن يقاوم الحي ما أمكنه ذلك ليشتد عوده للتخلص من أغلال الماضي ليخلق وريثه الأكثر حداثة،ولابد للبحرين أن تنتفض وتثور بعمالها أو طوائفها أو أيا كان المكون الاجتماعي لأنها تريد أن تتخلص من غبار القديم ومياهه الآسنة والعودة إلى التاريخ وفعله، الفعل الذي لا يتوقف عند التقدميين طالما إستمر الإستغلال وإمتصاص السحت الحرام - فائض القيمة.
تواضع رجعي
ولا غرابة بعد ذلك أن تواضعت مطالباته كثيرا بالنسبة لوطنه الأم، فمن مطالباته بالحرية والعدالة والديمقراطية والاشتراكية قديما أصبحت مطالباته الآن محصورة بالتشبث بملك كهل قارب على نهاية عقده التاسع من العمر والذي تولى الحكم بعد وفاة أخيه الملك فهد في 2005، إلا أنه في الحقيقة إستلم إدارة شؤون الدولة وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بجلطات ومتاعب صحية قبل ذلك بسنوات عديدة، ومع ذلك لم ينجز هذا الملك حتى الأن الحُلم الأكبر الذي يراود إسحق إبن يعقوب بالسماح للمرأة بسياقة السيارة، بل وخيب الملك ظن "الرفيق العتيق" الذي كان مفعوما بالبهجة بهذا الشأن فقال في مقال له في يوليو العام الماضي 2011 (وكأني رأيتها تقود سيارة): "إن اليوم الوطني القادم ... سوف يبتهج الوطن بإرادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة السعودية بتولي قيادة سيارتها وستعم الفرحة الجميع"! وجاء اليوم الوطني ولم يتحقق الحلم الأكبر الذي طالما إنتظره ليبيض وجه مليكه الأول.
إلا أنَ ذلك لم يهز قناعاته الراسخة في النظام السعودي الاصلاحي، فلا زال يؤمل خيراً ويصرح بلا خجل بأن المطالب التي سعى إليها منذ الخمسينيات مع رفاقه بدت إصلاحات الملك عبد الله تسعى إليها! فما بالك بقناعاته الراسخة في مليكه البحريني الاصلاحي الذي تمتلأ شوارع مملكته بالنساء وهن يقدن سياراتهن ليلا ونهارا!
لا يمكن بأي حال من الأحوال عزل الاستبداد في البحرين عن عجلة وطاحونة رأس المال المحلي والاقليمي والعالمي، فنحن في مواجهة نظام إستبدادي طائفي يخدم حفنة من كبار الاقطاعيين والطفيليين وولائهم الأول والأخير لرأس المال والريع، وكما قال كارل ماركس في الفصل الحادي والثلاثون في الجزء الأول من رأس المال " ينشأ وينضج رأس المال وهو يقطر دما وقذارة من كل مسام في جسده، من الرأس الى القدم" وهذه طاحونة تسحق البشر ولا تميز بين مذهب أو عرق إلا بقدر خصوصية النشأة التي تندثر في سيرورة النضوج.
ومع ذلك يرتمي "رفيقنا القديم" في أحضان أنظمة مستبدة خوفا من مخاطر أنظمة في مخيلته غارقة في الرجعية، ويعجز منطقه الشكلي عن وضع تصور بديل للدولة الطائفية القائمة، ويهاجم متطلبات مستحقة يمكن أن تنقل البلاد والعباد إلى مرحلة دستورية وديمقراطية أكثر تطورا من الاستبداد الراكد في مستنقع التخلف، فلا يرى إلا الوعي الزائف فينخرط في دوامة الزيف والتزييف والتنظير "للمصطلحات السياسية" التي تتردد كثيرًا في إعلام الطبقة المسيطرة.
ولا غرابة بعد ذلك أن أصبح من "رهط رفاق" الليبرالية الطفيلية الذين يتشبثون بعروش الملكيات الوراثية المطلقة المستبدة أمثال الملك عبدالله والملك حمد، وينتشي برائحة بشوت الملوك الطغاة بعد أن فقد البوصلة الفكرية علاوة على فقدانه "حاسة الشم النضالي" التي ميزت سيرته لعدة عقود من الزمن، فلم يعد يشم عبق رائحة الحرية في ثورة الراسجي والمشموم البحرينية كما شم عبق رائحة مريم رغم السجون والمنافي... يالسخريات القدر أيها "الرفيق العتيق".
لقد كان الأحرى به أن يلتزم الصمت تجاه الثورة والثوار ويقف على جادة الطريق إلى أن يتبين له الخيط الأبيض من الأسود، إلا أنه أبى إلا أن يقف بقوة منذ اليوم الأول من الثورة ضد الشعب وتحركاته، رغم المواقف الموحدة آنذاك لجميع القوى السياسية اليسارية والقومية والدينية المنظمة تحت مظلة "الإصلاح الملكي" ممثلة بالجمعيات السبعة.
وللأسف لم يصمد إسحاق إبن يعقوب وهو في العقد التاسع من العمر أمام إغراءات "إصلاحات" مليكه في البحرين كما صمد يوسف إبن يعقوب وهو في ريعان الشباب أمام إغراءات امرأة عزيز مصر، وأصبح يهاجم الثورة والثوار وكل من له علاقة بثورة الرابع عشر من فبراير بشكل شبه يومي من على منابر الإعلام المبتذل بعد أن هوى من الجدل إلى قاع السكون.
وكما أنَ الطفل لا يخطئ رائحة أمه المميزة وتظل عالقة إلى الأبد بأنفه... كذلك لا يخطئ الشعب رائحة الانتهازية المميزة وتظل عالقة بأنفه قبل ذاكرته! فلقد تمريمت الأرض بمريم وأخواتها، وتمريمت شعوب الخليج والجزيرة برائحة الأرض وبمشموم مريم وأخواتها... إلى أبد الآبدين!



#قحطان_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل الديمقراطية.. وضد الاستبداد أولا
- الوفرة غير المستديمة
- قاسم حداد وأمين صالح ووقائع الثورة البحرينية
- ثورة البحرين بين جدل التاريخ وتعسف الملوك
- ردا على أطروحات عبدالله خليفة .. شعارات الثورة فى البحرين تت ...
- شعارات الثورة فى البحرين تتحدد فى شوارع النضال


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - قحطان راشد - إسحاق الشيخ يعقوب... من الجدل إلى قاع السكون