أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - قحطان راشد - شعارات الثورة فى البحرين تتحدد فى شوارع النضال















المزيد.....

شعارات الثورة فى البحرين تتحدد فى شوارع النضال


قحطان راشد

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 23:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أعتقد بأن الحديث عن تمايز الإنتفاضة أو الثورة فى البحرين عن غيرها مما حدث فى تونس أو مصر .. أو ما سوف يثار أيضا عن إختلافها عما يحدث فى ليبيا .. كل ذلك يعكس عن عجز بعض المفكرين من الخروج من إطار الأفق القومى والطاثفى .. لا يمكن لأحد أن ينكر تمايز الشعوب العربية وتعدد إستقطاباتها المحلية .. إلا أننا ننسى أن ذلك نتاج شرعى لطبيعة السلطة السياسية والإقتصادية والإجتماعية السائدة ولا يمكن الحديث عن تغيير حقيقى دونما خلخلة هذه السلطة .. الشعارات الرئيسية فى البحرين شعارات تغيير ديمقراطى والحديث عن إسقاط النظام لا يجب أن يخيف الأخرين .. ولا يجب أن ننسى أن الثورات لا تتحقق أهدافها بسهولة وليس هناك ضمانة للتغيير الجاد إلا بالإستناد إلى الجماهير المقهورة .. وإذا كان البعض متخوفا من قيادات الإتجاهات الدينية أيا كانت فإن المطلوب أن يكونوا هم القدوة فى بوز المدفع وضد الإستبداد والمُستبدين .. حينها فقط سيخرج الناس ورائهم ويحملوا شعاراتهم دونما تردد .. إنهم وراء التغيير .. ونوعية التحولات سيحكمها الشارع الطبقى وليس الأوهام .. الماركسيين يجب أن يدعوا ويسعوا إلى التغيير الجذرى ويتحالفوا مع القوى التى تدعو إلى ذلك طالما أنهم لا يحملون مشروعا معلنا لدولة دينية وإنما ديمقراطية .. لا يجب أن نحكم على النيات أو الأهداف النهائية لتطلعات القيادات الدينية المعارضة وإلا لما وجدت الثورات فى تونس ومصر حلفاء لها فى سعيها لتحقيق التغيير الديمقراطى والإجتماعى .. إننا ضد الإستبداد الطبقى والسياسى ولا يجب أن نخشى التغيير لمجرد أننا لسنا فى القيادة .. والمطلوب أن نبحث لنا عن مكان طليعي فى المقدمة ونتخلى عن المخاوف التى قد تحيل البعض منا فى نهاية الأمر إلى الإبقاء على الواقع البائس .. وهو واقع يجب أن يكون مرفوضا جملة وتفصيلا
الثورات الشعبية أيا كانت وفى أى ظروف إندلعت ليست حكرا على أحد ولا يمكن أن تكون محصورة بقوى أحادية .. لكن من هم فى المقدمة أو الطليعة سيجنون الثمار ويفرضون شروطهم .. والثورات فى تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية ومن ضمنها البحرين لم تتحدد شروطها النهائية .. إنها ثورات لا زالت قائمة ولا يعنى سقوط رؤوس النظامين فى تونس ومصر أنها أنجزت مهامها أو تحدد مسارها النهائى .. لا يجب أن نخدع أنفسنا .. وحين إشتعلت الثورة الشعبية فى تونس بفتيل الشهيد البوعزيزى فإنها لم تكن محددة وبعض الأقليات الدينية هناك كانت متخوفة إلى أبعد الحدود .. ولكن وعى القوى اليسارية والديمقراطية وعلى رأسهم حزب العمال الشيوعى التونسى وحزب النهضة الإسلامى وغيرهما .. قادوا وأقنعوا الجماهير الغاضبة والمسحوقة والقوى السياسية الأخرى بالسعى لتغيير النظام بأكمله .. ولا يخفى عليك يا أستاذ عبدالله من أن المقبور شين العابدين بن على كان يخدع الألاف المؤلفة من الناس بأنه من دعاة العلمانية ومن دعاة التغيير الرأسمالى البنيوى "للبرجوازيات الصاعدة" .. وتونس الثورة لا زالت مستمرة لأن التغيير لم يتحدد بعد .. وسيحدده الشارع التونسى ومن هم مستمرون فى النضال الدؤوب من أجل تغيير ديمقراطى حقيقى .. الثورة لم تنطفئ .. ليس بعد.
وإذا عرجنا على مصر فإن المسيحيين الأقباط بالذات كانوا حذرين كل الحذر فى المطالبة بإسقاط مبارك .. بل لقد إصطف القادة الدينيون الرجعيون المسيحيون والمسلمون الأزهريون للدفاع عن نظام مبارك فى بداية الأمر .. ولا زال هناك من الأقليات فى مصر من هو متخوف من التغيير .. لأن شعارات الثورة بحد ذاتها ليست هى التحديد النهائى لطبيعة وحجم التغيير القادم .. ولا أعتقد بأنك غافل عن مخاض الصراع الجماهيرى والسياسى الذى يحتدم يوما بعد أخر فى مصر (بلا مبارك ) .. فثورة زهرة اللوتس لا زالت تتفاعل وتغلى.
لقد وقف ماركس بقوة مع ثورات المُعدمين والمسحُوقين سواء كانوا بروليتاريا أم عبيد أم مُهمشين .. وكان رافضا لأى شكل من أشكال الإضطهاد والتمييز .. ولم يكن يعادى الدين أو المتدينين .. وإنما كان يمقت ويحتقر كل من يستخدم الدين لفرض الواقع البائس للطبقات المُسيطرة .. لقد وجه ماركس سهامه الفكرية والسياسية والنضالية لكل المُدافعين عن إستمرار البؤس وبكافة أشكاله ولم يخشى الدفع مع كل القوى الأخرى المخالفة له فكريا بإتجاه النضال .. للتغيير ضد سلطة الدولة المُستبدة سياسيا وطبقيا وعرقيا وإجتماعيا ودينيا .. بوصلته كانت تحرير الجماهير من الأغلال والقيود والدفع لتراكم التحولات وإشعال فتيل الصراع الطبقى وإبرازه للعيان .. وكان يُفرق بين الجماهير صانعة التغيير الحقيقى وبين القيادات والمنظمات السياسية .. لقد ناضل ماركس من أجل تغيير الواقع لأنه أدرك مُبكرا أن تغيير الواقع هو الكفيل بتغيير وعى الجماهير ولم يكن من الواهمين الذين يعتقدون بأن الثورة تحتاج إلى جحافل من المثقفين .. لقد كان ماركس ليبراليا حقيقيا لم يحتمله الليبراليين .. وكان ديمقراطيا حقيقيا لم يحتمله الديمقراطيين .. وكان إنسانيا حقيقيا لم يحتمله الإنسانيين .. ولهذا كان ماركس مُنحازا بلا تردد إلى جانب المُعدمين ومعاديا لكل المُستبدين .. ولم يتردد لحظة فى الوقوف مع الثورات ضد الطغاة .. وكان يجاهد بقوة للدفع بتجذير المطالب وليس الحد من قوة الشعارات المطروحة ذات الطابع السياسى والإقتصادى والإجتماعى .. لقد كان هم ماركس الدفع بالثورة إلى الأمام وكشف الطابع الطبقى للمُعادين لها .. وتجذير التغييرات القادمة ما أمكن له ذلك.
البحرين إنتفضت وثارت .. واليوم تثور .. والشعارات بأكملها تحمل حقد جماهير تايلوس وأوال وديلمون للطغاة المُستبدين .. ومن بادر من قوى سياسية أو أفراد مناضلين فى ثورة 14 فبراير .. أو من وقف مع الثورة من الجمعيات السياسية العلنية السبع .. كل هؤلاء .. لا يمكن أن يدعوا أنهم صناع الثورة .. فجماهير البحرين الأبية هم صناع الثورة وهم من ضحى وسيضحى من أجل التغيير .. ولن تتحقق الشعارات الديمقراطية والوطنية بسهولة .. ولا يمكن تصور تغيير حقيقى ضمن حكم ملكى فعلى .. ومجرد السعى لإصلاح حقيقى سياسى وإقتصادى وإجتماعى يعنى شل أيادى الملوك والملكية ولا بد لها أن تكون صورية .. إن إستمرت .. وعلينا جميعا نحن التقدميين أن نمارس دعمنا للجماهير فى دوار اللؤلؤة ونضغط عماليا لشل سلطة الدولة المُستبدة .. عندها سنجد شعاراتنا فى مقدمة صفوف الثوار.
إننا فى البحرين لا نخشى التغيير .. لأننا دعاة تغيير لهز عروش الطغاة والمُستبدين .. وطريقنا أنت تدرى شوك ووعر عسير .. موت على جانبيه لكننا سنسير.



#قحطان_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - قحطان راشد - شعارات الثورة فى البحرين تتحدد فى شوارع النضال