أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة المانع - ألا ابشروا بالاعمال الخلاقة














المزيد.....

ألا ابشروا بالاعمال الخلاقة


سميرة المانع

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 14:38
المحور: الادب والفن
    


سميرة المانع
ألا أبشروا بالأعمال الخلاقة
بعد خروجي من العراق سنة 1965 حملت همي لمدة عشر سنوات وعدت اليه باثنتي عشرة قصة قصيرة حريّ بها أن تطالب بالنشر ككتاب، لتصبح شيئا مكتملا ملموما بعدما سمعتُ عن وزارة ثقافة وإعلام تيسر الامر للمؤلفين.
بعد أيام من وصولي قررت الذهاب إلى دائرة النشر فيها، كل شيء يسير على ما يرام، قابلت واحدا ثم ثانيا من المسؤولين اللطفاء، كلاهما سألني عن أحوال زوجي، الحمد لله، وكيف اخوك فلان ؟ بخير شكرا. وضع الملف في نهاية منضدة ولم يسأل عنه احد كثيرا اثناء وجودي معهم. كانت القصص الاثنتي عشرة في داخله فظيعة الهدوء ملتزمة بالصمت كأنها غير مبالية بالنتائج. أيقبلونها ؟ أتصبح كتابا؟ ام سترفض في دائرة النشر؟ ينفضونها كما العلقة متبارين في نعتها باوصاوف ما انزل الله بها من سلطان، تبعا لمزاج، لقوة عضلات، أو لضعف انساني. المهم لم اترك المكان إلا بعد أن اوصيت بها خيرا فكان الجواب مشجعا.
بعد مضي خمسة شهور التقيت بمَنْ طمأنني عليها . كان هو عينه الموظف المسؤول الذي ركنها على طاولته. قال لي : " لقد تأخرتْ الموافقة بنشرها قليلا، نحن بانتظار الموافقة النهائية، والى حد الآن الامور بجانبها، بل لقد مدحها الخبير، قال عنك : " إنك فنانة نجهلها" والخبير، كما تعرفين، هو من تعرض عليه المواد المقدمة للنشر وبالتالي هو الحكم الاول تقريبا، وعلى درجة كبيرة من الدقة والتبيان، لذا فقد مدح مجموعتك اللهم إلا من قصة واحدة ذكر عنها ان فيها أراء رأسمالية". " أنا " صحت دون وعي مني أو تردد ، كأنني متهمة : " أنا رأسمالية !" فعقب على ردّ فعلي قائلا : " هذا ما يقوله الخبير حول قصة وأظن أن اسمها ( مسز كولن). أحقاً !! لقد فهمتُ. بانت الاسباب إذن. إن اسمها غير مناسب حقا، شيء ما اسرع ما ادركته آنذاك، يا للخسارة ، ماذا عن مضمون القصة، عن شحمتها، مغزاها؟ هل من العدل ان تُثمن القصة التي تدعو للعمل، للشباب، للصداقة بين البشر، بانها راسمالية؟ أيحق أن تكون المرأة، الام البطلة المساعدة للغريب المحتار بامره، في القصة رأسمالية؟! مرحى، مرحى. سكتُ على مضض وغادرت المكان.
طبعت الوزارة المجموعة دون ( مسز كولن) وكانت حسرة عليها، متمنية مجرد ان يشاركني القراء مطالعتها فقط سأكون مسرورة. تصورت أنها دُفنت للابد واصبحت في عداد الاموات .
فجأة، بعد ثلاث شهور تقريبا، ظهرتْ ، بالنسبة لي، كالبصمة الجميلة في سجادة انيقة ، منشورة في مجلة ( آفاق عربية ) الصادرة من الوزارة نفسها ورئيس التحرير فيها كان الراحل شفيق الكمالي. حسنا إذن ، لم يكن الموقف ضدها كليا، فقد وجدت الحماية والتقدير أخيرا. كانت جهود الخبير، للاسف، شخصية فردية ، على ما يبدو، فلتطوَ الصفحة .
( مسز كولن) واحدة من مئات القصص، ربما، تمتحن لمجرد اسمها وهي على شاكلتها، خصوصا بعد أن أخبرني الخبير نفسه، بعد أن شاهدته في لقاء ودي مع آخرين يوما ما، أباح بأعلى صوته مرحا مداعبا : " منعتها لاقول إني فعلت شيئا" المسألة بسيطة إذن ، لا تثريب آنذاك إلا على الضحك الذي شاركته فيه لهذا العذر الهين. سامحته وتفهمت الموقف دون نقاش جدي. خصوصا أن الامر منته ، وقد فات الآوان على اللوم والعتاب. اما بالنسبة للمجموعة القصصية ، ولوضع الامور في نصابها الرسمي الجاد المهيب، فقد ُطبع الكتاب على نفقة الوزارة باحدى عشرة قصة، وكانت مجموعة اسميتها ( الغناء) ولكن يا له من غناء!!*
* كُتبت بـلندن بـ 12 | 1979



#سميرة_المانع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمة اسرار
- من مفكرة امرأة مغتربة
- أجوبة أسئلة تخطر بالبال
- مَن دفع للمزمرين
- خصائص رواية منفى
- هي بقيت علي ، يعني!
- التوحّش
- احتضان غير مرئي
- الطريق إلى دهوك
- هزّة ارضية
- إفرحْ يا قلبي
- درب الصدّ ما ردّ
- والنتيجة ؟!
- ربحتْ الجائزة
- وزّة في الخليج *
- القارات المنسية
- واخزياه


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة المانع - ألا ابشروا بالاعمال الخلاقة