لماذا رفضوا الصلاة على اللواء عمر سليمان ؟

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رجل خدم مصر أكثر من خمسين عاما بكل إخلاص , عمل فى صمت ومات فى صمت , دافع عن قضايا الآمة بكل رجولة وشهامة , خاض أكثر من أربع حروب ضد إسرائيل , عمل قائدا لجهاز المخابرات المصرية , حتى أن أعداءه حاروا فيه , تعامل مع العدو بعقلية الرجل العسكرى المحنك , بذكاء وبلغة لا تجيدها إسرائيل فكان محيرا , لآنه عمل فى الخفاء , أضطر للجلوس مع أدائه من أجل الخلافات بين الرفقاء فى غزة , خلافات المنظمة وحماس . كما جلس مع إسرائيل للحفاظ على الفلسطينيين من بطش إسرائيل .

حمل عمر سليمان قضية أمته على كتفيه حتى صار رمزا لحماية السلام فى وقت شح فيه لسلام لآخواننا فى فلسطين , ورغم جهاده وتعبه وأنشغاله بقضايا أمته أرهق قلبه بتفاعلاته مع الكم الكبير من هموم الآمة ..... مرض الرجل وذهب للعلاج لكن وافته المنية دون سابق أنذار .
القضية ليست قضية موت رجل شهم , ولكن القضية هى تخوين وتكفير الرجل من قبل جماعات لا زالت تعيش معنا بفكر تكفير المجتمع والناس , فاختلفت الجماعات الآسلامية على صلاة الجنازة على الرجل ومنهم من كفره وقال لا يصح الصلاة عليه لآنه بحكم الكافر , ومنهم من قال أنه كان ذراع النظام السابق ولا يصح الصلاة عليه , فأى عقليه يحكمون على الرجل وهو ميت . فيما أعتبر عدد منهم أن الصلاة على عمر سليمان يعتبر حرام شرعا .

لكن لا يفوتنا أن هناك رجال دين ينتمون إلى الآزهر الشريف وهم أكثر قدرة على أستيعاب مجريات الآمور , حيث قالوا أن الصلاة على عمر سليمان تجوز شرعا لآن الرجل لم يكن كافرا .
وقال الدكتور حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الآسلامية : ( انه لا يليق لمسلم أن يعلن الشماتة فى الميت , ولا يجوز لمسلم أن أن يفتى بعدم الصلاة لآن تكريم الميت أمر واجب شرعا ) .
كما قال الشيخ محمود عاشور وكيل الآزهر الآسبق : ( أقول للذين يفتون بتحريم الصلاة على عمر سليمان : أنتم جهلة وأرتكبتم جرما لا يغتفر ) .
ومن جهة أخرى قال خالد سعيد المتحدث بإسم الجهة السلفية : إن الصلاة على عمر سليمان لا تجوز شرعا ووصف سليمان بالفاسق . وهذا الحال بالنسبة للأخوان المسلمين الذين رفضوا الصلاة على جثمان سليمان حتى يحتكموا فى أمر صلاتهم عليه .

رحم الله الفقيد الذى أفنى عمره محاربا ومقاتلا من أجل الذود عن أرش وعرض الوطن , فى أوقات كانوا هم يختبأون فى بيوتهم أو فى بلاد العم سام , هذا الرجل الذى يعتبر مثالا يحتذى به للأجيال القادمة لآنه خدم وطنه وأمته دون راحة فى الدنيا , فكان يحمل روحه على كفيه , ولكنه ينعم براحة فى الآخرة نظير أعماله البطولية التى قام بها لوطنه .

إن هذ الفكر التكفيرى الذى أنكشف عنه القناع , إنما يدل على أنهم لازال يعيش بيننا من يكفر المجتمع , وللضرورة أننا بعيدون عن هذا الفكر لآن الآسلام لا يكفر أحدا والآسلام حرم الصلاة على الكافر وليس المسلم .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات