|
مجلس الشعب بالقوائم على المستوى الوطني يجب أن يكون المعركة الأهم للطبقة الواعية سياسياً
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 16:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أهم معركة لنا ، بل هي معركتنا الوحيدة ، في هذه الفترة الحرجة ، ليست معركة إعادة محاكمة مبارك و ولديه و العادلي و كبار ضباط الداخلية الذين حوكموا بتهمة قتل شهداء ثورة 2011 ، فهذه ، مثل غيرها ، سيأتي وقتها فيما بعد . معركتنا الأهم الآن ليست رسم خطوط واضحة تبين المهمة الوظيفية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، و لا هي معركة إعادة بناء الأجهزة الأمنية ، السرية و العلنية ، و تحديد إختصاصاتها بوضوح تام و إلزامها بإحترام ذلك . أيضا كتابة الدستور الجديد ليست معركتنا في هذه الفترة الحرجة ، لهذا لن نشارك في الجدل الذي قد يثار حول الدستور . معركتنا الأهم ، و الوحيدة ، الآن ، هي معركة تشكيل الجهة التي تقوم بكتابة الدساتير ، و تعديلها ، و الإسهام في إقرارها و عرضها على الشعب ، و أيضا كتابة القوانين و إقرارها ، و مراقبة أداء السلطة التنفيذية و محاسبتها ، بما في ذلك رئيس الجمهورية . معركتنا هي معركة قانون إنتخاب البرلمان . كيفية تشكيل البرلمان أهم من الدستور الذي سيُكتب ، لأننا لو أردنا تعديل ذلك الدستور ، أو إلغاءه برمته و كتابة دستور جديد ، فإن ذلك لا يتحقق إلا بطريقين : الأول : الحصول على أغلبية برلمانية كافية . الثاني : ثورة شعبية سلمية . الطريق الثاني غير وارد الآن في حالة الجزر التي يمر بها الزخم الثوري الشعبي ، و لم يبق لنا في هذا الوقت إلا سلوك الطريق الأول . منذ ما قبل قيام ثورة 2011 و حزب كل مصر - حكم يضع في إعتباره التركيبة التي يجب أن يتركب منها البرلمان المصري ، لأن حزب كل مصر - حكم يعي تماما أهمية البرلمان ، سواء كهيئة تشريعية و رقابية ، أو كوسيلة للتغيير ؛ لهذا قمت في السابع عشر من مارس من العام الماضي ، 2011 ، و أرجو ملاحظة التاريخ ، بكتابة و نشر مقال : نصف بالقائمة و نصف بالفردي ؛ و هو المقال الذي قامت السلطة الحقيقية في مصر بسرقته و نسبته إلى نفسها - كعادتها التي دأبت عليها منذ سنين في سرقة ما أكتب و نسبته إلى نفسها أو كتابها - و لكنها قامت بتعديل طفيف ، و هو جعل القوائم تتنافس على مستوى المحافظات ، و هو الأمر الذي حذرت منه في المقال المشار إليه عالية ، و أعدت التحذير منه في مقال آخر كتبته و نشرته في الأول من يونيو من العام الماضي ، 2011 ، و عنوانه : نصف بالقائمة و نصف بالفردي ، لن نساوم . السلطة الحقيقية ، و لا أعني بالطبع مرسي و الإخوان ، تعي تماما أن هناك تغير حدث في الوعي السياسي الشعبي ، و لكنها لا تريد أن تسلم لهذا الوعي ، لأن التسليم سيعني نهايتها ؛ لهذا تلعب الآن لعبة خداع أخرى جديدة ، بعد لعبة القوائم على مستوى المحافظات ، و هي لعبة إلغاء النصف المخصص للعمال و الفلاحين . لعبة فارغة لا تخدع أي واعي سياسيا لأن جميع الناخبين يعلمون أن مبدأ : نصف للفلاحين و العمال قد سقط منذ زمن طويل من خلال الممارسة العملية أو التحايلية ، و من خلال أيضا تنامي دور الطبقة الوسطى و إتساعها على مستوى مصر ، و إنتشار الوعي السياسي و الذي أسقط فكرة تقسيم الشعب على أساس إقتصادي - إجتماعي . الإصرار على تبني نظام القوائم على المستوى الوطني كوسيلة لإنتخاب نصف أعضاء مجلس الشعب ، على الأقل ، يجب أن تكون معركتنا ، نحن الطبقة الواعية سياسيا ، لأنه الوسيلة التي نقلص بها ، إن لم نقض بها ، على نواب الخدمات و العصبيات و التبعية ، ليحل محلهم نواب المبادئ و الأفكار السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ، و لكي نجعل البرلمان يقوم بدوره الحقيقي ، دوره التشريعي و الرقابي . لا عودة لنظام مائة في المائة بالفردي ، هذا يجب أن يكون أحد شعاراتنا في معركتنا ضد غوائية السلطة الحقيقية و الإخوان ، و علينا أن نحبط محاولات السلطة الحقيقية إعادتنا لذلك النظام ، سواء كان ذلك بمحاولة السلطة الحقيقية القول بعدم دستورية نظام القوائم على المستوى الوطني ، كما حدث في عصر مبارك ، حيث قام نظام مبارك اللعين من خلال المحكمة الدستورية بحل أكثر من مجلس شعب بحجة عدم دستورية نظام القوائم الذي تبناه لفترة ، ليتم بذلك إعادتنا إلى نظام الفردي ؛ و أيضا علينا أن نقوض أي محاولة للسلطة الحقيقية الإستشهاد بإثنين من أعرق الديمقراطيات في العالم و اللتان تتبنيان النظام الفردي ، و أعني الديمقراطية البريطانية و الديمقراطية الأمريكية ، بالرد بأن الوعي السياسي الشعبي في هاتين الديمقراطيتين ، و عدم وجود نواب العصبيات و الخدمات و الرشاوي الإنتخابية و التبعية للجهات الأمنية السرية ، جعل التصويت في هاتين الديمقراطيتين يكاد يكون منحصر في التصويت للأفكار و المبادئ السياسية و الإقتصادية ، أو بقول أخر للأحزاب ، فالناخب في هاتين الديمقراطيتين يصوت للنائب الفردي ، في معظم الأحوال ، بناء على الإنتماء الحزبي للمرشح ، و ليس بناء على شخصه و عائلته و الخدمات المتوقعه منه . يجب أن نعرف وضعنا الحقيقي من ناحية الوعي السياسي ، و ندرك بأن هناك قطاع لا يستهان به من الشعب لازال يصوت بناء على العصبية القبلية أو الإنتماء المحلي ، أو بناء على الخدمات التي يتوقع الحصول عليها من المرشحين ، و ليس بناء على الأفكار ، و أن على هذا القطاع من الشعب تعتمد السلطة الحقيقية الحالية لتبقى في السلطة من خلال مرشحيها ؛ و القوائم على المستوى الوطني هي خير وسيلة لتهميش تأثير الإنتخاب بناء على العصبية و الخدمات . إنني في هذا المقال أقسم الشعب بناء على الوعي السياسي للأفراد ، و ليس بناء على أي عوامل إقتصادية أو إجتماعية ؛ إنه تقسيم رأسي ، و ليس عرضي ، و بالتالي فإن الطبقة الواعية سياسيا تضم أفراد من كافة الطبقات الإقتصادية - الإجتماعية و كذلك من كافة الألوان السياسية و الثقافية و الدينية في المجتمع ؛ إنها الطبقة التي تكن لها السلطة الحقيقية أشد العداء لأنها هي التي قامت بثورة 2011 ، و هي التي يتوقع منها دائما مناوئة السلطة الحقيقية الحالية و حليفتها الإخوانية . معركة الطبقة التي جاءت منها ثورة 2011 ، أو هبة 2011 ، هي الآن حقها في أن يكون لها تمثيل يتكافئ مع حجمها العددي ، و قوتها السياسية ؛ و هذا لن يكون إلا بأن يكون نصف أعضاء مجلس الشعب قادمين من خلال التنافس بين القوائم على المستوى الوطني . إنها يجب أن تكون معركة سلمية شرسة للطبقة الواعية سياسيا ، لأن مجلس الشعب هو الباب و الوسيلة لكي نكتب الدستور ، أو نعدله ، فإذا كانت كتابة دستور 2012 لن تكون بيدنا ، فليكن على الأقل هناك الأمل لأن نغير ما قد لا يعجبنا في ذلك الدستور أو غيره ، أو حتى أن نكتب دستور جديد يمثل رؤيتنا و نقدمه للشعب ليقره أو يرفضة . إنني أدعو السلطة الحقيقية ، و كذلك مرسي و إخوانه ، لأن يضعوا في إعتبارهم : أن الإصرار على إغلاق الباب أم الطبقة الواعية سياسيا ، برفض فكرة القوائم على المستوى الوطني ، سيكون غباء محض ، و سيؤدي إلى إنفجار ثوري سلمي ، لا نعرف متى سيكون ، و لكنه سيحدث بالتأكيد . ملحوظة إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الواحدة و خمس و اربعين دقيقة ، من بعد الظهر ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري و القمعي : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم على توقيت جرينتش بثلاث ساعات ، و ذلك في يوم الإثنين الثالث و العشرين من يوليو 2012 . تنبيه في مقال : لأن علينا أن نجتاز المرحلة الإخوانية قبل أن نصل للديمقراطية الحقيقية ؛ و ردت في ذيله ملحوظة تفيد بإنني بدأت ذلك المقال في ظهيرة يوم الخميس التاسع عشر من مارس 2012 ، و الصواب هو يوليو بدلاً من مارس ، و هو خطأ لا أعتذر عنه لأن من قام به هو أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الحقيقية في مصر ، و هذا مؤشر بسيط آخر على أن الأوضاع من ناحية حرية التعبير لازالت كما كانت في عهد مبارك .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأن علينا أن نجتاز المرحلة الإخوانية قبل الوصول للديمقراطية
...
-
السذاجة الثورية سبب فشل ثورة 2011
-
أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر
-
إنه تعديل طفيف لإتفاقية سليمان - العريان
-
شفيق إستفزاز سليماني للشعب
-
لقد كان مجلس ذليل لا يليق بالثورة
-
نرفض المحاكم الثورية كما نرفض المحاكم العسكرية ، و لا بديل ع
...
-
إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
-
لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
-
الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم
...
-
الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال
...
-
أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
-
في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن
...
-
توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
-
القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
-
قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
-
نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا ل
...
-
سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
-
في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
-
الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
المزيد.....
-
اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
-
حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
-
بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو
...
-
بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص
...
-
فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا
...
-
السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د
...
-
ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا
...
-
العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
-
اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
-
موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|