أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الى اسماعيل هنية :إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل وغيرهم؟















المزيد.....


الى اسماعيل هنية :إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل وغيرهم؟


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتب هذا المقال على هامش زيارة إسماعيل هنية رئيس الحكومة الإرهابية التي تحكم غزة للقاهرة المزمع حدوثها الخميس المقبل ..... سيرافق هنية مائة من الإرهابيين تحت مسمي رجال الأعمال ....من المقرر أن يلتقي الإرهابيين المائة مع الرئيس محمد مرسي لتنسيق العمليات الإرهابية في المنطقة العربية ، خاصة بعد إكتشاف بعض الخلايا الإرهابية التابعة لحماس ... كما يلتقي الوفد مع مجلس شوري جماعة الإخوان المتأسلمون وغيرهم من قيادات الجماعة ...لقد وصف اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة ان اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس نتج عن الربيع العربي الذي "سيفتح صفحات الخلافة"....ماذا تبقي إذن من الإخوان؟!! هذا الكلام الخطير يوضح بكل اريحية افكار تلك الجماعة الارهابية بدون رتوش او مكياج سياسى عسانا نعثر عند الإخوان علي موقف واضح غير ملتبس عن موضوع الدولة المدنية أو الدينية !!!.. هنا يقفز مصطلح الدولة الإسلامية، بأنها هي التي تعيش فيها أغلبية مسلمة !!! وهذا كلام خطأ مائة بالمائة لانه يعنى ان دولة الخلفاء الراشدين او الدولة العباسية او الاموية لم تكن دولة اسلامية لأنها، حسب مصطلحهم ( دولة الخلافة ) معظم سكانها لم يكونوا مسلمين !!!لأن الحاكمين كانوا هم الأقلية
بل كانوا أقلية الأقلية، ولم يحكموا بحكم الأغلبية بل بحكم الغلبة والقوة والسيف !!!لأننا لوأخذنا بتعريفات الاخوان وبمبدأ الأغلبية الديمقراطية لكانت دولة أبوبكر رضى الله عنه غير مسلمة، لأن ثلاثة أرباعها كانوا مرتدين، ودولة عمر، وعثمان، وعلي ( رضى الله عنهم اجمعين ) التي ضمت الشام والعراق ومصر كانت غير مسلمة بدورها، لأن غير المسلمين كانوا هم أغلبية السكان الساحقة ...

أن مفهوم الأغلبية والأقلية كمفهوم سياسي حديث، لم يكن معلوماً ولا مفهوماً للمسلمين فى دولتهم الاولى الناشئة والبدائية من حيث النظم السياسية بالحجاز ولا بعد تشكيل الامبراطورية الاسلامية التى كان يحكمها السادة العرب ثم من بعدهم الترك العثمانيون !!! لقناعتهم بالخلافة التى تستمد قوتها من الدين والعنصر لا بالأغلبية ولا بالأقلية !!! اما نظام الاغلبية والاقلية فهو من مصطلحات الغرب الحديثة الذى يطلق عليها الاخوان وكافة التيارات المتأسلمة اسم (الطاغوت ) !!... فلماذا يتشدقون ويتمسكون بكلام الغر ب الآن وهم من يكفر الغرب ؟!!!...مما لاشك فيه ان مشكلة اسماعيل هنية وحماس والاخوان عموما ان لديهم فقر دم مدقع سياسيا وزادهم من العلوم السياسية يعانى من انيميا حادة كما هو شأنهم مع كل المعارف الإنسانية والعلوم المختلفة ... لذلك عندما تدقق فى كلامهم السياسى تسمع منهم العجب العجاب والتناقضات الغريبة كما رأينا من تعريفهم للدولة المسلمة بأنها ذات الأغلبية المسلمة حسب المبدأ الديمقراطي لان زاده من العلم السياسي يعاني من فقر مدقع !! فهو يخلط بين زمن ماض وزمن أتى بعده بأربعة عشر قرناً ... مستخدما المصطلحات المعاصرة كالديمقراطية مع دولة بدائية عتيقة فى مقابل نظم سياسية حديثة ... الى جانب خلطهم الواضح بين معني الشعب ومعني الدولة... فالدولة فى النظم السياسية الحديثة هى عبارة عن مجموعة مؤسسات وهيئات وظيفية.... الى جانب انه ليس في الإسلام دولة !!!... ومن نافلة القول اذكراسماعيل هنية وكل اخوانجى بأن مصر دولة قبل الإسلام بآلاف السنين !!! ... والشعب المصرى الآن غالبيته من المسلمين لكن دولته تقوم علي المؤسسات والهيئات وليس الاسلام او المسيحية !!...شعب مصر منذ فجر التاريخ لدية دولة تتغير ديانتها ومعتقداتها وثقافاتها وتكثر فيها الروافد الفكرية الا انه يظل مصريا فى دولة مصرية حتى لو سكنها الجان من اى ملة او عنصر ... الى جانب ان اسماعيل هنية ومعه مرسى وجماعة الاخوان يريدونها دولة اسلامية وهنا اقول لهم : اذا لزم قولك ان مصر دولة اسلامية فلابد ان توضحوا لنا هل ستكون دولة اسلامية سنية ام شيعية ام وهابية ام حنبلية ام اخوانجية !!! والا كان تعريفكم للدولة التى هى موجودة فى مخيلة الاخوانجية امثالكم قاصرة !!!...فكيف جاز لاسماعيل هنية أن يبني كل شروحه لدولته المنتظرة والتي يصفها بأنها إسلامية؟ فإذا كانت إسلامية وكانت دولة فلماذا لم يقلها الله ولا نبيه ولا حتي أحد صحابته ولا تابعيه ولا تابعي تابعيه؟ أم ذلك كان سهواً من القرآن والحديث وجاء اسماعيل هنية ومرسى ومرشدهم العام والإخوان ليتداركوه؟؟...

لقد جاء اسماعيل هنية ومن خلفه جماعة الاخوان بدين جديد لم يكن موجودا عند السلف الصالح لانهم لو كانوا رضوان الله عليهم اجمعين على قناعة باسلامية الدولة لقاموا هم بتعريف هذه الدولة المسلمة وكيفية ادارة الحكم فيها !!! الجدير بالذكر انهم لم يقولوا في ذلك شيئاً، وهم الأعلون،فهل من حق اسماعيل هنية ومرسى والمرشد والإخوان أن يقولوا ذلك وهم الاقل مكانة وشأنا من السلف الصالح رضوان الله عليهم اجمعين ؟... ألم اقل لكم ان اسماعيل هنية وجماعته جاءوا بدين جديد لايمت للاسلام بصلة !!! هذا الدين الجديد ينادى بشعارات براقة حديثة !!!..ثم ما هى حكاية «إسلامية دولة الخلافة بالأغلبية» حسب المبدأ الديمقراطي، فمتي آمن الإخوان بالديمقراطية، ومن أين حصلوا عليها؟! ... في نظام الحكم الإسلامي ليس هناك شيء اسمه الديمقراطية، لا يعرف أغلبية وأقلية، لأنه لا يوجد شيء اسمه رأي الرعية، بدليل أن الأقلية العربية هي التي كانت تحكم بمشاركة الفقهاء فقط ولا وجود للرعية...وهي غير موجودة في إسلامنا ولم يعرفها سلفنا الصالح ولانبينا، لأنها لو كانت موجودة لكانت دولة الخلافة دولة غير إسلامية بحكم الأغلبية... كما يجب ان يعرف اسماعيل هنية ومرسى وكل الاخوانجية إن الديمقراطية لا تعود إلي الحجاز إنما تعود إلي أثينا وروما قبل ظهور الإسلام بقرون طوال تصل إلي الألف عام !!!...لوكان هناك رأي لأغلبية لأخذ أبوبكر وهو خليفة برأي الصحابة وعلي رأسهم عمر، بعدم قتال مانعي الزكاة، ولما أنفذ رأيه المتفرد وأعلن عليهم الحرب رغم عدم رغبة الأغلبية من كبار الصحابة لقتال مانعى الزكاة !!..ولو كان هناك أي اعتبار لمعني الأغلبية لأخذ عمر برأي تسعة من عشرة من خيار الصحابة استشارهم في قيادته لجيوش الفتوح بنفسه، وقالوا بوجوب إمارته للجيوش، لكنه أخذ برأي عبدالرحمن بن عوف فقط الذي قال بوجوب بقاء الخليفة بالمدينة، وإرسال الجيوش تحت قيادات أخري، ولم يأخذ برأي التسعة.... هل اسماعيل هنية ومرسى والاخوانجية اعلم من عمررضى الله عنه باسلامية الدولة والاغلبية المسلمة ؟! ... ان كان الجواب بنعم فالحكم لكم لانهم يزكون انفسهم على ابى بكر وعمررضى الله عنهما والسلف الصالح ... وان كان الجواب ب (لا) فاعلم ان اسماعيل هنية ومرسى ومرشدهم وكل الاخوانجية قد جاءوا بدين جديد لايمت للاسلام بصلة !!!...

يجب ان يعلم الجميع بما فيهم اسماعيل هنية ومحمد مرسى ومرشد جماعة الاخوان ان الاسلام هو علاقة بين العبد وخالقه ولاعلاقة له بدولة او حكومة او سياسة ... لان الاسلام لو كان مهتما بذلك لوضع له شكلا محددا لنظام الحكم وطرق تداول السلطة واساليب توزيع الثروة لان الاسلام وضع شكلا محددا لقضايا اقل خطورة وشأنا من نظم الحكم مثل المواريث وانصبة كل وارث بدقة متناهية !!! أن الإسلام لم يهتم بمسألة أنظمة الحكم والإدارة، فقد ترك المسلمون الفاتحون البلاد المفتوحة تدار، كما كانت تدار بالأساليب الرومانية والساسانية، وهي أساليب غير إسلامية اخترعتها شعوب غير عربية وغير مسلمة منذ قرون طويلة، بل وأمر الخليفة عمر رضى الله عنه بإنشاء دواوين عربية هي نموذج لما كان في دولتي الفرس والروم......لو كان الاسلام مهتما بذلك لوضع شكلاً محدداً لنظام الحكم ومؤسساته، وطرق تبادل السلطة، وأساليب توزيع الثروة ... والا لماذا تقاتل الصحابة الاجلاء فيما بينهم على الاموال التى غنموها من البلاد التى فتحوها !! لو كان لديهم شكلا محددا لنظام الحكم وتوزيع الثروات فلماذا تقاتلوا فيما بينهم ؟! لكن ذلك كله لم يكن في الإسلام ولا اهتم به الاسلام !!! فمن اين جاء بهاسماعيل هنية ومرسيهم وكل الاخوانجية ؟!!!... ثم لماذا لا يعيد اسماعيل هنية ومرسى بحكم ان مقاليد الامور فى يدهم اليوم إلينا الجواري كما يريد فرض الحجاب على نساء مجتمعنا ؟!! اسماعيل هنية ومرسى والاخوان يكافحون من أجل شيء ليس في شرعنا اسمه الدولة الإسلامية !!! ولايكافحون هم وجماعتهم لتنفيذ شريعة الله في أرضه بعودة نظام العبودية !!!... حيث يرون نكاح ملك اليمين من الدين ونراه بمنطق الديمقراطية العالمية اغتصابا عقوبته الاعدام ... كما يرون السياحة والبنوك حرام شرعا ... ونرى نحن بمنظور الديمقراطية والدولة الحديثة بنوكهم الاسلامية تمثيلية هزلية ونصب رخيص حيث يذهب كل المال إلي مساره الطبيعي الربوي في حركة الأموال العالمية...هنا نرى تشارك البنك والمودع لخداع الذات!!!!..اسماعيل هنية ومرسى والاخوان يرون أن قراءة الموظفين القرآن أثناء العمل فضيلة «وإلا ما فعلوها»،ونراها نحن تعطيلا لمصالح العباد، فهذه هي الرذيلة المرذولة والنطاعة المكروهة نفسها....

اسماعيل هنية ومرسى والإخوان يتكلمون عن الشرف ولا يتراجعون عن هتك عرض العدو المخالف لهم فى الرأى ، يتكلمون عن الحرية ولا يتراجعون عن فقه العبودية، يتكلمون عن التسامح ويسمون غيرهم كفاراً وأوطانهم ديار حرب، يتحدثون عن حقوق الإنسان ويبيحون العدوان علي الغير وسلبه وأسره لمن استطاع إليه سبيلاً،يتكلمون عن اقتصاد إسلامي غير ربوي ويبيحون الاستيلاء علي كل ما يملك المهزوم فلا يبقي لديه مال حتي يرابي به، اقتصاد خراجي، أي اقتصاد خرابي،فاقتصاد بدون بنوك تعمل وفق الماكينة الدولية للاقتصاد العالمي هو خراب عاجل....هذا ما يعرضه علينا اسماعيل هنية ومرسى والإخوان أن نعود عبيداً لهم !!! هم يريدون اخضاعنا لعمليات تجريب كفئران تجارب لجهلاء السياسة وأغبياء الاقتصاد... ويعطون هذا الحق لانفسهم بعد ان قصروا المبادىء والقيم على التجربة الاسلامية ... وانكروا هم وجماعتهم على البشرية مبادئها وقيمها قبل الإسلام وبعد الإسلام، بل منكرين علي الأنبياء السابقين أن يكون لهم مبادئ وقيم كما للتجربة الإسلامية....حتى نفهم اسماعيل هنية ومرسى وجماعتهم جيدا تعالوا نتساءل ونريدهم ان يردوا علينا : أين هي الإرادة الشعبية في فقهنا، وأين هي الدولة المدنية في الحديث النبوي، وأين هي الحريات في تاريخ الخلافة كلها راشدة أو غير راشدة؟، ولماذا ليس لدينا باب في كتب السنة الصحيحة وغير الصحيحة بعنوان حقوق الإنسان مثله مثل باب النكاح؟!..

نعود الى الزيارة حيث وأوضحت المصادر أن هنية سيبحث مع مرسي ملفات سياسية تتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الفلسطيني - الاسرائيلي، ودور الجمهورية الثانية المصرية في دعم الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال، فضلاً عن ملفات حياتية ومعيشية تتعلق بتسهيل حرية حركة الفلسطينيين عبر معبر رفح الحدودي ومطار القاهرة من دون الحط من كرامتهم، وأزمات الوقود والكهرباء ( هذه هي الملفات المعلنة - الملفات غير المعلنة عمليات إرهابية ) ... هنا اقول لاسماعيل هنية لقد تمكنت انت ومرسى والإخوان عبر أجهزة الاعلام من عقل الناس، وتزييف وعيهم ضد مصالحهم ، من أجل مكاسب فئة بعينها علي حساب الوطن كله، بناسه وأرضه وتاريخه ومستقبله،إنها جريمة إبادة شاملة لوعي الإنسان المصرى بمصالحه ليكون إنساناً حراً غيرمسير، هي إبادة أجيال بكاملها بخطب منبرية، فيتحول المسلم في لحظة إلي وحش كاسر ضد أشقاء الوطن اذا اختلفوا مع ابوالفتوح او جماعة الاخوان !!وهذا «الكاسر» هو الإنسان الجاهل المتخلف العاري الحافي الجائع المريض،ومع ذلك كله يسير مهموماً بفلسطين والعراق ويتظاهر ضد أمريكا، ولا يتظاهرضد الفقر والجهل والمرض والاستبداد، وثراء السادة اعضاء الجماعة الفاحش والغير مبررعلى حساب باقى ابناء الجماعة !!! اسماعيل هنية ومرسى والاخوان يطرحون علينا نظاماً إسلامياً لدولة الإخوان المرتجاة، فهلا أشار لنا أين توجد هذه الدولة في إسلامنا، فقهاً أو حديثاً أو قرآناً أو سيرة أو حتي شعراً؟....

اسماعيل هنية وكل الاخوانجية يقولون إن النبي والصحابة كانوا حكاماً، وإن ذلك دليل علي وجود الدولة بل هو مرجعية وإدراك سياسي للدولة.... لكنهم نسوا ان الدول أصناف منها ما هو في حال الابتداء الأول، ومنها ما أقام المؤسسات والقانون مثل أثينا وروما وبابل، منها جزر القمر ومنها أيضاً أمريكا، ومنها دول يثرب ومنها أيضاً دولة خفرع !! والثابت تاريخياً أنه عندما قامت امبراطورية الإسلامية واستولت علي الدول المجاورة، استولت أيضاً علي أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين !!! لقد علقوا فقط عليها يافطة العروبة والإسلام... يا كل الاخوانجية سواء اسماعيل هنية او مرسى الدولة لا تنشأ بقرار، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل....ومثلها تلك التي تطلبها ويطلبها الإخوان بنفس منهج التفكير البدوي ... مرسى وجماعته واسماعيل هنية وحماس يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة وتعليق يافطة الإسلام عليها وإلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً، ليس لديهم شيء، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن كرسى الحكم ....
ان وصول مرسى لسدة الحكم حدث نتيجة أكبر عملية سطو تاريخي علني ورغم ذلك لا يخجل مما يقول ولا يستحيي وينادى بدولة اسلامية سواء اظهر ذلك او ابطنه !! هم لايفهمون معنى كلمة دولة اصلا !! أو عليه إذا اعتبر أن نبينا قد عمل دولة الإسلام، أن يشير لنا أين نجد في التاريخ من صنع دولة مصر ودولة روسيا ودولة بريطانيا، وإذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل واليسع، وذا النون؟!...

يا اسماعيل هنية انت ومرسى ماذا يعني اسمكم (الإخوان المسلمون)؟ ألا يعني أنكم الإخوان المسلمون، وبقية شعب مصر المسلم الطيب من غير المسلمين، يعني كلنا (الإخوان الكافرين)؟! أليس اسمكم وحده تكفيرًا علنيا واضحًا لكل شعب مصر؟!... انكم وجماعتكم تكذبون وانتم يعلمون..... وعندما يكذبون فيما يتعلق بمصير أمم وشعوب، فإن هذا الكذب يكون جريمة وخيانة عظمي للوطن والناس والأمة في صفقة مع الشياطين !!وعندما يكذبون بالدين وعلي الدين فعلينا فوراً أن نفهم أن الدين ليس غرضاً لهم بالمرة، بل هو شهوة السيادة والسلطان وحدها...وابلغ دليل على شهوة السلطة ان حماس ( اسماعيل هنية ) ارادت ان تضع العالم العربى فى مأزق لكى تخرج هى من مأزقها الذى وضعته لنفسها منذ يونيو 2007عندما اقدمت على الانتحار السياسى بعد اعلان انفصالها عن السلطة الفلسطينية !! وفرض واقع جديد ادى الى تجميد بل تراجع فى خط القضية الفلسطينية البيانى !! وتحولنا ومعنا جميع الفلسطينيين من جهود نحو تأسيس الدولة الفلسطينية الى جهود عربية تسعى الى وأد الفتنة الداخلية وتوحيد الصف الفلسطينى وبناء مواقف فلسطينية موحدة !!!..

حماس الاخوانية وضعت العالم العربى فى حالة ذهول وكأنه ابتلع موسا تلقمه من حماس !!! ولا يستطيع ان يبتلع هذا الموس او يطرده من جسمه ... فالعالم العربى لايستطيع ان يعمل الكثير لتغييرواقع الاحداث التى تجرى فى قطاع غزة فقد قطعت حماس اواصر العلاقة وبددت كل الجهود العربية وبعثرت جميع اوراق القضية الفلسطينية ..وارتمت فى احضان دولتين وحزب سياسى ليشكلوا برنامجها السياسى والعسكرى فى القضية الاساس قضية الشعب الفلسطينى !!! حماس بانقلابها على السلطة الفلسطينية وازاحتها لكامل المؤسسات الرسمية فى غزة وضعت نفسها فى مأزق ولذلك جرت لكى تستنجد بالسلطة الفلسطينية وبالعالم العربى والاسلامى لوقف عمليات القتل والتدمير التى تقوم بها اسرائيل يوميا !!! وتقتل من خلاله الارواح وتسيل بسببه الدماء وتدمر نتيجته البنية التحتية لمقومات الدولة الفلسطينية !!! الوضع اصبح خطيرا فى ظل وجود حماس الاخوانية !! كل التداعيات التى حدثت منذ انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية يتحمل وزره حماس وقادتها !! لان كل التداعيات جاءت نتيجة القرارات العنترية الحنجورية الحماسية والامور افرزتها القرارات السياسية والعسكرية لحماس !!! الصورة المأساوية ظهرت عندما بدأ العالم العربى والاسلامى يتعامل من جديد مع تداعيات منظمات واحزاب عربية تفكر من منطق منظمى داخلى بحت وبحسابات حزبية منفردة !!!.. تلك هى دولة الخلافة الحماساوية ... اسرائيل ترحب وتبتهج لما يدور داخل الاراضى الفلسطينية ولما افرزته مواقف حماس من شرخ للوحدة الوطنية الفلسطينية وهدم البناء السياسى للقضية الفلسطينية !!وتأجيج الصراع الداخلى على السلطة السياسية ... ما فعلته حماس اسعد اسرائيل جدا !!.. اسرائيل ترحب وتبتهج بكل خطوات حماس التى تقوم بها لانها تستند عليها فى تبرير ضربها للفلسطينيين وتدميرها للبنية التحتية لمقومات الدولة الفلسطينية ... حيث رحبت اسرائيل وابتهجت بقرارات حماس فى الانفصال !! لان هذا مدعاة لان توقف كل جهودها المضطرة اليها فى الدخول فى مفاوضات سلام تنتهى بتأسيس الدولة الفلسطينية !!...ما لاتستطيع ان تقوله الحكومات العربية الرسمية وخاصة للرأى العام العربى هو ان حماس ( اسماعيل هنية ) وراء هذا التردى لاوضاع القضية الفلسطينية الى يومنا هذا !!وهى سبب تأزم الوضع الداخلى للفلسطينيين !! وهى التى تعطى لاسرائيل المبرر الذى تعلنه وتتمسك به فى تبرير عدوانها المستمر على الاراضى الفلسطينية ....


ومن ناحية اخرى سيهنئ اسماعيل هنية اثناء زيارته للقاهرة الخميس المقبل محمد مرسي على فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية مرشحاً لجماعة «الاخوان المسلمين» التي تُعتبر الأم بالنسبة الى حركة «حماس» وذراع الجماعة السياسية «حزب الحرية والعدالة» الذي ترشح مرسي باسمه....يُشار الى أن حركة «حماس» كانت تُعتبر منذ تأسيسها قبل نحو 20 عاماً رأس الحربة والذراع المقاتلة لجماعة الإخوان المتأسلمون في فلسطين....ومثل فوز حركة «حماس» بالتزوير في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 (يناير) 2006، بـ 74 مقعداً من أصل 132 عدد مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، نموذجاً ملهماً للتزوير ليس للجماعة وحسب، بل الى مختلف جماعات الاسلام السياسي على اختلاف تبايناتها، وفي مقدمها القوى التي تتبع «الاخوان المسلمين»، وهذا ما فسر الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي خصت به الجماعة وأخواتها العربيات للحركة في القطاع...تلك هى صفحات الخلافة التى يريدها اسماعيل هنية !!!..وانا ارد عليه قائلا الى اسماعيل هنية :إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل وغيرهم؟



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عينيك لامنجى ولا ملجأ
- الى زينب الغزالى والاخوان : الرسول لايزور الكذبة وعملاء الام ...
- اسرائيل تتجسس على رئيس مصر الجديد
- لم تعودى حبيبتى مالكة القلب
- المرأة لاتحتاج لمسرح لتعرف معنى العذاب فالحياة منحتها فرصا ل ...
- ارجو ان تفهمينى
- متى يتم انصاف ضحايا التعذيب فى مصر؟!
- هكذا تصنعون يا سدنة معبد تقديس الرئيس طواغيتكم وفراعينكم
- الى لميس عمر عفيفى : والدك لايقدر بثمن ولن يكرره الزمن
- محمد الماغوط طالب العذاب وشاعر الرثاء الكونى ورسول الحزن
- حلف مرسى أمام المحكمة الدستورية يعد اعترافا صريحا بالإعلان ا ...
- لا أمل فى صحافة جيدة الا اذا انفتح الباب لصحافة حقيقية
- جماعة الاخوان السلقلقية وزواج المتعة مع ايران
- لقد اتفق المجلس العسكرى مع جماعة الاخوان ضد مصر الثورة
- بسبب طمع الاخوان الديمقراطية اصبحت عبئا وليست حلا
- امريكا لماذا تدفع اكثر للثوريين طالما ستدفع اقل للاخوان
- فضائح المركزالقومى للسينما تزكم الانوف
- ايتها الاستثنائية : سأعيش ولن اموت حزنا عليك
- مخطط المجلس العسكرى الشيطانى لتنصيب عمر سليمان رئيسا
- سيناريو الايام القادمة فى الثورة المصرية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الى اسماعيل هنية :إذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل وغيرهم؟