أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد حميدان - ها قد بدأ الهجوم السوري..!!















المزيد.....

ها قد بدأ الهجوم السوري..!!


زياد حميدان

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت العملية الارهابية التي اغتيل فيها أربعة من أبرز القيادات السورية خسارة فادحة واختراقا أمنيا غير مسبوق، لدرجة ان الكثيرين رؤوا في هذه العملية مؤشرا على إنهيار وتفكك الدولة والجيش العربي السوري، وهنا نقول ان النظر من زاوية اخرى لمجريات الامور يفيد بأن سوريا دولة وجيشا ما زالت عصية ومنيعة، فأين يوجد جيش في العالم يخسر الجزء الاكبر من قيادة صفه الاول وهو في أتون مواجهة مفتوحة.. ويبقى متماسكا كما فعل الجيش العربي السوري.. بل ويكسب المواجهات تباعا؟ لعل هذا منبع صدمة الاعادي المتجددة من عظمة الجيش العربي السوري الذي أثبت انه عقائدي من الطراز الاول وان عملية بنائه التاريخية والطويلة قد أثمرت كما اريد لها، لتنبئ القاصي والداني وكل المزاودين بأن سوريا منيعة بقيادتها وبشعبها الذين خلقوا هذا الجيش.
إلى جانب ما سبق فإن رد فعل الدولة رئاسة وجيشا بتعيين قيادات جديدة ذات كفاءة لا تقل عما سبقها، يعكس مدى فاعلية الدولة السورية بكل مكوناتها، مؤسسة الرئاسة وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، الجيش الذي لم تظهر عليه علامات أرتباك ما، مؤسسات الدولة الاخرى والتي بقيت تعمل كان شيئا لم يكن، كل ذلك يشير الى ان الازمة المستمرة منذ عام ونصف وكل محاولات الاستنزاف والضغط الكبير على الدولة والجيش والجبهة الداخلية، لم تنجح في دفع سوريا للتآكل كما راهن خصومها "غربا وتركا وعربا".
إلى ذلك فإن الضخ الاعلامي المزيف عبر فضائيات أنظمة الخليج والذي لم يسبق له مثيل من حيث التحريض والكذب والتلفيق ينبئ بعظم رهانات الخصوم على اللحظة التي باءت الى فشل وخيبات..لدرجة جعلتهم يلجئون الى وقف بث قناة الدنيا عن قمر النيل سات ما يعني افلاسا كبيرا، امام استعداد إعلامي سوري منقطع النظير.
بل ندعي أن هذا الاداء السوري الفعال على كافة الصعد كان سببا آخر كي ترفع روسيا والصين الفيتو المزدوج الثالث في مجلس الأمن ذلك ان الدول تبني مواقفها على حقائق الواقع، فليس ممكنا ان تدعم دول كبرى بكل قواها حليفا وهو في لحظات الانهيار.
إن عملية الاغتيال بكل التساؤلات عمن يقف خلفها والإمكانيات التي جعلتها ممكنة زمانا ومكانا، مصحوبة بعملية "بركان دمشق" التي حاولت فيها المجموعات المسلحة ايجاد موطئ قدم لها في دمشق، تشير إلى أن المواجهة قد دخلت لحظات الحسم على المستوى الإستراتيجي، وهنا نقول غير متسرعين ان سوريا وجيشها قد استوعبت الضربة رغم قسوتها وان على الخصوم الاستعداد الان لتلقي الرد، فما كان قبل هذه العملية لن يكون بعدها، وان الرد سيكون حسما على المستوى الداخلي السوري سيتكفل به الجيش العربي السوري حيث لم يعد مجديا الحديث عن الحوار مع من يتورطون ويهتفون فرحا لقتل قيادات الجيش العربي السوري.
وسيكون الحسم إقليميا وهو ما سيقوم به معسكر الممانعة وقوى المقاومة في المنطقة ممثلة بسوريا وايران وحزب الله الذي قدم امينه العام خطاب الوفاء لسوريا وقادتها الذين تم اغتيالهم، معلنا تمسك حزب الله بسوريا الحليفة التي قدمت ما صنعته من صواريخ لحزب الله كي يدك بها إسرائيل في العام2006، فيما تربض إيران القوة الكامنة إلى الان والتي لم تتوقف عن إرسال الرسائل للجميع وآخرها إقرار خطة إغلاق مضيق هرمز عند وقوع اي تهديد عليها، ناهيك عن إنضمام العراق لمعسكر الممانعة رغم كل المحاولات البائسة لجره لمعسكر الخيانات، لان مكانة العراق التاريخية والجيوسياسية الاستراتيجية تدفعه دوما لمعسكر الممانعة والمقاومة، الرد سيأتي إقليميا على كل خصوم سوريا المحيطين بها عربا وتركا ومن يقف خلفهم لان استهدافهم يطول هذا المعسكر برمته وليس سوريا فحسب.
وسيكون الحسم دوليا حيث فشلت امريكا في استثمار عملية الاغتيال لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض، وكان ان جرت اذيال الخيبة بفعل الفيتو الروسي الصيني في مجلس الامن الذي لم يعد ساحة خلفية لها كما اعتادت، وكما قال بوتين فإن " معركة سوريا ستقرر شكل النظام العالمي الجديد" وحتما لن يكون كما تريده امريكا وحلفائها، وجل ما ستقدمه امريكا لحلفائها المرتعدين في المنطقة هو الكلام والتهديد فقط، فيما تقدم روسيا والصين دعما سياسيا وعسكريا واستخباراتيا، ومن خلال الوجود المادي على الارض.
إلى ذلك جاء تعيين بندر بن سلطان رئيسا للاستخبارات السعودية وهو رجل امريكا والصفقات المشبوهة، دليلا على مدى الخوف الذي يدفع بعربان الخليج للسير علانية وبكل وقاحة في مخطط ضرب سوريا، ذلك ان المعركة قد اصبحت وجودية لأنظمة الخليج وعلى رأسها السعودية، ما يعني ان الدولة والجيش السوري سيبدءان في تغيير قواعد اللعبة وإتباع استراتيجية جديدة اكثر خشونة وحسما، وهو ما ستنبئنا به الايام والأسابيع القادمة.
اما على الجانب الاسرائيلي فحالة خوف وارتباك من حرب محتملة مع هذا الجيش، خاصة ما يمثله نجاح مناوراته العسكرية والصاروخية التي اثبتت ان الجيش العربي السوري قادر على خوض أي مواجهة رغم ما يجري على الساحة السورية، وان تصديه للمجموعات المسلحة على الارض لم يكلفه إلا اليسير من الطاقات والإمكانيات، إسرائيل لم تستعد على الجولان تحت حجة منع موجات اللاجئين السوريين من دخول أراضيها بل كانت تستعد على وقع أوهام خصوم سوريا بنجاح مخططهم، فما كان منها لحفظ ماء الوجه إلا ان تلوح مرتبكة بتدخلها في سوريا بحجة منع وصول الاسلحة الكيماوية السورية لحزب الله، وكأن المسألة قد حسمت او ان تدخلها في سوريا سيكون بهذه البساطة.
اما عن حكومات "اخوان الربيع العربي" فأكثر ما يرعبها الان هو بقاء مشروع سوريا القومي العربي ببقاء سوريا الدولة والجيش والشعب الواحد غير المقسم لطوائف، سوريا المتنصرة هي التي ستعطي الامل لكل الشعوب العربية بإمكانية مواجهة الغرب دون ان تنتهي تلك المواجهة لهزيمة مذلة للعرب كما اعتاد الغرب، وان النصر مضمون ان تم حيازة اسبابه، وان قوى الاسلام السياسي التي اتت لتتربع على سدة الحكم في العالم العربي بصفقات مع الغرب واسرائيل لا مستقبل لها في ارض الشعوب العربية.
ان عدم ادانة الانظمة العربية المتآمرة على سوريا للعملية الارهابية لدليل على تورطهم فيها حتى العظم وهو ما يزيد رعبهم من عدم نجاح مخططاتهم.. فسوريا ستكون اقوى بعد الازمة والثمن الذي سيدفعونه سيكون باهظا حتما.. لذلك على الدولة والجيش السوري توقع هجوم أشرس إن لم يبدؤوا بهجوم كاسح الان وعلى جميع الجبهات.. وهو ما نراه الان.. فقد بدأت عمليات الجيش العربي السوري في دمشق رافعة شعار: " العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس" وهي حتما لن تتوقف عند تخوم دمشق فحسب.



#زياد_حميدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي أحد مفاجآت سوريا
- نعم و لا
- سيميولوجيا ساحات الثورة ميدان التحرير فضاءً لثورة 25 يناير أ ...
- نص مطول من الهذيان
- نظم المراقبة والعقاب الاحتلال الإسرائيلي أنموذجا
- هي الشآم .. من قبل..ومن بعد
- المصالحة والعدالة الانتقالية في الأرض الفلسطينية
- ما بين الثورات العربية والثورات المضادة إسلام سياسي “علماني”


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد حميدان - ها قد بدأ الهجوم السوري..!!