سلمان مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 16:20
المحور:
الادب والفن
منذ نصف ساعة هدآ كل شي ، فاسدل السكون اطرافه كانه شبكة عنكبوت ، الا من الغبار و الدخان الذي لازال يتراقص مع خيوط الشمس النازلة من خلال ثقوب السطح ...... ، و ابو احمد يجتاز الكتل الحديدية ، و دخان سكارته يختلط بالسكون ، مضيفا لتراقص الغبار و دخان الكتل الحديدية ، دخانا رماديا ، فاصبح كل ذلك و كانه لوحة سريالية تحكي هموم الرجل المسن ، ابي احمد ذي الستين عاما ....... ، و السكون مستمر لو لا ان سعل ابو احمد سعالا متواصلا ، فاخذ الصوت يتردد بذبذبات مختلفة ، فارهف السمع مليا و شعر كان سنفونية عذبة تنبعث من ارجاء المكان ، تحكي مستقبل احمد و جاسم وليلى ابناؤه الثلاثة ، وطرب للوحة السريالية و السنفونية ......... اجهد نفسه وهو يسعل ويسعل و الصوت يتردد الى ان تعب وجلس في ركن من اركان القاعة الكبيرة ذات الكتل الحديدية الملساء ، وتمدد مسندا ظهره الى الى واحدة منها ، فارتاح الى ذلك ، ومد بصره مع الدخان المنبعث من سكارته ، التي لم يبق منها الا عقبها ....... دخان سكارته بدا يتمرد على القواعد الفيزيائية ، فلم يرتفع الا بمقدار قليل عنه ، وهو ممددعلى ثرى القاعة ، حيث ترابها البني القاتم ، لاختلاطه بالزيت الاسود ..... و الدخان الساكن هناك ، بدا يلم اطرافه ، فتشكل على هيئة ليست غريبة عليه ، فنظر بعد ان ( فرك ) عينيه لكي يتبين ذلك الشئ ، فعجز عن ذلك ، ولكن ذلك الشئ لم يتشكل بعد ، فلا زال يتكون كانه في حالة مخاض ، تنذر بولادة ......... حتى وضحت الصورة في عيني ابو احمد ، انه شئ رمادي اللون ذا ملامح غير واضحة ، الا انه بدا يدرك بان اللون يتحول تدريجيا الى سمرة ، كسمرة القهوة التي تعود على تناولها مساءا ، في المقهى القريب من بيته ، بادره ابو احمد وحياه ، وحاول اجلاسه الى جانبه ، فاعتذر ( الاسمر ) بايحاء ، بان حالته الفيزيائية لاتسمح له بان ينزل اقل من العلو الذي هو عليه ، فرد ابو احمد ( لاباس ............ اذن لنتحدث قليلا ) فاوما ( الاسمر ) براسه ، تعبيرا عن الموافقة ، واتبعها بابتسامة عريضة ، استحوذت على مساحة طيف الوجه العريض . بدا ابو احمد الحديث ، بل قل الايماء ، بعد همهمة مكتومة ، استغرقت منه وقتا ، (( من انت ؟ )) (( انا ......... انا ..... من سيكون معك يوما ما ، او مع احفادك ............. )) (( متى ...... متى سيكون ذلك ؟ )) (( قلت لك ، يوما ما ............ )) (( ولكن لماذا انت هنا ؟ )) (( لانك دعوتني ....... ))
ابو احمد (( انا ؟ !!!!!!!!!!!!!! )) فكانت الصحوة .
#سلمان_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟