أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه















المزيد.....

صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 22:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الكتابةعن محمد النبي (ص) ليست بسهلة ، لاسباب لاتتعلق بخصوصية محمد (ص) فقط بل بطبيعة الذين تناولوا هذه الشخصية العظيمة ، و الصعوبة في ذلك ليس بالنسبة للكتاب فحسب بل للمتلقين الذين كثيرون منهم ــ وحتى بعض المسلمون ــ غير مدركين حقيقة محمد (ص) ، بسبب تشتتهم بين مذاهب وطوائف دينية و فكرية متعددة اتاحت للكتاب المسلمين والمستشرقين ــ من الخصوم و المؤيدين ــ اختيار الزاوية التي تسهل عليهم استمالة هذه الفئة او تلك ــ كان ذلك باطلا او حقا ــ فيما يتعلق بشخصية النبي الكريم محمد (ص) وان اكثر من استغل هذه الناحية المستشرقون و الحركات التبشيرية ، التي من اخطر اغراضها النيل من هذه الشخصية العظيمة ، ومن ابرز المواضيع التي حاول هؤلاء النيل من شخصية محمد (ص) هو موضوع زواجاته التي اعتبرها هؤلاء انها نوع من التعويض عن حياة الحرمان التي عاناها في مقتبل حياته ، مقارنين هذه الشخصية العظيمة باي من الشخصيات الطارئة على التاريخ ، في حين ان شخصية محمد (ص) ــ قطعا ــ ليس من هذا النوع ، فمن يستقرا حياة محمد (ص) و المراحل التي مرت بها يجدها منسجمة مع طبيعة تطور مجتمعه نحو مراحل جديدة ارحب و نبذ القديم البالي ، حيث كان هذا المجتمع ينظر اليه كمخلص من ربقة المساوئ الاقتصادية و الاجتماعية و العقائدية ــ فهو الصادق الامين ــ ومن ابرز مظاهر تلك المساوئ ، العبودية و الظلم من واد للبنات و الاعتداء على الحقوق الطبيعية للانسان و الفسق و الفجور المتمثل بزواج المحارم ، فلابن يرث زوجة ابيه ، وذات الرايات الحمراء ، و اسواق النخاسة ، و المتاجرة بالبشر .... الى غير ذلك ، فالرد على موضوع زواجاته المتعددة لم يكن امرا صعبا ، فان كل حالة من حالات زواجه ما هي الا منهج للحياة و المجتمع للتعامل مع المراة كانسانة ضمن ظروفها الخاصة و العامة و اعطائها كامل الحرية في الابقاء على هذا الزواج او الانفصال ، فزواجه من خديجة كان يمثل الصورة الواضحة لطبيعة محمد (ص) و نظرته الى الزواج ، حيث ظلت خديجة زوجة له على مدى ثمانية و عشرين عاما ، وتزوجها و عمره ثلاثة وعشرون عاما حتى تخطى الخمسين ، ولم يفكر في ان يتزوج باخرى ، مع ان الشائع بين العرب حينذاك بتعدد الزوجات ، وكان متاحا للرجال بالتزوج باكثر من واحدة ، وكانت النساء دون حجاب وكن يتبرجن و يبدين زينتهن ومفاتنهن في الاسواق و المنتديات انذاك ، اما زواجه من عائشة ، حيث خطبها من ابيها وعمرها تسع سنوات ولم ( يدخل ) بها الا بعد سنتين ، وتعلم ان الظروف المناخية للصحراء تساعد على سرعة النضوج الجنسي للانثى ، وهذا الامر معروف علميا ، اما زواجه من حفصة بنت عمر بن الخطاب كان لتقوية اواصر الجماعة الاسلامية الناشئة في شخص عمر بن الخطاب ومن قبله بابي بكر ، وزواجه الاخر من ( سودة ) ارملة السكران بن عمر التي لم يكن لها شئ من الجمال او الثروة او المكانة الاجتماعية ــ حسب العرف الاجتماعي السائد انذاك ــ بل كان لدور زوجها المتوفي و دورها في تحمل المشاق و المعاناة في سبيل الدعوة الاسلامية ، لانهم كانوا من اوائل المسلمين الذين هاجروا الى الحبشة ، لذلك تزوجها محمد (ص) ليعولها و ليرفعها الى مستوى يليق بتضحيتها و اكراما لزوجها (المتوفي) حيث كان من المتعارف عليه انذاك ، ان من اكرام الزوج المتوفي هو طلب الزواج من ارملته . اما زواجه من زينب بنت خزيمة ، فانها ايضا كسابقتها لم تكن ذات جمال ، بل عرفت بطيبتها و احسانها ، حيث لقبت ب( ام المساكين ) ، اما قصة زواجه ب ( ا م سلمة ) فانه خطبها بعد وفاة زوجها ( ابا سلمة ) باربعة اشهر ، فاعتذرت بكثرة عيالها ، وبانها تخطت الشباب ، الا انه اعاد عليها الطلب حتى تزوجها و اخذ بنفسه العناية بعيالها . كذلك تزوج محمد (ص) ام حبيبة فكان زواجه منها و هي في الحبشة بعد ان توفي عنها زوجها ، وكان هذا الزواج مثالا عاليا للرعاية في بلاد الهجرة الاولى ، اما زواجه من (صفية) اليهودية يعد من ابلغ المعاني الانسانية لشخصية محمد (ص) في التاخي الانساني وعدم التميز العرقي و الطائفي و العنصري ، ويعكس زواج محمد (ص) ب ( ميمونة ) تعزيزالصلة القرابية ، لانها اخت ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب عم الرسول ، اما اكثر الزيجات التي بالغ فيها بعض المستشرقين و الكتاب هو زواجه من ( زينب بنت جحش ) التي كانت زوجة ل ( زيد )الذي اعتقه النبي و تبناه ، وبعد ذلك طلقها ( زيد ) و تزوجها محد (ص) ، ولقد احيطت هذه القضية بكثير من الشبهات و الاخبار الملفقة ، التي تدحضها مجريات تاريخ شخصية محمد (ص) و مواقفه من المراة ، ان قصة زواج ( زينب ) الملفقة سريعة السقوط امام الشواهد التاريخية المنصفة ، فقد كانت ( زينب ) ابنة عمة محمد (ص) وهو الذي قام بتربيتها و قام بتزويجها ( لزيد ) وهو الذي دفع مهرها ، وكان قبول ( زينب ) بالزواج على مضض لاسباب تتعلق بانها و اخيها رفضا هذا الزواج ، لامور تتعلق بعصبيتهما القريشية هي و اخيها ، لان ( زيد ) كان من الارقاء و ان محمدا (ص) كان مضطرا لاتمام هذا الزواج تاكيدا لمبدا المساواة و الغاء العصبيات الطبقية و العنصرية ، وحتى بعد اتمام هذا الزواج لم يستطع ( زيد ) من قيادة ( زينب ) ، بل اصبحت تؤذيه و تفخر عليه ، و اشتكى ( زيد ) امرها الى النبي غير مرة من سوء معاملتها اياه ، واستاذنه اكثر من مرة لتطليقها فكان محمد (ص) يجيبه (( امسك عليك زوجك و اتق الله )) لكن ( زيد ) لم يطق معاشرة ( زينب ) طويلا فطلقها . اخيرا اسال اين هذا من ذاك ، اين هذه الحقائق المنصفة من تلك الادعاءات الظالمة بحق محمد (ص) .
ما اود ان اتناوله ايضا هو موضوع الحروب و الغزوات التي خاضها محمد (ص) ضد مشركي قريش و القبائل الاخرى ، حيث ان هذه الغزوات ما تنوف عن الثمانين غزوة كان منها (28) غزوة بقيادة محمد (ص) نفسه اولها غزوة (ودان) في ( صفر من السنة الثانية للهجرة ) واخرها غزوة (تبوك) في ( رجب من السنة الثامنة للهجرة ) و هناك تسع غزوات اخرى قاتل فيها النبي الكريم (محمد) وهي : ( بدر ، احد ، بني المصطلق ، الخندق ، قريضة ، خيبر ، فتح مكة ، حنين ، الطائف ) ، ان موضوعة الحرب بالنسبة ل محمد (ص) قد تعرضت هي ايضا للتشويه كما هي موضوعة زواجاته ، وقد تكون مسالة دحض ادعاءات بعض المستشرقين و المؤرخين و الكتاب و خاصة الغربين منهم ومن اتبع خطاهم قد تكون اهون من رد الشبهات المتعلقة بزواجاته ، وسهولة الرد هذه مردها الى ان بعضا من هؤلاء لم تتح لهم فرصة الاطلاع على الحقائق التاريخية المتعلقة بحروب محمد (ص) ، وهناك المغرضون الذين تعمدوا تزيف الحقائق التاريخية وذلك لاعطاء صورة غير حقيقية ، لاهداف و دواعي قيام تلك الغزوات الدفاعية منها او الهجومية ، لذلك ساتطرق لهذا الموضوع من خلال ابراز حالة حروب محمد (ص) على شكل نقاط كما يلي :
1 ــ ان معظم الحروب و الغزوات التي خاضها محمد (ص) لم يتجاوز القتلى فيها جميعا عن ( 1400 ) قتيلا ، قل هذا العدد او زاد قليلا من كلا الطرفين المتحاربين .
2 ــ ان بعض الغزوات الهجومية التي قام بها محمد (ص) لم تفضي الى قتال مباشر ، انطلاقا من مبدا (( وان جنحوا للسلم فاجنح لها ))
3 ــ ان قضية محمد (ص) تطلبت منه منذ الوهلة الاولى خوض صراع ضار ، ولكنه عندما يتاح له تحقيق الهدف بالسلم او المباهلة ، كان ذلك يمثل الخير كله له و للاخرين .
4 ــ ان حروب محمد (ص) وخاصة الهجومية منها ، لاتقررها الرغبات الشخصية ، انما تقررها المصالح العليا و الحيوية للمجتمع ، فالحرب بالنسبة لمحمد (ص) ليست هي القاعدة بل الاستثناء .
5 ــ ان بداية الهجرة الى المدينة ، ابرزت القدرة العسكرية لمحمد (ص) ذلك هو المستهدف من قبل قريش التي ما كانت ترضى بغير قتله ، الا انه واصل الاشراف على هجرة اصحابه المعذبين حتى استكمل ذلك نهائيا .
6 ــ لقد كان تصعيد القتال في حروب محمد (ص) مدروسا و مخططا له و مرتبطا بهدف كبير ، هو بناء المجتمع بناءا جديدا ، وبهذه الرؤية يستبعد ان تكون تلك الحروب عدوانية .
7 ــ كانت عمليات الغزو ( الكفاح المسلح ) لاتهدف بالدرجة الاولى الى كسب الارض بل كانت تستهدف تدمير قوة العدو و كسب جماعة من العرب لخلق ( بؤرة ثورية ) ، التي اصبحت دستورا لمعظم حركات الكفاح المسلح للشعوب المظلومة ــ في العصور الاحقة ــ كما في اسيا و افريقيا و امريكا الاتينية ، فاذن الغزو بالمفهوم الاسلامي ــ في عصر محمد (ص) حصرا ــ كان يحمل مضمونا تحرريا .
هذا قليل من كثير على ما يمكن ان يدحض تحريفات بعض الكتاب الذين حاولوا الاساءة الى محمد (ص) بتصويرهم الحروب التي خاضها من اجل حرية الانسان ــ بانها كاي حرب من تلك الحروب العدوانية التي يشهد التاريخ عليها بالادانة ، كحروب جنكيز خان ، و هولاكو ، و هتلر و صدام .
اخيرا ادعو كل الخيرين ان يستلهموا سيرة محمد (ص) كاعظم شخصية في تاريخ الانسانية ، باعتراف معظم مفكري الانسانية المنصفين ، وتاكيدا لهذا ـ حتما ـ سنجد من سيتناول صفحات اخرى من شخصية هذا النبي العظيم ، على هذا المبر الحر ( الحوار المتمدن )

المصدر / اعتمدت في المعلومات التاريخية على كتاب :
محمد / صلى الله عليه وسلم / الحقيقة العظمى ، للكاتب / عزيز السيد جاسم
المطبوع في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة / 1987

































0




























































#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الثاني )
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الاول )
- سايكولوجية الفنان و سوسيولوجية الفن
- المجتمع : المتهم دائما
- علي الوردي و ( لائاته )
- عالم الاجتماع الدكتور عبد الجليل الطاهر
- الصدفة والواقع


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه