أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد مولود الطيار - الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد














المزيد.....

الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1108 - 2005 / 2 / 13 - 10:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


(1)
اقترحت مرارا على أصدقاء كورد و تحت ضغط الحاجة إلى افتتاح حلقات أو مايشبه القاعات الدرسية لتعليمنا من يرغب نحن العرب اللغة الكردية . لا أخفيكم كنت أعاني جدا و أمثالي كثر من جهلنا باللغة الكردية خاصة اذا كان لديك معارف و صداقات كثيرة في الوسط الكردي .هذا هو الواقع .فالمجتمع السوري نسيج معقد و فسيفساء تتداخل فيه كل الاثنيات و القوميات .
أذكر مرة أنني كنت في زيارة إلى دمشق , استضافني أحد الأصدقاء الكورد في منزله و عند المساء كنت العربي الوحيد في السهرة . أحسست بالحرج فالحديث يجري باللغة الكردية و من حين إلى أخر يفطن الأخوة الأكراد أنني موجود بينهم فيتبادلون بضع كلمات باللغة العربية معتذرين مني و أنا أبتسم مجاملا , أن لا مشكلة و بعد لحظات و بشكل آلي ينسون أنفسهم و يعاودون الحديث ثانية و باللغة الكردية , انقضى أغلب الوقت على هذا المنوال , حديث باللغة الكردية , ثم اعتذار , ثم ابتسام مني و تكاد تنقضي السهرة و أنا أحاول مداراة حرجي بابتسامات بلهاء تارة و التحديق بالسقف تارة و التفرج على مسلسل تافه يعرض على الفضائية السورية تارة أخرى , بعدها استأذنت مضيفي بحجة أنني مرهق من السفر و أود النوم .

(2)
يحدث بين الحين و الأخر أن يسافر أحدهم إلى تركيا و في أثناء تجواله و خاصة في مناطق التواجد العربي,كنت أبادرهم بأسئلة من مثل : ماذا يتحدث القوم عندما يجتمعون ببعضهم , هل يتحدثون اللغة التركية أم اللغة العربية ؟ كذلك, هل يحنون إلى وطنهم الأم سوريا أم أنهم اندمجوا في مجتمعاتهم ؟ما هي انطباعاتهم عن سوريا ؟ و أسئلة كثيرة أخرى ..

(3)
بحدود معرفتي أن الأقليات و بحكم الظروف التاريخية و السياسية تعيش حالة قلق و خوف على مصيرها و مستقبلها , لذلك فهي في حالة رهاب دائم تزداد طردا مع القمع و البطش في ظل أنظمة استبدادية تضرب بعرض الحائط مبادئ و قيم حقوق الإنسان و الأنكى و الأشد خطرا عندما يحاول نظام الاستبداد توظيف الأقلية بمواجهة الأغلبية (و أنا أتحدث هنا عن الأقلية و ألأغلبية بمفومهما الاثني و الطائفي و القومي) .
في سوريا الأربعينيات و الخمسينيات كانت هناك حكومات وطنية و لم يكن هناك تفتت و تذرر يجري في جسم المجتمع , كذلك لم يكن هناك مشكلة عقيدة وطنية , أيضا مفهوم الأغلبية و الأقلية كان حاضرا و بقوة كمفهوم سياسي و أيديولوجي , لا قومي ولا اثني ولا طائفي و لا عشائري .
النظام الاستبدادي و هو في عملية استفراده بالجميع , يضع الجزء مقابل الكل , مقسما الكل إلى أجزاء و الأجزاء إلى جزيئات صغيرة لكي يسهل عليه في النهاية تذريرها و تفتيتها . التشيؤ هذا نتيجة منطقية للاستلاب و الاغتراب اللذان يعيشهما " إنسان " النظام الاستبدادي . المطمح الذي يتشهاه نظام الاستبداد في عملية القسمة تلك يصل اليه و هو ضرب الوحدة الوطنية , من ثم تفكيك و هدم و عملية قسمة أخرى للولاء .
الولاء في ظل أنظمة وطنية ديموقراطية تحترم الإنسان يكون للوطن , و الوطن الذي أقصده هو الذي يعلي من شأن مواطنه , و تاليا أكوام و أكداس الحجر . في نظام الاستبداد عملية الضرب و القسمة ديدنه , يضرب بالإنسان كقيمة عليا عرض الحائط , يوضع القانون على الرف و يسود قانون الغاب و يقسم ولاءات الناس عنوة إلى ولاءات ماقبل وطنية إلى ولاء للعشيرة أو الطائفة أو المذهب حتى يفقد الوطن مضمونه والمجتمع تلاحمه مرتدا به في ظل غياب كلي للقانون إلى مجاهل القرون الوسطى .

(4)
لا يتحدث عرب تركيا إن جازت التسمية بالعربية فيما بينهم و لا يتداولونها إلا لماما و لا نغفل و لن يغيب عن أذهاننا أبدا أن الديموقراطية التركية هي ديموقراطية ناقصة و مثلومة و تحتاج إلا أشياء كثيرة . كذلك يجمع كل من التقاهم و حاورهم و ناقشهم من زائريهم السوريين العرب أنهم لا يرغبون بالعودة إلى سوريا , هكذا يعلنونها و بكل صراحة و بأنهم لا يستطيعون العيش في ظل الفقر و الجوع و القمع و سوء الأحوال على كافة الصعد و المستويات و لن يفرطوا بما حققوه و يستطيعون حسب زعمهم رمي تورغوت أوزال بالحذاء إذا مارس خداعا أو كذب .(أوزال كان يرأس الحكومة التركية عندما تحدث اليّ أحدهم) .
قد يرميهم مزاود أو شوفيني متعصب أو قومجي لا زال يبصم عن ظهر قلب الدروس المدرسية في القومية و حب الأوطان بنقص في عروبتهم و ربما سينعتهم بالخيانة و العمالة . هي ربما ظاهرة تستحق الدراسة من متخصصين , و لكن الأكيد أنها الديموقراطية و العدالة و حكم القانون و التنمية المتوازنة لكافة المناطق التركية , هي التي جعلت مواطني اللواء السليب و كيليكيا يندمجون في مجتمعهم , أضف إلى ذلك المقارنة الغير متكافئة بينهم و بين أخوتهم السوريين على طرف الحدود الأخر.
ليتهما, النظام التركي ينظر بنفس تلك النظرة إلى مواطنيه الأكراد رغم أنه يحاول حاليا تحت ضغط المجموعة الأوربية و استماتته للحاق بركبها . و النظام السوري أن يزيل الحيف و القمع و التمييز عن الكورد خاصة و باقي السوريين بشكل عام .



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي صورة لسوريا المستقبل نريد بعد انسحاب حزب البعث من قيادة ا ...
- دراسة عن حي الحرامية في محافظة الرقة /ملاحق
- المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة ...
- المعارضة السورية العربية و الكردية :تغليب القومي على الوطني ...
- اللقمة السورية و الفم الأمريكي
- أنا الذي أكل الفأر
- وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان
- رياض الترك: بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيات ...
- خلافات التجمع المعارض في سورية: ظاهرة صحية أم ماذا؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد مولود الطيار - الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد