أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد مولود الطيار - المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة المفاهيم لبناء وطن متجدد















المزيد.....

المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة المفاهيم لبناء وطن متجدد


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1059 - 2004 / 12 / 26 - 10:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كنت قد تناولت في مقال سابق نشر بعنوان " المعارضة السورية العربية و الكردية / ازدواجية الخطاب السياسي – تغليب القومي على الوطني "و هذا المقال يعدّ تكملة لما ابتدأته في المقال السابق .
تتجلى أزمة المعارضة السورية, ليس في عديدها القليل و ليس في رجالها الذين أصبحوا في العمر عتيا , بل أن العديد من طيفها , لم يستطع حتى اللحظة , أن يغادر شبكة العنكبوت , التي لا زال رهين خيوطها . لذلك لم يستطع الخروج من إسار مفاهيم وأيديولوجيات تلقت من سهام النقد, ما جعلها تترنح و تسقط مولية الأدبار إلى غير رجعة . و لازال البعض من هذه المعارضة , يكرر اسطوانة مشروخة عفّ عنها الزمن , يستجر خطابات و عنتريات الخمسينيات و الستينيات , محاولا حشر الواقع في النظرية , منطلقين في فهمهم للواقع بناء على مرجعيات شاخت و أدوات فكر و تحليل و نصوص مقدسة . بينما فهم الواقع يقتضي تجددا في الفكر و أدواته , فالعالم يتغير من حولنا , و الكل يتقدم و سيرورة الحياة مستمرة , يحاول الفكر فيها لا أن يعي التطور الواقع و حسب , بل أن يسبقه و يستشرف آفاقه .
إن التحولات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الفتوحات المدهشة في ميدان سيطرة الإنسان على الطبيعة من خلال العلم و المعرفة و ثورة الاتصالات, و تقدم مفاهيم جديدة لم تألفها منطقتنا العربية في الحقب الفائتة: احترام حقوق الإنسان و الجماعات و الديموقراطية والعلمانية.. , كل تلك التحولات الهائلة , أوقعت البعض أفرادا و أحزابا و نظما و طغم لصوصية متسلبطة , في حسابات حقل لن تنطبق على بيدرها .
لو حاولنا الدخول في التفاصيل أكثر, لربما ابتعدنا عن التعميم و عاينا الأمور عن كثب سنجد نماذج مفوّتة وقعت في فخ الايدولوجيا من حيث هي تركيب و تلفيق و عماء , من حيث هي نصوص قدست و رموز ألهت , لا من حيث هي منهج و تحليل و تركيب و نصوص متحررة من كل قيد و مفتوحة على كل اجتهاد و على الأفق الخصب الغير محدود بنظر, المعبأ بنسائم الحرية .
ففي جلسات الحوار العربي الكردي و التي بوشر بها عقب أحداث القامشلي المؤلمة , برزت نقاشات أقل ما يقال فيها أنها نقاشات بيزنطية , تصطدم بالجدار و الأنكى أنها لا تفتح أي ثغرة فيه , بل تفج الرأس فقط .
طبيعي جدا الاختلاف و التباين و التفارق و التناقض , كلها أمور مرافقة للوجود و الحياة و حقيقة الأشياء . لا يمكن لنا نشدان التغير و حث الخطى إلى أمام من دون الاختلاف و التباين , لا تقدم و لا ارتقاء من دون تفاوت و تناقض , سنن الكون و البشر .
المرض العضال لدى طيف هام من المتحاورين , قصر النظر عن الواقع و ما يمور تحته , و محاولة جلب الماضي ليكون بديلا للحاضر و المستقبل . و التستر بالقومي و الالتهاء به عن قصد بدلا من خوض غمار استحقاقات الوطني الملح . ننتقد الأصولية بكل تلاوينها و نقع في مطب رؤاها و تحليلاتها . نتمسك بالأفكار القومية و ندعو للوحدة العربية و لا نعير اهتمامنا , بأن الوحدة الوطنية , هي الأهم و هي الجسر الموصل إلى أحلامنا الوحدوية .
يدعو البعض إلى الدولة الوطنية الحديثة و لا يعمل على تثبيت دعائمها . يتلهّون بأحلام طوباوية لن ترى النور , طالما لا يفهمون الدولة , إلا أرضا و جغرافيا و نسوا و ضاعت بوصلتهم و بأن الدول الحديثة لا تشتق وطنيتها فقط من أكداس من الأراضي و الحجر, بل و على الدرجة ذاتها من المواطنة و سيادة القانون و الديموقراطية التي هي الضمانة الحقيقية للمساواة و الحرية .
جاء المتحاورون و في أذهانهم مرسوم سلفا , سلم الأولويات , غير عابئين بأن أولوياتهم و مفضلاتهم ليست مقدسة . الوحدة الوطنية الشعار و المدخل لتلك الحوارات , لكنه شعار و شعار فقط , فالهم و الاهتمام في الجانب العربي : الهم القومي . وفي الجانب الكردي : كردستان بأقاليمها الأربعة و تجاذبات الحالة الكردية في تركيا و العراق . نسي المتحاورون و غاب عن أذهانهم , أنهم يجتمعون عقب أحداث مؤلمة المساهم الأكبر في صنعها , نظام استبدادي لا يفرق بينهم , بل همه تفرقتهم و شرذمتهم . بدلا من أن يتصدر أعلى جدول أعمالهم, دحر ذلك الاستبداد و إقامة دولة المواطنة و القانون , تهنا في التفاصيل : " إن الجمهورية العربية السورية بكافة أبناءها تدين ........ " . (مقدمة البيان الذي يراد نشره إلى الرأي العام و لم ير النور )هنا عقدة النجار و تثلم منشاره .
رفض الأخوة الأكراد هذه التسمية و اقترحوا بدلا منها " الجمهورية السورية " . الأخوة العرب أصحاب شعار يمتد من " الخليج الثائر إلى المحيط الهادر " طغت أحلامهم القومية و عروبتهم المتأصلة و أصروا أن الاسم هكذا .. جزء مهم من الأخوة الأكراد أعلنوها مجلجلة قوية مدفوعين بنشوة انتصارات خارج حدودهم : لا والله لن نفوّتها و لن نقبل بهذا الاسم .و الخاسر الأكبر هو سوريا و سورية بالألف الممدوة و التاء المربوطة .
ضعنا بالتفاصيل و نسينا لماذا اجتمعنا , اختلط الحابل بالنابل , و الكل يشمر و يقدح زناد أفكاره بكل ما أوتي من حجج , يدحض بها ويفند حجج الطرف الآخر :
- نحن أغلبية و أنتم أقلية ......
- الجمهورية السورية في الأربعينيات و الخمسينيات هو الاسم المعتمد و البعث هو من أضاف "العربية " إلى العنوان .
- هذا حقنا و لو أجرينا استفتاء على هذا الاسم من جميع مواطني القطر لبقي على حاله , الجمهورية العربية السورية .
- ..................................................
- ...................................................
- .....................................................
خفت صوت العقل و المؤسف أن الأغلبية و الأقلية لدى جزء مهم يعمل في السياسة هي أغلبية إما قومية أو أثنية أو طائفية أو عشائرية , أما كمفهوم سياسي و إيديولوجي فغائبة و باعتقادي المتواضع أن هذا المفهوم هو ما يجب الاشتغال عليه من قبل كافة الأحزاب و المتحاورين , إن كنا فعلا جادين بادعائنا للديموقراطية , لأننا بتركيزنا على هذا المفهوم , نرسخ قيم و ثقافة الديموقراطية في ثقافتنا السياسية و ما عدا ذلك حسب الدكتور برهان غليون فأمامنا صدامات و صراعات دموية و تفتت و تذرر لن تفيد معها لا أغلبية و أقلية .
تمسك المتحاورون ب " ثوابتهم الوحدوية و القومية " ووصلوا بخلافاتهم إلى ما يشتهيه نظام الاستبداد السوري . أعلنوا بتحجرهم و تمسكهم بتلك " الثوابت " عن وقف أعمال الحوار .
و إلى إشعار أخر و حتى ينضج الجميع, باي باي وحدة وطنية.



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية العربية و الكردية :تغليب القومي على الوطني ...
- اللقمة السورية و الفم الأمريكي
- أنا الذي أكل الفأر
- وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان
- رياض الترك: بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيات ...
- خلافات التجمع المعارض في سورية: ظاهرة صحية أم ماذا؟


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد مولود الطيار - المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة المفاهيم لبناء وطن متجدد