أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد مولود الطيار - وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان














المزيد.....

وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من بين عشرات المعتصمين كنت واحدا منهم أشارك وأراقب و أسجل في الذاكرة, وقائع ذلك اليوم العصيب. يوم آخر يضاف إلى فاتورة الحرية التي يجب دفعها من قبل الشعب السوري. كذلك وعلى الضفة الأخرى يوم آخر يثبت فيه النظام السوري براعته في القمع, براعته في قتل أجنة الحرية التي يخمن أنها ستولد.
لست بصدد التحليل أو التقييم أو الاستنتاج, وإنما أسجل و أذكر علّ الذكرى تنفع......
في نهاية الاعتصام الذي فرقه النظام بكل قسوة وعنجهية ,كنت أقول لمن حولي : أحس بالانتهاك ,أشعر بالعار , لقد مرغوا جباهنا بالوحل ...
كانت كل المداخل المؤدية إلى ساحة عرنوس , مكان الاعتصام . أماكن مغلقة بالعساكر المدججين بواقياتهم وهراواتهم , لو أن الشعب السوري سيخرج كله عن بكرة أبيه الىذلك الاعتصام لربما احتاط واحتاج النظام السوري إلى كل تلك الاحترازات الأمنية . كنا بضعة عشرات قذفتنا كل محافظات القطر . لكن الأجهزة باحترازاتها تلك, تريد أن تبعث رسالتها إلى الجهة الصح, الجهة التي تخافها ألا و هي الشعب السوري:
" نحن هنا و الخوف المزروع في أفئدتكم وعقولكم , منذ عقود يجب أن يبقى , وهؤلاء سنأدبهم و نأدبكم فيهم ".
وصلت الرسالة و لازال الشعب السوري هو الغائب الأكبر, بفعل عبقرية النظام في القمع و التهويل و التنكيل .
لقد طرح ذلك الاعتصام جملة أسئلة يجب مواجهتها و مناقشتها و لا أدعي أنني أمتلك الأجوبة , لكن طرحها يعني دفعها إلى النقاش لعل هناك من يمتلك الأجوبة .
لماذا كان الاعتصام هزيلا ؟ وليعذرني البعض , لقد كان اعتصاما مخجلا , فمن غير المعقول , أن اعتصاما يدعو إليه " التجمع الوطني الديموقراطي " وهو تحالف أحزاب خمسة , كذلك من الداعين , ثلاثة أحزاب كردية , و كافة منظمات حقوق الإنسان العاملة في سوريا , و لا يأتي إلى الاعتصام المذكور إلا عشرات فقط .
من المسؤول عن التقصير ؟ بالطبع لا أتهم حزبا دون آخر , الكل مقصر و الدعوة الى الاعتصام كانت دعوة خجولة , ولم تعمل كل الأحزاب و المنظمات الداعية بقلب ورب كما يقولون . كان الشغل على ذلك الاعتصام " فكة عتب " حسب المثل الشعبي , ولي من مناسبات أخرى أكبر دليل على ما أقول : تأبين الدكتور المرحوم جمال الاتاسي كذلك تأبين المرحوم محمد سلام أمين عام حزب العمال الثوري و احتفالات يوليو السنوية و مناسبات أخرى خير شاهد على ماأقول . حيثما يكون هناك عمل حقيقي فأن النتائج تكون أفضل.و.ليعذرني أيضا البعض, يتنصل الكل و يهرب الجميع من مسؤولياته في هكذا مناسبات (اعتصام يوم المعتقل, اعتصام البرلمان, محاكمات رياض الترك و العشرة الأفاضل أمام محكمة أمن الدولة.. الخ) . و السبب أصبح واضحا و مفهوما : لا نريد الاصطدام مع النظام , هناك خطوط حمر يجب عدم تجاوزها , أضف إلى ذلك خوف وجبن يسيطر على البعض و حسابات لا تنزل في قبان موروثة من حقبة الثمانينات الدامية أقل ما يقال فيها أنها خاطئة و تخرج بعض المعارضة من المعارضة .(في إحدى جلسات المحكمة للناشط في لجان إحياء المجتمع المدني و المفكر الاقتصادي المرموق الدكتور عارف دليلة كان عدد المتضامنين أمام لمحكمة أمن الدولة لا يتجاوز الخمسة عشر متضامنا, وفي غير مكان و في نفس اليوم مساءا تواجد لا نقول الآلاف بل المئات للاحتفال بعيد إيديولوجي لا يهتز له طرف النظام بل يباركه ويشجع عليه . لا يسعنا هنا الاّأن نقول متسائلين : فيما اذاكانت , معركة انتزاع الحرية تخاض أمام محكمة أمن الدولة أم هي معركة لتمجيد " ثورات " ايديولوجية لا تغني ولا تسمن من جوع .) .
هل ضاعت البوصلة من يدي معارضتنا أم هي معارضة لإطلاق التصريحات الطنانة والتقاط الصور و " دعم " فلسطين و العراق ؟؟!!!!!!!!!!!.(فاقد الشئ لا يعطيه)
أليس مخجلا أن يأتي أهم زعيمين من زعماء الحركة الديموقراطية السورية (رياض الترك و حسن عبد العظيم)إلى الاعتصام المذكور و لا يكون ورائهما إلا أناس يعدون على أصابع اليد الواحدة ؟ هل كان المطلوب من هذين الرجلين أن يحشدا شخصيا ؟ أم هي مهمة من ؟!!
أليس مخجلا أن يصرخ أحد الضباط على حسن عبد العظيم , وهو أمين عام حزب , و الناطق الرسمي لخمسة أحزاب و يأمر عناصره أن " اشلفوه إلى الوراء " , ويصرخ به زاجرا آمرا : اسكت يا حسن ؟؟؟ !!!!
أليس مخجلا أن يتواقح عناصر حفظ النظام على رياض الترك و هو الرجل السبعيني و يأمروه بمغادرة مقعده الذي يجلس عليه في حديقة ساحة عرنوس , لكن الرجل يرفض ويقول : هذا مكان عام و لن أغادره ؟؟؟!!!
أليس مخجلا أن يضرب فاتح جاموس من قبل عناصر حفظ الأمن والنظام و لا يجد من ينقذه , وهو القائد الشيوعي البارز و المعتقل الذي أمضى ثمانية عشرة عاما في زنازين نظام لا يفهم ألف باء الاختلاف ؟؟!!!
أليس عارا أن تضرب الناشطة في حقوق الإنسان و الأديبة حسيبة عبد الرحمن و ترمى أرضا و لا تجد من يرفعها عن الأرض ؟؟؟!!!!
أحسست بالخزي و العار و أنا أشاهد بأم عيني بعض عناصر حفظ النظام وهي " تشلف " بحسن عبد العظيم إلى الوراء كما أمرهم ضابطهم و لم يراعوا سن الرجل و هيبته و أنه من أهم رموز المعارضة السورية , رغم أن الرجل كان يصرخ بصوت عال مصرحا : نحن ضد قانون محاسبة سورياو بأننا وطنيون و إننا جئنا اليوم للتضامن مع المعتقل السوري الذي يرزح في سجون النظام . و لكن ضاع صراخ الرجل وسط قرقعات رجال الأمن و زئير قوات حفظ الأمن والنظام .
لقد خرج النظام منتصرا من تلك المعركة التي أدارها بنجاح يحسد عليه , واستطاع أن يلاحق فلولنا الهاربة في كل المحاور و القطاعات : محور عرنوس – الصالحية , محور عرنوس – شارع الباكستان , محور عرنوس – الجسر الأبيض .
هنيئا للنظام انتصاره و هارد لك للمعارضة .

* كاتب سوري



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياض الترك: بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيات ...
- خلافات التجمع المعارض في سورية: ظاهرة صحية أم ماذا؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد مولود الطيار - وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان