أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بن صالح - وحدة النضال الطلابي مهمة غير قابلة للمزايدة















المزيد.....



وحدة النضال الطلابي مهمة غير قابلة للمزايدة


مصطفى بن صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 08:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وحدة النضال الطلابي مهمة غير قابلة للمزايدة

1. مقدمة:
سيرا على النهج الديمقراطي الوحدوي الذي دشـٌنته ندوة مراكش الطلابية بتاريخ 23 مارس 2010 والتي تناولت، كمحاور لها، موضوعات العمل الوحدوي بين الفصائل الطلابية التقدمية، بما يفترضه من نبذ للعنف بينها كمكونات، ومن دعم للمعتقلين الطلبة وكافة المعتقلين السياسيين بدون شرط أو تمييز فيما بينهم.. التأمت الفصائل المبادرة، من جديد بجامعة أكادير حيث خصٌصت هذه السنة موضوع التعليم محورا لنقاشاتها، وحيث تجدٌدت الطموحات الوحدوية للتأكيد من لدن الفصائل الطلابية المبادرة ـ الطلبة الثوريون، القاعديون التقدميون، التوجه القاعدي، الطلبة الماويون ـ على وحدة مكافحة لتطوير النضال الطلابي، وحدة تتسع لكافة الفصائل اليسارية والديمقراطية ولكافة القواعد الجماهيرية المناضلة.
وكان لا بد، في هذا السياق، أن تظهر بعض الأصوات المعارضة لهذا المنحى، بما هي استمرار كذلك للنهج الرفضوي الانعزالي الذي عبٌر عن مواقفه منذ الإعداد لندوة مراكش الأولى. وبين الشفوي والمكتوب، اخترنا إحدى التعليقات الصادرة باسم أحد ممثلي هذه النزعات الرفضوية، كناطق باسم إحدى المجموعات الطلابية من أنصار "البرنامج المرحلي"، لفتح النقاش مع أنصار هذا الرأي الذي يعارض بشكل "جذري ومبدئي وعلمي" أيٌة مبادرة وحدوية في هذا الاتجاه.
ومن أجل هذه الأهداف سنعتمد منهجية التأكيد على مواقفنا من جهة، ومن الجهة الأخرى سنعمل على فضح القصور والفقر النظري والسياسي لهذه الاتجاهات العدمية، التي تدعي عبثا ارتباطها بالماركسية وبالإرث الثوري للحملم داخل تجربة الحركة الطلابية.
فتحت عنوان غريب، استهدف الحدث قبل وقوعه، بأن صوٌر متنبٌأ الندوة كمهزلة ـ"بصدد مهزلة ندوة 23 مارس"ـ معتبرا إيٌاها فلكلورا لا جدوى من حضوره، ومناشدا "كافة جماهير الإطار والمناضلين الشرفاء" بأن يقاطعوا هذه "المؤامرة التي تهدف إلى جرٌ إوطم نحو مستنقع الشوفينية والرجعية".! تقدم صاحبنا(*) ببعض الملاحظات وببعض المواقف المجردة والخارجة عن السياق والأجواء التي انعقدت فيها أطوار الندوة.. سنحاول نقدها ودحضها وتصحيح البعض منها، بما يفيد القراء الطلبة المهتمون، وبما ينير طريق الوحدة الذي سلكته الفصائل التقدمية عبر هذه المبادرة وهذا الالتزام التاريخي الذي دشـٌنته ندوة مراكش.

2. في العداء للندوات:
استهل صاحبنا مقالته القصيرة بعد أن حكم وقيٌم الندوة بأنها "مهزلة"، والحال أنها لم تنعقد بعد، مدٌعيا أنه سيقول "الحقيقة للجماهير".. لنصطدم بالكذب والتلفيق والقدح والتجني وإصدار أحكام القيمة المسبقة.. في حق من يخالفه الرأي من المناضلين المشاركين في الندوة.
وردٌا على هذا المقال/المهزلة، نستهل بدورنا ملاحظاتنا النقدية بالسؤال الموجـٌه "لصاحبنا" ولجميع الطلبة وكافة المناضلين من جميع الفصائل التقدمية سواء المشاركة والمدعـٌمة لهذه المبادرة، أو المقاطعة لها.. أين تكمن المهزلة والهزل في هذه الخطوة؟ نريد أن يشرح لنا صاحبنا كيف يمكن اعتبار هذه المبادرات الوحدوية، التي لا يجب التشكيك المسبق في نوايا أصحابها، ولا يجب محاسبتها إلاٌ على أرضية نتائجها والخلاصات التي ستفضي إليها، بغض النظر عن الجهات التي دعت إليها، والتي لا يشترط فيها سوى التقدمية والانتماء للحركة الطلابية ذات الارتباط التاريخي بإوطم.. بأنها، أي الندوة، غير ذات موضوع أو مهزلة أو فكلور!؟ في الوقت الذي يمجٌد فيه "الدينامية الحقيقية" و"الانتعاشة القوية" و"المعارك البطولية" التي حصٌنت "المكتسبات"..الخ في ظل واقع واضح، جلي ومعروف، تراكمت فيه الهزائم، وتقلص فيه تأثير الخطاب الطلابي التقدمي، المحاصر في بضع كليات داخل بضع جامعات.. واقع متميٌز باستمرار التفتيت والتشرذم وغياب إطار الوحدة التاريخي اتحاد الطلبة إوطم، الغائب كليا عن اهتمامات أغلبية هذه الفصائل.
فحين يشدد وبحزم صاحبنا على أن ندوة 23 مارس 2010 الطلابية المنعقدة بمدينة مراكش، والتي اتخذت موضوع التضامن مع المعتقلين السياسيين الطلبة وغيرهم، وموضوع العنف بين الفصائل الطلابية التقدمية كإحدى العقبات المعيقة لوحدة النضال الطلابي.. بأنها كانت مهزلة دون أن يوضح تجليات ومكامن الهزل، نكون بهذا حوٌلنا النقاش الذي يجب أن يأخذ طابعه الجدٌي إلى مهزلة حقيقية وفعلية.
أربعة فصائل طلابية أعدٌت بجدية لهذه الندوة وسهرت بحماسة وبمبدئية على تنظيمها وإنجاح أطوارها، إضافة لحضور فصيلين آخرين لأشغال الندوة ـ طلبة "النهج الديمقراطي" وطلبة "الخيار الديمقراطي القاعدي"ـ عبٌروا عن دعمهم للمبادرة في آخر اللحظات، دون أن نغفل حضور العديد من ممثلي "البرنامج المرحلي" الذين تم السماح لهم بتقديم وجهة نظرهم المنتقدة للندوة، والتي لا تختلف في الجوهر عمٌا ادعاه صاحبنا من أحكام، دون أن يطالهم المنع ومصادرة الرأي بالرغم ممٌا ينشرونه من تجنيات كاذبة مفترية.
وبشهادة الجميع من حاضرين ومتتبعين، عرفت أشغال الندوة نجاحا في المستوى المطلوب، سواء من حيث الكم الجماهيري، أو من حيث حدٌة النقاش وعدد المساهمين فيه، أو من حيث الخلاصات القيٌمة والتاريخية التي أكـٌدت على أهمية الوحدة النضالية لفصائل الحركة الطلابية، وعلى ضرورة إعمال أسلوب الحوار والنقاش السياسي والفكري بين مختلف المكونات الطلابية التقدمية ونبذ العنف بين الفصائل، وإدانة عنف الدولة البوليسية دفاعا عن حرمة الجامعة وعن الحريات الديمقراطية بما تتطلبه من مساندة ودعم للمعتقلين، وبما يفترضه ذلك من نضال من أجل إطلاق سراحهم.
فلم تكن مهزلة، سوى الادعاءات وأحكام القيمة، المتجنية، ومواقف ما بين البينين، يعني المواقف التي اتجهت ما بين المساندة المبدئية والمقاطعة والغياب، حيث نجد موقف "صاحبنا وأصحابه" المقاطعين/الحاضرين لجميع أطوار الندوة وما دار بها من أشغال، وأشكال احتجاجية، وحلقات حرة للنقاش.. هي التي يمكن اعتبارها أمٌ المهازل التي تحاول دوما باسم الجملة الثورية إنتاج الموقف ونقيضه، موقف يحرٌم الجلوس مع "الإصلاحية والتحريفية والانتهازية..الخ" إذا كان الأمر يتعلق بمبادرة خارج نطاق "مواقع الصمود".. والعكس إذا تعلق الأمر "بالقلع التاريخية" التي ضمنت واحتضنت الاستمرارية التاريخية "للجبهة الموحدة للطلبة التقدميين" و"للنهج الديمقراطي القاعدي" ولخط "البرنامج المرحلي" والحملم و"منظمة إلى الأمام".. فحلال حينها استدعاء حزب "النهج الديمقراطي" و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" و"جمعية المعطلين"..الخ لمحافل هذه القلع والحصون التاريخية دون حرج من استدعاء وحضور رموز هذه الإطارات المعتبرة إصلاحية وانتهازية وتحريفية..الخ
فيكفي أن الخطوة الأولى تلتها خطوات أخرى وحدوية وعملية أكثر وضوحا ونضجا، سهلت الانتقال للمرحلة الحالية بما سجـٌلته من نجاح تجسد في تنظيمها لندوة ثانية، وجب الدفاع عنها بالنظر للمحور القيم الذي اتخذته موضوعا لنقاشاتها، ألا وهو التعليم.
فهل يمكن وبهذه السهولة تبخيس مجهود أربعة فصائل طلابية مناضلة، تقدمية يسارية، بعد أن بادرت وأدارت وأطرت ندوتين طلابيتين دون أن تدٌعي بأن خلاصاتها ملزمة لأي كان، عدا المنظمين وقواعدهم والطلبة المتعاطفين معهم..
ندوتين حضرتها جموع طلابية لا بأس بعددها، تخللها نقاش ديمقراطي اعترف بالخلاف في نقط محددة، دون أن يغفل أو يتغاضى على ما هو مشترك فيما بين الفصائل التقدمية الحاضرة والغائبة، المساندة والمناهضة..الخ من مواقف ومطالب وطموحات كبرى تتجاوز الفضاء الجامعي بكثير.
هذه الفصائل لم "تزعم على التنظيم" وفقط، كما ادٌعى صاحبنا عبر عربيته الركيكة التي خانته في التعبير أكثر من مرة، بل بادرت بعد أن توافقت واتفقت على التنفيذ، ثم نفذت الندوة الأولى والثانية دون الحاجة لمن يفتي أو يشير عليها بذلك.. عدا حدسها المبدئي وتقديرها الجيٌد لأهمية وحجم هذه الخطوة خلال هذه اللحظة بالذات حيث الحاجة لوحدة طلابية أوسع وأمتن ارتكازا على أرضية حد أدنى يجمع أكبر عدد من التيارات والفعاليات التقدمية، الشيء الذي سيسفر لا محالة على تعاطف واستقطاب أوسع داخل الجماهير الطلابية المتعطشة لقيادة في المستوى المطلوب.
وفي سياق ما اعتبرناه تجاوزا ملاحظات، حيث أجهد صاحبنا النفس مستعملا كل ما في جعبته للإدانة والتشويه المسبقين "لفلكلور اكادير بما هو استمرار لمهزلة مراكش".. بهذه الطريقة القدحية والركيكة التي لا تليق بطالب جامعي والتي عبٌرت بالملموس على مستوى ضحالة فكره ومعارفه، لأن الفلكلور على حدٌ علمنا وقناعتنا كتقدميين ليس بالشيء المبتذل.. فلا هو خطيئة ولا جريمة سياسية يمكن أن يدٌعي البعض أن ماركس أو إنجلز أو لينين.. سبق أن حذٌروا من الاختلاط أو المشاركة في حفلاتها وطقوسها..الخ
وإذا وصلت الأمور لهذا الحد من الابتذال والاسفاف باسم النقد "الماركسي والعلمي".. يعني أن تنعت الندوات الطلابية، والتي لا تلزم أحد سوى منظميها والموقعين على خلاصاتها، بهذه الأوصاف القدحية الخطيرة بما هي مهزلة أو فلكلور يجب ذمٌه ومقاطعته.. فسيصبح من المدهش جدا، أن يلوم صاحبنا بهذه الهستيرية أربعة تيارات طلابية لا لشيء، إلاٌ لأنها نظمت بشكل جماعي فلكلورها الوحدوي..! دون أن ينبس ببنت شفة في حق الفلكلورات الشاذة والانعزالية التي تقوم بها تيارات بشكل انفرادي كل موسم جامعي وكلما أتيحت لها الفرصة لذلك!.

3. دفاعا مرة أخرى عن العمل الوحدوي
حين يغيب النقاش الجدي والتواصل الهادف والحوار الجاد الرفاقي والديمقراطي.. بين مكونات تدٌعي كلها خدمة قضايا الطلبة وقضايا العمال والكادحين وجميع المقهورين..الخ داخل الفضاء الجامعي وخارجه، ارتباطا ودفاعا عن الحق في التعليم وبما يعكسه شعار النضال من أجل التعليم الشعبي الديمقراطي الذي يجب أن يخدم بالدرجة الأولى مصالح السواد الأعظم من المواطنين المغاربة والذين ليسوا سوى العمال وسائر الكادحين والفئات الفقيرة والمهمشة والمضطهدة.. بما ينزع الحيف عن اللغة والثقافة الأمازيغية، وبما يقدم النضال في اتجاه القضاء على التعليم الذي يبرر الاستغلال ويقدٌس المِلكية ويبخـٌس مبدأ المساواة بين المرأة والرجل..الخ حيث يغيب الرأي السياسي المبني على البحث العميق لقضايا من الحجم الكبير، ليتم تعويض هذا بالصراخ والعويل، ويصبح حينها التجني والافتراء هو سيد الموقف لحجب الرؤيا السديدة والجادة، ومنعها من الوصول للجمهور عبر تضبيبها وتشويهها..الخ
فلا يوجد أي سبب من الأسباب لمعاداة هذه الأشكال النضالية الضروٍرية والحيوية، والتي لا تخرج عن القاعدة أو التاريخ أو المبادئ.. على اعتبار أن العمل الطلابي كان وسيظل عملا وحدويا، مناهضا لثقافة الهيمنة والاستبداد والإرهاب، ومدافعا في نفس الوقت عن الحق في الاختلاف داخل صفوفه وداخل حركته المناضلة التي نظمت صفوفها لسنوات وعقود داخل اتحاد طلابي مناضل اسمه إوطم، كان ضامنا وساهرا على هذه الوحدة وهذا التنوع، عبر الاحتكام للجماهير الطلابية التي كانت تؤيد بكل حرية وديمقراطية التيار أو اللائحة التي تراها في مستوى التعبير عن طموحاتها وتطلعاتها.. بناءا على قانون أساسي واضح، واسترشادا بمبادئ أربعة هي الديمقراطية التقدمية الجماهيرية والاستقلالية، وقرارات مؤتمر الاتحاد التاريخية.. وغير هذا فهو خلط شنيع بين التيار والحركة، وبين الحركة والمنظمة، وبين الزعماء والجماهير..الخ
فلا يوجد، حسب قناعتنا، تقدمي في العالم وعبر التاريخ، يمكنه أن يعادي من اتخذٌ منحى الوحدة والعمل الوحدوي بشكل منظم وواعي، اختيارا له، إلاٌ إذا كانت دواعي هذه الوحدة رجعية معادية للتقدم والديمقراطية والحرية والتغيير الذي يخدم مصالح العمال والفقراء وسائر الكادحين والمضطهدين.. ولا معنى، في هذا السياق، لتقدمية أو ديمقراطية تناهض الوحدة والاتحاد والعمل الوحدوي.. ليكون لزاما على جميع القاعديين التقدميين والديمقراطيين توضيح موقفهم مما يجري داخل الساحة الجامعية باسم مواجهة "الإصلاحية" أو "التحريفية" أو "الظلامية" أو "الشوفينية" أو "الأشباح" مستقبلا.! فحيث يتوجب على جميع التيارات التقدمية أن تتشاور وتنسق وتوحد عملها وصفوفها حول شعارات، أرضيات، برامج..الخ
ضدا على جميع الاتجاهات الرجعية بكل تلاوينها.. نجد التمادي والاستماتة دفاعا وتشبثا بالانعزالية والتفكك والتشرذم الذي غيٌب الحركة الطلابية عن ميدان الصراعات والمعارك الكبرى والقضايا الساخنة التي كانت تلعب خلال مثيلاتها، الأدوار الطلائعية التاريخية والمتميزة.
وجدير بالذكر والتذكير بموقف الماركسيين في هذا الصدد، الذي لا يعادي بالمطلق هذا المبدأ القويم، والذي نستغرب لمحاربته من طرف بعض المتمركسين المغاربة، وعليه لا بد لهؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وان تكون لهم الجرأة للإفصاح عن أية ماركسية يتكلمون، وعن أية تجربة سياسية ماركسية يستندون عليها كأساس وكمرجعية للدفاع عن هذا الموقف السلبي العدمي، المعادي لأية وحدة طلابية بين تيارات تقدمية مناضلة، معروفة بإخلاصها للقضايا الأساسية التي تؤطر نضالات الجماهير الطلابية خلال المرحلة الحالية من نضال الحركة الطلابية.
وإذا لم تأخذ الأمور على محمل الجد والمسؤولية، فقد ترمي هذه المواقف المهزوزة والصبيانية، بماركس وإنجلز ولينين.. للخندق "التحريفي"، وبجميع المنظرين والمدافعين عن "الجبهات التحررية الوطنية" وعن تحالف "العمال والفلاحين والكادحين".. إلى "الانتهازية الفلكلورية".. هراء وهزئ سخيف، ليس إلاٌ!
لأن الجميع يعلم أن ماركس تحالف وتواطئ ـ بالمفهوم الإيجابي للتواطئ، راجع شروحات لينين بهذا الصدد في مقاله بصدد المساومات ـ مع ممثلي الديمقراطية البرجوازية، أولا، ثم مع مختلف التيارات العمالية من داخل أول اتحاد عمالي أممي وحـٌد الحركة العمالية، والذي كما لا يخفى على جميع الماركسيين اللينينيين، بأنه ضمٌ في صفوفه الإصلاحيين والفوضويين والانقلابيين البلانكيين إضافة للشيوعيين أنصار ماركس وإنجلز، في وحدة حول برامج ونقط مشتركة لم تكن بالضرورة نابعة من تصور "البيان الشيوعي".. برنامج ماركس وإنجلز وكافة الشيوعيين على مرٌ التاريخ ولحدود الآن.
بنفس المنهج والقناعة حارب إنجلز وفيما بعده لينين هذه الاتجاهات الانعزالية المناهضة للوحدة وللتحالفات المبنية على تنازلات واضحة ومحسوبة، في أكثر من مناسبة "فلا يمكن أن يخاف من التحالفات المؤقتة ـ ولو مع أناس لا يركن إليهم ـ إلاٌ الذين لا يثقون بأنفسهم"، وقد نضيف في هذا الصدد، كماركسيين مغاربة للعبارة نفسها "إلاٌ الذين لا يتوفرون عن رأي في التحالفات" ليصارعوا ويقارعوا به المخالفين من التقدميين، والذي لا بد على المتبصر من الديمقراطيين ألاٌ يرى فيهم الاختلاف في كل شيء! والحال أن المنظمة إوطم كانت، ولا بد لها في المستقبل أن تنبعث على أساس أنها اتحادا طلابيا وليس تيارا أو حساسية سياسية أو شيء من هذا القبيل.. فلولا الاختلاف والتعدد، لما كانت إوطم اتحادا يضم الطلبة بمختلف اتجاهاتهم، التي لا يمكن حصرها في وضع "المحجور عليه" من طرف الفصائل الطلابية كيفما بلغت تقدميتها أو جماهيريتها..الخ

4. ضد نظريات "التخوين" و"المؤامرة"..الخ!
فإذا كان المطلوب هو تأسيس اتحاد طلابي تقدمي في مستوى اللحظة، وفي مستوى التراكمات والتضحيات التاريخية، فيفترض فيه، حسب قناعتنا القاعدية، قناعة "النهج الديمقراطي القاعدي" الأصيل، أن يقبل بانضمام جميع مكونات الحركة الطلابية التقدمية للاتحاد، المنظمة وغير المنظمة، المنتمية وغير المنتمية لأي اتجاه أو حزب أو منظمة سياسية..الخ وأن تسند المسؤوليات لجميع الفعاليات والحساسيات الطلابية، لتسيير هياكل الاتحاد وقيادته، أي لجميع مناضلي الحركة الطلابية، بدون استثناء، والذين لا يشترط فيهم القبول أو المساندة القبلية لبرنامج اسمه "البرنامج المرحلي"!
فوفق الديمقراطية التي تشبعنا بها "كنهج ديمقراطي قاعدي" أصيل، بما يتوجـٌب عليه من ممارسات ديمقراطية في صفوفه وفي علاقته بالأطراف وبالجماهير، وداخل الجامعة وخارجها..الخ من ألف باء الديمقراطية التي نومن بها ونتصورها. فمن حق جميع التيارات، وفقا لهذا الالتزام، بأن تتقدم ببرامجها وتصوراتها لجميع قضايا النضال الطلابي لعموم الجماهير الطلابية، على أن يختار الطلبة بكل حرية من يمثل طموحاتهم ومن يشاركهم في تطلعاتهم في التعليم الذي يريدونه، والجامعة التي يريدون، والمستقبل الذي يريدون والمجتمع الذي يريدون..الخ
صاحبنا العليم، النبيه، خبير النوايا.. حكم بالانتهازية على ما تشكـٌل وما سوف يتشكـٌل في المستقبل من وحدة، ونصـٌب نفسه معاديا لها، بدون أن يتفضٌل ويوضح للرأي العام، أين تكمن انتهازية هذه الخطوة الوحدوية؟ وما هي المصالح الضيقة والمدٌعاة، التي أملت "الخطط الخبيثة والخطيرة" على الرفاق المناصرين لهذه المبادرة؟ !
وسيكون من باب الخيانة إذن، للجماهير والشهداء والثورة.. إذا لم يتفضل بفضح هذه الثلـٌة من "الخونة المتآمرين"، عبر فضح "انتهازيتهم" و"وصوليتهم" بدون تردد أو تأجيل، لعموم الطلبة والرأي العام..الخ
ولكم أن تحكموا أيها الطلبة وأيها المناضلون التقدميون والديمقراطيون في كل مكان، هل أصبحت في هذا الزمن الرديء، وحيث يطمح جميع التقدميين الخروج منه، أهداف مثل، القضاء على جميع مظاهر العنف داخل الجامعة، أو النهوض بالنضال الطلابي دفاعا عن الحريات وعن حرمة الجامعة وعن تعليم في مستوى طموحات الجماهير الكادحة وأبناءها بالجامعة.. أهدافا انتهازية وصولية ضيقة.. في منطق البعض!
إنه الجهل المركب الذي يعكس بجلاء مستوى الفقر النظري الذي وصله مجال الفكر والسياسة، والحالة العضال التي يعاني أو ينعم بها البعض، لا فرق، هذا المستوى البعيد بكلمتيرات وبمسافات زمنية عن القيم التقدمية، وعن الرصيد الماركسي اللينيني داخل الحركة الجماهيرية، حيث نجد تجسيدا حيٌّا له في مواقف وادٌعاءات صاحبنا الذي كلٌف بمهاجمة الأشباح والساحرات، بألفاظ ومصطلحات كبيرة عنه لا يفهمها، ولن يفهمها بشكل مؤكد إلاٌ بعد مغادرة الجامعة، حيث تتبدد الأوهام القديمة عن القيادة "الفكرية والسياسية"، وحيث يتحوٌل الزعماء المزيٌفون إلى مجرد باحثين عن الشغل، ولاهثين وراء ومن أجل الاندماج الاجتماعي كيفما كانت تكلفة هذا الاندماج ولو عبر امتهان أسوء المهن، كـ"الأمن الخاص" المكلٌف بحماية الباطرونا والمجنٌد لتكسير الإضرابات بالمعامل والمصانع والشركات.. أو العمل كـ"حراس للسجن" لتأديب السجناء والمعتقلين، خدمة للدولة القمعية البوليسية.
فلا غرابة إذن أن يرمي صاحبنا مخالفيه بجميع النعوتات التي سمع بها، متخيٌلا أنها ستضيف من "جذريته" وثوريته الحولاء، شيئا ما.. فالأطراف في نظره، "تصفوية" دون توضيح منه وممن سبقوه لاستعمال هذا المصطلح، لمعنى التصفوية، الذي كثر ترديده واستعماله كيفما اتفق، في محاولة من البعض نسبه إلى لينين الذي صارع خلال تجربته التنظيمية إبٌان مراحل الحظر الثوري، أنصار تصفية الحزب العمالي وإرثه التنظيمي السري، بالرجوع إلى العلنية لبناء حزب جديد يتوافق مع قواعد الشرعية والقانونية..الخ
فأين نحن من هذا أيها الرفاق أنصار "التحليل الملموس لكل وضع ملموس"؟!
ألا يبدو لزاما على الجميع، وخصوصا التيارات الطلابية الناشطة في الجامعة الآن، أمام هذه التهجمات، بأن تطالب صاحبنا وجميع من يقحم هذه المصطلحات في ساحة الصراع، ومن يستعمل مصطلحا من هذا الحجم، في حق تيارات طلابية أخرى، لم تتأخر عن الدفاع عن مصالح الحركة الطلابية وقضايا الجماهير الطلابية.. لا لشيء إلاٌ لأنها تخالفه الرأي والموقف في قضايا محددة؟ فما هي إذن ووفق هذه الهيستيريا، الأشياء المهددة بالتصفية؟ ماذا سيصفي التصفويون ويقضون عليه؟ هل سيصفون أفكارا، أو أشخاصا، أو تيارات، أو اتحادا طلابيا.. أم ماذا؟

5. الندوات تفتح الباب للحوار الطلابي الديمقراطي
ويسترسل صاحبنا مصرحا "والجدير بالذكر أن هذه الندوة لا تلزم الحركة الطلابية لا من قريب ولا من بعيد بقدر ما تلزم أصحابها" هكذا تفتقت العبقريات!
فإذا أصبحت قضايا التعليم لا تلزم الحركة الطلابية من قريب أو من بعيد، في نظر البعض، فذلك يحتاج إلى نقاش يفوق نباهتنا ونباهة جميع التيارات الطلابية المناضلة وجميع المهتمين والمتتبعين للشأن الطلابي والجامعي.. أما إذا كان الغرض هو التحلل من أي التزام بخلاصاتها والتي لا يمكن أن تخرج عن الرفض والمناهضة، لكافة المخططات التعليمية الطبقية من "ميثاق وطني" وملحقه "المخطط الإستعجالي" فذلك أمر آخر.
فالندوة، من طبيعة الحال والأمور، لا تلزم أحدا بأي شيء، تلزم فقط منظميها والمشاركين في أشغالها، بخلاصات سيتم الإعلان والإشهار بها للرأي العام الطلابي والوطني خاصة وأن الندوة منظمة من طرف تيٌارات لا يمكن الادعاء بأنها تمثل جميع الطلبة، كما كان يمثلهم في السابق إطارهم العتيد إوطم.
فكما أن خلاصات الندوة لا تلزم سوى أصحابها، فكذلك الشأن بالنسبة لآراء المناهضين والمقاطعين لهاته الخطوات التي لا تلزم سوى أصحابها.
"والحركة الطلابية" نفسها لحقها ما لحق العديد من المصطلحات والمفاهيم التي يتم استعمالها عشوائيا وكيفما اتفق وفي جميع السياقات، وصاحبنا نموذج لمن تصوروا الحركة الطلابية جلبابا يحق لمن استيقظ باكرا بأن يلبسه ويعلن نفسه على أنه وباسم تياره، هو الحركة ذاتها! دون إجهاد النفس وإعمال المنهج العلمي لتحليل طبيعة هذه الحركة ومكوناتها ومواقعها في الصراع والأدوار التي يمكن أن تلعبها في تغيير أوضاع الجامعة وأوضاع المجتمع ككل..الخ
فعلى جميع التيارات والمجموعات والحساسيات.. بأن تعترف وتقتنع بأنها ليست سوى مكون من مكونات الحركة التي تضم وتعيش كما جميع الحركات المجتمعية، تناقضات بين أطرافها الإيجابية والسلبية، الواعية وغير الواعية، المنظمة وغير المنظمة، التقدمية والرجعية، اليمينية واليسارية..الخ فلا حق لأحد أن يتكلم كممثل وحيد ومطلق باسم الجماهير الطلابية أو باسم الحركة الطلابية، سواء المشاركون في الندوة أو المقاطعون لها، أو المهاجمين لها، أو اللامبالون، أوالجاهلون حتى، بندوة انعقدت يوما ما بمراكش أو أكادير أو "مير اللفت".. أو بوجود جامعات، أصلا، بهذه المدن!
لقد وصلت الحالة ببعض الأصوات الاستئصالية والتحكمية لحد إعلان الحروب بسبب أو بدون سبب في محاولة لإلغاء كل ما هو مخالف أو مناقض لـ"أفكارها وبرامجها" باسم الجماهير الطلابية وباسم الحركة الطلابية، وباسم الحركة الماركسية..الخ وفق هذا التصور القريب من الشعوذة والهذيان الصبياني تفتقت عبقرية "التحليل العلمي" معلنة عبر لسان صاحبنا بأن الحركة الطلابية "استطاعت بقيادتها الفكرية والسياسية أن تقف سدٌا منيعا أمام مخططات النظام.."
ولكم أن تقيموا "الأفكار والسياسات" قبل البحث في وعن "القيادات"! والأكيد أن الجميع، جميع الطلبة، بمن فيهم الطلبة الذين لم يتوقفوا عن النضال في بعض الكليات المحدودة، وجميع المناضلين التقدميين واليساريين، وجميع المتتبعين والصحافيين والباحثين.. سيقولون وسيجزمون بأن لا علم لهم بهذه "الحركة الطلابية" التي أنت بصدد التقييم لمعاركها والتحدث باسمها.
صحيح أن هناك نضال ومقاومة طلابية داخل بعض المواقع المحدودة، لكنها لا ترقى إلى "المعارك التي وقفت سدٌا منيعا ضد المخططات" إنه هراء وفقط ألاٌ يعترف المرء بخساراته وفشالاته وهزائمه، وأن يتصور النضال دائما معارك ناجحة تمضي في خط مستقيم لا انعراجات ولا التواءات ولا ارتدادات فيه..الخ.
فالجميع، عدا صاحبنا وثلة من رفاقه، يعلمون أن الحركة الطلابية، ومنذ ثمانينات القرن الماضي، تعيش تقهقرا لا يفتخر به سوى الانتهازيون والرجعيون.. تقهقر جاء نتيجة سياسة الدولة ومخططاتها الطبقية البرجوازية، التي ارتبطت حينها برهانات "التقويم الهيكلي" في إطار الاجتهادات والمقترحات التي تقدمت بها المنظومة اللبرالية الجديدة ودوائر المال الإمبريالية المعروفة، كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي..الخ صحيح أن جميع التيارات الطلابية التقدمية، سليلة حركة الطلبة القاعديين أو "النهج الديمقراطي القاعدي" مانعت وعاندت، وما زالت تقاوم بصمود بطولي في بعض المواقع المحدودة، إلى جانب تيارات طلابية أخرى، مقدمة التضحيات الجسام وبسخاء خرافي لا يمكن تجاهله.. إلاٌ أن الوضع المتردي الذي عرفته الجامعة منذ ذلك الحين، سواء في مجال جودة التعليم ومستوى التحصيل العلمي، أو فيما يرتبط بظروف التحصيل نفسها، علاقة بحالة المؤسسات الجامعية والتي تكرس فيها غياب المرافق الضرورية من أحياء جامعية ومطاعم ومصحات ونقل إضافة لحالة المنحة التي لم تعرف الزيادة منذ سنة 1976 قبل أن يتم التراجع عن تعميمها وأن يتم قضم نصفها بالنسبة للطلبة القاطنين بنفس المدينة الجامعية.
وكان طبيعيا أن تلازم هذه التراجعات، هجومات على الحريات الديمقراطية حاولت خلالها أجهزة الدولة القمعية طيلة هذه السنين منع الطلبة من الاحتجاج والتنظيم والتعبير.. وقمعهم عبر الضرب، والتنكيل، والاعتقال، والمحاكمات لشهور وسنوات.
هذا الواقع الذي لا يمكن تجاهله أو حجبه عن الأنظار، عبر التشدق بصيغ باهتة تحاول تصوير الهزائم على أنها انتصارات، وتحويل الأزمات المزمنة إلى مجرد "مؤامرات" و"مخططات" و"أيادي النظام".. دون أن تتجرأ بالكلام أو الإشارة، أو التلميح الخجول، حتى.. عن الأزمة الذاتية، وعن ضرورة تقديم الاقتراحات لتجاوزها في إطار نقد ذاتي إلزامي لتصحيح مسار جميع التيارات والحركات المناضلة.
فلا يمكن أخذ أي مقال أو أية أرضية تدٌعي تناولها لواقع الحركة الطلابية المغربية، على محمل الجد إذا لم يعترف بالأزمة الذاتية التي تتخبط فيها الحركة لسنين، هذه الأزمة التي تكرٌست وتعمٌقت لسنوات وعقود، بفعل التمادي في الأخطاء، والاتجاه بوعي نحو المنزلقات الخطيرة التي لم تفيد سوى أعداء الحركة الطلابية التقدمية، وأعداء المشروع اليساري الاشتراكي، والساهرين على إنجاز المخططات الطبقية المستهدفة لحق أبناء الكادحين، في التعليم والجامعة.. بما تساهم به في نوع من أنواع الحظر الذاتي للمنظمة التاريخية إوطم.
فشتان بين الحركة الطلابية المؤطرة والمنظمة في اتحادها التاريخي إوطم، وشتان بين هذه المحاولات النضالية أو أي شكل من أشكال المقاومة الطلابية التي تشتغل هنا وهناك، والتي لا تقل هي الأخرى من أهمية، في شكل معارك محدودة، في كليات محدودة وليس جامعات حتى.. في الوقت الذي عرفت فيه الجامعة انتشارا جغرافيا لا سابق له، وصل لحد الأقاليم النائية والمهمشة. وهو الشيء الذي يفرض علينا أخذه بعين الاعتبار حتى لا نغطس رؤوسنا في الرمال أو نغطي الشمس بالغربال.
وكتجسيد صارخ لهذه الأزمة الذاتية، نجده فيما يدٌعيه بعض القياديين المحليين في بعض الكليات عمٌا يسمونه بالقيادة الفكرية والسياسية لـ"الحركة الطلابية" والتي لا تتجاوز حالة القيادة الطلابية في بعض المواقع لمعارك طلابية، متواضعة ومتفاوتة من حيث الحجم ومن حيث القاعدة الطلابية، ومن حيث الشعارات والمطالب المؤطرة لهذه المعارك.
وفي الحديث عن هذه القيادات، وصاحبنا أحد نماذجها اللامعة، تجدها في الغالب محدودة التكوين والمعرفة، بتاريخ الحركة الطلابية وإطارها العتيد إوطم، وبنفس المستوى أو أقل، في مجال السياسة والإيديولوجيا والتظيم..الخ وهذا طبيعي بالنظر لقلة التجربة وانفتاح الغالبية من "القيادات" على عالم النضال لأول مرة. إلاٌ أن البعض، ولدرء هذا العجز الصارخ، يتجه لخلق معارك وهمية، معارك "نحن هنا موجودون"، معارك "نكون أو لا نكون".. متقمصا دور "القيادات السياسية والفكرية" لمعارك طاحنة ضد أعداء أو أشباح من صنعه، خوفا وتخوفا عمٌا يمتلكه من قواعد وقلع محصٌنة وجب حمايتها من الاختراق، باسم الدفاع عن الهوية التقدمية والكفاحية لإوطم، حيث لا وجود فعلي لهذا الإطار التاريخي في الميدان.

6. شيء من التاريخ
فالاتحاد الطلابي الذي تكالبت عليه الظروف والأطراف، وفي مقدمتها النظام الرجعي القائم، كان ينتخب أجهزته التمثيلية القاعدية بكل حرية وديمقراطية، حيث كان يفسح المجال لجميع الطاقات الطلابية بأن تتقدم لتمثيل الطلبة على مستوى الأقسام التطبيقية والتوجيهية، وداخل المدرجات والمراقد بالأحياء الجامعية.. إضافة لانتخابات التعاضديات بمختلف الكليات، ومكاتب الجمعيات بمختلف المدارس والمعاهد، ومجالس القاطنين بالأحياء السكنية الجامعية.. وعلى دورات ينتدب الطلبة ممثليهم لحضور المؤتمرات الوطنية حيث تتم انتخاب اللجنة الإدارية واللجنة التنفيذية التي تشرف فيما بعد على تشكيل مجلس التنسيق الوطني.
وكانت حينها، قيادات إوطم القاعدية والوطنية، المنتخبة، تدعو لتجمعات طلابية جماهيرية، وتصدر القرارات والبيانات، وتعلن عن الإضرابات والمعارك والتظاهرات والأسابيع الثقافية..الخ دون أن يلغي الصراع بين مكونات الحركة الطلابية حيث اتسع الإطار في آخر جولة تنظيمية له، أي المؤتمر الوطني السابع عشر، للوائح التالية: 1. الطلبة القاعديون 2. الطلبة التقدميون 3. الطلبة التقدميون-الوحدة والنضال 4. الطلبة التقدميون-المبادرة الجماهيرية 5. الطلبة الديمقراطيون 6. طلبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية-أنصار الكنفدرالية 7. طلبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية-رفاق مهدي وعمر 8.طلبة حزب التقدم والاشتراكية.
بهذا الشكل وعبر هذه الآليات الديمقراطية التي عرفت صراعا مريرا بين التوجه القاعدي الديمقراطي من جهة والتوجه البيروقراطي الهيمني من جهة أخرى، والذي دام لسنين، أزيد من عشر سنوات أي منذ نهاية الستينات إلى بداية الثمانينات، منتهيا بفشل آخر محطة تنظيمية، والتي لم تتمكن من تجديد الهياكل وفرز قيادة في مستوى اللحظة التاريخية وفي مستوى ما كان ينتظر الجامعة من مخططات إمبريالية تخريبية.. تمكنت المنظمة وجماهيرها من صيانة وحماية هويتها ومبادئها مطورة وعي الطلاب السياسي والفكري التقدمي.
وبسبب من الفراغ التنظيمي الذي لا تعترف به أغلبية القيادات الحالية، تقلصت قاعدة المدافعين عن إوطم، لأن جلٌهم يجهل تاريخ إوطم العتيد، ويعجز في نفس الوقت على تقديم إوطم البديل، مكتفيا بترديد ما تناقلته الألسن داخل حلقات النقاش، على أنها حقائق والحال أن جلـٌها مغالطات وتزييف صارخ، كأن يقال مثلا بأن الدريدي حضر المؤتمر 17 والحال أنه كان ما زال تلميذا لحظة انعقاده، أو أن يقال أن الشهيد بلهواري كان رئيسا للمؤتمر 17 والحال أن الجميع يعرف بأن المؤتمر 17 لم يتوفق في إفراز قيادة جديدة بل اكتفى بإعادة الثقة في بعض ممن لم ينسحبوا من قيادة المؤتمر 16 للتحضير لمؤتمر استثنائي لم يكتب له الانعقاد منذ ذلك الحين إلى لحظة كتابة هذا المقال.
فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يستمر الاختباء وراء شعار "الدفاع عن الهوية التقدمية والكفاحية لإوطم" كذريعة لممارسة "الفتوحات الجهادية" الماركسية، مرة ضد الجحافل الظلامية، ومرة ضد "القوى الشوفينية" ومرة ضد تجار المخدرات والسكارى والعاهرات المتربصين بفضاء الجامعة.. لا يمكن الانسياق وراء الصراع ضد الأشباح، في الوقت الذي ينتصب فيه النظام القائم في هذا البلد كعدو واضح لا تخفى مراميه الطبقية في التعليم وغيره من المجالات، عن أحد.
إنه العجز والتخلف، الذي لن يقبل به أي تقدمي ممانع ومعاند للرداءة السياسية والشعوذة الفكرية.. كأن يستمر العويل والصراخ بنظرية المؤامرة التي تستهدف "القيادة السياسية والفكرية" من طرف من تحالف ضدها من ظلاميين وإصلاحيين وتحريفيين وشوفينيين..الخ

7. عن الوحدة البديلة التي يقترحها صاحبنا
صاحبنا يطالب الجميع بوحدة بديلة، لاحظوا معي مستوى العبث والإسفاف، فبعد إطلاق جميع النعوت القدحية في حق مخالفيه، وبالرغم من كونهم متآمرين، ومتحالفين مع أعداء الحركة الطلابية، فهو يعرض عليهم وحدة مبدئية على أرضية برنامج نضالي كحد أدنى وهو بطبيعة الحال ما سيطلق عليه "البرنامج المرحلي".
لاحظوا معي هذه الوحدة المنشودة التي تتباهى بابتزازها للمخالفين، وحدة مشروطة، ومحددة السقف، بحدٌ أدنى لن يكون سوى برنامج الداعين لهذه الوحدة "أنصار البرنامج المرحلي".
ولمن لا علم له بهذا "البرنامج" الذي استمر كاسم ويافطة بدون مضمون، وبدون ارتباط بتطور الجامعة والتعليم وقضايا الحركة الطلابية وإطارها التنظيمي المغيٌب لسنوات.. سنحاول تقديم شروحاتنا بدون أن نتجنٌى أو نقلب الحقائق والمعطيات التاريخية المعروفة، أولها أن الرفاق "أنصار البرنامج المرحلي" قدموا التضحيات الجسام من الشهداء والمعتقلين، في قمة جميع التيارات الأخرى، لثلاثين سنة خلت ولحد لحظة كتابة هذه السطور، لكن كل هذا لن يشفع ولن يمنع النقاش حول برنامجهم الشهير بـ"البرنامج المرحلي" والذي استهدف إبٌان الصياغة الأولى لشعاراته مواجهة "إصلاح التعليم" المخطط المبرمج بداية الثمانينات، ومواجهة الحظر الذي أقامه عمليا النظام على أجهزة وأنشطة إوطم، ثم مواجهة البيروقراطية السياسية والتنظيمية داخل الحركة الطلابية التقدمية.. دون أن يكون لهذا "الاجتهاد" من ضرورة أو مبرر باعتبار هذه النقط كانت كلها مدرجة ضمن البرنامج المرحلي الذي تمت صياغته بشكل مسؤول التنسيقية الوطنية للطلبة القاعديين أواخر 82 نقط لم تكن محط خلاف في تلك اللحظة باعتبارها من صميم المطالب القاعدية. ومن عارضها في حينها وجد نفسه أتوماتيكيا خارج "النهج الديمقراطي القاعدي" وهو ما وقع لأنصار الأرضية المعنونة "بوجهة نظر" أنصار الفقيد المناضل "عبد الحق بنيس" الذين رفضوا البرنامج المرحلي لسنة 82 بما سجله من مواجهة ضرورية لمخطط الإصلاح عبر مقاطعة الامتحانات كأول خطوة إجرائية يوم 7 فبراير 1983.
نفس المنحى اتخذته منظمة "إلى الأمام" بأن وجهت طلابها عبر الوثيقة المعروفة بـ"الكراس"، والذي كان يهدف بداية، التعريف بشهداء الحركة الطلابية، وبشكل خاص شهيدي الحركة القاعدية مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي.. قبل أن يتحول الكراس لأهداف أخرى توخـٌت عرض برنامج جديد باسم القاعديين، راجع وتراجع عن الجوهري من البرنامج المرحلي لسنة 82.
ولولا الفراغ السياسي والفكري والتنظيمي.. الذي عرفته الجامعة بعد التراجعات البيٌنة التي لحقت بصفوف الحركة التقدمية في المغرب وخارجه.. لتقدٌم النقاش متجاوزا هذا السقف وهذا المستوى للبحث في قضايا أعمق وأوسع ارتباطا بما تعرفه النضالات الطبقية في أكثر من بلد وأكثر من موقع.
وحول هذه النقط التي تشكل حسب الرفاق برنامجا علميا وتاريخيا..الخ نتساءل مع جميع من يحفظها عن ظهر قلب، ومع جميع من يدعو لتمجيدها، أو إحيائها كحد أدنى مع مختلف الفصائل الطلابية الأخرى.. بأن يتجرأ ويجهد النفس لإقناع الطلبة أولا، بجدواها، قبل إقناع التيارات الطلابية التقدمية التي لم تتخلف للحظة واحدة عن إعلان عدائها ومناهضتها لجميع المخططات التعليمية الطبقية والتصفوية، بما هي تيارات تسعى بكل مجهوداتها، لإعادة الاعتبار للحركة الطلابية التقدمية، وللرصيد الكفاحي للمنظمة إوطم، عبر تنظيم صفوفها ورصٌها دفاعا عن الجامعة، وعن حق أبناء الكادحين في التعليم والشغل، في جوٌ ديمقراطي يصون الحريات وحرمة الجامعة من كل هجوم بوليسي يستهدف نضالات وأنشطة الطلبة.
فالحد الأدنى المطلوب بين تيارات جذرية تعترف باختلافاتها في المجال الفكري والسياسي الواسع، ارتباطا بقضايا النضال من أجل الثورة والتغيير، ليس شرطا بل يجب أن يكون هدفا لتطوير النضال الطبقي عامة والنضال الطلابي خاصة.. حد أدنى يتم رصده ورسمه انطلاقا من حوارات ونقاشات تواصلية ديمقراطية تكون بعلم وبحضور جميع الطاقات الطلابية الناشطة والمكونة للحركة الطلابية التقدمية شريطة ألاٌ يعزل أو يقصي أحد بشكل مسبق، إلاٌ بعد حضوره وإدلاءه برأيه المعارض والرافض للحد الأدنى المتفق والمتوافق عليه.
فإذا كان هناك من انحراف عن المبدأ الماركسي القويم: "إذا كان لا بد من أن تتحدوا فاعقدوا اتفاقيات من أجل تحقيق الأهداف العملية للحركة"، فنبٌهونا وقوٌموا ممارساتنا إذا أخطأنا في التطبيق وفي إنجاز مهمة العمل على عقد اتفاقات وتحالفات من أجل تحقيق أهداف عملية، دون أن نقدم على أية "تنازلات نظرية" كما حذٌر من ذلك ماركس.
فما نعتقده ماركسية قحة، هو بالضبط ما يجري في إطار هذا المشروع الوحدوي.. المشكل إذن لا يوجد في ملعب أنصار العمل الوحدوي، بل هو في ملعب من لا أهداف عملية له، ولا أهداف نظرية لديه.. لديه فقط العويل والزعيق الرفضوي.. المشكل يوجد في أدمغة من يحاولوا عبثا إيقاف عقارب الزمان لحظة أواخر الثمانينات على هدى الشعارات الخالدة التي تضمنها "البرنامج المرحلي" المحنط، الغير قابل للتجديد.. الذي لا يتقادم بفعل التاريخ وبفعل تطورات الصراعات الطبقية والظرفيات السياسية المتعاقبة والمتقلبة..الخ!
قبل حوالي قرن من الزمن، قال لينين ذات يوم جازما "بأنه لا يمكن أن يخاف من التحالفات المؤقتة -ولو مع أناس لا يركن إليهم- إلاٌ الذين لا يثقون بأنفسهم"، وطبيعي، في حالة الحركة الطلابية المغربية، أن من لا رأي له في ما يجري بالساحة حاليا، بألا يثق سوى في نفسه وفي شعاراته البائدة التي أكل عليها الدهر وشرب، وأن يرى في التقدميين المخالفين أو المتحفظين عن شعاراته، العداء والعدوانية والاختلاف في كل شيء.
والحال أن المنظمة الطلابية المنشودة، باعتبارها اتحادا يضم مجموع الطلبة المغاربة الذين يؤمنون بمبادئه الأربعة وقانونه الأساسي، ستظل مفتوحة في وجه جميع التيارات والفرق والمجموعات والفصائل والأحزاب والفعاليات والحساسيات.. دون أن يفترض فيها أو يشترط عليها القبول أو المساندة القبلية لأي برنامج كان، مرحلي أو إستراتيجي.
فمن حق كل التيارات، بل من الواجب عليها أن تتقدم ببرامجها وتصوراتها للاتحاد الذي يجب أن ينظم عمل الجماهير الطلابية ونضالاتها، وبأن تفصل في جميع قضايا النضال الطلابي خلال المرحلة الحالية، بما هي جزء من حركة واتحاد وليست الكل في الكل، بما يفسح المجال ويتيح الفرصة للجماهير الطلابية المعنية، بأن تختار من يمثل طموحاتها وتطلعاتها في التعليم الذي تريد، والجامعة التي تريد، والمستقبل الذي تريد، والمغرب والمجتمع الذي تريد..الخ
بنفس الرؤية والمبدأ تهكم لينين خلال مناهضته للحلقية قائلا: "عندما كنت عضوا في حلقة، فقد كنت أبرر رفضي للعمل مع مَن مِن الأعضاء على أساس انعدام الثقة دون وضع أسباب ودوافع الرفض، أما الآن فقد أصبحت عضوا في حزب، وليس لدي الحق في الادعاء بانعدام الثقة، بصورة عامة، لأن هذا سيفسح الباب لكل النزوات والثغرات.." هي ذي الحلقية المبنية على النزوات والمزاجية، هو ذا جوهر المشكل عند الرافضين لأية اتفاقيات أو تحالفات، فقط لوجود فلان أوعلان بها دون النظر لطبيعة المبادرة، ولطبيعة الساهرين عليها، ولطبيعة الأهداف المحددة لها..الخ
هذه النزعة التي لا بد أن تلازم البعض من اليسراويين الرفضويين والعدميين، الذين لا بد من أن يجدوا مبررا كيفما كانت طبيعته لتبرير رفضهم وتخلفهم عن الركب الوحدوي.. إذ لا بد وأن تتوجه سهام وسياط نقدهم لأية مبادرة تتجه نحو تطوير النضال الطلابي خدمة لمصالح الجماهير الطلابية والجماهير الكادحة عامة، كمصالح معروفة، واضحة وملموسة بالنسبة للجميع، طلبة ومناضلين ورأي عام شعبي وتقدمي.. إلاٌ إذا كان هذا النضال وهاته المبادرة تمشي وفق رأيهم وتصوراتهم!
فلم تسلم في سياق التشبث بهذه النزعة، قضية المساندة للمعتقلين السياسيين، وقضية التواصل الرفاقي والديمقراطي بين فصائل الحركة الطلابية التقدمية، عوض اللجوء إلى العنف باستعمال السيوف والسواطير والخناجر.. كما هو الحال في بعض الجامعات.. لم تسلم هذه القضايا المهمة، التي كانت موضوع الندوة الأولى بمراكش يوم 23 مارس 2010، بدعوى حضور أطراف تحريفية وإصلاحية.. وكأن الجامعة أصبحت حكرا على الثوريين فقط، يمارسون فيها دعايتهم وتأطيرهم للطلائع الثورية المستقبلية التي ستحل مشاكل المجتمع، وواقع الاستغلال، ومهام القضاء على الرأسمالية وفك الارتباط بالإمبريالية والصهيونية..الخ
هكذا يتصور البعض مهامه داخل الجامعة، وهي أوهام بطبيعة الحال، وليس إلاٌ.. خصوصا إذا حوٌلها من مهام خاصة به كتيار أو حساسية إلى مهام خاصة بالحركة الطلابية أو بالجماهير الطلابية كافة.. فلا يمكن للحركة الطلابية وكيفما كانت درجة ووتيرة الصراع الطبقي أو أي صراع تناحري آخر، أن يتحوٌل فكرها وأهدافها لفكر وأهداف الحزب الثوري بما هو حزب طبقي في نظرنا نحن الماركسيون اللينينيون.
فالحزب الثوري أو التيار الثوري، الماركسي اللينيني على الخصوص، لا يمكن إلاٌ أن يأخذ بعين الاعتبار طبيعة الطلبة باعتبارهم فئة اجتماعية تعيش مرحلة انتقالية، في حياتها، تنقصها التجربة والنضج والاستقرار الاقتصادي.. ما زالت مشدودة وتبعية لأسرها ومعيلها، لأنها ببساطة لم تستقر على موقع واضح ضمن علاقات الإنتاج الرأسمالية القائمة بما لهذا الموقع من دور حاسم في تحديد مواقفها السياسية العملية اتجاه الصراعات والتناحرات الطبقية الدائرة رحاها في بلدنا أو في أي بلد آخر.
وقمة الانحراف، والتحريفية بما هي مراجعة وتزوير للمرجعية الماركسية اللينينية، هي ألاٌ يعترف من يدٌعون اعتناق الفكر الماركسي، وبألاٌ يأخذوا بعين الاعتبار الرسالة التاريخية للطبقة العاملة، حيث لا يعترف الماركسيون بأية طبقة أو فئة اجتماعية يمكنها أن تغير الأوضاع أو أن تقود جمهور الكادحين نحو الثورة ضد الرأسمال، سوى الطبقة العاملة منتجة فائض القيمة.
وبعيدا عن أية مبالغة فيما توصلت إليه الندوة الأولى، باعتبارها خطوة أولى لا غير، مرتبطة بشكل كبير بالأطراف المساهمة فيها، وبمدى جديتها ومدى التزامها بخلاصتها، ناقش الرفاق والطلبة الأسلوب الذي يجب أن يسود بين الفصائل التقدمية وفي صفوف الجماهير الطلابية، وناهضوا أسلوب العنف عبر البحث وعبر تقديم الاقتراحات والسبل لتجاوز هذه المظاهر، بما تفترضه من نشر واسع لثقافة الحوار الديمقراطي والرفاقي بين المكونات والفصائل والتيارات والمجموعات التقدمية المناضلة.. التي لا بد وأن تعرٌف بأفكارها ومواقفها وبرامجها لعموم الطلبة، بحيث لا بد مثلا أن تشكل الأسابيع أو الأيام الثقافية المنظمة من طرف أي فصيل أو اتجاه يحترم نفسه ويثق في أطروحته وما يدٌعيه، وأن تجسد ثقافة الحوار الديمقراطي هاته، وبأن تتضمن ندوات حول واقع الحركة الطلابية، وبأن تدعو جميع الفصائل التقدمية الأخرى لتعبر عن نفسها ومواقفها.. لكي تكون المصداقية لمن ينسبون نفسهم لـ"النهج الديمقراطي القاعدي" بما هو "نهج" طبيعته ديمقراطية وسنده القواعد الطلابية. إنه انزلاق خطير وارتماء واضح في خندق الانتظارية التي لا تخدم سوى النظام الرجعي القائم وحلفائه، بالرغم من التغليفات والتبريرات لهذه الانتظارية الرفضوية، بشعارات "ثورية" هوجاء تعادي الكل والجميع، من أجل لا شيء!
لهذا الحد أصبحت قضية التعليم وأشكال النضال التي توظف خدمة لها "بهرجة وفلكلورا"! ألاٌ يعدو الأمر تجنيا وفقط، بعد أن تبيٌن أن صاحبنا والبعض من رفاقه، لا يتوفر على برنامج للنضال الطلابي، سواء على مستوى المرحلة أو على المستوى الإستراتيجي.
لقد تبيٌن بأن صاحبنا لا قدرة له على التفريق بين الخصوم والأعداء، ولم يقدم أية فكرة عن الحلفاء المفترضين، ولا عمٌا هو مطلوب من الحركة الطلابية خلال اللحظة التي نعيشها الآن.. لم نفهم سوى دعوته الغريبة التي تريد من الحركة الطلابية أن تلغي ندواتها ومحاضراتها، من أجندتها لأنها ببساطة ووفق هذا الفهم، بهرجة وفقط، وحين تتخذ طابعها الوحدوي التنسيقي فستعدو وفق هذا التصور فلكلورا.
هكذا إذن ستنزل عليها اللعنة التحريفية كلما طرحت مواضيع من صلب اهتماماتها وواقعها، والتي هي كثيرة بطبيعة الحال، مثل التعليم والحريات والاعتقال السياسي.. فهي انتهازية في نظر هذه العينة من الثوار أنصار "الفكر العلمي" المدافعين عن "قضايا التحرر الوطني وهموم الكادحين..الخ"

8. عن برنامج الحد الأدنى المفقود، وعن ترهات الوحدة المبدئية
فالعمل الطلابي أو النضال داخل وفي صفوف الحركة الطلابية المغربية حدٌده الإطار التاريخي الذي نظم نضالاته لسنوات، ألا وهو إوطم الذي حدٌد واجتهد في تعريفه لمبادئ إوطم الأربعة المعروفة، وهي البوصلة التي يجب أن توجـٌه جميع فصائل وجماهير الاتحاد الطلابي إوطم، غير هذا تبقى لكل فصيل مبادئ إضافية توجـٌه عمله ونشاطه الدعائي والتنظيمي من أجل توسيع قاعدة المتعاطفين مع خطٌه، وهو عمل مشروع وليس انتهازية أو مصالح ضيقة، كما يدٌعي المنافقون والجهلاء الانتهازيون.
فمن لا يعمل من أجل كسب الأنصار، بطرق نضالية حيث يصارع الفكر بالفكر، والبرنامج بالبرنامج.. فلا حق له بالوجود في عالم السياسة وفي صفوف التقدميون، قبل أن يطمح ويتطلٌع لمراتب الثوريين والجذريين، أو الماركسيين اللينينيين.. التي لا تباع ولا تعطى كشهادة تعليمية أو مهنية، إذ لا يستحقها سوى المناضلون العماليون الذين ولٌوا وجوههم نحو مواقع الإنتاج العمالية، من أجل الارتباط بنضالات العمال وتطوير وعيهم، وبناء حزبهم الثوري المناضل من أجل هزم الرأسمالية وبناء الاشتراكية على أنقاضها.
فما لمٌح له صاحبنا وأسماه "بالوحدة المبدئية" لا يعدو سوى نسخة من النسخ الاستبدادية التي سادت وما زالت أوطاننا، في الإقليم وفي المنطقة العربية، هي نفس "الوحدة" التي روٌج لها لسنين القدافي، وبشار، وصالح.. وحدة "من تحزٌب خان" ووحدة الحزب الوطني الأوحد..الخ وحدة يكون أساسها الإذعان والانصياع لحد أدنى مسبق، غير قابل للنقاش أو النقد، يسميه البعض "برنامجا مرحليا" أنتجته الصدفة التاريخية أواسط الثمانينات في محاولة للإجابة على بعض من معضلات الحركة الطلابية واتحادها إوطم، وكأن النهج الديمقراطي القاعدي كان عاجزا حينها عن إنتاج برامجه المحلية والمرحلية والإستراتيجية..الخ. فمن السهل جدا أن يتكلم المرء عن "التحالفات المشبوهة" و"مخرٌبي الحركة" في حق معارضيه ومخالفيه "بإجابة علمية" غير مسبوقة، مكثفا إيٌاها في بضعة سطور ركيكة، وفق تحليل سطحي للأمور قوامه الهروب إلى الأمام عبر استعمال لغة وتصنيفات القدح والتجنـٌي ورمي تهم الشبهة والمؤامرة في حق المخالفين.
وحين تصبح التحالفات بين التقدميين داخل الحركة الطلابية، ومن أجل أهداف واضحة لا غبار عليها ولا شبهة تحوم حولها، بعد أن حدٌدت النظام القائم كعدو طبقي، وبعد أن ندٌدت بمخططاته التعليمية والجامعية، الطبقية، بما تهدف إليه من تكريس لنخبوية التعليم وتصفية لأبناء الكادحين من الجامعة، ومن سوق الشغل، للرمي بهم في آخر المطاف في أحضان البطالة والإجرام والدعارة والمخدرات..الخ يصعب حينها التخلف عن التحالف وعن الدعوة لبرنامج التحالف.. بل ويصعب كذلك تبرير موقع العداء لهذا التحالف.!
فلم نسمع قط عن أي من مكونات الندوة بأن سايرت أو دعٌمت مخططات النظام ومشاريعه.. لم نقف عن أي تخريب أو تآمر أو أي شيء من هذا القبيل.. ساهمت به إحدى التيارات في حق معارك طلابية في هذا الموقع أو ذاك.. إلاٌ إذا اعتبرتم بأن كل من رفض الدعم لمعارككم وثوراتكم الخاصة ضد التيارات الطلابية الأمازيغية، فهو مشبوه ومخرب، فتلك حسابات أخرى.

9. ضد الشوفينية الأمازيغية وضد العنصرية العروبية
فالتحالفات السياسية التي من الواجب على كل التيارات الثورية أن تقوم بها داخل القطاع الطلابي وغيره، ليست عبثية أو مزاجية على اعتبار أن مبدأ التحالفات يوجد في صلب تصور كافة الثوريين خصوصا التيار العمالي الماركسي اللينيني، ومن يعادي هذا المبدأ فيجب عليه أن يعادي ماركس وإنجلز ولينين، هذا الأخير الذي أوصى بالمساومة حين يقتضي النضال الثوري ذلك.
ردا على هذا المنحى الوحدوي، تقدم صاحبنا ببديله الذي لا يتجاوز الشعار "لا بديل لا بديل عن مواجهة القوى الشوفينية الرجعية"، وبالرغم مما يثيره هذا الشعار من شفقة، نقول لأصحاب هذه الشعارات المهيٌجة للنعرات العنصرية بأن لا حق لهم بإقحام الجميع في معارك خاصة، وجب الشرح والتوضيح للمفاهيم والمصطلحات المؤطرة لها.
فمصطلحات من قبيل الرجعية والشوفينية والإصلاحية والتحريفية.. لا تلزم الحركة الطلابية في شيء إلاٌ إذا تمٌ شرح ما هو القصد بهذه المفاهيم، والتي يمكن أن تضع قوى طلابية لها وجودها وقواعدها، في الخندق المعادي لقوى التقدم والحرية وضمنها بالطبع منظمتنا إوطم.
كما يتوجب كذلك بعد شرح المفاهيم، شرح المسلكيات السياسية المريبة التي ينتهجها بعض ممن يثيرون الحروب ضد الشوفينية والإصلاحية والتحريفية داخل أسوار الجامعات، في الوقت الذي ينسٌقون فيه مع أعتى الرجعيات الظلامية، ومع جميع الأحزاب الإصلاحية، وجميع التيارات الأمازيغية.. في مجالات وفضاءات أخرى معروفة.
وبعيدا عن أي تشويه لموقفنا، فلا ينفي الماركسيون إمكانية تشكل أنوية فاشية داخل جميع الحركات ذات الارتباط الجماهيري. واستنادا على التجارب التاريخية للفاشية خلال القرن الماضي، يتبيٌن بالملموس إمكانياتها وقدراتها الخارقة على اجتداب وحشد القواعد الجماهيرية في صفوفها، على هذا يجب الاحتياط جيدا من هذه الأنوية التي يمكن أن تستعمل بدهاء جميع الخطابات الدينية، والقومجية، والإقليمية، واليسارية كذلك، إضافة لقوٌتها الديماغوجية التي تتجه في الغالب إلى الضرب على أوتار الحكرة والتهميش والعنصرية.. مهيٌجة بذلك مشاعر الجماهير المتضررة والمتعطشة لديمقراطية أرقى وعدالة أكثر، ولمساواة أوسع.. باحثة في نفس الوقت عن المسؤولين عن الأوضاع القائمة، كيفما اتفق، من قلب السلطة أو من قلب المعارضة أو من أية جهة كانت، لطرح مشروعها كبديل ثالث.. وهو الشيء الذي توفقت فيه بداية القرن الماضي في إيطاليا وألمانيا حين انطلقت من قلب المعارضة والحركة العمالية الاشتراكية.. بهذا لن نستغرب الآن أمام الاستثمار الجيٌد للحركات اليمينية الفاشية في مواقع العالم الرأسمالي المتقدم، لأزمات الرأسمال، والعولمة الرأسمالية، وانهيار المؤسسات المالية، باعتمادها على الحملات الديماغوجية ضد الأبناك والشركات والحكومات البرجوازية المنصاعة لتوجيهات المؤسسات المالية.. كمنطلق لإعدادهم لحلولها الخطيرة والعنصرية. هكذا تخلط الأوراق ويتم تضبيب الوعي وسط العمال وجزء واسع من الجماهير الشعبية داخل الأوساط الكادحة والمهمشة والعاطلة.. بتوجيه عداءهم نحو العمال المهاجرين، وضد التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدان، وضد التكتلات الإقليمية والقارية..الخ
وقد تبيٌن بالملموس من خلال تجاربها الحديثة بأغلب البلدان الأوربية، قدرتها على تكييف خطاباتها وفق المعطيات المحلية أو ما يتم التعبير عنه بـ"الهوية الوطنية".. لتصبح جميع الفئات والطبقات الاجتماعية بما فيها جزء عريض من الطبقة العاملة ضحية ولقمة سائغة لخطاباتها المجتدبة والنافذة، والتي تعتمد الغلاء وأرقام البطالة الخطيرة وتكلفة الإعانات الاجتماعية الموجهة للفقراء والمعطلين.. معطيات لاستمالتها.
فالمطلوب ألاٌ ينجرف الماركسي الأمازيغي ابن الطبقة العاملة أو الطبقات الشعبية المضطهدة والمهمشة، في الجبال وفي المدن، في تيار الأحقاد والتعصب الذي يبدو إلى حد ما مشروعا إذا تم توجيهه نحو الدولة وطبقاتها الحاكمة ـ البرجوازية وكبار الملاك ـ عوض التوجه نحو أبناء طبقته من العرب المغاربة، بما يمكن أن ينتجه هذا من نزعات غارقة في الرجعية، عروبية وقومجية مغلفة أحيانا بالماركسية، يمكنها بسهولة التنصل من مبدأ المساواة التامة في الحقوق الثقافية واللغوية للأمازيغ والعرب، المغاربة سواء بسواء.. لأن الماركسية بطبيعتها مناهضة لأي شكل من أشكال التعصب القومي كيفما كانت منطلقاته، كان عربيا أو أمازيغيا، دون أن تتسامح أو تننازل عن مبدأ المساواة والحق في تقرير المصير لجميع الأمم والقوميات والشعوب، معترفين بكل صدق ومبدئية بالأهمية التاريخية لهذه المواقف الديمقراطية والبرجوازية، التي لا يمكن أن تأخرنا أو تدفع بنا للتماطل في إنجاز مهامنا كماركسيين عبر إشاعة الفكر البروليتاري الأممي الذي يرتفع بالطبقة العاملة في إطار حزبها البروليتاري ومنظمتها الأممية التي يجب إعادة تشييدها، كأشكال تنظيمية كفيلة للقفز ضد كل أشكال التعصب القومي، العنصري والشوفيني المضاد، التي لن تخدم في أي شيء معارك التحرر التي تخوضها القوميات المضطهدة كيفما كانت درجة اضطهادها وشقائها.
فمن مهام الطبقة العاملة وأحزابها البروليتارية، القضاء على جميع أشكال الاضطهاد التي تتعرض لها بعض القوميات، سواء كانت في حالة أقلية أو في حالة أكثرية، بنفس الشيء الذي تتعرض له بعض الأديان والمعتقدات والاتجاهات والمذاهب.. داخل الدين الواحد، كما هو الحال في الإسلام، الصراع بين السنة والشيعة، بين المالكيين والحنفيين، التمييز بسبب النوع بين المرأة والرجل، بسبب العرق بين البيض والسود، التناحرات بين السكان الأصليين والسكان المهاجرين أو البدون..الخ من الحقارة العنصرية التي وصلت قمٌتها في أمريكا الخمسينات والستينات، وفي جنوب إفريقيا والبلدان المجاورة، وفي فلسطين لأزيد من ستين سنة، وبالهند حيث تقسٌم الأجناس والأعراق إلى طبقات تعرف السفلى منها أقصى درجة الحط من الكرامة الإنسانية، والإهانة المذلة، لحد تدنيس البشر كما هو حالة ووضعية LES INTOUCHABLES.
فالطبقة العاملة وأحزابها ومختلف تياراتها المناضلة، تشكل في المرحلة الحالية من نضالها الطبقي أقوى ممثل للديمقراطية في بعدها الشمولي والإستراتيجي الذي سيقضي على جميع أشكال التمييز.. وبالرغم من الدور الخطير الذي يمكن أن يلعبه الحيف والتهميش الذي تتعرض له اللغة والثقافة الأمازيغية ببلادنا، والذي يمكن أن يصيب إلى حد ما وعي الكادحين المغاربة إن هم حوٌلوا صراعاتهم إلى حروب أمازيغية عربية، فلا يمكن للماركسي القويم أن يساند بأي شكل من الأشكال سياسة الدولة البرجوازية، المكرٌسة لهذا الحيف، عبر إعطاءها لامتيازات ثقافية ولغوية للعربية بطريقة تحاول طمس الهوية الأمازيغية لجزء كبير من الشعب المغربي.
فالوحدة نضالية، لا بد منها بين الماركسيين العرب والماركسيين الأمازيغ، ولا بد من الاجتهاد في هذا الباب من أجل بناء تيار بروليتاري ماركسي لينيني مغربي يقرٌ بالمساواة بين رفاق الطبقة الواحدة، خدمة للمشروع التحرري الاشتراكي الذي لن يسمح بأي شكل من أشكال التمييز بين العرب والأمازيغ، أو بين الرجل والمرأة، أو بين المتدين وغير المتدين، أو بين السني والشيعي، أو بين المالكي وأتباع المذاهب الأخرى..الخ
لا بد من التذكير بأن الماركسية قد ناهضت بداية القرن السابق ما سمي حينها بـ"الاستقلال الذاتي للثقافة القومية" حين حاول بعض المنظرين الماركسيين، روزا لكسمبورغ مثلا، وضع الحدود الجغرافية بغية إغلاقها بإحكام عن القوميات المضطهدة وعزلها.
وبالرغم من كون الأمازيغ ببلادنا لا يعيشون حالة الاضطهاد المعروفة، فنرفض بدورنا هذا الاتجاه الذي نعمل على نقده بشكل ديمقراطي ورفاقي مع التقدميين الأمازيغ.. وكل تشجيع على هذه الانزلاقات لن يشجع سوى على التعصب من الجانبين، وعلى استمرار العداء مما سيصعب الاندماج القومي بالتالي، في الاتجاه الإستراتيجي الذي يهدف إلى محو الفروقات والتمايزات من أجل مجتمع المنتجين المتساويين المتضامنين الأحرار، بغض النظر عن لغاتهم ولهجاتهم.

(*) ملحوظة: تم نقل المقال الأصل من موقع الفايسبوك حيث كان موقعا باسم زروال، إلى موقع الحوار المتمدن بتوقيع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.

هذا هو عنوان الرابط لمقال: "بصدد مهزلة ندوة 23 مارس" الصادر بموقع الحوار المتمدن بتاريخ 21 مارس 2012
http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?ns=&t=&nid=775672

مصطفى بن صالح
يونيو 2012

-------------------------------------------------------------------------------------
نص المقال كما نشر بالانترنيت
بصدد مهزلة ندوة 23 مارس
2012 / 3 / 21
إيمانا منا بقول الحقيقة كل الحقيقة للجماهير على حد تعبير الرفيق لينين يجب قول الحقيقة بكل بساطة دون لبس أو إبهام .
مما لاشك فيه أن الحركة الطلابية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية عرفت في الآونة الأخيرة دينامية حقيقية و انتعاشة قوية تمثلت في تفجير معارك نضالية بطولية كفاحية
استطاعت من خلالها تحصين عدة مكتسبات الشئ الذي جعل النظام القائم يسعى جاهدا إلى المزيد من تشديد الحظر العملي على أوطم، فبالرغم من كل هذا استطاعت الحركة الطلابية بقيادتها الفكرية و السياسية أن تقف سدا منيعا أمام مخططاته الطبقية الشيء الذي جعله ينوع من تكتيكاته عبر اللجوء مرة أخرى إلى توظيف عميلته القوى الشوفينية الرجعية لضرب الخط الثوري من داخل الحركة الطلابية في كل مواقع الصمود ، حيث اتضح بالملموس التواطؤ المكشوف مع هذه القوى المعادية لمصالح شعبنا الكادح و النظام القائم حيث سخر كل ما لديه لدعمها ( لوجيستيكيا،....) لإنجاز المهام الموكولة لها ، فبالنظر إلى حجم كل هاته الاستهدافات دأبت الحركة الطلابية إلى التشبت بمكتسباتها التاريخية و دفاعها المستميت على الهوية التقدمية و الكفاحية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب .
ففي هذا السياق الذي كان من الضروري المزيد من الصمود و التقدم زعمت بعض الأطراف السياسية ( التروتسكيين، الماويين، الممانعين، التوجه القاعدي ) على تنظيم فولكلور 23 مارس بموقع أكادير كاستمرار للمهزلة السابقة التي نظمت بموقع مراكش 2010 ، و الجدير بالذكر أن هذه الندوة لا تلزم الحركة الطلابية لا من قريب و لا من بعيد بقدر ما تلزم أصحابها . إنه من الضروري القول أن هاته الوحدة التي يتم التطبيل لها هي وحدة هلامية مبنية على النقاط المشتركة ( العنف من داخل الجامعة ) بين هاته الأطراف التصفوية و هذفها هو البلوغ لمصالحها الضيقة تحث مطية مصلحة الحركة الطلابية ، أية وحدة هذه؟؟ طبعا إنها وحدة انتهازية ، فضلا عن ذلك نقول أن الوحدة التي ننشدها هي وحدة مبدئية تتم على أرضية برنامج نضالي كحد أدنى البرنامج المرحلي و ليست النقاط المشتركة كما يدعون التي تنطلق من نظرية رجعية اندماج الإثنان في واحد، حيث سبق أن وضحنا موقفنا من هذا في عدة مقالات و بيانات عكست موقفنا من الوحدة التي نسعى إليها بمضمون علمي يراعي مصلحة الحركة الطلابية ، و ما دام هؤلاء التصفويين يغيبون مصلحة الحركة الطلابية و يكتفون فقط بمصالحهم الضيقة ( التواجد من داخل المواقع الجامعية الأخرى ) ، سنكتفي بالرد عليهم بما قاله معلم البروليتاريا انجلز " حينما لا توجد وحدة مصالح لا توجد وحدة أهداف و الأقل من ذلك وحدة عمل ". و انطلاقا من هذا نقول إن الحركة الطلابية هي في حاجة إلى المزيد من تفعيل المهام المرحلية و ليس تنظيم البهارج و الفلكلورات، فحال هؤلاء هو حال أولائك الذين يقومون بعرض جسم عجوز بلباس الصبا الجميل، و إيمانا منا بطبيعة المرحلة و الشروط الدقيقة التي تمر منها الحركة الطلابية فالضرورة تقتضي منا المزيد من التقدم لقلب موازين القوى لمصلحتنا عبر تفجير معارك كفاحية و السير على خطى شهداءنا و معتقلينا و معاركهم معارك الأمعاء الفارغة داخل سجون الرجعية، إن ما جسدوه رفاقنا هو ليس برغبة داتية بقدر ما هو إجابة علمية منسجمة مع تحديات الواقع الموضوعي الذي يفرض ضرورة الإستمرار على خط المجابهة و ليس التحالفات المشبوهة مع مخربي الحركة.
إن ما يثير الاستغراب مرة أخرى ونقول إنه فضيع و غريب أن في الوقت الذي تم فيه القيام بمهمة من المهام التي فرضت ضرورتها في هاته الظرفية و هي تأديب مجرمي القوى الشوفينية الرجعية بموقع مراكش إد نفاجأ بماويينا الجدد يتسارعون الخطى لمغازلتها وصلت بهم وقاحتهم إلى حد إعطاء اشارات سياسية للنظام على أن ما جرى لا دخل لهم فيه و الأكثر من ذلك هو اعتبارها ( القوى الشوفينية الرجعية ) أنها لم تبقى كما كانت عليه أي تحولها حسب زعمهم بين ليلة و ضحاها من قوى شوفينية رجعية إلى قوى ديمقراطية و ربما غدا تقدمية (كذا) ولما لا ....يا سلام!!! و نقول يا رفاق ما علاقة الفاشية بالفكر الإنساني حتى فما بالك بالفكر التقدمي ....نفس الموقف أكدوه أصدقائهم أنصار الثورة المضادة (التروتسكيين ) المعروف موقفهم مسبقا ، يا لها من مواقف!!... تدبدب و مساومة ، إن ما يميز هؤلاء هو اللامبدأ فكرا و ممارسة، فمن دعوة الشوفينية للإنخراط في معارك أوطم إلى مغازلتهم و الدخول معهم في مفاوضات بهدف تنظيم ندوة، هذا ما يعكس مدى تقيدهم بمنطق الحركة كل شيء و الهدف النهائي لاشيء. و للإشارة نقول لكم لا تبصقوا في البئر فقد تعطشون و تحتاجون إلى مياهه . فحداري يا سادة فما أسهل الإنزلاق نحو المنحدر. فبدلا من الدفاع عن الهوية التقدمية و الكفاحية لأوطم و الإستمرار في تجسيد مضمون شعار لا بديل لا بديل عن مواجهة القوى الشوفينية الرجعية اخترتم طريقا آخر بملئ إرادتكم ، إنه طريق المساومة و التراجع و التآمر، إنكم تزحفون على بطونكم نحو المستنقع و هذا هو حال مصيركم يا سادة فهنيئا لكم بهذا الموقع الجديد.
" لو تجمع ظلام الدنيا كله لما استطاع أن يطفئ شمعة واحدة " ناظم حكمت
و بناء على ذلك نناشد كافة جماهير الإطار و المناضلين الشرفاء الغيورين على مصلحة الحركة الطلابية أن يقاطعوا هذه المؤامرة التي تهدف إلى جر أوطم نحو مستنقع الشوفينية و الرجعية .
ء لا مصافحة مع مخربي و جواسيس الحركة .
ء الموت للرجعية و الشوفينية.
ءإدانتنا لكل الدسائس و المؤامرات التي تحاك ضد الحركة الطلابية.
ءعاشت نظالات الحركة الطلابية.
ءعاشت نظالات الشعب المغربي.
ءعاشت الثورة المغربية.



#مصطفى_بن_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحقوقيين بطنجة، مرة أخرى..
- جمعيات -مناضلة- أم شاحنات لجمع النفايات؟
- من -وحي الأحداث-.. نقد ذاتي محتشم..
- عن معزوفة المؤامرة التي تتعرض لها الجمعية المغربية لحقوق الإ ...
- بين تقبيل الكتف، وتقبيل اليد مسافة قصيرة، فقط..
- في ذكرى الشهيد المعطي الذي اغتالته عصابة -العدل والإحسان-
- من قلب الندوة الطلابية، وعلى هوامشها.. موضوعات للنقاش


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بن صالح - وحدة النضال الطلابي مهمة غير قابلة للمزايدة