أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - مدينة الإنسان















المزيد.....

مدينة الإنسان


أحمد فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


" هذه العلامة تبدو غامضة لحجم المسكوت عنه خلفها لأنها نافذة بغلالة رقيقة للظلام المستبد بحوار الداخل ، وجدتك هناك في محطة المترو بين الوجوه في إغماضة عين ، افتقدتك ، استدرت مرة أخرى ومن نفس المكان تجاه ألف حلم تغري نشوة الأمل قلبي للبحث عن التفاسير ،(فرصة الاسترداد ، مشهدك المكرر الذي تتمنى الخلود فيه ، أن تسمو على إدراكك ، أن تطيل عمر اللحظة ، لا إثم في حضنك اللذة ) ضعت عند أنسب المراحل ، هناك في لحظة الحقيقة ، مع النبض المتكرر الذي يرتل حبا جديدا كل يوم ، وثقت بك عند الضياع ، فأعطيت بالكامل ، قلبا واحدا وحيدا ، أعطيته ليتمزق كورقة ، انقذني ، أعدني إلى وطني ، فليرني أحد الطريق ، أضعف أنا الآن أليس كذلك ؟ ، ترميني برصاصة ، فتقتلني ، لست خائفا ، إنها أربعة دقائق من الضعف فحسب ، ما قلتَ فعلتَ ، والآن أصبحت ما أردت وانظر لضبابية العلامة ".
كان أبيض البشرة ، عندما تلاقيا وتلامست البشرتان أدرك أنها أنصع منه قليلا ، توقفت حركته ليشاهد سكون جسديهما معا .
" ملؤ مدى الحواس "
هذا يريح رأسه على كتفها ، ليقابل وجهه حائطا بنافذة قديمة عليها غلالات طويلة بطول النافذة لونها أخضر يعرف قيمتها جيدا ، البرودة تزحف على جانبه من الحائط لكنه يعد نفسه.
" هذا لم يكن ، أنا أنتقل بين مستويات اللعنة التي ولدت من رحم الخسارة ، سكبنا الكثير من مشروب النشوة هذا ، وشربنا منه الكثير " يترفق وهو يسير ، فتحوله في المرة السابقة كان عسيرا ، تريح رأسها على كتفه ".
كرنفال الألوان كان مبهجا ، كان على الجميع أن يسعد للحدث ، شراب الوجود المحرم ينسي دائما عد اللحظات ، كان في عدها سخونة لعينة وخوف بشع ، الانتقال إلى القناعة إذن هو أسهل حلول المواجهة ، ليس على بودلير أن يكون معك الآن ليريك الطريق ، لماذا تستبقي مقذوف الغريزة داخلك ؟ ، لتتأمل العنف ، العنف الذي يرعد بأعصابك وأنت تدعي الحنان ، أم الاحتراف الذي ينشده الجميع ، لست كالجميع ، القناعة : أنت تبحث عن العنف : قوة الخلق ، وقوة القدرة عليها ، قوة التمدد ، قوة العصب المشدود ، قوة العضل الذي يبذل جهدا ، قوة النبض الرجيف ، قوة اختراق العرق المتصبب لسطحك ، قوة العين الجاحظة في عضلتها ، قوة الفك الحاكم ، قوة العلو ، قوة الارتفاع ، قوة الأعصاب ، قوة الخلايا ، سرعة حركة الخلايا ، قوة السخونة ، قوة الغليان ، قوة المخ ، قوة الزمان المختزن ، قوة البخار وتعرق الجدران ، قوة اللحظة ، الحضور ، فالوجود ، التلامس الكامل ، سحرك واللعنة التي فيك ، الشمول العميق لللحم والدم ، يا سعير السيطرة وأنت قابض على حظك من الدنيا ، حالك خطاب دائم ، وبعد خاص بعيد ، في ظلمة السوائل المبقيتك حيا.
" النور تراه ، ولا يريحك كثيرا ، تخشى أن ترتد منه أعمى ، أغلق الغلالات الخضراء عارضا طول الجسد وعرضه أمامها ، وأوقد بجوارها شمعة مبتسما ، وقال كطفل : شمعتي ورمق للتحدي ، قالت : تحتفظ بشموع أمك التي لا تنتهي رغم قرب انتهاء أعمارنا نحن ، قال : شعلتها تتذبذب عند انتفاض الوتر في ، قالت : أبناء هذه المرأة لديهم قدر عظيم من الحنان ".
لماذا لم تشتك هي الأخرى عنف الأجساد عند التلاقي ، كلما قاربنا على جريمة القتل الآمنة التي وضحنا ألا قتيل بها ازدادت رغبتها فيها لأنها آمنة بلا أي سلاح ، ولكنها تمرر عصيرا ملوثا في العروق يعود بك إلى أرضك التي تقف عليها الآن ويلوث لك الرؤية أيضا ، لقد كانت هناك ، بين الوجوه في الصباح ، تنتقي جريدة ، ورأته احتضنته ، تنازل وجلس في الشمس الجميلة .
" جماليات العدائية "
أشعل سيجارا رفيعا وأسند ظهره إلى شجرة مكنه موقعها من متابعة السجاد الأخضر الندي في الصباح ، كانت تصحبه كلبته لكنه لا يعلم أين هي الآن ، أحس في وهلة بالعصير الملوث يسري في أبدان هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء ، كان يعلم أنها لحظات ويمرح الجمع المتناثر في حركة يومه أمامه بالذي أحسه يرعد عموده وأعصابه ويمنحه الحقيقة لثوان ، قد يحدث هذا ، إذا تخطى أوهامه ونفذ إلى ديناميكيةالحقائق ، عندما ارتفع الإطار الأيسر الأمامي مرتطما ثم هبط علم أن شيئا ما حدث لذاك الإنسان البعيد كل البعد عن دائرة وجوده ، لم يقف بل القرر المضي ، تدريجيا مع ازدياد دفقات الخطر كان قد قرر الهرب ، إنها مبادئهما كفنانين التي سحق تحت الإطار ، قبل أن تنطق طالبها بالخرس ، علمت أنه اختلف إذن في كل شيء وصمتت ، امتدت النشوى بعمق روحه وهو يتصيد المنعطفات ليفصل جماليات الهروب.
" كان لا يقدر عليه غير قلة قليلة من القلائل ، الهروب الكبير ألا تجبر نفسك على فعل الصواب دائما ، اندفع بهذه النتيجة داخلك إلى آخر الشارع وليس هناك سوى الإفلات من الكمين وعذاب توقع وجوده من عدمه ، العصير الملوث يا سونيا ، ضحكك داخلك هستيريا ، لوّن الجدران ببخار أنفاسك ، الآن لدي الأحمر الزاعق ، والأسود الفاحم ، والأخضر والجميل والقبيح ، انطلق ، تشتاق العودة إلى وطنك ، في سعادة ، للغلالات الخضراء العظيمة ، ولدفئ البرد الزاحف إلى جانبك من الحائط ، أنت لم تعبأ بالكثير ، فلماذا الآن ، إما اللحظة التي لا تنتهي ، وآدم لم ينلها ، وإما الأفضلية ، والخيار لنا في هذه ، لم يقتل بالخطأ ، ولا بالترصد ، قتل بحقيقة كانت داخله ، وبحقيقة كانت داخلك ، وأفضلية الهارب أيأست المتتبعين " .
قال لها في أول نطق بينهما : لقد كان أخي ، ولا أعرف ما الذي أتى به إلى طريقي ، ولم أكن لأقف له حتى ينال محصول التعاطف ضد المبعد الملعون ، لم أتعمد إيذاءه ، ولا أنكر أنه انسحق تحت إطاراتي ، ولم يبق هنا الآن شئ ، الهروب الجميل ملأ يومي يا سونيا ، كانت وصيتي قبلُ ، لا يمشي أفراد هو منهم في جنازتي ، فأظن الأمر بيننا .
" تغلغل في عروقه أنه خاطيء ، استشرى وتمطق الإحساس ذا في جسده ، لن تلعب معي جريمة القتل الآمنة " أخذا يتأملان الأجساد المتشابكة في المرآة ، كانت منفزعة ، وكان مطمئنا ، فقد توج نفسه الخاطيء الذي يسير على حق ، القناعة ، الوراثة ، في المرآة قابيل ، في المرآة عنف المجرم يقوم بالملاطفة ، يطيل العذاب ، لتعترف أن الأجيج سيحرقهما معا ، تمرسَ ، لا مزيد ، لأن على اللحظة أن تدوم ، فخطيئة الأب كانت طمعا في الخلود ، القناعة واللحم والدم "

و أنت بلعنتك تأخذها إلى مدينة الإنسان



#أحمد_فرحات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داندي قلق
- انفعالية : كلنا خالد سعيد
- قراءة في مجموعة البقاعي الشعرية الجديدة الصادرة بالإنكليزية ...
- توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرخ البقاعي الانكليزية الجديدة
- توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - مدينة الإنسان