أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة














المزيد.....

توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة


أحمد فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


من قلب المجتمع المعلوماتي، والاقتصاد المعلوماتي، ولهاث المفكرة الإلكترونية فيها، وفي ذاكرتها، تولد قصيدة الشاعرة الأميركية من أصل عربي سوري مرح البقاعي.. تولد هكذا مضمّخة بالفطرة الأولى.. بالكينونة الأولى.. الكينونة المهاجمة، المتغيرة، المعزولة والعازلة، والمتلبسة لكل ما هي عليه في جهاتها.. ناسجة أيضا، وبقوة، فرجتها العميقة والمدفوعة بمجهول الأسباب ومعلومها.

ديوانها «الصفر»، حقق انتشاراً عريضا في الدوائر الثقافية المعنية بالشعر الحديث في أميركا، ما دفع بعض النقاد والمستعربين الأميركيين إلى البدء بمشروع نقل أعمالها الشعرية إلى اللغة الإنكليزية، على الرغم من أن الشاعرة كتبت قصائد ديوانها الأخير بالإنكليزية، وكان هذا الديوان، هو بوابتها الذهبية على «الآخر» الغربي قارئاً في الصميم.

تعيش هذه الشاعرة مأزق المواطنة العالمية، أو الإنسان الجديد في العالم، وترتيب أولوياته في الوجود المجتمعي الذي يطل منه على الآخرين، وعلى الذات مرة أخرى، باعتبارها مركز المجتمع المركب والخصوصي، والذي يؤكد كل يوم على نوع جديد من الاغتراب، يعجز عن تعيين هندسته الداخلية، وحاجاته الفكرية والأخلاقية، التي لم تعد تنسجم مع ما كان، وعليه، لم يعد بإمكان الشاعرة المطلة من هكذا مجتمع، أن تكتب على الأشياء «لتمدحها»، أو «لتذمّها»، وإنما «لتفهمها» وتفكك مركزيتها لاستيضاح المطمور منها.

من الغريزة تنطلق دوماً قصيدة مرح البقاعي. تسلس الشاعرة فيها الصلة عبر موصولها في مساقط الداخل كله.. هذا المشتعل بالرموز الضاغطة، والممجّدة لفعل التعبير الشعري الجديد، يخرج عاليا بـ«لوغوس» الكبت والتهتك والجنون والجنس على شكل خطاب كلّياني آخر.. خطاب يدور بمطلقه الجديد فوق المطلق الذي مات مع نيتشه بموت قيمة القيم ذات يوم.

وخطابها الشعري «المطلق» بكثافته هذه، تظل الشاعرة تقرنه بأشيائها الحميمية التفصيلية التي تعرف كيف تؤلف فيما بينها، وتمازجها بأحاسيسها وحناياها ونواياها وشراهتها في التأكيد على الأشياء.. فبعد الولاء الأعمى لدم عاشقها تعترف.. «أزحف عارية السريرة، على جمر من حجر خطيئتك والكرب/ عليك أن تواجهها/ ساطعاً وعالياً/ لتسمعك على الأقل/ كل الضباع العطشى/ لقد انتهكت حقوقي في مبارزة عادلة».

تتمادى مرح البقاعي في حسها الوجودي، وحسها الجسدي معا، وذلك ابتغاء الدهشة بلذتها وللذتها واندفاعها الحيوي فيها، على رغم حصار النسق والتناقض واللاتحديد والوصل والانقطاع.

إنها أيضا شاعرة برناسية بنفس جديد، تأنف فيه من التأليف والتعليل، وتهجم على موضوعها بالحس الطازج، المباشر، وما يعتريه من توحش سلس، يتركها ضحية إغماءة ملحمية ملمّة بفيض الحدس واليقين... ولا غرو فقصيدتها أشبه ببنية شبكية من متغيرات الحضور والغياب.



#أحمد_فرحات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة