أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..














المزيد.....

الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحاسيس وأفكار جاسم المطير
الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..
أرى، أولا، ضرورة تذكير قادة بلادنا المتصارعين، في هذه الأيام، حول (بقاء الثقة) أو (سحب الثقة) من رئيس الوزراء بأن حقيقة ما يصرح به الكثير منهم في الشاشات الفضائية لا يمت بصلة إلى الديمقراطية كما يظنون أو يعتقدون، بل هم يمارسون فعلا سلبيا يؤدي إلى زيادة سعة وحجم التفريق بين صفوف الحركة الوطنية ومؤسسات الدولة رغم اعتقادي أن التلفزيون الفضائي يحمل أقوى وأوسع وسائل التعبير في هذا العصر . لكن بسبب فوضى التصريحات ، انقسم الرأي العام العراقي نتيجة سوء الفهم العام داخل مقرات الحكام ورجال أحزاب الإسلام السياسي إلى قسمين:
القسم الأول: صار يائسا معزولا عن الأحداث والقرار. يخشى مفاجآت سياسية جديدة وعديدة تلحق ضررا أكبر بمصالح الشعب.
القسم الثاني: ضائع بين هذا وذاك من القادة المختلفين على كل الاختيارات المتاحة ديمقراطيا .حتى بات الناس لا يعرفون إنْ كان مبدأ سحب الثقة هو مبدأ ديمقراطي أو لاديمقراطي. صار رئيس الوزراء نفسه يعتقد أن سحب الثقة هو نوع من الإسقاط..!
السياسيون المختلفون لا يعتمدون على أسس دستورية بهذا الصدد لمعالجة قضية بسيطة من قضايا الديمقراطية اعني (سحب الثقة) لكنهم يركنون لمؤسسات التلفزة الفضائية التي لا فائدة فيها ومنها غير إجبار الشعب العراقي على مزيد من الصبر والانتظار. لم يصبح مجتمعنا ديمقراطيا ،بعدُ، ولم تنتشر خصوصية الثقافة الديمقراطية ولغتها وأذواقها ومحرماتها إلى العقلية الحاكمة، بل كل واحد من قادة حكومة السيد نوري المالكي ومستشاريه ومن قياديي حزبه وكتلته البرلمانية يجهد نفسه بوسائل يظنها (عقلانية) حين يهاجم خصومه بلغة فوضوية أحيانا ومتطرفة أحيانا أخرى وتهديدية في أحيان ثالثة لتفنيد حججهم الرامية إلى (سحب الثقة) من رئيس الوزراء لأنه – بنظرهم - لم يستطع أن يحقق منجزا متطورا للشعب والدولة، وربما هم على حق.
هذا الواقع انشأ مجتمعا عراقيا متضادا وانشأ ثقافة مضادة للديمقراطية . صار كل فريق من الفريقين المتخاصمين يعتمد على نفوذه الأيديولوجي والحزبي والطائفي وليس على النفوذ الديمقراطي العملي . صار من الصعب وجود أو ظهور أشكال أخرى، توفيقية أو وسطية، تتوصل إلى الوسائل الفضلى لمعالجة قصور وفوضى العملية السياسية ، مما أدى ويؤدي إلى مزيد من التصور السلطوي لشئون الدولة والشعب.
الهدف الأساسي من العمل على اختبار الثقة بحكومة المالكي، سواء بسحبها أو بتجديدها، هو أمر بسيط من أمور الحق الديمقراطي – البرلماني كما نصت عليها دساتير الكثير من الدول المتقدمة ومارستها حكومات وأحزاب وشخصيات ديمقراطية عالمية ( تشرشل.. ديغول.. تاتشر.. وغيرهم) تؤمن أن الثقة أو سحب الثقة هي وسيلة من وسائل إبعاد علاقات السيطرة والتفرد بالدولة.
في كل مناسبات الدول الديمقراطية نجد قادتها يستخدمون (العقل) وليس( العاطفة) عندما يتعلق الأمر بالثقة وبعدم الثقة فكثير من قادة الأحزاب الغربية يستقيلون من مناصبهم حال خسارتهم أو خسارة حزبهم في الانتخابات البرلمانية. على سبيل المثال أنهم لا يحاولون أن يثأروا لأنفسهم وخسارتهم كما هو الحال في تقاليد قادة الحكومات والأحزاب في الدول المتخلفة.
إن أساليب (سحب الثقة) أو (تعزيز الثقة) برلمانيا هي شكل من أشكال (الحداثة السياسية) وهي شكل من أشكال البحث عن وسائل (الاستقرار السياسي) وهي شكل من أشكال (تغيير المجتمع) تغييرا تقدميا، كما تعكس ذلك تجارب الكثير من الدول التي سبقتنا في بناء المؤسسات الديمقراطية.
الهدف الأساسي من (سحب الثقة) أو (تعزيز الثقة) بواسطة الموقف البرلماني الحاسم إنما هو شكل متقدم من أشكال الرؤى الديمقراطية يمكنه تحقيق هدف من أهداف الأطراف المتخاصمة للوصول الى حالة التوفيق والوفاق بينها وليس السعي إلى توسيع (العداء) إلى حد استخدام (البوكسات) كما في بعض البرلمانات الإفريقية أو إلى حد (الانقلابات العسكرية) أو (الحروب الأهلية) أو في اقل الاحتمالات باستخدام تبادل (الضرب بالأحذية) كما جرى في البرلمان الأردني. كل هذه الوسائل المقيتة هي صورة من صور انحطاط السياسة وتخلف الشخصية السياسية تلحق ضررا كبيرا بالمبادئ الديمقراطية وبمصالح الشعب في آن واحد. ليس من الصواب لجوء حكومة السيد نوري المالكي إلى (مقاومة) حق طلب الثقة على وجوده لمجرد أن هذا الطلب لا يتفق مع أهوائه الشخصية آو أهواء مستشاريه المنغلقين على محوريتهم الحزبية والطائفية.
إن حق طلب معرفة (الثقة) أو (سحب الثقة) من أي مسئول حكومي بما في ذلك رئيس الحكومة يجعل من الثقافة الديمقراطية العراقية نموذجا تاريخيا جامعا يحصن الدولة العراقية والمجتمع كله ويحقق الوفاق الوطني. كما يعزز وحدة القانون وتطبيقاته بعقلانية. لذلك فأنا احمل صوتا يدعو السيد نوري المالكي إلى التنازل عن الرؤية الذاتية المتشائمة والقبول باجتماع الثقة أو سحب الثقة للانتماء حقا إلى ساحة الديمقراطية والحرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكمة :
الديمقراطية هي وسيلة لجمع ما ينفصل وتوحيد ما يتعارض..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 20 – 6 – 2012



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة البغدادية وديوك المنطقة الخضراء..!
- الفيدرالية والديمقراطية..
- دور التجمع العربي في نصرة القضية الكردية
- أسماع المتحاورين العراقيين سفواء وزعراء ومعراء وسعفاء..!
- للصبر حدود لكنّ الغباء ليس له حدود ..!
- مؤتمر القمة العربي .. بقايا من بقاياه ..!
- بعض الوزيرات يحببن (الكرسي) أكثر من ( السرير) ..!!
- النائب عدنان السراج من الراسخين في العلم الديمقراطي ..!
- مرضى الزهايمر يتحدثون عن مؤتمر القُمة العربية ..!!
- فحول البرلمان العراقي وإناثه يتصفحون..‍!
- يعرفون تكاليف تعدد الزوجات ولا يعرفون تكاليف اللغة الواحدة . ...
- الملا ّ علي الأديب وزيرا للثورة الثقافية الإسلامية ..!
- تنجح الدبلوماسية حين تحترم حرية التعبير ..‍!
- في الفيليبين يتحرر القادة العراقيون من مشاكلهم ..!!
- بلاد بلا موسيقى وغناء مثل رجل بلا امرأة ..!
- وزيرة المرأة العراقية : الرجال قوّامون على النساء ..!!
- عقبات حقيقية أمام المثقف والحرية
- سر العلاقة بين بشار وهوشيار ..!
- عن المحور الرئيسي الذي نحتاج إليه
- منتهى محمد رحيم شمعة مسرحية لا تذوي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..