أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - أربعة أيام أخيرة بإنتظار نهاية الحرب















المزيد.....

أربعة أيام أخيرة بإنتظار نهاية الحرب


علي عبد الكريم حسون

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أربعة أيام أخيرة ..... بإنتظار نهاية الحرب 2 – 2
يوميات تؤرخ لفترة مابعد 9 – 4 - 2012
علي عبد الكريم حسون
الكهرباء كانت تضيء بغداد طيلة أيام الحرب وبدون إنقطاع , وتصريحات الصحاف ( الصحافية ) أيضا بدون إنقطاع , عن علوج يتساقطون , وعن دبابتين لهم إستطاعتا النفاذ فعالجهما ( جند القائد الأشاوس ) .... تفاجأنا في الأيام الأربعة الأخيرة من الحرب , بأن القتال أصبح أرضيا , أي على مستوى الأرض وبالقرب من مسكننا , وأن الكهرباء قد إنقطعت في كل بغداد . يبدو أن قنابل من زنة معينة قد بدأت تسقط بالقرب من مسكننا ,إختبأنا تحت السلم بإعتباره المكان الآمن الوحيد في البيت .
كانت الساعة قد قاربت السادسة صباحا من فجر يوم التاسع من نيسان , سمعنا صراخا , أثر إنفجار قريب في البيت المجاور والخالي من سكانه , اصوات لأكثر من شخص , وهي أصوات صبيان يستنجدون , إنهم أولاد ( كريمة الخبازة ) بجوار السفارة الأيرانية . جعلناهم يتسلقون الجدار , كانوا أربعة أخوة , إستردوا أنفاسهم بعد حين ... تصاعد القصف , ( تشاهد ) الجميع , كلنا كنا خائفين من موت قريب , من عدو لانشاهده . كان السلاح الوحيد لدينا هو مسدس ( أبو سيف ) مع عتاد مشط إضافي .... إختفى بعد حين صوت الأنفجارات , ولكن عاد صوت الدبابات تطلق مدافعها , وكذلك رشاشاتها . يبدو أن هناك مقاومة يائسة من بعض أفراد ( الحرس الجمهوري ) , تجرأت غير آبه بإعتراضات المتواجدين , ربما لأن روحي عزتّ عليّ وليس شجاعة مني , أن أطلّ من فتحة الباب , كان القتال قريبا وبالتحديد في رأس الشارع ومن بيت ( أبونا ) القس الشاب الذي غادر بيته أول أيام الحرب ... تراجعت وسط لوم الجميع لي .....
بعد العاشرة , كانت أصوات الرصاص فقط , عرفنا من خبرتنا القليلة بالأمور العسكرية , أنها صوات دوشكات الدبابات تمشط المنطقة , خرجنا مترددين , لنشاهد أصحاب ( الزيتوني ) # وقد نزعوه بسرعة فائقة , لتظهر ( التراكسوتات ) التي إرتدوها إحتياطا لهذا اليوم .
تجولنا في المنطقة , لنجد صناديق العتاد : قنابل / صواريخ أر. بي . جي . سفن / رمانات هجومية ودفاعية . تركها أصحابها في صناديقها , ظهر من ظهر ليستولي على الرشاشات وليطمر السلاح الباقي في حديقة بيته .
عند الظهيرة تجمعنا عند رأس الشارع محتمين ببيت ( أبونا ) الذي نخرته ثقوب الرصاص ورقطته ليبدو كلوحة سريالية . ظهرت دبابة أمريكية , إستدارت نحونا , ولكن بقي مدفعها بإتجاه مضاد لنا , ظللنا واقفين , لم نكن شجعانا ولا خائفين , كنا متوترين فقط .إنفتح بابها , ظهر جنديين شابين جدا وشقرا , شقرالوجوه والشعر , تقدموا نحونا بأسلحتهم , تكلموا معنا بإنكليزية واضحة , أجبناهم بمثلها , تبعهم آخرون , أصبح مجموعهم ستة , بدأوا بمصافحتنا , كان حديثهم عن مقاتلين آخرين , يبدو أنهم إطمأنوا لنا حيث كان هيئتنا لاتدل على مقاتلين فلباسنا الدشداشة أو البنطلون والقميص . تجرأ أحدنا فطلب منهم أن يتصل بعائلته المهاجرة إلى أمريكا , لم يستجيبوا لطلبه لأن أجهزة الأرسال بدبابتهم غير مرتبطة بالقمر الصناعي حسبما أجابوه . كان موقفنا جميعا منهم هو الحيادية , لم يظهر على وجوهنا الترحيب بهم ولا العداوة , فبقدر ماكنّا فرحين بسقوط الطاغوت , كنا في نفس الوقت مقدّرين لتبعات إحتلال جاء عبر البحار والمحيطات , لاحبا في سواد عيون العراقيين , الذين تركوهم بعد إنتفاضة آذار 1991 طعما لمروحيات صدام حسين , وإنما لأن خارطة لشرق أوسط جديد قد أعدت منذ وقت بعيد . يبدو أنهم كانوا يتوقعون إستقبال الأهالي لهم بالورود , عبر الأنطباع الذي أوحاه لهم من إرتبط بهم في مؤتمر لندن والناصرية وصلاح الدين . وحتى من رحب بهم بصوت متهدج , عاد وخجل من هذا الترحيب المنافي لتأريخ شعب , عرف عنه مقارعة المحتل .
الفرهود الأمريكي والتشفي الكويتي :
-----------------------------------
في اليوم التالي , شاهدت الجموع تجري مهرولة بإتجاه القصر الجمهوري القريب , وتعود حاملة ماإستطاعت حمله من أشياء ##. أولاد كريمة الخبازة بعد أن إستردوا شجاعتهم , كانوا سباقين لهذا السباق ( الفرهودي ) . من ضمن ماحملوا صناديق كارتونية لمشروبات , بدأ أحدهم بفتح إحداها أمامنا , كانت شمبانيا من النوع الفاخر , وعدوا ( أبو سيف ) بإعطائه واحدة منه كهدية لأيوائه إياهم , أخلف بوعده بعد أن عرف سعرها الباهض .
عند العصر تقدمت جموع من جانب الرصافة عابرة جسر السنك , عندما شاهدوا الأمريكان ودباباتهم , تراجعوا , إلاّ أن الأمريكان أزالوا خوفهم بدعوتهم للتقدم .بالقاذفة فتحوا لهم باب ( الأورزدي باك ) / الأسواق المركزية , بدأ النهب لكل شيء , كانت بإنتظارهم سيارات البيك آب ولوريات الحمل الصغيرة , مع عربات خشبية , وعربات دفع صغيرة , وأيضا ظهورهم لحمل كل موجودات اورزدي . طال النهب بناية المصرف العقاري : حتى أولاد ( الحاج) وهم حديثي نعمة , تطوروا مع والدهم من عربة بيع النفط إلى أصحاب محلات , ساهموا بالنهب أيضا , حملوّا البيك آب بأجهزة التبريد الجديدة , غادروا المنطقة بها , تفاجأنا في اليوم التالي بخبر إستشهاد أخيهم في نفس السيارة التي كانوا يغادرون بها مع أجهزة التبريد بطلقة طائشة .
بدأت الأشاعات تتسع وتتعدد , ثم أصبحت حقيقة واقعة عن نهب منظّم للمتحف العراقي في ساحة المتحف بمنطقة العلاوي , وعن نهب مماثل لمستشفى بن البيطار لجراحة القلب القريب , ترعاه أو تتجاهله القوات الأمريكية , وعن مترجمين كويتيين أو مرافقين كويتيين لهذه القوات , متشفين بما يحدث للعراقيين . وعن عمليات نهب أخرى طالت جميع أبنية الوزارات عدى بناية وزارة النفط التي حمتها الدبابات الأمريكية . حتى منطقة المصارف والبنك المركزي خصوصا طالها النهب ولو إلى حين , حيث بادرت الدبابات الأمريكية بحماية المنطقة .
# في علاوي الحلة وقرب الكراج كنت أشاهدهم وهم يعرضون رشاشاتهم للبيع بعشرة دنانير , تخلصا منها ولتحصيل إجرة الوصول لبيوتهم .
## كان البعض يتسلح بفتاوى تبيح الأستيلاء على كل شيء حكومي , لأن الحكومة ظالمة مغتصبة للحق العام . ومثلها تصريح لرامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي , بأن هذا تنفيس عن الكبت الموجود لدى الناس من ظلم نظام صدام . ومثله محاولات منظمة للأستيلاء على دبابات الجيش العراقي ونقلها لأقليم كردستان مع أنواع من السلاح الثقيل . وكذلك الأستيلاء على مخازن التصنيع العسكري من قبل العناصر التي تبنت الأرهاب ونظمت نفسها بفصائل تحت مسميات متعددة ومنها القاعدة وفلول البعث . وأطرف تبرير سمعته من أحد معارفي , عندما سألته عن غزوته الفرهودية , أجابني بأنه لم يأخذ من القصر الجمهوري غير أعداد من مجلة ( البوردة ) مجلة الأزياء النسائية والموديلات ,لأن أم فاطمة تحتاجها ...



#علي_عبد_الكريم_حسون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد الثانية عشرة ليلا من يوم رفض الرئيس إنذار التحالف
- الناصري لقب تلقب به أبناء الناصرية
- معلمون في الأهوار 2 - 2
- معلمون في الأهوار
- أيام الجامعة في عهد الأخوين عارف
- أيام التلمذة وبدايات الانتماء
- الناصرية مدينة تؤبن أبناءها
- لتلميذ في قبضة الجلاد


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - أربعة أيام أخيرة بإنتظار نهاية الحرب