أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - معلمون في الأهوار














المزيد.....

معلمون في الأهوار


علي عبد الكريم حسون

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معلمون في الأهوار 1 من 2
كتابات عن الناصرية
علي عبد الكريم حسون
تقليد رائع كان يسير عليه قسم الجغرافية بكلية الآداب , أن ينظمّ سفرة إلى مصر أو ايران كجزء من التطبيق العملي لطلبته على الأرض . في سنتنا نحن وعندما حان الدور علينا , صدم غالبية الطلاب عندما تحولت السفرة إلى الأهوار ... أنا القادم من الناصرية وزميل من الأعظمية كنا الوحيدين اللذان فرحا بهذا التحول . فهو عالم نجحنا في رسم صورته للآخرين برومانسية رائعة أقنعتهم بالرضوخ والذهاب لأسبوعين إلى أهوار الصحين في لواء العمارة ..
كان الأستاذ المشرف علينا هو الدكتور أحمد نجم الدين , أول عراقي تطأ قدمه القطب الجنوبي برفقة بعثة علمية عالمية . ومن هناك أرسل برقية إلى رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم , تحمل زهو العراقي , وهو يغرس علم بلاده في ثلوج القطب .
قبلها بسنتين أخذني سيد مصطفى جمال الدين , وهو الدكتور الشاعر إبن ( كرمة بني سعيد ) عالم الدين بعمامته وجبته , الخازنتين لعقل متفتح وفكر تنويري . أقول رافقني لأسبوع وأنا إبن التاسعة عشر من العمر , إلى الجبايش وقبلها الفهود وبينهما قصبة الحمار , لأعد بحثا عن الأهوار , تاركا لأبناء المنطقة وطيورها وجباشاتها ومشاحيفها , أن تتحدث عن نفسها كاشفة أسرارها الدفينة يوم كانت الحضارة الأولى والكتابة الأولى والفخاريات الأولى , تشيد وتؤسس لأول ( مكير ) إنتصب زقورة , وإستمر ( إيشانا ) شامخا لخمسة آلاف سنة .
ويبدو أن حظوظي الجغرافية إستمرت ملتصقة بي , فكان أول عهد لي بالتدريس أيضا في الأهوار , ولثلاث سنوات متصلة ... لم أجد غربة , ولم يعتريني حنين لمدينتي الرائعة الناصرية , وأنا أجد الحضن الدافيء من أبناء ( الفهود ) , وهم يتذكرون والدي الموظف عندهم في الأربعينيات , ويشاهدون الأخلاص المتفاني لستة مدرسين , يشغلون غرفة في سطح المتوسطة , سكنا لهم , نجحوا بإقناع عائلتين كريمتين أن ترسل بنتيهما لمتوسطة البنين , يوم لم تكن هناك واحدة للبنات .
في الطريق إلى الهور , بسيارة الباص الخشبية ( دك النجف ) , مجتازين مرقدي (فواده ) و
( سيد يوشع ) والناس المتبركين بمرقد العلوية والطفل السيد . والنظر يمتد إلى مالانهاية
لمساحات مائية هائلة , تكون مثلثا أضلاعه ألوية الناصرية والبصرة والعمارة . مخترقة الحدود إلى إيران , ليتصل الحمار بالحويزة . وحيث تخترق المشاحيف المسالك المائية ( الكواهين ) بين غابات القصب والبردي , والمخزون الهائل من أسماك الشبوط والكطان والبني وطيور البط والخضيري والبش ودجاج الماي والحر والحذاف . منها ماهو محلي , لايغادر الأهوار أبدا , ومنها اللاجيء الآتي في رحلتي الصيف والشتاء من أصقاع الشمال اوربي والأسيوي , ملتصقة بأرجله حلقات معدنية من المعاهد العلمية التي تؤرخ لبداية هجرتها , منتظرة إيابها .
لأبن الناصرية القاص ( نعيم عبد مهلهل ) فكرة رائعة عن إرتباط الأهوار بذهنية المعلمين كأرتباط الجذر بالأرض , وأن ذلك يعود إلى : (( الأرتباط بين البيئة الساحرة والثقافة والأنتماء وأشياء أخرى تتعلق بالشعر ... حيث أدرك المعلمون من سكنة الجنوب قبل غيرهم أن ذاكرة الماء ترسم وهجا حافلا من قضية أن يكون هذا التأريخ البعيد متأصل بهذه البيئة تأصيلا له علاقة بتكوين ذلك التأريخ )) . أستكمل مع نعيم فاقول : أن هناك من قاسمنا العشق هذا , معلمون من ألوية العراق جميعا , ومنفيون عاشوا بين ظهرانينا , مبعدون من سلطات بغداد . فأحتضنتهم أفئدة أبناء الهور ... فكان هناك معلما من البصرة , سيصبح له شأوا في القصة وفنها , وهو صاحب (( المملكة السوداء )) القاص البصري محمد خضير , الناحت بقلمه (( بصرياثا )) .
وأن شعراء وقصاصي وأدباء الناصرية , إستلهموا وحيهم من هذه البيئة , فكان رشيد مجيد الشاعر , ومجيد جاسم الخيون بن الجبايش , صاحب بيت الشعر :
طولّ ياطريج السوك
ريت دريولك يعثر
ريت التاير اليفتر مايفتر
ريته بالف بنجر
أنشده وهو يتطلع لوجه صبوحة جلست أمامه على طريق ال 28 كلم بين سوق الشيوخ والناصرية , متمنيا ن يطول الطريق .
وأن عبد الله الرجب المنشد لقصيدة طبقية مطلعها :
سد الله مضيفه ورد
مابنه الله للعامل سد
بس كال بكتابه العظيم
ونرزق من نشاء بغير حساب
دفع على أثرها أشهرا ستة من حياته سجينا في سجن البصرة .
# لي عودة لأستكمال الحديث عن الموضوع نفسه



#علي_عبد_الكريم_حسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع د. طلال الربيعي حول الطب النفسي واسباب الامراض النفسية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتحليلها، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام الجامعة في عهد الأخوين عارف
- أيام التلمذة وبدايات الانتماء
- الناصرية مدينة تؤبن أبناءها
- لتلميذ في قبضة الجلاد


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة خاصة لصغير خروف بحر لا يريد مفارقة والدته
- بلقاء CNN.. أبرز ما قالته المرشحة الرئاسية نيكي هايلي
- مصري يحقن سمّ الكوبرا بـ5 ثعابين أخرى سامّة..ماذا كانت المفا ...
- بيان خليجي أمريكي حول سوريا
- ألمانيا: يجب أن نكون مستعدين لدعم أوكرانيا لفترة طويلة
- القوات الخاصة الروسية تستولى على درون متناهي الصغر بسعر 20 ...
- مصر.. اكتشاف مذهل خلال أعمال تطوير منطقة عشوائية (فيديو وصور ...
- غروسي: ننوي تبديل مفتشينا في محطة زابوروجيه النووية الأسبوع ...
- مجموعة العشرين لن تدعو زيلينسكي مثل منظمات أخرى
- توغل عشرات الطائرات الحربية الصينية في منطقة الدفاع التايوان ...


المزيد.....

- إنطباعات وملاحظات من زيارتي للعراق بعد أربعة عقود من الغياب ... / غسان نعمان ماهر الكنعاني
- عن الدولة المدنية والدولة العربية / إلهام مانع
- أزمة التعليم في الجامعات الفلسطينية / غازي الصوراني
- الإطاحة بدولة الإحتلال الصهيونى :الطريق إلى دولة ديموقراطية ... / سعيد العليمى
- العدد 66 من «كراسات ملف»: فلسطين واليونسكو / عبد الرحمن حسن غانم
- كتاب تحت المجهر / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- كتاب بيني وبين نفسي / محمد السعدي
- نشيد الحرية / عقيل حبش
- فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 3/3 / عبد الرحمان النوضة
- النضال ضد الشعبوية في أوروبا (*) (النص كاملا) ترجمة مرتضى ال ... / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - معلمون في الأهوار