أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - نعبرُ البحرَ وموجاتِ السَّماء















المزيد.....

نعبرُ البحرَ وموجاتِ السَّماء


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


أنشودةُ الحياة
[نصّ مفتوح]
إهداء: إلى روح الزميل الحميم الأستاذ زهير كيراكوسيان

.... .... ......
نعبرُ موجةَ البحرِ
نعبرُ شهقةَ الغربةِ
نتركُ خلفنا ذكرياتٍ
مضمّخة برحيقِ النَّفَلِ
بتواشيحِ العشبِ البرّي ..
أينّ المفرُّ من رحيقِ الأزقّة؟

أزقّةٌ تحملُ بين طيّاتها
بهجةً من أريجِ المودَّةِ
بهجةً من لونِ الطُفُولة
آهٍ .. أين سأخبِّيءُ بهجةَ القهقهاتِ
أهٍ يا صديقي
يا موشور زمالةَ العمرِ
ها قد طُحِنّا بينَ سنابكِ الغربة
غربةٌ قارسة
ولا كلَّ الغرباتِ!

وحدهُ حرفي يخفِّف
من ضجرِ الإشتعالِ
من لظى خشونةِ الارتحالِ
وحدهُ حرفي يُـبَلْسمُ دكنةَ ليلي
كم من الأحبَّة عبروا لجينَ السَّماءِ
كم من البكاءِ
كم من العبورِ
في دهاليزِ الشَّقاءِ!

آهٍ .. وترحلُ عنّا يا زهير كيراكوسيان
يا أبا راكان
يا أبا المودّة
يا روح الفكاهة
وبسمات الحنان!

ترحلُ عنّا ونحن في أعماقِ الغربة
ترحلُ وتتركنا نذرفُ بحرقةٍ
دمعةً إثرَ دمعة!

نعبرُ موجةَ البحرِ
موجةُ الحزنِ
دمعةٌ ساخنة تنمو
فوقَ هضابِ الروحِ
وأخرى تنطبعُ مثل الوشمِ
على خدودِ العمرِ

أيّها الأرمنيّ المعطّر
ببهجةِ الارتياحِ والإنفتاحِ
أيّها الصديق الجامح
نحوَ ضياءِ الصباحِ

آهاتُنا تمتدُّ
على مساحاتِ المدى
زهير كيراكوسيان
بسمةُ ودٍّ معبَّقٍ
بزهورٍ مكلَّلة بالندى
ندى الحنين إلى منعرجاتِ الصِّبا
إلى معابرِ الهدى!
آهٍ .. هل ثمّةَ معبر يقودُنا
إلى بوَّاباتِ الهدى؟!
تهنا عن كلّ البوصلات
حتّى عن صوتِ الصدى!
لم يبقَ مَا يجمعنا في أوجاعِ الغربة
إلا نواقيسِ الردى!

آهٍ يا صديقي
يا زميلَ الدربِ ..
تموتُ أمّهاتُنا محدّقاتٍ في عتمةِ الليالي
محدِّقاتٍ بصورنِا
المعفَّرة بشموخِ التلالِ!
تلالُ الحنينِ
أبهى من كلِّ التلالِ!

يودِّعُنا الأصدقاء وداعاً أقسى
من تصدُّعاتِ الجبالِ
دموعٌ من لونِ الصحارى
تنسابُ فوقَ وجنةِ الروحِ
بينَ ضياءِ الهلالِ!

نعبرُ موجةَ البحرِ
تاركينَ خلفنا
ذكرياتٍ من لونِ الربيعِ
من لونِ الاخضرارِ!

تشمخُ قاماتُ الأصدقاءِ
مخترقةً صهيلَ البحرِ
تدمعُ عينيّ شوقاً
إلى بيتِنا العتيقِ
إلى دفءِ الديارِ!

غربتي تغفو فوقَ جبهةِ الريحِ
رميةُ نردٍ خاسرة رمينا
رهانٌ أنكى من رهانِ القمارِ

تهنا يا صديقي بين سنديانِ الشوقِ
وضلالِ تجوالنا
في أعماقِ البراري!

ماذا جنينا من بخورِ غربتنا
غير تفاقماتِ الحنينِ
إلى هلالاتِ المزارِ؟!

أوجاعنا تنمو
لا تمحيها تلألؤاتِ النجومِ
ولا تغريدِ الهزارِ!

عبرنا موجةَ البحرِ
أنينٌ موجعٌ تغلغلَ
في رحابِ الروحِ
من خلفِ البحارِ!

ذكرياتنا ظلّت
معلّقة بين شهقاتِ الحنين
عبر ارتجاعاتِ الصدى!
آهٍ .. مَنْ منَّا يستطيعُ
أنْ يلملمَ شهقاتِ الصدى؟!

أنهضُ من سباتي
من مماتي
من دكنةِ الليلِ الطويل!

إلى أينَ ينتهي بنا هذا؟
آهٍ .. يا جرحَ حنينٍ
في سماءِ الغربة
أهكذا تودّعنا يا زهير في بهجةِ العمرِ
يا أبا راكان
يا قامةً سامقة
يا زهرةً
من فصائلِ الاقحوان
كم كنتَ تملأ الشارعَ ودّاً
حبَّاً من لونِ الكرومِ
ذكراكَ تواشيحُ عطرٍ
من نكهةِ البيلسان!

غربةٌ في صباحِ العيدِ
في مساءِ العيدِ
غربةٌ تفورُ
فوقَ موجاتِ البحار!

تودّعُنا يا صديقي قبلّ الأوان
قبلَ أن نعانقَ صدراً فسيحاً
قلباً غامراً بالحنان!

نعبرُ موجةَ البحرِ
تاركين خلفنا ألعاب الطفولة
تموُّجاتِ الذاكرة البعيدة
نعبرُ الحزنَ
نعبرُ واحاتِ الضبابِ
آهٍ ..
أينَ سأخبِّيء ضحكاتِ الصِّبا
مَنْ يستطيعُ أنْ يكفكفَ
دموعَ عقودٍ من اللظى؟

ما كنتُ أعلمُ أبداً يا زهير
أننّي ضعيفٌ إلى هذا المدى
ما كنتُ أعلمُ أبداً
أنني أضعف مخلوقٍ
يتناثرُ حزناً
مثلَ حبيباتِ الندى!

اليومُ تأكّدتُ
أنَّني موجةُ شوقٍ
تزدادُ إشتعالاً
موجةُ حنينٍ
إلى بيادرِ الصِّبا ..
هل ثمّةَ فرحٌ
أبْهَجَ من أن نعانقَ أحبَّتنا
أثناءَ الفراقِ
أثناءَ الوداعِ
أثناءَ بزوغِ الضياءِ
قبلَ وبعدَ حلولِ المساء!

مَنْ أعزّي يا صديقي
أَأعزّي نفسي
أم أعزّي ديريك ..
ديريك آهٍ يا ديريك
يا جبهةَ الحزنِ؟

أَأعزّي سهولَ الروحِ
اخضرار التلالِ
براري الدمعِ
أم شهقةَ الاشتعالِ؟

قامتكِ تعبر ليلي
تعطّرُ بهجتي
بسمةُ محيّاكَ
لا تفارقُ شهقتي
تعبرُ ساحات حوشنا العتيق
تعبرُ بكلِّ ارتياحٍ رحابَ الديارِ!
عجباً ..
كيف تختفي بسماتنا
بعيداً عن نجيماتِ المدارِ؟

لم أجدْ نفسي مهزوماً
ومطحوناً في رجرجاتِ الغربة
مثلما أراني اليوم
هل لأنَّكَ كنتَ نِعْمَ الزمالةِ
نِعْمَ المودّةِ
طيّبُ المعشرِ
أطيب من عناقيدِ العنبِ
أشهى من الماءِ الزلالِ؟!

تموجُ الآن قامتكِ وأنتَ تقهقه
مع صديقٍ من أعزِّ الأصدقاءِ
صديقُكَ صديقُ الهدوءِ وبهجة اللقاءِ
من هنا
من خلفِ البحارِ
أجوبُ الذاكرة البعيدة
أراكَ تضحكُ بإنتعاشٍ
مع أبي الخلودِ
خالد محمَّد خالد
بسمةٌ هاطلة فوقَ الخدودِ
أعبرُ على الخطِّ متسائلاً
هل تضحكانِ بالكرديّة أم بالأرمنيّة؟
تتنامى موجة القهقهاتِ
تجيبني بكلِّ طرافةٍ
لا يا صديقي
لا نجيدُ الضحكَ بالكرديّةِ هكذا
ولا بالأرمنيّة
نضحكُ بالأزخينيّةِ القحّة
كي يبردَ قلبكَ يا أبا النقاشاتِ
أضحكُ على تعقيبِكَ الطَّريفِ
ثم تُعلِّلُ خصوبةَ القهقهاتِ قائلاً
مرَّ من هنا عمُّنا صومي ما غيرهُ
واستعرضَ قفشةً من قفشاته
اندهشنا من طرافةِ العرضِ
فتعالت قهقهاتنا بأزخينيةٍ*
من تحتِ الدسْتِ!

آهٍ يا صديقي
أينَ سأخبِّي دفء القهقهاتِ
أينَ سأخبِّيء بهجات الروح
وآلافِ الضحكاتِ؟
تتعرّشُ فوق قبّة العمرِ
قصصي وحكاياتي
ترفرفُ مثل نوارسِ البحر
تريدُ أن تعانقَ صديقاً
من أصفى الدمعاتِ
كيفَ سأخفِّفُ
من جمرةِ حزني
بعيداً عن أمواتي
آهٍ يا موجةَ البحرِ
يا غربةَ الغرباتِ
اِنسابيْ يا دمعتي اِنسابيْ ..
اِنسابيْ فوقَ بخورِ الآهاتِ!
.... ... ..... .... يُتْبَعْ!


ستوكهولم: 25 . 1 . 2005
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]

مقاطع من أنشودة الحياة.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديريك يا شهقة الروح
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 467 ـ 468
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 465 ـ 466
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 463 ـ 464
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص ـ 461 ـ 462
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 459 ـ 460
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 457 ـ 458
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 455 ـ 456
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 453 ـ 554
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 451 ـ 452
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 449 ـ 450
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 447 ـ 448
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 445 ـ 446
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 443 ـ 444
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 441 ـ 442
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 439 ـ 440
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 437 ـ 438
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 435 ـ 436
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 433 ـ 434
- أنشودة الحياة ـ 5 ـ ص 431 ـ 432


المزيد.....




- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...
- مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
- بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
- مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - نعبرُ البحرَ وموجاتِ السَّماء