أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح مكطوف - ماذا تبقى من (الوطنية) ومفهوم المصالحة (الوطنية) في العراق














المزيد.....

ماذا تبقى من (الوطنية) ومفهوم المصالحة (الوطنية) في العراق


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 22:56
المحور: المجتمع المدني
    


لا يختلف مفهوم (الوطنية) عن غيره من المفاهيم كالديمقراطية واللبرالية والدين والقومية والسياسة والحقوق ... الخ، فهي بمجموعها بنى فوقية هي جزء من الرؤيا الايدلوجية للطبقة البرجوازية تبنى عليها قناعات نسبية لتتماها في النهاية وبقدر ما مع الواقع الآيل للتغير، وإذا كان ثمة ثبات لتلك المفاهيم فهو منزلق باتجاه نتائج أخرى أيضا إذ أن جميع تلك المفاهيم هي في صيرورة دائمة لا تعرف إلا السير باتجاه التحول ــ بغض النظر عن ما يستغرقه ذلك التحول من وقت ــ إلا أنها وفي كثير من الأحيان تمارس تأثيرها في الخداع ومراوغة الوعي وهنا يبدو الأشخاص أحرار في الدفاع عن خدعهم الأيديولوجية والتي تصل حد الاستعداد للموت أحيانا في سبيل شيء لا أساس إلا في خيالهم كالقناعة بالأديان على مر التاريخ أو القومية والوطنية...الخ
وفي العراق يتعشق مفهوم (الوطنية) كذلك بمفهوم العشيرة والقبيلة والشيوخ وشيوخ الافخاذ ليضيف (للوطنية) ضبابية أكثر فمن يمدح المالكي مثلا هو (وطني) من وجهة نظر حزب الدعوة وعميل من وجهة القائمة العراقية والقوميين الكرد وبالعكس فمن يذمه يعتبر (وطني) ومن وجهة نظر العراقية و الكرد وعميل من وجهة نظر حزب الدعوة وهكذا أصبحت هذه المفردة من أكثر المفردات استعمالا وهي سلاح إعلامي متاح للجميع ، فمفهومها في زمن النظام السابق ادمج بمفهوم البعث وبالتالي بحب وشرف الرئيس وعائلته وأقربائه وان من يحيد عما هو مقدس حسب البعث فانه خائن وعميل، لذا نرى أن معظم ردود الأفعال المضادة للبعث وللنظام سفهت مفهوم (الوطنية) وأعلت عليه مفهوم الطائفة أو الشعور القومي كما هو حال الأحزاب الشيعية فهي ترى مصلحة إيران الشيعية فوق مصلحة (الوطن) وان لجوء بعض فصائله لما يسمى بالمقاومة لم يكن دفاعا عن (الوطن) المحتل وإنما كان دفاعا عن إيران المهددة وبمساعدة منها بلغت مليارات الدولارات كأسلحة أو مساعدات نقدية.
كذلك يحاول القوميون الكرد البدء بتأسيس شعور قومي خارج حدود (الوطن) ليحلموا بكردستان الكبرى وان وجودهم في هذه الرقعة الجغرافية المسماة بـ (العراق) يضيق عليهم وعلى مشاعرهم بالحلم القومي وليس أدل على ذلك من تصريحات مسعود برزاني الشوفينية اليوم بعد تمكنه من الحكم مستندا إلى مليشيا البشمركة، والجميع يتذكر انه اتفق مع نظام صدام عام 1996 لانتزاع اربيل من جلال طالباني بدخول الحرس الجمهوري إليها وقد كان آنذاك وطنيا بالمفهوم ألبعثي إما اليوم فلم تعد ضرورة لتلك الورقة لاختلال توازن القوى .
أما ما يسمى (بالسنة) فان قلة منهم لجئت للمقاومة بدفع من القاعدة وما تبقى فان قناعاتهم القومية العروبية تدمج مع قناعة البعثيين بـ (الوطننية) بمفهومها لدى النظام السابق وليس لديهم أي (رؤيا) مستقلة إضافة إلى التجائهم الجارة تركيا والجارة السعودية.
ولكي يستقر البلد ويسلم ما تبقى من القتل تحت طائلة الطائفية والقومية أو حتى البعثية ولكي تكون السرقات أكثر وضوحا فلابد من إلقاء السلاح والشروع بالنهب المنظم لذا جاء مشروع المصالحة الوطنية مع أناس لم يسمع بهم احد من قبل، وكل مسمعنا به عنهم أن خزائن السعودية وإيران مفتوحة لهم كي يقتلوا الأبرياء ويفجروا الأسواق ويعيثوا فسادا تحت عناوين كاذب مثل مقاومة الاحتلال فما علاقة مقاومة الاحتلال بتفجير سوق في مدينة الشعلة راح ضحيته أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح يوم 31/5/2012.
وان الحكومة والقوى السياسية في العراق على قناعة بان من يحمل السلاح مستعد للقتل حتى دون سبب لذا عليهم احترامه والجلوس معه والاستماع له وعفا الله عما سلف من جرائم قتل وتبدو الصورة واضحة بان من سعى خلفهم عامر الخزاعي وزير الدولة للمصالحة الوطنية هم القتلة والبلطجية والمارقين الذين لا يمتون بأي صلة للإنسانية فما دخل الوطنية بهؤلاء أن هنالك عناوين غير (الوطنية) للتعامل معهم وليس هذا دفاعا عن الوطنية ولكن إنصافا لذوي الضحايا فلماذا نعتبر شخص ما بالأمس كان يقل ونسميه اليوم وطنيا ما هي المعايير التي اعتمدت عليها الحكومة أن العجز من الإتيان بهؤلاء إلى المحاكم والتحقيق مهم حول جرائمهم هو الذي أدى إلى إنشاء وزارة باسم المصالحة الوطنية لم نشهد لها أن جلست مع مخالفي العملية السياسية من الأحزاب والقوى خارج الحكومة والسبب أن هؤلاء لم تتلوث أيديهم بدماء مئات الآلاف من الضحايا مما يدلل أن القوى السياسية المشتركة بالحكومة مشتركة أيضا بجرائم القتل لقبولها المصالحة مع القتلة
إن الجهود التي تبذل من المتفقين على تصفيتنا إضافة إلى هدر المال العام تحت عنوان المصالحة الوطنية كفيلة بمعالجة مشاكل مثل الكهرباء وإيجاد فرص عمل للعاطلين وحل الكثير من معضلات المجتمع إلا أن المعادل الموضوعي للهروب من إيجاد الحلول والعجز عن حل هذه المعضلات هو التسلي بالمصالحة (الوطنية)



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الرسالة المفتوحة للرفيق رزكار عقراوي الى حميد مج ...
- حكومة المالكي تستغل عواطف الناس للحصول على البيعة
- لن تكون للدموع بقايا
- برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظ ...
- حول اعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي
- ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)
- عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح مكطوف - ماذا تبقى من (الوطنية) ومفهوم المصالحة (الوطنية) في العراق