أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فالح مكطوف - عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات















المزيد.....

عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 07:20
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


إنها لمهزلة حقا أن يبعث الموتى في زمن الاحتلال وان يقلد مريديه الزمن الفائت، والمنتقد ــ كما روجوا ــ لديهم، فبالأمس ارتدى صدام حسين جلباب القعقاع وسعد وصلاح الدين لبعث الروح في الأموات من اجل اجترار وإعادة صياغة شعارات الأمة للانتصار على (الأعداء) وراح عشرات ألاف ضحايا لتلك الشعارات والصور واستحضار الأرواح، بين الحروب والإعدامات والكيماوي والتهجير، وكان يومها في أحوج ما يكون إلى الرمز (الثيوقراطي) والتريخي المقدس الأقرب لخداع الآخرين فهو بصدد خلق أيديولوجية ردفية ومساعدة للفكر القومي الذي بات عاجزا لوحده عن تعميق وسائل الاقناع ، وكانت الحملة الإيمانية التي قام بها، شاهدا على ذلك الاستنجاد بالأرواح، وقد ولى ذلك الزمن وكان لابد لانبعاث الموتى من القبور أن يختفي ويولي هو أيضا فنحن إزاء (الديمقراطية) والتمدن والتحضر كذلك السوق الحرة والليبرالية. أليس كذلك ؟؟.
وكان في ذلك الزمن قد أطلقت أسماء الموتى والمعارك على المدن والشوارع (ذي قار، القادسية،صلاح الدين، المثنى،محمد القاسم الخ ...) لتكون حاضرة في تفاصيل الحياة من اجل تكريس الفكر القومي وتبرير الاستبداد والدكتاتورية التي يستهجنها الجميع، وها هو ذا العصر الجديد ــ الذي كان ينبغي فيه محاكمة الماضي الأليم وإعادة صياغة الحياة بما يتطلبه الحفاظ على كرامة الإنسان وعدم استغلال عواطفه وردود أفعاله الغريزية ــ قد حل، انه عصر الانفتاح، عصر الاحتلال، وعصر القواعد العسكرية، في هذا التجديد لابد لرواد هذا العصر من أن يخلقوا الوسائل المناسبة لكي يكونوا أمناء مع ذاتهم على الأقل، لكي لا يجددوا لنا الصور المأساوية وهذا هو طموح المبشرين بديمقراطية بوش، إلا أننا سرعان ما رأينا إبدال للأسماء ( حي الزهراء، مدينة الصدر، جسر الحسين...الخ) إيذانا ببداية عصر جديد كان مخطط له أن يستمر حتى إفراغ آخر ما بجيوب الناس تحت شعارات (الجزية والزكاة والخمس)، ولكن هؤلاء يبدو أنهم لا يستطيعون مفارقة القاعدة الفقهية والبديهية والتي تقول: (إن فاقد الشيء لا يعطيه) هكذا نرى أن الإفلاس والخواء الفكري وانعدام الأفق والبرامج السياسي يستدعي بالضرورة إعادة إنتاج نفس الوسائل ــ التي إستخدمها البعثيون لثلاثة عقود ــ لتبرر التواجد في الساحة وخلق مناخ الحرب الطائفية وما رافقها من تهجير وقتل وتمزيق المجتمع كل ذلك من اجل النهب والعمالة للاحتلال، وبدلا من إيجاد أجواء بديلة وأكثر إنسانية لبعث مفاهيم الحرية والمساواة وإيجاد فرص العمل للعاطلين وإيصال الكهرباء والماء الصالح للشرب والدواء والسكن والأمان للمجتمع، أقول بدلا من ذلك راحت تلك الكيانات تمارس ذات الطقوس بجلباب لا يختلف كثيرا عن القديم، وهذا يتطلب تجديد تمزيق اكفان الموتى وبعثهم من القبور للمشاركة في العملية السياسية ولاعطاء نكهة جديدة للطعم الأيديولوجي ذاته الذي اتخمت به جماهير العراق، وكانت مقدمة ذلك هي تقسيم المجتمع إلى ما يكررون تسميته بشغف كما لو أنة سفر مقدس وهو الــ (مكونات) التي يتألف منها المجتمع في العراق واضفاء الطابع السياسي عليها، والتي علينا أن نقبل بها كإطار مستحدث جاءت به احدث تجربة في العالم المعاصر، والذي يتناقض بطبيعة الحال، مع ابسط مفاهيم الحرية، وهو يحتم على العراقيين أن يكونوا ضمن اطر تفكير الإسلاميين والقوميين، فأما شيعة أو سنة أو أكراد أو أقليات أخرى لان أي تقسيم خارج هذا الإطار يكون (مستورد) كالتقسيم الطبقي مثلا، لان ليس في العراق عمال ــ على أرجح أراء علماء الدين ــ وإنما أناس مؤمنين بعيدا عن الطبقات وان الله خلق العراق هكذا وقسمه هكذا فلماذا نعترض على الغيبيات التي تخفي غايات لا يعلمها إلا الله؟
لقد تم خوض الانتخابات السابقة بحضور قوي للرمز (الثيوقراطي) والتاريخي للحفاظ على المذهب الشيعي بالنسبة لدعاية الإسلام السياسي الشيعي، و لعدم محق السنة ورموزهم التاريخية بالنسبة لأحزاب الإسلام السياسي السنية، ومن اجل بعث جمهورية مهاباد وكاوه الحداد بالنسبة للجلاليين والمسعوديين، وكان الرمز التاريخي حاضرا ، لان الانتخابات أخذت طابع معركة شبيهة بمعركة (ألطف) وخاصة بين الاحزاب المذهبية الإسلامية ولابد من الثار والاستيلاء على السلطة ولو بالتعاون مع الشيطان، وروجت بعض الجهات الشيعية إيغالا باستخدام الرمز التاريخي إلى أن السلطة في العراق لم تكن شيعية إلا في زمن (الإمام علي وعبد الكريم قاسم)، لذا تعرض الشيعة لما تعرضوا له خلال جميع الفترات التاريخية ولابد من إعادة الأمور إلى نصابها، أما الأحزاب الإسلامية السنية فقد أدركت الخطر المحدق واحزمت أمرها متكلة على الله الذي نصرها على مد التاريخ، وهكذا تضاربت الشعارات واستحضرت الأرواح ( الراشدين وخالد، والزبير ...) حتى انتهت العملية إلى برلمان المحاصصة ودستور الانحطاط وما جرى من تداعيات ذلك من قتل وتهجير وغيرها مما هو معلوم للجميع.
ومعلوم كل الظروف التي مرت منذ الاحتلال إلى اليوم أفقدت الرؤى الثيوقراطية والرمز التاريخي حضورهما وتأثيرهما في الانتخابات كأداة انتخابية، كما أن ذلك الإجماع الذي رأيناه بالأمس لـ (ممثلي المكونات) والتي وحدها الرمز التاريخي لم يدم كثيرا، فالائتلاف العراقي تفرق وما عادة قضية الثار التاريخي تهمه كثيرا وأصبح كل حزب يسعى إلى وصول إلى السلطة بعيدا عن إخوان المذهب، أما جبهة التوافق فقد فقدت التوافق وتفرقت الى فرق وخرج العليان منتقدا الحزب الإسلامي الذي تآمر على المشهداني، فلم يعد من احد بهذه الجبهة بقادر على الاستعانة بالرمز التاريخي للوصول إلى سدة الحكم، وأخيرا أصبحت هذه الرموز وتواجدها في الدعايات بعيدة عن الانتخابات في مجالس المحافظات لان الناس الذين أدلوا بأصواتهم سابقا وكانوا مخدوعين ومغيبين أدركوا أن الأحزاب الإسلامية وعملاء الاحتلال إنما تخدعهم عن دراية ووعي من اجل المكاسب المادية وسرقة الثروات والاستئثار بالسلطة.
وبالمقابل فقد أدركت تلك الأحزاب هذا البون الشاسع بينها وبين الجماهير فسعت إلى محاولة ترتيب أوراقها من اجل إدامة المصالح الخاصة بها، فنرى اليوم شعارات العدالة والمساواة وتطبيق القانون ومحاربة الفساد هي السائدة لأنها خدعة اليوم والبديل الواقعي لفكرة لإحياء الموتى وكأن لصوص الأمس أدركوا فجأة أن سياستهم كانت خاطئة ولابد من إصلاحها خدمة للجماهير وان تجديد الشعارات الانتخابيةبعتبر جزء من هذا الاصلاح والذي يمكن أن يخلق واقع جديد حسب تصورهم.
إن المطالبين بتحقيق العدالة وتطبيق القانون هم الذين ينبغي لهم أن يخضعوا للقانون وتطبق العدالة عليهم عن كل ما جرى من قتل وتهجير ودمار للمجتمع، مؤكد أن جماهير العراق وان تأخر عليها الزمن بعض الشيء فإنها أكثر حساسية بالمخادعين واللصوص والعملاء وإذا كان السياسيين قد غيروا شعاراتهم فهو لأنهم أدركوا أن هذا الشعب قد كشفهم وسوف يقول كلمته يوما ما وستتهاوى الشعارات ومن يرفعها.



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فالح مكطوف - عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات