أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/3















المزيد.....

مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/3


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 01:17
المحور: الادب والفن
    



مشروع(12 قصة) ،كان الدافع لها هو شعور أغلب كتاب القصة في البصرة بتهميشهم من قبل وسائل النشر الرسمية السلطوية بتعمدٍ، إضافة لانعدام وسائل النشر المستقلة في العراق ، وعدم إمكانية جريدة الفكر الجديد ومجلة الثقافة الجديدة، لم تكن جريدة " طريق الشعب " قد صدرت، تلبية نشر كل ما يرغبون ، لأسباب عدة ، ليست فنية ،غالباً ، بل أيدلوجية أساساً، وقد كان خلف الفكرة أولاً القاص مجيد جاسم العلي والقاص ودود حميد وأشترك معهما وبحماس بعد ذلك القاص عبد الجليل المياح ، ثم وقفنا جميعاً معهم. ومن الذين ساندوهم في بغداد ، وكما اخبرني بذلك القاص مجيد جاسم العلي: انه حمل معه رسالة من القاص ودود حميد إلى الناقد محمد الجزائري، لمعرفة وطيدة بينهما، لتسهيل الأمر لكنه لم يجده ، فزار الأستاذ محمد سعيد الصكار، بحكم معرفته به ، والذي كان يعمل في مجلة "ألف باء" وطرح عليه الموضوع ، وبالنظر لعلاقات الأستاذ الصكار ومكانته المرموقة، من خلال عمله الفني والصحفي في بغداد فأنه حمل من الأستاذ الصكار رسالة إلى أحد مسؤلي هيئة رقابة المطبوعات الذي استجاب لرسالة الأستاذ الصكار و سهل موافقة هيئة الرقابة على مخطوطات ومشروع( 12) قصة سريعاً. وقد تم طبعها على نفقة المساهمين فيهما ودفع كلٍ منهم مبلغاً قدره خمسة دنانير لقاء ذلك. اشترك في الحلقة الأولى كل من القصاصين: احمد أمين/أبو عاطف والمغترب حالياً/ وريسان جاسم عبد الكريم وطاهر ظاهر حبيب وعبد الصمد حسن وعبد الحسين العامر وعبد الجليل المياح/ المعدوم شنقاً حتى الموت/ وقاسم إسماعيل الصالح وكاظم الصبر/ المقيم في المغرب الآن/ ومحمد خضير- وللأمانة كان الأستاذ محمد خضير ، لموهبته القصصية المعروفة ،لا يعاني أي حصار في النشر أين ما يشاء وحسب ما يرغب محلياً وعربياً ، لكنه بحسه الإنساني العالي وتهذيبه الفائق، وتضامنه مع قصاصي المدينة ، وقف مسانداً ومرحبا بهذا المشروع- ومحمد سعدون السباهي ومجيد جاسم العلي و ودود حميد ، وقد صدرت بعد منتصف عام 1971، ورتب تسلسل القصص حسب الأحرف الأبجدية للمشتركين. تم مواجهة الحلقة الأولى في البصرة من قبل أدباء السلطة بريبة شديدةٍ ، وهجوم علني وذم وقدحٍ لا مثيل لهما، في كل مكان ، وخاصة في برنامج كان يبث حينها أسبوعياً عبر تلفزيون البصرة تحت عنوان (المنبر الحر)، يعده و يقدمه احد الإعلاميين البعثيين وممن يحسب نفسه ، بصلف نادرٍ ،على كتاب القصة وهو لم ينشر طوال حياته غير قصة واحدة فقط ، يتيمة حتى الآن. لكن الأستاذ الراحل القاص يوسف يعقوب حداد عندما استضيف في الحلقة التي أعقبت ذلك الهجوم تصدى بدبلوماسيته وأدبه الجم وكياسته المعروفة ولغته المهذبة جداً وروحه المنفتحة وإخلاصه المعروف لخدمة الحركة الثقافية في المدينة ، لذلك الهجوم والقدح والذم ، خاصة وفي وسيلة إعلامية مرئية تدخل بيوت الناس، مؤكداً : أن على الجميع مساندة هذا المشروع والوقوف إلى جانبه لا مهاجمته وأصحابه، وموضحاً أن فيهم مواهب قصصية شابة سيكون لها شأن في عالم القصة العراقية، لكن محاوره أراد أن يحط من القيمة الفنية لبعض القصص فرد عليه الراحل حداد بوضوح تام بما يلي: هذا ليس من شأنك بل من شأن النقاد ولهم الحكم فنياً على القصص. وكتب كذلك عنها من قبل بعض كتاب المؤسسة الثقافية الرسمية في بغداد بقسوة متعمدة ، عندما نشروا مقالاتهم حولها ، في بعض الصحف والمجلات التي تصدرها السلطة، كانت مهينة جداً حتى في عناوينها،ناهيك عن متنها، كما كتب عنها بموضوعية الناقد ياسين النصير، وتابعها من البصرة بدقة الناقد جميل الشبيبي بمقال مطول نشره في مجلة(الثقافة الجديدة). كان المخطط لـ(12 ) قصة أن يتواصل صدورها موسمياً في الغالب.
2
بعض المشتركين في الحلقة الأولى لـ(12 ) قصة وعند مناقشة إصدار الحلقة الثانية منها، في المقهى ، أراد أن يفرض عليها اتجاهاً فكرياً وفنياً معيناً ، وهو ليس إلا صدى للـ (الواقعية الاشتراكية) بنسختها (السوفيتية) وتصوراتها في قضايا الأدب والفن، وما تمثله من توجهات متزمتة، وتدخّلاتها الفجة في تفاصيل الرؤى المنفتحة - الخلاقة التي يتسم بها العمل الفني، ولست هنا معنياً بذكر الأسماء ، بقدر ما أسعى لتشخيص ذلك التيار الذي كان يقف خلفه، لأسباب ليست أدبية- ثقافية، بضراوة بعضهم. مما دفع عدد من المساهمين بحلقتها الأولى للانسحاب ، في مقدمتهم القاص محمد خضير ولحقه بعد ذلك عبد الصمد حسن و قاسم إسماعيل الصالح ، وللأمانة أن انسحاب عبد الصمد حسن لم يكن غير صدى لانسحاب القاص محمد خضير، وإذا كان القاص عبد الصمد حسن قد واصل المسير في عالم القصة القصيرة وصدرت له رواية ، عن دار الشؤون الثقافية - بغداد ،على وفق شروط معينة، لن أتطرق إليها، خلال مرحلة التسعينيات. فأن قاسم إسماعيل الصالح تبخر تماماً عن الوسط الأدبي والثقافي في المدينة ، ولحد اللحظة لم يُعرف عنه أنه قدم شيئاً ما مذ تلك القصة في الحلقة الأولى. وكذلك انسحب القاص محمد سعدون السباهي بسبب رفض نشر قصته (الوصية) بإجماع المشتركين فيها ، ومطالبته بقصة أخرى غيرها ، تحاشياً لأي إشكال قد يقع مع هيئة رقابة المطبوعات مما سيدفعها لعدم إجازة الحلقة الثانية. وقصة السباهي تلك ، كان أستاذنا الراحل الدكتور علي جواد الطاهر وفي عموده الأسبوعي بجريدة الجمهورية والمعنون( أفق) قد كتب بأنه ".. يندران يُكتبْ في العراق مثل قصة (الوصية) التي تمُثل الحلقة المفقودة في التطوّر القصصي العراقي.." وقد أعاد الراحل د. الطاهر نشر ذات الموضوع في كتابه( ما وراء الأفق) والصادر عن وزارة الثقافة العراقية. ورغم أن قصة ( السباهي) قد فازت بالجائزة الأولى لكن صحف ومجلات السلطة لم تنشرها ، مع أنها نَشرت النصوص الفائزة الأخرى. وقد نشرت قصة (السباهي) بعد ثلاث سنوات في (مجلة الفكر المعاصر) التي كانت تصدر في لبنان وتشرف عليها الروائية عالية ممدوح، و تم التحفظ على ذلك العدد من قبل هيئة رقابة المطبوعات، لكن بعضاً منه قد تسرب ألينا بطرق ووسائل شتى، كما نشرها ( السباهي) ضمن مجموعته القصصية الأولى " ضباب كأنه الشمس" / دار الشؤون الثقافية- بغداد 1994.اشترك في الحلقة الثانية من (12 ) قصة بدلاً عن المنسحبين: عبد الجبار الحلفي وشاكر السكري وسلمان كاصد والراحل خليل المياح وحسن موسى، فصدرت في نهاية الشهر التاسع عام 1972 بالاسم ذاته، أي (12 )قصة،مع أن المشتركين (13) قاصاً. كما نشرت كذلك على نفقة المشتركين فيها ،ورتب تسلسل القصص فيها بشكل معاكس لما جرى في الحلقة الأولى ، أي من نهاية تسلسل الحروف الأبجدية العربية صعوداً لبدايتها ، وقد صمم غلافها، كذلك، الفنان (إياد صادق). وفشلت محاولة احتواء (الجماعة) من أي جهة كانت، وبقي الموقف الثقافي- الرسمي متشدداً جداً تجاه ( الجماعة) حتى أننا اقترحنا على (دور الثقافة الجماهيرية) أن تخصها بجلسة يوم الثلاثاء الثقافية المعتادة، والتي تعقد عصراً على حدائقها، وليتحدث عنها كل مَنْ يستطع وبما يشاء، فجوبه مقترحنا بالرفض التام من قبل مديرها، المتزمت جداً ، الشاعر(م. ر. ج). جرت محاولات عدة لإصدار الحلقة الثالثة منها ، وحصلت محاورات في المقهى اشتركنا فيها معهم، وتقدمنا بمقترحات عدة لهم منها: أن يتم تقديم قصص ذات نوعية ومستوى فني متقدم ، وان تعرض كلها على بعض المثقفين البصريين و المهتمين بهذا الشأن وفي مقدمتهم الأستاذ "محمود عبد الوهاب والزملاء عبد الكريم كاصد والراحل مصطفى عبد الله وجميل الشبيبي" ويكون رأيهم باتاً في صلاحية أي قصة للنشر، واستغرقت تلك الحوارات زمناً مطولاً.. لكن ذلك لم يحصل على موافقة جماعية من قبلهم ، حتى تفرق شمل(الجماعة) لأسباب وظروف خاصة - عامة.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الصحفيين العراقيين ويومهم
- مانحُ الكُتبِ..
- مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/2
- الفنان -محمود أبو العباس-: مسرح بلا ناس مجرد خَرِبة..و شعب ب ...
- الشاعر مهدي محمد علي: شجرة مثمرة..ومنجز غمرته الظلال
- الفريد سمعان.. شهادة عن زمن مضى
- مقهى أدباء البصرة: يستعيد الفنان والمفكر- محمود صبري- و و- و ...
- في الأول من أيار :دعوة لتأسيس مركز بحثي- علمي مستقل- يعنى ب( ...
- في مقهى أدباء البصرة:معرض للفنان-عبد الصاحب الركابي-وفلم للم ...
- ملاحظة لابد منها عن موضوع نشر ته وكتب عنه الاستاذ محمد سعيد ...
- مقهى (الدَّكة) في البصرة:..فضاء ثقافي..وزمن سبعيني(1-4)
- رسالة الى:
- حول الملتقى الثاني لقصيدة النثر في البصرة..
- (أوراق جبلية) لزهير الجزائري:..تجربة ذاتية وكوابيس
- جماليات المسرح..بين الانثروبولجيا الوصفية والعلوم الآثارية
- قصيدة النثر وإنتاج المعنى
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:.. محمود عبد الوهاب ومحمد خضير ...
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:..محمود عبد الوهاب ومحمد خضير( ...
- دعوة ( وزارة الثقافة) لطبع بعض مؤلفات الشاعر الفقيد (مهدي مح ...
- الشاعر مهدي محمد علي:.. المنجز المغدور


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/3