أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - انطباعات سريعة من القاهرة..!!














المزيد.....

انطباعات سريعة من القاهرة..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقترب الساعة الآن من السادسة (مساء الاثنين) ولم تُعلن بعد نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في مصر. ولكن الإخوان أعلنوا فوزهم منذ الصباح الباكر. وفي شوارع القاهرة، خاصة القريبة من وسط البلد تخرج مظاهرات قليلة العدد تعبيراً عن ابتهاج المشاركين بالفوز. وفي الوقت نفسه يُعلن الناطق باسم حملة السيد شفيق أنهم حققوا تقدماً على الإخوان.
بمعنى آخر: لم تتضح النتيجة النهائية بعد، ولن تكون لهذه المقدمة أهمية تُذكر بعد ساعات. وإذا كان ثمة من فائدة للفقرة السابقة عن الانتخابات الرئاسية المصرية، فهذه القيمة تُستمد من الإشارة إلى ضبابية الموقف، وحجم الرهانات، والمستقبل المفتوح على احتمالات كثيرة. كل تجليات هذه الأشياء يراها كاتب هذه السطور على وجوه الناس في القاهرة، ويسمع صداها في كلامهم. قلق، وتوتر، واحتمالات كثيرة ومتضاربة.
فلنضع هذا كله جانباً. ثمة سيناريوهات مختلفة للحالة المصرية، ويمكن مقاربتها بطريقة مقارنة، أي بالقياس إلى نماذج قائمة في مناطق أخرى من العالم. من النماذج القابلة للتفكير: التركي، والإيراني، والباكستاني، والروسي. فلنفكر في النماذج التالية:
أولاً، النموذج التركي: تركيا دولة يحظى فيه الجيش بمكانة خاص، ونظام وصل إلى سدته الإسلاميون، لكنهم لم يعملوا على تغيير الهوية العلمانية للدولة. لم يفعلوا ذلك خوفاً من الجيش، أم انسجاماً مع تقاليد الهوية العلمانية للدولة، أم ربما لأن للعلمانية قاعدة شعبية قوية في تركيا، أم لأن فرص تركيا في دخول الاتحاد الأوروبي تتناقص إذا تأسلمت الدولة. هذه كلها أسئلة مفتوحة، والأهم من بينها أن مصادر الإسلام السياسي التركي تختلف عن مثيلاتها في العالم العربي. ويصعب القول إن النموذج المصري في حال فوز الإسلام السياسي ممثلاً بالإخوان سيعيد إنتاج النموذج التركي.
ثانياً، النموذج الإيراني: يعني أن يعيد الإسلاميون سيناريو ما بعد الثورة الإيرانية، التي أطاحت بالشاه. في حقيقة الأمر شارك اليساريون والليبراليون والقوميون في الثورة الإيرانية، إلى جانب القوى الشعبية المحافظة، لكن آيات الله هم الذين تمكنوا من الاستيلاء على الثورة، وقاموا بتصفية كافة الحلفاء السابقين، واستفردوا بإنشاء نظام تحوّل إلى دكتاتورية دينية. تصعب إعادة إنتاج النموذج الإيراني في مصر، طالما لم تسقط مؤسسة الجيش في أيدي الإسلاميين.
ثالثاً، النموذج الباكستاني: أسلمة الدولة عن طريق الجيش، كما حدث في باكستان منذ تصفية ذو الفقار على بوتو، وصعود ضياء الحق. وهذا غير ممكن في مصر، لأسباب تتعلّق بظروف إنشاء باكستان، وعلاقة الدين بالدولة في كيان هجين نشأ بعد الانسلاخ عن الهند.
رابعاً، النموذج الروسي: يعني خروج أشخاص أقوياء من صلب النظام السابق، وتصفية الكثير من ملامح النظام الشمولي السابق، دون التحوّل إلى ديمقراطية كاملة، كما حدث في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. فقد تداول الحكم في روسيا أفراد من النخبة الحاكمة في العهد الشيوعي، لكنهم لم يحكموا بمنطق التجربة الشيوعية السابقة. واليوم، وإذا كنا لا نستطيع وصف نظام الرئيس بوتين بالديمقراطي تماماً إلا أننا لا نستطيع وصفه بالشمولي، أيضاً. وفي مصر يمكن الوصول إلى حالة كهذه تحمي الدولة من الوقوع في قبضة الإسلام السياسي، وفي الوقت نفسه لا تُعيد إنتاج النظام الأمني السابق.
كل هذه النماذج واقعية وحقيقية، وربما تراود خيال البعض في المشهد المصري. ومع ذلك يصعب القول إنها قابلة للإنتاج. ففي كل النماذج السابق خصوصيات محلية يصعب استنساخها. ستكون التجربة المصرية، على الأرجح، فريدة، وهذا استناداً إلى تفرّد الهوية المصرية نفسها.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بوصف الواقع كما هو الآن وهنا ـ وهذا الواقع متحرّك بمعنى أننا لا نستطيع استخلاص نتائج بعيدة المدى، بل قراءة مؤشرات قد تكون مفيدة في قراءة تطوّر الأحداث ـ يمكن القول إن المؤسسة العسكرية في مصر، ومن خلال سلسلة من القوانين، حريصة على دورها في حماية الدولة المصرية. وهذا قد يفتح الباب على أزمات سياسية حادة، وتحوّلات يصعب التنبؤ بنتائجها النهاية، خاصة إذا تصرّف الأخوان وبقية ممثلي الإسلام السياسي بطريقة من يحاول الاستحواذ على كل مصادر القوة في الدولة والمجتمع.
من ناحية أخرى، ليس صحيحاً أن الغالبية الساحقة من المصريين تؤيد الأخوان وبقية ممثلي الإسلام السياسي. هذا ما تجلى بشكل واضح في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية. الصحيح أن المجتمع المصري أفاق من صدمة الانتخابات البرلمانية، التي جاءت بالإسلاميين إلى مجلس الشعب (لماذا جاءوا بهذه الكثافة سؤال آخر) وقد أفاق نتيجة المناورات السياسية للإسلاميين أنفسهم بعدما صعدوا إلى واجهة المشهد السياسي. وهي مناورات لم تكن مقنعة لأعداد كبيرة من المصريين لأسباب كثيرة يتداخل فيها الوطني بالأخلاقي، ناهيك عن تصادم وتضارب المصالح في مجتمع هائل الحجم كالمجتمع المصري.
وليس من قبيل المصادفة القول إن صعود الأخوان وبقية الإسلاميين في المشهد المصري لن تكون في صالح الإسلام السياسي بالمعنى الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي. عليهم إيجاد حلول لمشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية أكبر منهم، فالحل الوحيد لإخراج مصر من أزماتها يتمثل في ائتلاف أكبر عدد ممكن من القوى السياسية في إطار برنامج موّحد. وهذا مُستبعد في ظل ميل الإسلام السياسي إلى الاحتكار، وإحساسه بنشوة الفوز. سيتكبّد الإسلاميون هزيمة سريعة إذا ظل الحقل السياسي الذي فتحته الثورة المصرية بالقوة مفتوحاً أمام الجميع، أما إذا تمكنوا من إغلاقه عن طريق القمع، فستكون المسيرة طويلة ومؤلمة. وهذه، على أية حال، انطباعات سريعة من القاهرة.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرملُ جديدٌ، وفي المكتبات خلال أيام..!!
- الثورة، لمنْ يهمه الأمر..!!
- مصالحة، ظاهرتان، وأشياء أخرى..!!
- المصالحة غير ممكنة..!!
- الكأس كاملة حتى الثمالة..!!
- Grotesque
- الإسلاميون وانتخابات الرئاسة في مصر..!!
- نبوءة سعد الدين إبراهيم..!!
- تفاهة الشر..!!
- الواقع بعينين أوسع قليلاً..!!
- كل عام وأنت بخير يا محمود درويش..!!
- بنغازي سورية في حمص، ولماذا أحبطها الأميركيون!!
- في رثاء ماري كولفن..!!
- السباحة في الماء بلا بلل..!!
- رسالة إلى الرقم 1842..!!
- لا شيء يفنى أو يُخلق من عدم..!!
- مديح العام 2011..!!
- البيان والتبيين في خلافة المسلمين..!!
- المحبوب والعزيز والوارث، وكلهم زعماء..!!
- صعد الإسلاميون، وماذا بعد؟


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - انطباعات سريعة من القاهرة..!!