أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حسين - الثقة مسحوبة أساساً















المزيد.....

الثقة مسحوبة أساساً


باسم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقة الشعب بالحكومة أمر مطلوب للغاية حتى يعينها على تنفيذ برامجها المخصصة له أساساً لأن الشعب عملياً هو الغاية والوسيلة في ذات الوقت لأحداث التنمية والتغيير الإيجابي المفترض . وقد فقد البعض هذه الثقة منذ الأسابيع الأولى التي تلت الانتخابات عام 2010 بسبب تعثر تشكيل حكومة تقدم للناس الحرية والأمن و الخبز والخدمات مثل بقية حكومات الدول الأخرى فقيرها وغنيها. وولدت بعد مخاض عسير أكبر الحكومات عدداً في تاريخ البشرية , أكثر من 40 وزارة بعد اتفاقات في عاصمة إقليم كردستان تضم تشكيلات أخرى في الدولة العراقية وفق توافقات على أمور جانبية كثيرة لا علاقة ولا مصلحة للشعب فيها كما لم ينفذ أغلبها , و تزايد عدد فاقدي الثقة بهذه الحكومة قبل وبعد 25/2/2011 وتزايد أكثر عندما طلب رئيسها مهلة المائة يوم (لأنها فترة غير معقولة ) لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بعد أن تـَنـَبـَّه هو والكثير من مساعديه الى أن شعب العراق لا يمكن أن يستمر في نومٍ عميق على ضيمٍ لحق به بعد أن دفع كل التضحيات المطلوبة وكان زعيم التيار الصدري أكثر واقعية منه (بالرغم من عدم تمتعه بخبرة تنفيذية )حيث منحهم مهلة ستة أشهر لتنفيذ إصلاحات وتقديم خدمات للجمهور , ولم يتغير شيء نحو الأحسن وصولاً الى قبل أسابيع حيث لقاءات أربيل والنجف والسليمانية التي أعلنت الكتل الغير راضية عن الأداء الحكومي عزمها على سحب الثقة من رئيس الحكومة ولم تتحرك أبواق دولة القانون في بادئ الأمر لأنهم لم يكونوا يتوقعون جدية الأمر بل أن أحدهم صرح بأنهم غير معنيين بهذه الاجتماعات ولا ما تفرزه من رؤى وقرارات ولكن بعد أن تحسسوا تلك الجدية أخذوا أدوارهم بكيل التهم المختلفة للفرقاء دفاعاً عن رئيس الوزراء واصفين الأوضاع في حال مغادرته السلطة بالكارثية , لماذا ؟ هل ستحل البطالة بدلاً من فرص العمل الوفيرة ؟ هل ستعود المفخخات الى شوارعنا الآمنة ؟ ( لم يبقى إسماً ليومٍ من أيام الأسبوع إلاّ وسمي بالدامي وأخرهم هذا اليوم 16/6/2012 في زيارة الإمام موسى الكاظم ) والكثير من الأسئلة المماثلة التي لا نفع في إعادتها . لم تترك أية شريحة من شرائح مناصري المالكي إلا وأدلت بدلوها لصالح بقائه في السلطة فمجالس محافظات الجنوب عقدت مؤتمراً في البصرة تقاسمت فيه التهديد بإعلان محافظاتهم أقاليماً في حال سحب الثقة عن رئيس الوزراء . كم كان موقفاً جميلاً و نبيلاً لو أعلنوا الأقاليم ( وهو حق دستوري) رغبة في تحسين ظروف المساكين الذين أدلوا بأصواتهم لهم بدلاً من هذا الإعلان لصالح شخص واحد قد يكن خروجه من الجهاز التنفيذي فيه الفائدة لهم ولبقية الناس وقد لا يكن ، إن هذا الموقف ليس انتصاراً للناس الذين انتخبوكم بل لذاتٍ واحدة ولا يفيد الوطن مطلقاً ولكنه تعصب أعمى فقط ، بينما هدد نواباً آخرين بإشعال الشارع بحشد مئات الألوف من البشر للتظاهر في حين هم الذين أعاقوا تظاهر الآخرين المطالبين بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات للجميع وبصُوَّرٍ عديدة منها العنف والخطف والاعتقال ، رحمك الله أبي الأسود حين قلت ( لا تـَنـْه عَن خـُلقٍ وتأتي مِثلهُ ..... عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ ) ، ناهيك عن رجال الدين مثل وكيل السيد الخامنئي الذي وجَّه بعدم سحب الثقة من الحكومة بينما الحائري أعلن فتواه العجيبة بحرمة انتخاب العلمانيين بقوله " يحرم التصويت في أي مرفق من مرافق الحكم العراقي الى جانب إنسان علماني" وهنا لي سؤال قد يكون ساذجاً ، لماذا الحكم العراقي فقط ؟ لماذا لم تكن هذه الفتوى شاملة لكل الحكومات ؟ سوريا مثلاً . بينما البعض تجاوز هذا الحد ووصف المناوئين لهم بأنهم خونة وآخر اتهمهم بالجاسوسية أثناء العرض العسكري الذي أقيم في بغداد لميليشيا عصائب أهل الحق كرسالة موجهة الى التيار الصدري تعني أننا نمتلك قوة عسكرية مثل قوة جيش المهدي .
لقد تشكلت وأزيحت تسع وخمسون وزارة أيام العهد الملكي منذ 1921 ولغاية 1958(*) وكان الوزراء يتغيرون صعوداً ونزولاً ويمارسون أعمالهم بشكل كامل دون تعقيدات فتارة نجد نوري السعيد رئيساً للوزارة وتارة وزيراً للخارجية وهو العسكري والداهية السياسية المعروف وكذلك غيره من بقية السياسيين العراقيين ، والجميل فيهم لم يهددوا بعضهم ولم يتنبأ مؤازريهم بالويل والثبور للعراق بعد تغييرهم بآخرين ولم تحصل كوارث في العراق غير الكوارث الطبيعية كالفيضانات وهو أمر ليس للسياسة فيه مكان . ولم يسجل انتصارا لأحدٍ على أحد منهم ، كما يقول نواب دولة القانون " أن المالكي سيكسب الجولة وسيخرج منتصراً على الأطراف الساعية لسحب الثقة منه ". أليس هي حكومة شراكة كما تصفونها فهل سيخرج منتصراً على شركائه ؟ إن عملية سحب الثقة من الحكومة هي فعالية ديمقراطية ناتجة عن تفهم البرلمانيين لأدوارهم التشريعية والرقابية ويفترض أن لا تواجه هذا الكم من المعارضة الشديدة والمفتعلة بل المطلوب من الجميع في مثل هذه الحالة تحشيد قواهم تحت قبة البرلمان ومن ثم التصويت وفق الإجراءات الروتينية والقبول بالنتائج مهما كانت , لقد أعجبني كثيراً مواقف وتصريحات بعض المطالبين بسحب الثقة بقولهم أن المطلوب هو استبدال شخص رئيس الوزراء لا غير وإناطة المسؤولية بآخر من التحالف الوطني أيضاً فما الضير في ذلك ؟ لم يطلبوا محاكمته أو سجنه أو إبعاده عن الوطن الى جزيرة نائية . إن شخص المالكي لا غبار على خلفيته النضالية ومعارضته لنظام البعث المقبور ولكن الرجل وللأسف لم يكن موفقاً في عمله لقيادة الدولة العراقية في هكذا ظروف علماً بأنه ترأس الوزارة مرة ثانية بعد أن قدم تنازلات كثيرة ومنها غير المقبول للجهات الأخرى ولكن لم يفي بمعظم تلك التنازلات الأمر الذي جعل المتعلقات تتراكم عليه وصولاً الى حالة كسر العظم بينه وبين الأطراف الأخرى وخصوصاً بعد أن صرح في أمس الأول لإحدى الفضائيات بأنه ليس دكتاتوراً ولو كان كذلك لاقتلع "المتآمرين" عليه ولم يبقيهم في مناصبهم أي وصف عملية سحب الثقة بالمؤامرة وليس ممارسة ديمقراطية .
أيها المتنفذون جميعاً ... دعوا هذه الفعالية تمر من قبة البرلمان وليس بالتوافق الذي يجب أن ننهي دوره واقبلوا النتائج مهما كانت لتأسسوا لديمقراطية حقـَّة يذكرها لكم التاريخ بالرغم من كل ما اقترفتموه بحقنا وحق الوطن لأن الأوطان تدار بالدساتير .

البصرة 16/6/2012



#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة لن تكون قندهار
- ردعلى د. عبدالخالق حسين - المؤمر الأول لنصرة القضية الكردية ...
- سوء الأداء
- حلم قديم


المزيد.....




- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
- القسام تبث مشاهد لاستهداف وقنص جنود الاحتلال شرق مدينة غزة
- ممر ترامب- الجديد.. فرصة كبيرة لتركيا وفخ لروسيا وإيران
- -القمة العربية للشعوب- تدعو لحراك واسع لوقف الإبادة والتجويع ...
- ترامب يستقبل بوتين في ألاسكا.. و-تغيير ذو أهمية- في البرنامج ...
- فيديو.. -الشبح- في السماء خلال استقبال ترامب لبوتين


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حسين - الثقة مسحوبة أساساً