ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:56
المحور:
القضية الفلسطينية
لماذا تقلّصت (القدس) ؟! كدت أبدأ يوميتي بقولي : لا جديد يستحق التدوين ...فأريح وأستريح ! لولا مفاجأتي واندهاشي حين تسلّمت نسختي اليومية من الصحيفة اليومية ( القدس) .
خفيفة الوزن ، نحيلة القوام (!!) على غير المعتاد الذي ألفته يدي وهي تحتضن الصفحات ...
رحت أفكّر متسائلا عن السبب ؛ أتراه إضرابا عماليا ؟ أم احتجابا إعلانيا ؟ أم ترشيدا في الورق ؟ أم تساوقا مع ( تقليص ) القدس – المدينة ؟!!!
كيف سيكون الحال والشعور حين نفيق ( نحن) على القدس المقلصة ، الذائبة في وعاء المصادرة والبناء الغريب ؟!
ما أشد بشاعة التخيل !
ما أكثر إيلام الفكرة !
لم أحتمل تقليص صفحات الصحيفة ، فكيف سأحتمل تقليص الجغرافيا ؟
أوامر الهدم المستمرة ، والتضييق بل المنع على رخص البناء ، وإلحاق الناس بالاقتصاد الآخر ورميهم بداء الاستهلاك ، والإيحاء بعدم جدوى التمسك بالأرض وفلاحتها ... سياسة مخطط لها بعناية شيطانية وفق برنامج شامل واضح الاستراتيجية .
اليوم استمعت لبرنامج ( البعد الثالث ) على فضائية ( القدس) الذي استضاف الخبير الاقتصادي ( عادل سمارة ) . قال الرجل وحلل وأبكى . ( تسير في الريف فلا تجد من يزرع ولا تجد أرضا محروثة . تبحث عن فلاح يعمل في الأرض ، قطف الزيتون ، الحصاد ، فلا تجد ...ألحق الناس بالوظيفة التي تدر دخلا ثابتا بلا عمل منتج ....! والهدف سهولة التخلي عن الأرض / محور الصراع .
في قطاع غزة مليون إنسان يعتمدون على المساعدات ، وثلث الناس في القطاع بلا عمل .
استدخلنا الكسل والاتكالية إلى مفردات ثقافتنا اليومية .
( القدس ) اليوم صدمتني ...هل تدرّبني على ما هو آت ؟!!!!
حظائر الأغنام في بلدتي هدمت مؤخرا . العمارات السكنية تفرض على أصحابها مخالفات مالية باهظة . التزايد السكاني الطبيعي لا يجد أرضا يسكنها فأين المفر ؟ ضرائب المسقّفات ، والدخل ، والتأمينات مختلفة المسميات ...
الحل المتوفر هو الهجرة من القدس ، بيسر وسهولة ، وكفى ...!
مع ( نور القدس ) بدأت التطبيقات العملية لبناء الساحات حول الحائط الشرقي للمسجد الأقصى ( حائط البراق) . وستبدأ قريبا عملية البناء في كنيس ( سلوان ) العين .
هل تقلّصت الصفحات الورقية هذا اليوم بسبب غلاء الورق ؟ تحيرني الأسئلة ، ويقلقني الواقع ...
أين ( أنا ) من كل هذا الألم ؟
ينعكس الوجع ويستفز الشعور فينعكس ارتفاعا في الحرارة والضغط ...فيصير الهذيان مبررا !
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟