علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 21:51
المحور:
الادب والفن
عندما أحببتِ غيري ..؛
هل تذكرين يوم صارحتني بذلك ...؟
لم أصدق حينها ماسمعت ، قلتِ لي بجِد لم أعهده منك من قبل ، ليأخذ كل منا طريقه.
سألتك ، ماذا تقولين ، لعلك تمزحين ...؟
قلتِ ، لا أبدا ، لست أمزح ، لقد اتخذت قراري ، وأرجوك أن تتفهم مشاعري ، فلم نُخلق لبعضنا ، وملامحك لا تروق لي ، أرجوك إفهمني ، نعم ملامحك تحرجني كلما سرنا معا في مكان عام.
قلتُ مستغربا ، أي ملامحي لم تعجبك ...؟
قلتِ ، أنفك ، نعم انه أنفك ، انه اضخم أنف رأيته في حياتي ، وكل يوم يبدو لي أنه أضخم منه في اليوم السابق ، فهو يكاد يغطي بقية ملامح وجهك ، حتى عيناك تبدوان جزء ضئيلا منه ، أنا لا أرى فيك غير أنفك ، ارجوك تطلع اليه في المرآة وسترى كم هو ضخم ، انه لا يشبه أنوف البشر، بل أشبه بأنف غوريلا عجوز، لا أود جرح مشاعرك .. انه قبيح .. بل قبيح جدا ..أرجوك إفهمني..؛
لقد التقطتِ مرآة صغيرة من حقيبتك وقلتِ ، خذ أنظر ألا تراني محقة فيما أقول ..؟
تطلعت الى وجهي في المرآة ، فهالني ما رأيت ..؛
لم أرى أنفي قبيحا كما رأيته حينها ، لقد كنتِ على حق ، فكل الذي رأيت هو كتلة لحم مكورة تم لصقها بصورة سيئة جدا في وسط وجهي ، معكوف ناحية الشفتين كمنقار البوم ، محدودب وسطه كسنام الجمل ، يطل على نهايته العليا تحت الحاجبين ثقبين صغيرين كعيني قنفذ. أيقنت حينها أن الله الذي خلقني ليس فقط لم يحسن خلقي ، بل أساء خلقي ، فكم أنا قبيح الخلقة ودميم.
نظرت اليك طويلا وقلت ، سبحان الله ... الطيور على أشكالها تقع .
نهضتِ من مكانك مذعورة وغاضبة ، برهة بعد ذلك استيقظت من نومي على إثر دوي باب البيت وهي تغلق بقوة خلفك.
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟