صباح الخير ياعراق

كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 16:39
المحور: الادب والفن
    

صباح الخير ياعراق
لو كنت وزيرا للثقافة في جمهورية العراق لجمعت العاملين في الحقل الثقافي والسياسي وطلبت منهم أن يُفتشوا في خفايا الأمور فوراء كل حقيقة حقائق مُغيبة ، أن يماسوا دور ترشيد الدولة والمؤسسات العاملة ، أن يتعلموا مزاولة النقد ، النقد البَنّاء ، ولن يُنشر أي موضوع مداح صداح ، ومن لم يوافق فليقدم استقالته...
لو كنت وزيرا للثقافة في العراق لما عملت كل هذا المُشار إليه ، لأنه يعني تقديم استقالتي أولا...
لذلك أنا قاعد في بيتي...
***

صباح الخير مدينتي ، مدينة الفقراء والمحرومين ، مدينة الأحياء والأسواق الشعبية ، مدينة الثورة التي تأبى أن يتغير اسمها...
صباح الخير على سوق العورة وسوق جمالة وسوق مريدي وسوق حي الأكراد...
صباح الخير على الشوارع قبل أن تُبلط ، على الجوامع قبل أن تُنجس ، على ساحات كرة القدم قبل أن تُثَيّل ، وعلى الدور الخاوية قبل أن تُرمم ، وتدهن واجهاتها المطلة على الشوارع العامة في زمن الأزمان بأمر السلطات ، بالطلاء الأبيض ، زورا وبهتانا..
صباح الخير على فقراء خلف السدة المحرومين من أبسط مستلزمات الحياة دون وزير أو مسؤول يسأل ...
صباح الخير على الأمتار ال 144 في كل بيت قبل أن تُقطع وتُباع من جوعٍ وعِوز...
صباح الخير على الطوبة أم 160 فلس قبل وبعد أن ( تُفَشْ )، تُنفَس ، بأظافيرنا المنقارية وعلى الطوبة الكريكر ( الجلد ) ، حلم طفولتنا المؤجل
وعلى نعال ابو الأصبع وعلى القندرة البلاستك... ، على الأرض وهي تنز ملحا
صباح الخير على أمنا ( جمالة ) ، حين تبتسم وحين تتطيّر بنا ، على ارجوزتها في الذاكرة الخاوية ( الله وأكبر شتحمل بعد ياهو اليجي يريد ايد... للصره )
فها هنا مرت يداي مع الغيوم
وعلى هناك رقصت مياه طفولتي
فمن بكى مثلي يُريد...

مدينة الثورة

#كريم_الثوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل