أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حول الأوضاع الراهنة في العراق















المزيد.....


حول الأوضاع الراهنة في العراق


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار سايت الحزب مع سامان كريم مسؤول لجنة الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العمالي العراقي
حول الأوضاع الراهنة في العراق
سايت الحزب: الوضع السياسي في العراق يتجه نحو التدهور, او هكذا يبدوا للجميع, حتى للفرقاء السياسيين المشاركين في الحكم. حيث ان الحكومة الحالية تشكلت اساسا على بنية عميقة من الازمة السياسية بين الاطراف القومية العربية "التي تطلق عليها السنة"" إئتلاف القائمة العراقية" والاسلام السياسي الحاكم" التي تطلق عليها "الشيعة" ( التحالف الوطني )والحركة القومية الكردية " التي تطلق عليها الكرد" (التحالف الكردستاني). ماهي قرائتكم لوضع السياسي الراهن في العراق؟! مع وجود مبادرات كثيرة لحلحلة الوضع واخرها مبادرة الطالباني, التي تدعوا الى حوار شامل لتجاوز الخلافات العالقة و تنفيذ ما جاء من البنود الثمانية التي تضمنتها البيان من وقف الحملات الاعلامية ، اعتماد الدستور كمرجعية، مبدأ الشراكة الحقيقية في ادارة السلطة، استقلالية المنظومة الانتخابية, تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الفرقاء السياسيين بما فيها اتفاقية اربيل... الخ . وماهو موقع هذه المبادرات المختلفة لتجاوز الوضع القائم و السير به نحو الامن والاستقرار وتوفير الخدمات؟!
سامان كريم: تغيرت الاوضاع السياسية في العراق والمنطقة بسرعة فائقة , وعلى اثر ذلك تغير توازن القوى بين الفرقاء السياسيين في العراق. علينا ان ننظر الى الوضع السياسي في العراق في إطار الوضع السياسي الشامل في المنطقة , حيث ان الاوضاع السياسية في المنطقة وخصوصا في منطقتنا الشرق الاوسط مترابطة ومتعلق احداها بالاخر الى حد كبير. ان المستجدات السياسية التي نراها بوضوح على صعيد المنطقة هي تشكيل محورين مختلفين يمثل كل واحد منهما احد اطراف الأقطاب العالمية. حيث تجري التحولات في اطار اوسع وأشمل يجب ان نأخذها بالحسبان وبدقة حين نهدف الى حلحلة الوضع السياسي في العراق. والإطار هذا , هو صراع اعمق بين القوى العالمية على مناطق النفوذ والسلطة, حيث يجري هذا الصراع في ظل تخاصمات وصراعات خفية بين القوى العالمية الكبرى لتقسيم العالم بينهما مجدداً. من هنا أمريكا تحاول ان تبقى على مكانتها كأقوى قوة في العالم و تحاول ان تلم القوى الغربية وخصوصا المانيا و فرنسا وبالاحرى الاتحاد الاوروبي معها, من جانب اخر روسيا والصين ومعهما بلدان بريكس تحاولان إيجاد موطئ قدم اقوى في المنطقة. في اطار هذا الصراع ولمصلحتهما تشكل محورين مختلفين في المنطقة محور تركي-عربي بقيادة تركيا و السعودية والقطر, ومحو إيران سوريا ومعهما احزاب الاسلام السياسي التابعة او قريبة من الايران مثل حزب الله و حماس و... هذا هو الصراع الذي يدور في منطقتنا وعلى حساب جماهيرها و عمالها.
الصراع هذا هو صراع حول السيطرة على المنطقة بأكملها. إذن من وجه النظر الموضوعية ان سياسات القوى الكبرى و المحوريين في المنطقة تمس كل المسائل السياسية التي تخص المنطقة, بما فيها ما يسمى" بالربيع العربي" والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني, و الوضع المضطرب في سوريا و لبنان و الصراع حول الجزر الثلاثة طنب الصغرى والكبرى و ابو موسى بين إيران والخليج و الصراع حول البحرين و و الصراع حول ما يسمى بـ" القضية النووية الإيرانية " و الصراع السياسي الدائر في العراق حول التحكم بالسلطة و بناء الدولة بين قوى المختلفة... في التحليل الاخير ان كافة الصراعات في المنطقة وفق منظور القوى العالمية تشكل رزمة سياسة واحدة. ان المفاوضات و المقايضات بين القوى الكبرى و والقوى في المنطقة تبرز على اساس هذه الرزمة الكبيرة, وليس كحالة مختلفة بل كحالة مترابطة بقوة. مثلا ان " الربيع العربي" بفعل هذه الصراعات وبعد تجربة تونس ومصر أصبح " الخريف العربي" حيث استفادت القوى العالمية من تجربتي مصر وتونس, وحولوا الثورة في ليبيا وسوريا الى منعطفات سياسية رجعية, الى منعطفات طائفية و قبلية و قومية بعيدة كل البعد عن روح اية ثورة, حينما نتحدث عن الثورات, خصوصا في ظل غياب دور الطبقة العاملة السياسية. او للمثال ان القضايا التي نوقشت في قمة الثمانية الاخيرة في كامب ديفيد يوم التاسع عشر حول سوريا و الملف النووي الايراني و امدادات الطاقة و اجتماع خمسة زائد واحد يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري لهما تاثير كبير على الشأن العراقي والسوري والايراني والمنطقة باجمعها. حيث مع تقدم المفاوضات بصورة ايجابية للطرفين يؤثر بشكل كبير على الشان السياسي العراقي. اقول بصورة ايجابية يعني بصورة التي تتوصل اليها القوى الكبرى وفق الصفقات والمساومات التي فيها مصلحة للطرفين.
نرجع الى العراق, ونرى ان الوضع السياسي المتأزم او المنهدم هو انعكاس مباشر لهذه الاوضاع ولهذه الصراعات بين القوى الكبرى والأقليمية في المنطقة. ربما يسال السائل لماذا هناك تأثير كبير لهذه الصراعات على الشأن العراقي؟! اقول لان القوى البرجوازية الاسلامية والقومية او بالأحرى القوى البرجوازية هي سائدة, ولكل قوى برجوازية امتداداتها الاقليمية والدولية, تعتاش عليها لضمان بقائها وسيطرتها على الحكم او الاستقواء بها,و كل وفق تصورها السياسي حين يتعلق الامر بالاصطفاف السياسي مع احد الاقطاب او احدى المحوريين في المنطقة هذا من جانب ومن جانب اخر, ان اساس العملية السياسية في العراق بنيت على اساس الادارة بالازمة. لحين سيادة هذه القوى على المشهد السياسي في العراق, نرى انعكاس وتاثيرات الصراع الاقليمي والدولي على الوضع العراقي بصورة جلية وساطعة. ان اكذوبة " عدم التدخل في الشؤون الداخلية" تظهر بصورة واضحة في كل عمل او قرار تتخذها تلك القوى.
على اية حال ان الوضع العراقي سيشهد قريبا استقطابات سياسية جديدة بتأثير الصراعات الجارية في المنطقة, حيث ظهرت بوادر اولية لإستقطابات جديدة... نرى الصراع داخل التحالف الوطني بل داخل الائتلاف الوطني ونرى الصراع اعمق في صفوف القائمة العراقية حيث انشقت إلى عدد من كيانات سياسية مختلفة منها العراقية الحرة و البيضاء و الجديد ربما في الطريق, والهاشمي منهزم وهو في خارج العراق, واليوم بدأ الحديث حول سحب الثقة من النجيفي القائد الاخير في القائمة العراقية الذي لم يصله سيف دولة القانون لغاية اليوم, وايضا نرى الصراع داخل الصف التحالف الكردستاني ولو بصورة غير بارزة.
المشهد السياسي الراهن في العراق, هو كالتالي:على صعيد الطبقة البرجوازية و حركاتها واحزابها المختلفة: الصراع الدائر بين الحركة القومية العربية و احزابها وكياناتها المختلفة (القائمة العراقية والقوى المنضوية معها) والاسلام السياسي الحاكم ( التحالف الوطني الذي يمثل دولة القانون و الائتلاف الوطني)بقيادة دولة القانون, هذا من جانب و الصراع بين الحركة القومية الكردية "التحالف الكردستاني" أو "الاقليم" مع الاسلام السياسي الحاكم حول مادة 140 و ميزانية البشمركة, وقانون النفط والغاز... يضاف الى ذلك الصراع الدائر والقوي بين الحركة القومية الكردية و الحركة القومية العراقية" التي لم تشكلت على هيئة كتل وقائمة معينة لحد الان" ولكن هذا الصراع توحدت القوى الإسلامية بقيادة المالكي مع اطراف عديدة من القائمة العراقية, اي قوى من القومية العربية ... نرى ذلك بوضوح. حيث تمكن المالكي في محاربة ومصارعة التحالف الكردستاني عبر نهجه القومي العراقي- الإسلامي , بفضل سياسته هذه, ومن هنا سحب البساط من تحت اقدام القائمة العراقية الى حد كبير, حيث بعد الانشقاقات التي ذكرناها آنفاً, هناك اكثر من عشرين عضو في القائمة العراقية لا يؤيد قرار قائمته حول سحب الثقة عن المالكي, وذلك لدفاع المالكي عن السياسة القومية بشكل واضح والتي طالما عرفت بها القائمة العراقية و المجلس السياسي العربي في كركوك او كتلة العدل والإصلاح في نينوى... اذن المشهد في صف الطبقة البرجوازية له محاور عديدة... كما شرحنا بصورة ملخصة.
وصل الامر الى تقارب بعض فرقاء جزء من القائمة العرقية بإمكاننا ان نقول "الوفاق الوطني" وكتلة " العراقيون " بقيادة النجيفي... مع التحالف الكردستاني وخصوصا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني, في حين نرى استقواء حزب المالكي الدعوة وكتلته دولة القانون على حساب العراقية, كما شرحنا اعلاه, حيث ان العراقية البيضاء والحرة ناهيك عن اكثر من عشرين نائبا اخر في القائمة يؤيدون المالكي وسياساته... اما التيار الصدري يحاول ان يمسك بزمام الامور وقيادة الاسلام السياسي الحاكم عبر سياسته وفق التحولات الجديدة على الصعيد السياسي في العراق, حيث يحاول الصدر وتياره, ان يقود التحالف الوطني وفق التصور التوافقي الذي ولى زمانه , حيث ليس بالإمكان البقاء على التحالف الوطني و تأيد المحور الايراني –السوري, وفي الوقت نفسه اقتراب من المحور التركي العربي الذي يقوده البارزاني و العلاوي... من هنا ووفق الرؤية السياسية البعيدة ليس بامكان سياسة الصدر ان تبقى الى اجل طويل وان تؤدي الى الاستقرار بعكس المالكي الذي يحاول بقوة جلب القوى العربية الى جانبه والى محوره ومصارعة القوى القومية الكردية والمحور المقابل.
كما تعلمون ان المبادرة الاخيرة للطالباني هي ليست مبادرته الوحيدة, بل انها المبادرة الثانية والثالثة على التوالي, انتم تعلمون كان في البداية لديه مبادرة مفادها جمع كل التحالفات والقوائم المتصارعة في مؤتمر وطني في السليمانية او بغداد في بداية السنة الجارية و كان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر حتى قبل نهاية السنة الماضية و بعد ذلك كان هناك توجه لعقده قبل مؤتمر القمة العربية في بغداد... ناهيك عن مبادرات و أطروحات كثيرة اخرى من قبل البارزاني و الصدر والحكيم وأخيرا المالكي. على اية حال ان المبادرة الاخيرة للطالباني هي حصيلة اجتماعات وجولات مكوكية عديدة مع الاطراف السياسية لحلحة الوضع والخروج به الى بر الامان... ان اساس هذه المبادرة متناقض مع هدفها اي الخروج من الازمة السياسية. ان أسسها تعتمد على محوريين رئيسين: الدستور و الاتفاقيات المبرمة بما فيها اتفاقية اربيل التي تشكلت على اساسها الحكومة الحالية و الرئاسات الثلاثة. لكن كل هذه المسائل هي مسائل شكلية الى حد بعيد, نظراً لان العراق لحد الان ومع مرور اكثر من تسعة سنوات على الاحتلال لم تم بنائه كدولة لها طابعها الخاص مثل باقي الدول العالم, بل انها في مرحلة التكوين اي في مرحلة انتقالية.
ضمن هذا الاطار كيف بامكان بناء دولة من قبل اطراف برجوازية متصارعة مع بعضها البعض, ومن هناك سياسة المحاور تؤدي دورها, كل محور من المحورين يحاول بناء الدولة وفق مصالحه السياسية, اي وفق استقوائها وتحولها الى لاعب اقليمي اقوى من منافسيه, ان بناء الدولة في العراق من المنظور البرجوازي يعتمد على التوافق طويل الامد بين المحورين المختلفين او تحجيم احدهما من قبل الاخر, وبالتالي تحولها الى لاعب اكبر في المنطقة. اي مبادرة او اطروحات لحلحلة الوضع يجب ان يتم الاتفاق عليها ضمن هذه الرزمة السياسية الكبيرة. وبهذا ان اي مبادرة ليس بامكانها ان تؤدى الى الاستقرار والامن في العراق, طالما هناك صراع شامل على المنطقة.
ولكن في خارج هذا الاطار هنالك قوة طبقية اخرى وهي الطبقة العاملة ومعها الجماهير المحتجة والمستاءة والمتذمرة نتيجة للفقر و البطالة وسوء الخدمات وقمع الحريات السياسية والمدنية... بالرغم من ضعف الطبقة العاملة من ناحية التحزب السياسي و التنظيم و الرؤية السياسية, انها قوة لا يستهان بها, نظرا لموقعها الاقتصادي وخصوصا في القطاع النفطي, انها تحركت ودافعت عن مكتسباتها وعن حقوقها في الفترة الماضية ولكن بعيدة لحد الآن عن نهوض بحركتها السياسية بوجه سلطة الرأسمال في العراق وفق رؤية سياسية واضحة. ومن جانب اخر ان الاحتجاجات الجماهيرية على الرغم من تنوعها و كثرتها ولكن ايضا لديها ضعف كبير من ناحية التنظيم والرؤية. ان تنظيم العمال في تنظيمات جماهيرية و تنظيمهم في الحزب الشيوعي العمالي هو اجابة واقعية لاوضاع الحالية في العراق, واخراجها من اطار الطبقة البرجوازية وحركاتها المختلفة. يجب تنظيم هذا الصف مع الجماهير المحتجة وفق رؤية عمالية شيوعية التي هي بالأساس إخراج المجتمع من قبضة هذه القوى الاسلامية والقومية. ليس امام المجتمع في العراق على المدى المنظور الأمن أو الاستقرار و الخروج من دائرة المحاور الاقليمة الا بقوة وتنظيم الطبقة العاملة المتحزبة في حزبها.
سايت الحزب: وفي الجانب الاخر، أبدى رئيس الحكومة نوري المالكي، الأحد، تأييده الكامل لمبادرة جلال الطالباني التي تضمنت ثمانية بنود، حيث شدد على ضرورة أن تضع الأطراف السياسية مصلحة الوطن واستقراره وأمنه فوق أي اعتبار آخر. لماذا أدرك المالكي الان، مصلحة الوطن بين ليلة وضحاها بعد بيان الطالباني متناسيا تصريحاته النارية يمينا وشمالا؟ ماهي المدلولات السياسية لتصريحات المالكي بهذه الصورة؟.
سامان كريم: منذ مدة غير قليلة نرى ان الخطاب السياسي لكتلة القانون وحزب الدعوة الذي يقوده المالكي تغير بشكل حاد, حيث يرتكز على محورين : الأول طائفة دينية معينة حيث يحاول المالكي بقوة بقاء تحالف الوطني لمصلحته و ولململته حول سياساتها والثاني على القومية العراقية بمفردات و تقاليد القومية العربية, منها تصريحاته الأخيرة حول كركوك, او حول البشمركة او حول البارزاني .... انها محاولات لمصارعة الحركة القومية الكردية واحزابها والحد من مطالبها من جانب ومن حانب اخر لتحجيم قوى الحركة القومية العربية بصورة عامة ومنها القائمة العراقية وبرأيي نجح المالكي في مسعاه هذا الى حد كبير كما شرحنا في معرض اجابتنا لسؤالكم الاول.
المالكي حزبه وكتلته, كتلة وحزب برجوازي يبتغي بناء الدولة وفق ما يراه مناسبة مثل باقي الحركات البرجوازية الاخرى, ويرى ان الزمن الذي شرع فيه الدستور ولى , عليه يحاول بناء الدولة وفق السياسة الخاصة به, دولة عراقية قومية-اسلامية وفي خطه العام لا يؤمن بالشراكة الوطنية ولا بالتوافقات السياسية المألوفة لحد الان بين الفرقاء السياسيين. ان الدستور الذي يتحدث عنه المالكي وكتلته, هو دستور جديد ولكن ببطانته القديمة نظراً لان الوضع السياسي في العراق و التوازنات الجديدة للقوى تجاوز الدستور الموجود الى حد كبير. برأيي تصريحاته النارية و عناده سببه تماسك وقوة كتلة دولة القانون كتلة المالكي , لانه أصبح أكثر قوة مقارنة بمرحلة الانتخابات الماضية مثلا, ناهيك عن وجود توافق دولي واقليمي مع وجود المالكي في الحكم وخصوصا التوافق الإيراني الأمريكي لحد الان وبرأيي سيتقوى هذا التوافق بعد اجتماع خمسة زائد واحد حول إيران في بغداد خلال هذه الأيام .
سايت الحزب: اكدتم، في حوار سابق بخصوص اوضاع العراق في بداية هذه السنة ان العملية السياسية آيلة للسقوط، وان كل الاطراف تحاول ان تطبع العراق بطابعها وتحسم السلطة السياسية في العراق الاسلام السياسي بقيادة المالكي من خلال تحجيم الحركة القومية العربية" القائمة العراقية" في المشاركة الفعلية في العملية السياسية.. الى ان وصل الامر الى اتهام الهاشمي نائب رئيس الجمهورية بمساندة الارهاب ، واصدار مذكرة الاعتقال بحقه وغيرها من السياسيات الاقصائية التي انتهجتها حكومة المالكي ضد الخصوم . السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف تقيمون العملية السياسية الآن؟ وأين وصلت توازنات القوى بحيث يجعلهم يعودون مرة اخرى على طاولة المفاوضات ويبحثون عن الحل؟.
سامان كريم: نعم أتذكر هذه المقابلة, حينذاك وكما الان تحاول القوى البرجوازية ان تطبع الدولة بطابعها. اما اليوم تغيرت الصورة على المسار نفسه, حيث ان المالكي وكتلته اصبح اقوى بكثير كما شرحنا اعلاه بصورة مفصلة, تم تحجيم القائمة العراقية الى حد كبير. القائمة العراقية اي المنظمات والاحزاب القومية فيها منقسمة بين كتلة القانون والتحالف الكردستاني , والانقسامات هذه لحد الان لصالح المالكي وتوجهه السياسي. برأيي ان العملية السياسية "السابقة" انتهت الى حد كبير, الباقي منها قشرتها فقط. ان الصراعات الشديدة والاتهامات الكبيرة خلال الفترة الماضية تشهد على صحة قولنا.ان قول البارزاني " من المستحيل التعامل مع المالكي" ليس " كلام جرايد" بل تعبير واقعي عن سقوط العملية السياسية, او مقابلة نوري المالكي مع الفضائية " ناليا الكردية".
ربما يجلسون على الطاولة ولكن لماذا لا يجتمعون, على الرغم من المبادرات العديدة، هذا هو السؤال الأهم؟! برأيي ان مسالة الاجتماع من عدمه هي قضية سياسية بحتة. المالكي وكتلته أصبح اقوى والمعارضون له أصبحوا ضعفاء مقارنة مع مرحلة الانتخابات الماضية او مع المرحلة التي أبرمت فيها اتفاقية اربيل التي تشكلت على اساسها حكومة المالكي الحالي. المالكي يهدف الى بنية سياسية للاجتماع هي الدستور, ولكن اتفاقية اربيل هي اتفاقية الشراكة في الحكم, حيث نوقش فيها مجلس السياسات الإستراتيجية لعلاوي و توزيع الوزارات الأمنية بما فيها وزارة الدفاع للقائمة العراقية, وفيها قضية ميزانية البشمركة و قانون النفط والغاز... اما الدستور ليس فيه هذه المسائل بل فيه كتلة اكبر او اصغر. ليس من مصلحة المالكي ان يستند الى اتفاقية اربيل نظرا لمقدرته على مواجهة الآخرين مقارنة بتلك الفترة.
اذن ان الاجتماع او الجلوس مع البعض ليس القضية بل القضية هل يتوصلون الى اتفاق اخر, بحيث يؤدي الى تنفيذ اتفاق اربيل ؟! برأيي لا. ان الحركات السياسية عادة لا يسلمون مصالحهم و مكاسبهم الى الآخرين كهدية بل انه صراع سياسي يزيد قوة طرف على حساب أطراف أخرى. برأيي على المدى المنظور ان الاجواء الاقليمية والدولية ستكون لصالح المالكي. اقول على المدى المنظور, لان الصراع الأشد هو امامنا بين مختلف القوى داخليا ودوليا واقليميا.

سايت الحزب: كيف تنظرون الى نتائج هذا المؤتمر؟
سامان كريم: كما اكدت وأؤكد مرة اخرى, حتى اذا انعقد المؤتمر سيكون نتيجته اذا هناك نتيجة ما مرحلية وليس ثابتة. ان طبع الدولة في أية دولة كان وخصوصا في العراق الذي تتشابك فيه القضايا الدولية والإقليمية في التحليل الاخير( لا اقول بصورة تكتيكية مؤقتة, نتيجة لصفقات ومساومات بين دول عدة وقوى داخلية عدة, وهذا احتمال وارد) يتم عبر انفراد احد أطراف البرجوازية وبعد ذلك فرض التعددية السياسية للبرجوازية بما يتناسب ووضع الاستثمار الرأسمالي و إخضاع العمال. 22ايار 2012



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الشيوعية اتجاه الوضع السوري
- في اليوم العالمي للعمال دولة رئيس الوزراء , يحاول إبعاد العم ...
- التنظيم الشيوعي واللجان الشيوعية
- الضرب على الوتر القومي -العرب- و -الكرد- سلعة متعفنة !
- الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الخامس لحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق
- حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي
- حول المستجدات السياسية في العراق على هامش قضية طارق الهاشمي
- حول الوضع السياسي في العراق
- بمناسبة حل منظمة -مؤتمر حریة العراق-
- قيادات شابة، هي حاضر الحزب ومستقبله!
- مصر الى اين؟!
- حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم
- سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- النضال ضد البطالة
- مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة
- رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حول الأوضاع الراهنة في العراق