أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..















المزيد.....

التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد قرأت بتأمل واهتمام بيان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية الصادر عن المؤتمر الاول والمنعقد في اربيل بتاريخ 5-5- 2012 وخرجت برؤى وأنطباعات استدعت
مني القول بكل اسف وصراحة أن فكراً عقلانياً مستنيراً مسؤولاً في الثقافة السياسة العراقية لم يتأسس بعد، وليس بالامكان أن تحس به وتستلهمه أو تتأمله قريباً، رغم كثافة التجارب والتبدلات العميقة والتغيرات الهائلة التي أجتاحت بلادنا والعالم. فهذه الثقافة في اغلب اتجاهاتها هي منظومة متخلخلة ومتناقضة ومازالت تتفاعل ومختزنات الذات الانتهازية وسايكلوجيتها المأزومة وقيمها الفجة ونظرتها السطحية الى المحتدمات السياسية بنمطية مكررة، والكثير من السياسيين والمثقفين أبناء هذه الثقافة مازالوا يتعاملون برؤى تنقصها الحصافة والدراية قبل الفعل ، ويبدو أن خروجهم من دوائر الايدلوجيات المغلقة وأستحكاماتها لم يضف اعتبارات ملهمة لتحاشي منزلقات عواقب اللعب في ميادين السلطان المعتمة بغير حساب المتغيرات والاستحقاقات، فالموقف السياسي بديهياً له حساباته وأجندته عندما يتعلق الامر بمختلف القوى سواء كانت في السلطة أو خارجها.. مع ذلك فالمسافة بين السلطة والمثقف بقيت على الاغلب عائمة ومفتوحة بحدودها ومفاصلها بأعذار وتهويمات مفبركة لتتماهى في النتيجة ومشروع السلطان السياسي الذي هو في المحصلة هدف ومصلحة يستمرئ الواقعية السياسية على حساب المبادئ والاخلاق ،والمثقف الحر يزدري المشاريع السياسية على حساب المثل. وهذا هو بالضبط مأزق ألشخصيات الرئيسية في التجمع العربي لنصرة القضية الكردية التي افتعلت موضوعاً وقضية تغيرت تماماً ظروفها ومشروعها جذرياً ولم تعد بالتوصيف التاريخي قضية عادلة بمواجهة نظام دكتاتوري فاشي، فالاكراد في العراق يستأثرون الان بمكانة ودور لايحض بأقل من معشاره بقية الاكراد في الدول المجاورة، فهم مشاركون رئيسيون في العملية السياسية ولم تعد كردستان هدفاً لعسف الدكتاتورية بل هي دولة حقيقية داخل دويلة العراق ألهشة، والاكراد يتحكمون بمصيرهم ومصير بغداد ،وقادتهم مترعون بكأس الغرور وفائض القوة مستعرين بهوس قوماني جارف ولا أدل من ذلك تصريحات السيد مسعود البارزاني المتكررة والقادة الاكراد الابتزازية التي باتت لاغلبية العراقيين معروفة وموثقة وممجوجة.. وبايجاز أقول لم تعد هنالك قضية كردية عراقية بالمعنى النمطي التاريخي ليجري مؤازرتها أوتشكيل تجمعاً يتداعى لنصرتها ومفهوم (القضية الكردية) مفهوم عائم وفكرة مصطنعة في الظروف الحالية ،ولوكان الامر يتعلق مثلاً بتجمع عربي لنصرة التجربة الديمقراطية في كردستان لهان الامر ويمكن تفهمه في ضوء الاجتهاد المفتوح..

تساؤلات مشروعة وضرورية..؟
في هذا الملف تتداعى تساؤلات عديدة منها مايكتنفه الغموض ويثير الجدل فيما يتعلق بماهية ومصداقية هولاء العرب المشاركون في مؤتمر نصرة (القضية الكردية) الذين تنادوا لحضور المؤتمر.. كعرب.. ومن بلدان مختلفة.. منها مثلاً لماذا لم يولوا قضايا بلدانهم الساخنة الاهتمام في هذا المؤتمر العتيد.. بحث و نصرة القضية الامازيغية او القبطية أو الاقليات الدينية في بعض البلدان العربية التي تعاني فيها من شرورالتمييز وهدر الحقوق ومادام الظلم والاجحاف اوقعه بهم العرب والمؤتمر معني مبدئياً بهذه المسائل الانسانية والحقوقية كرؤية وموقف..؟ المسألة الاخرى وهي جديرة ومستحقة لكي يبحثها ويناقشها المؤتمرون ويٌهتم بها بوصفها شؤون عراقية راهنة ملتهبة...؟ والمؤسسون هم عراقيون عرب، مثلاً نصرة القضية التركمانية.. القضية الكلدواشورية . الشبك .. الازيدية ..،الصابئة أو وضع تصوراً لحل اشكاليات ومظالم هذه الجماعات القومية المزنوقة، لاسيما في كردستان والمطالبة بمنحها حق اقامة ادارات فدرالية على غرار فدرالية كردستان وكذا الكلدو اشوريين في ضوء غيرة عربية شاملة والتعامل بأنصاف وتوازن مع الكل وعدم اختصارها على (القضية الكردية) وحينها ستبدو قضايا جديرة بالتأمل والقبول لوكان تأسيس هذا التجمع جاء كأستجابة طبيعية لمشكلات حقيقية غير مفتعلة خارج مظلة السلطان ونفوذه ودعمه..؟
مشكلتنا نحن العراقيين انى لم نحظ ببديل سياسي متوازن يتجاوز ارث الدكتاتورية ويصنع الفرصة الحيوية لنشوء حركة وطنية ديمقراطية كمرجعية حرة تتجاوز الخطاب الانتهازي تنشط في ظل رأي وموقف مستقل ازاء مختلف القضايا الوطنية ، والبديل ليس بالضرورة ان يكون النظام السياسي بل مرتكزات ألقيم وثقافة الحرية ومثلها بمعناها المتوازن في التفكير والممارسة.وعوضاً عن ذلك غصنا في مخاض مرهق، تنامت فيه الكثيرمن الافكار والقيم المتخلفة في بيئة ضاجة بالكثير من ألمنظمات وألجمعيات ألمفتعلة ألمتهافة وألفاسدة لتجري صناعة وتخريج امساخ سياسة وثقافية رخيصة وبائسة كردائف كسيحة لقوى سياسية طائفية وقومانية متنفذة، دون ان تقدم هذه الاكوام الدليل على مصداقية توجهها ورؤيتها. وعندما يتبنى التجمع العربي لنصرة (القضية الكردية) الموضوع الكردي بكل شموليته في كل البلدان التي يعيش فيها الاكراد، فهو يضع نفسه وخطابه في لجة السياسة واحابيلها اللئيمة وينخرط في متاهات مشروع قومي أخر عانى منه العراقيون كثيراً فتوحيد الامة العربية في دولة الوحدة بقيادة البعث المقبور هو نسخة تحمل ذات المنطلقات والملامح التي يدعو اليها اليها المشروع القوماني الكردي لبناء الدولة القومية ولكن برطانة كردية رغم أقراري بعدالة المطالب الكردية في بعدها الانساني..ان مجرد تشجيع الساسة الاكراد وغض النظر عن اخطائهم وسلوكهم المتطرف هو في النتيجة اضرار بقضية الشعب الكردي في التنمية والديمقراطية والتطور ناهيك عن أيقاظه للكثير من المشاريع المطوية التي تتوجس الخوف والريبة من تصاعد المشاعر القومية المنفلتة بين صفوف الشعب الكردي وبخاصة في البلدان التي يعيشون بها دون أن يسفر ذلك عن نتائج ايجابية. لقد اصبحت قضية تقرير المصير بالنسبة للشعب الكردي بيد المزاودين والحواة كقميص عثمان وورقة ضغط جاهزة يلوحونها في وجه كل من ينتقد سلبيات المشروع القوماني الكردي الجامح ويستحضرون ألانتهاكات والجرائم التي جرت بحق الشعب الكردي من قبل النظم الدكتاتورية بمثابة هولوكوس لابتزاز الاخرين وأسكاتهم، علماً ان الكثير من الجرائم التي طالت الشعب الكردي في مختلف المراحل كانت من صنع قادته الحاليين أوبسببهم ، وبتعمد يجري غض النظر عنها من لدن اولئك المتنطعون في التجمع العربي الذين يتعاملون مع التاريخ بأنتقائية وخذلان، وهذا ألسلوك وألموقف متوقع في ظل التبعية والذيلية وغياب الارادة الحرة الذي يصبح فيه الترويج لمشاريع السلطان حاصل تحصيل لهذا النهج الخائب. أن قضية تقرير المصير للشعب الكردي وأقامة دولته المستقلة هي قضية ذات تعقيد مركب والمزاودة عليها من قبل المتطفلين السطحيين تبدو بمثابة تهريج وشعارات سقيمة خارج روح الحصافة والتروي الصبور وغدا التهديد بها بأستمرار يجعل العراقي يتساءل عن جدوى العيش المشترك في وطن واحد مع شركاء ينتظرون الفرصة السانحة لينحروا شريكهم المستغفل في منتصف الطريق..؟. ان حق تقرير المصير للاكراد هو موضوع اقليمي ودولي وهو طريق طويل ومعقد ويحتاج الى تحول ديمقراطي وحضاري نوعي وعميق في منطقة الشرق الاوسط ليتحقق مثل هذا الحلم المشروع ولايمكن نيله بمشاريع ارادوية اوصخب قومي منفلت يستغفل فيه الشعب الكردي وُيضحك عليه ،ومثلما منعت المصالح الدولية قيام دولة كردية بعيد الحرب العالمية الاولى فذات الارادة هي أيضاً التي تقرر مصير هذا المشروع الاشكالي وكيفية انبثاقه، وما نراه الان في كردستان العراق من تغييرات سياسية ايجابية كبيرة هونتيجة لتظافر موقف دولي امن الحماية الدولية للاكراد عام 1991 ووفر لهم فرصة ذهبية لادارة شؤونهم بكل استقلالية أضافة الى المشاركة الفعالة في حكم يغداد..
ان سلطة اقليم كردستان لاتحتاج الى الدعم والمؤازرة ولاالقضية الكردية في نطاقها العراقي، بل هي أحوج الى النصح المستنيروانتقاد الاخطاء وفضح الفساد والتقويم العادل للانجازات ومعارضة تلك التوجهات القومانية الانعزالية الجامحة التي تتعارض وقيام مشروع دولة وطنية عراقية اساسها المواطنة وحقوق الانسان في العيش الكريم الحر والامن. لقد كان قيام التجمع العربي ونظائره هو أصرار عبثي فارغ، وفي ذات المعنى مضيعة للوقت والجهد عندما يجهر بروح العزلة ويستظهر بصناعة ألاوهام وافتعال المواقف وفي النتيجة هو تكريس لجدب الخطاب الانتهازي وخواء القلم وتجميع لحاشية تستظل بأفياء مشروع قوماني سلطوي تستحثه أجندات قومانية متطرفة في بيئة عراقية مضطربة لاتحتمل التصادم والانشطار، وهي بحاجة الى همة وضمير مثقفين احرار ينأون بأنفسهم عن كل ردائف متزلفة تؤخر ولاتقدم يساهمون في اصطفاء العلاج الناجع لمشاكل العراق والتحديات المصيرية التي تواجهه. ان توسيع الرؤية بحصافة واستلهام كرامة الموقف هما من يحددان نبل المهمة وشرفها .لاسيما وأن حياة المرء تستبقيها انفاس معدودة حين يكون في توالي العمر فليتأمل عواقب التاريخ وعبره...؟

طلال شاكركاتب عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب الشيوعية وازمة التعاقب القيادي ..؟
- العراق. والعراقيون. أزمة القيم والتكوين..؟
- خارطة طريق طائفية : وراء موقف المالكي من الانتفاضة السورية.. ...
- القادة الأكراد يستغفلون شعبهم...؟
- صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل . ...
- تباً لبرلمان نائبه حسن العلوي.. وسحقاً لجمهورية رئيسها جلال ...
- المالكي.. أما خروج متحضر..أو أمارة حجارة
- دروس من مظاهرات25 شباط ومغزى رعب المالكي منها...؟
- مستعمرة العبيد في الناصرية...؟!
- المالكي...وثمن كرسي الوزارة..؟
- شهر رمضان..بين سطحية الفهم... وغلو الاعتقاد..؟
- رمضان: شهراً للتبذير. والاسراف. والتخلف..؟
- مناقشة لبحث الدكتور عبد الخالق حسين عن دور الطائفية في تاريخ ...
- سكان معسكر أشرف: بين المقايضة السياسية.. والحل الانساني العا ...
- فدائيي صدام: وغرائب الموت في معسكر بسمايا..شهادة طبيب..؟
- في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركب ...
- الحوار المتمدن: في مقدمة المواقع الاعلامية..وبعد..!
- العربي.. يتلوى.. بين سياط... الأفتراءات ... وطعن ألاقلام.... ...
- البعثيون.. والعرب السنة.. في أشكالية تبادل الولاء...؟!
- أزمة التفكير القوماني الكردي المتطرف..وسُعار سدنة السلطان..؟


المزيد.....




- أطعمة تضعف القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال
- البنتاغون يعلن تسليم بريطانيا قاذفات استراتيجية من طراز B-52 ...
- ما هي أولويات السياسة الخارجية للحكومة
- الجزائر.. إخراج 20 مسمارا وأسلاكا معدنية من بطن رجل بسكيكدة ...
- تدريبات بأسلحة نووية غير استراتيجية.. رسائل ردع روسي للغرب
- صحيفة: الغرب يستعد لمرحلة عدم الاستقرار مع إيران
- نيجيريا.. مقتل 40 قرويا بالرصاص في أحدث أعمال عنف شمالي البل ...
- لابيد: وزير الاتصالات شلومو كارهي هددني بإسكات صوتي بعدما جع ...
- نظام كييف يواصل ترويع المدنيين ببيلغورد
- تراجع شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها منذ نحو عامين


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..