ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 17:05
المحور:
الادب والفن
الأغنية
قصة قصيرة جداً
ماجد الحيدر
كان رجلان يغنيان، أو بالأحرى: كان ثمة رجلٌ عاشقٌ يغني.
وكان صديقه يدندن معه، ويكتفي أحياناً بهز رأسه أو تحريك شفتيه، إذ لم يكن، مثل الرجل الأول، يحفظ كلمات الأغنية، بل إنه، إن شئنا الحق، لم يكن بالأصل ذا صوت جميل ولا حاذقاً في أصول الغناء ومقاماته.
كلاهما كان نصف ثمل، وإن كان الأول أقرب الى السكر.. ولمَ لا؟: إنه الربيع.. إنه المهرجان.. والأطفال، والعشاق، والثياب الجريئة.. التي تملأ الشوارع والحدائق والساحات..
وشيئاً فشيئاً تجمع الناس حولهما..
وشيئاً فشيئاً سكن الضجيج.. وبقيت الأغنية الهادرة العجيبة تحلق بالأفئدة.. وتنسيهم الزمان..
وهدأت، ثمة خبت.. انتهت.. كما تنتهي الأشياء..
لكنه.. أي الرجل العاشق.. ظل يغني.. وإن لم يسمعه أحد.. منتحياً عن الحشد.. دائراً.. راقصاً كالدراويش.. ومن عينيه الغائبتين عن الوجوه.. كان سيلٌ صافٍ من دموع.. يبلل نحره..
غير أن الرجل الثاني.. كان منشغلاً بالانحناء للجمهور.. شاكراً سيل التصفيق.. وصيحات الاستحسان!
21-5-2012
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟