أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمعى أسعد - أقباط وانتخابات ومزايدات














المزيد.....

أقباط وانتخابات ومزايدات


شمعى أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمارس الجميع الآن الضغط النفسى على الأقباط مذكرين إياهم بدماء الشهداء (شهداء المسيحيين تحديداُ كأنهم بلا ضمير لا يهمهم سوا شهداءهم) حيث يقوم من يمارس هذا النوع من الضغط باستخدام لغة عاطفية شديدة الرقة مثل تعبيرات "نداء إلى أخوتنا الأقباط أو أهلنا الأقباط" ثم يحدد ما يريده بعد كل تلك النداءات الإنسانية بطلب أكثر إنسانية وهو أن يصحو ضمير الأقباط ولا يضحون بدماء الشهداء فيذهبون إلى صناديق الإنتخابات ليعطوا أصواتهم لعمرو موسى أو أحمد شفيق، ثم يشفع طلبه بعبارة رقيقة "إن نسيتم شهداء القديسين نحن لن ننساهم"
هكذا فى جملة واحدة يصنع من يوجه هذه الرسالة من الأقباط كتلة واحدة بصوت واحد ورأى واحد تتحرك بمحرك خارجى سواء كان توجيها كنسيا أو نداء إنسانى متجاهلين تنوعها ومتجاهلين أن الخطر الحقيقى هو الإصرار على النظر للأقباط ككتلة صماء موجهة كالإخوان والسلفيين، متناسين أنهم فقط مصريون يدينون بالدين المسيحى لا أكثر، يؤيدون الدولة المدنية لأنها الضامن للحريات والحقوق، يبحثون عنها فى أى مرشح ينادى بها، ولن تكون اختياراتهم طائفية أبدا بحيث يقال لهم من يختار غير المسيحى فتلك خطية، أو أن إختيار غير المسيحى هو خروج عن الملة، لا تمارسوا الإسقاط أرجوكم وانظروا الى الأقباط كبشر عاديين لا ككائنات فضائية لا تفكر أو يحركها أصحاب المصالح.
والأقباط ـ لمن لا يعلم ـ هم جزء من التشكيل والتكوين المصرى ففيهم ككل المصريين ثوار وفلول وحزب كنبة وفيهم من هو غير مهتم أصلا، وبالتالى فيهم من سيختار ممثلى الثورة ومنهم من سيختار الفلول ومنهم من هم فى أحزاب سياسية بالفعل وبالتالى ستذهب أصواتهم لمن ستدعمه تلك الأحزاب ومنهم أيضا من سيقاطع، منهم من هو مع الثورة ومنهم من هو ضدها، منهم من هو ثورى ومغامر بطبعه ومنهم من يبحث عن اسقرار هادىء ولا يريد لأى شىء حوله أن يتغير، هم طبيعيون جدا كما ترون ولا يحتاجون أبدا لتلك النداءات التى تفترض فرضا مهينا أنهم مغيبون وأن هناك من يتلاعب بأصواتهم ويحركهم بخيوط شفافة وفق حسابات أو مصالح لا يدركونها.
وإن كانت الإنتخابات بالنسبة لكثيرين هى بين ثوار وفلول، فبالنسبة لكثيرين أيضا ومنهم الأقباط هى بين فلول وثوار وإسلاميين يريدون تغيير هوية الدولة وفق رؤيتهم الخاصة، وبالنسبة للأقباط سيظل لهم مرشح دائم مهما تنوعت التقسيمات وتعددت هو الدولة المدنية، فالصراع صراع هوية فى المقام الأول لا صراع ثورى، فالثورة ليست هدفا فى حد ذاتها إنما الهدف هو دولة مدنية عادلة تساوى بين الجميع.
وأتعجب من هؤلاء الذين يتهمون الأقباط بخيانة الثورة التى قامت من أجل دولة مدنية ثم يدعمون هم أنفسهم من يعدوهم بدولة دينية وفى هذا "بارادوكس" أو تناقض ضمنى حيث تشمل الدعوة المعنى وعكسه فى نفس الوقت وهذا لا يعنى إبدا إقصاء الإسلاميين لكن يعنى حرفيا أن مشروعهم يتعارض مع مشروع الدولة المدنية الذى يدعمه مصريون كثيرون ومنهم الأقباط، أما ما أرفضه فى الإسلاميين وهذا حق لى هو تغيير هوية الدولة وسحبها إلى منطقة اللا عودة والصراع على الهوية هنا هو صراع مصير وهدفه على المدى الأطول هو منع الإقصاء لإن الجميع يعرف أن الدولة الدينية ستكون المناخ الخصب لممارسة الإقصاء وفرض سطوة الأغلبية وأنا هنا أتكلم عن سلوك استقوائى طبيعى سيقع فيه من سيشعرون بالغلبة والنصرة تسندهم فكرة أنهم يطبقون مشيئة وشريعة الله مما سيعفيهم من أى إحساس بالذنب تجاه من يرونهم فى معسكر الكفر، أما الدولة المدنية فلا "آخر" فى قاموسها حيث كل المواطنين سواء والآخر فى مفهوم الدولة المدنية قد يكون من بلد أخرى لا من عقيدة أخرى.
سؤال أخير أوجهه إلى من يلوم الأقباط مقدما لأنهم حسب رأيه سيكونون السبب فى نجاح رموز النظام السابق فى الإنتخابات، لماذا يفوز عمرو موسى فى أغلب استطلاعات الرأى بمركز متقدم هل بسبب الأقباط؟ أم بسبب الأغلبية المسلمة فى عينات البحث العشوائية؟ إذا قبل لوم الأقباط أو تأنيبهم من باب أولى ننظر داخل بيوتنا فقد يكون أهلنا الذين فى المنازل هم الداعمون الأكثر للفلول.
أما بخصوص شهداء القديسين ومن قبلهم ومن بعدهم شهداء كثيرين فالأقباط لم ينسوهم بل نساهم المجتمع بأكمله وهؤلاء الذين يزايدون على الأقباط فى موسم الإنتخابات لم يطالب أحد منهم أو يضغط لإعادة فتح ملف القضية التى نامت أو ماتت لا فرق.
شمعى أسعد
19/5/2012



#شمعى_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحى لا يطالب بحذف المادة الثانية من الدستور
- على من نراهن؟
- أين تقع القضية الفلسطينية
- عزيزى الإرهابى . . أفتقدك
- حرب البسوس بين مصر والجزائر
- أن تكون جمال عبد الرحيم


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمعى أسعد - أقباط وانتخابات ومزايدات