أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شمعى أسعد - أين تقع القضية الفلسطينية














المزيد.....

أين تقع القضية الفلسطينية


شمعى أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 20:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


للقضية الفلسطينية عوامل كثيرة جعلتها تتعقد وتتضخم ولا يبدو لها حلاً واضحاً فى الأمد القريب، من أهم هذه العوامل فى تصورى هو ما حظى به العرب من صفات سلبية قاتلة، وهى صفات كانت جديرة ليس فقط بتعقيد القضية الفلسطينية بل تسببت فى تأخر نمو وتقدم العالم العربى كله، وما حال فلسطين هنا سوى نتيجة منطقية لا تدعو أبداً للدهشة، وسأقف هنا عند ثلاث من تلك الصفات السلبية.
أول هذه الصفات هو قصور الرؤية العربية على الأمور المنظورة، بينما يتحلى العدو فى المقابل ببعد نظر كبير، ظهر ذلك فى بدايات المشكلة الفلسطينية حينما كان اليهود يشترون الأراضى الفلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم برضا وقبول الطرفين، لم يدرك العرب وقتها أنهم بهذا يصنعون أكبر مشكلة فى تاريخهم، كل ما فكر فيه الفلسطينى هو المكسب المادى المنظور حينها، بينما على الطرف الآخر كان اليهود يخططون لمستقبلهم ويعرفون جيداً ما كانوا بصدد القيام به.
نأتى لثانى صفة عتيدة فى الشخصية العربية وهى نعرة الـ "نحن" أو الـ "أنا" التى بسببها تضخمت الذات العربية بدون اساس قوى يبرر هذا التضخم، نتج عن ذلك رغبة قوية فى الصدام مع العدو بدون استعداد حقيقى لذلك مما تسبب فى مزيد من المشاكل، تجلى ذلك فى أسوأ صورة فى حرب النكسة التى خرجنا منها بخسائر أكبر فى الأرض العربية، ثم انحصر الطموح العربى بعدها فى العودة لحدود ما قبل 67، وهذا ما يسعى له العرب حتى الآن مما جعل البعض يتساءل مؤخراً ماذا كانت المشكلة قبل 67 إذاً.
أما ثالثة الأثافى فى الصفات السلبية العربية فهى "تحول الهدف" حيث لا نتمسك بإصرار بالهدف الأساسى، بل نتركه بسهولة فى منتصف الطريق لنتحول إلى أهداف جانبية تصرفنا تماماً عن الهدف الأصلى، انظروا ما آلت إليه القضية الفلسطينية الآن التى لم يعد لها ذكر تقريباً، وتم تحويل الهدف إلى قضية أخرى فرعية اسمها "غزة"، ومع الوقت استبدلت فلسطين بغزة، ولم تعد حتى الشعارات والهتافات تردد اسم فلسطين بل غزة، لقد تحول الهدف بسهولة شديدة والتفتت الأنظار إلى غزة ونسى الجميع فلسطين أو تناسوها.
والغريب أن حتى هذا الهدف الفرعى تحول أيضاً، فقد صار الجميع يهتم بالأزمة الواقعة بين فتح وحماس، وأخذ ذلك جهد كبير ووقت أكبر واستنفذت طاقة الوسطاء ولم يصل أحد لنتيجة، وحدث ما يشبه التحول المركب للهدف، بل أننا تفوقنا على أنفسنا وتحولنا مرة ثالثة عن الهدف الأخير المستجد ودخلنا فى أزمة جديدة هى أزمة المعونات والمساعدات، واستفادات اسرائيل ـ وهذا حقها ـ من قدرتنا البارعة على التحول السريع فضربت ضربتها الأخيرة التى وجهتها لقافلة الحرية لتتضائل مرة أخرى القضية الفلسطينية التى انكمشت فى غزة وتقزمت فى قوافل المدد الغذائى، وكنت قد تعجبت وقتها كيف تتصرف اسرائيل ـ على غير عادتها ـ بهذا الغباء وتعرض نفسها لهذا النقد الدولى، ولكنها كانت أذكى مما تخيلنا، فقد كانت تعرف كيف تلهينا، وكنا نعرف نحن أيضاً كيف نلهو، بل أن لهونا وصل لدرجة أعلى بشكل يدعو للدهشة من قدرتنا مرة أخرى على الانسياق خلف كل من يحاول جرنا، حيث رفض حزب الله ان يرسل أى معونات لغزة حتى لا يعطى اسرائيل فرصة جديدة لعرقلة القوافل (وجه مبتسم)، ألهذه الدرجة نحن نطور من صفاتنا.
وهذه الصفة الأخيرة "التحول عن الهدف" لو طبقناها على قضايانا الداخلية لوجدنا ما يعضدها أكثر وأكثر، ألم تكن المشكلة المفتعلة بين مصر والجزائر هى تحول فاضح عن أهداف كانت أكثر أهمية من مباراة كرة قدم، ألا تحدث فى مصر مثلاً أحداث طائفية تلهينا من وقت لآخر عن مشاكلنا الحقيقية، بل ألم تكن القضية الفلسطينية ذاتها هى أكبر تحول للأهداف ألهانا لسنوات طوال عن النمو الداخلى فى مصر، وظل الشباب يثور ويتظاهر طوال تلك السنوات من أجل فلسطين وحدها، ثم أفقنا لنجد واقع داخلى متدهور جعلنا نعيد هيكلة أهدافنا، لتخرج مظاهراتنا مرة أخرى بروح جديدة لهدف جديد اسمه "التغيير".



#شمعى_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزى الإرهابى . . أفتقدك
- حرب البسوس بين مصر والجزائر
- أن تكون جمال عبد الرحيم


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شمعى أسعد - أين تقع القضية الفلسطينية